السوداني العيان.. والعلاج بالخارج !ا

مفاهيم
السوداني (العيان).. والعلاج بالخارج !!
نادية عثمان مختار
[email protected]
ممرضة شابة كنت قد استضفتها من خلال برنامج تلفزيوني بقناة (أمدرمان الفضائية) حدثتني عن هموم المهنة والإشكالات التي تواجهها في عملها، وعددت لي الكثير من المواقف المؤلمة والطريفة في بعضها الآخر؛ ولكن استوقفني قولها عندما ذكرت بأسى بالغ؛ أنها تود الهجرة والعمل في المستشفيات الكبيرة بالخارج، وكان مبررها لذلك ما اعتبرته استهانة وتقليلا من شأنها كممرضة سودانية والإقبال على الممرضات (الأجنبيات) !! وقالت إنها وبنات جنسها من السودانيات لا يقللن عن الأجانب كفاءة وحسن أداء وجميل ابتسامة في وجه المريض الذي تعامله أحسن معاملة !
حديثها أرجعني لحوارات عديدة أجريتها مع عدد من الكفاءات السودانية في مختلف المجالات حيث كان (حلم) الهجرة للخارج أو (شبحه) فارضاً نفسه على الحوار دوما !!
الطبيب السوداني، وكذلك الممرضة لاتنقصهم الكفاءة ولدينا الكثير من المستشفيات الخاصة وكأنها فنادق السبع نجوم بأجرها العالي، ولدينا مستشفيات حكومية يرثى لحالها والبعض الآخر ( ممشية الحال)! ولكن رغم ذلك يفر معظمنا للعلاج بالخارج دون أن يحدد أي مسؤول في وزارة الصحة الأسباب الحقيقية وراء هجرة المرضى سعيا للعلاج خارج حدود الوطن الذي يتشدق بعض المسؤولين في حكومته بأن الوضع الطبي فيه مستتب وعلى أفضل مايكون؛ بينما لاتتوقف المطارات عن استقبال
(العيانين) السودانيين وبخاصة مطار القاهرة والأردن؛ بحسب ماجاء في تصريح للمدير العام للقمسيون الطبي د. محجوب مكي الذي استعرض فيه تقريرا عن الحالات المحولة للعلاج بالخارج فقال سيادته: (إن أكثر الدول استقبالاً للحالات هي مصر بنسبة 50% والأردن بنسبة 25%.) !!
أذكر في واحدة من ( الجلطات) المتكررة التي كانت تجتاح رأس والدي قبيل انتقاله لرحمة رب العالمين (عليه رحمة الله) لم يستطع أطباء المخ والأعصاب الكثيرون الذين عرضت حالته عليهم أن يتوصلوا لعلاج جذري له في السودان، ولكن لم يصبني اليأس والغضب إلا عندما قال لي أحد الأطباء المشهورين بكل برود وأنا التي ذهبت إليه (خائفة) بعد جلطة لوالدي أفقدته نور بصره هذه المرة؛ حيث قال : ( والله ياخ مرض ابوكم ده غلوطية نديهو علاج الجلطة تبقى سيولة وعلاج السيولة تبقى جلطة شيلوه ودوه البيت)!! فخرجت بوالدي حينها متوجهة به على الفور للقاهرة طلبا للعلاج، وهناك استقرت حالته بحمد لله، ثم تدهورت بعد عودته للوطن إلى أن فارق الحياة والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ! ماساقني لهذه الذكرى المؤلمة هو ما أوضحه المدير العام للقمسيون الطبي؛ د. محجوب مكي في تقريره الراصد لنوعية الحالات المحولة للعلاج في مصر والأردن طلبا للاستشفاء والتي بلغت في مجملها (1008) حالات !! مشيرا إلى أن أكثر الحالات تحويلا للعلاج بالخارج هي ( المخ والأعصاب) التي بلغ عدد مرضاها (162) حالة؛ تليها حالات أمراض القلب وتبلغ (142) حالة، ثم حالات جراحة العظام البالغة ( 126) !!
فإذا كانت كل هذه الحالات لمرضى سودانيين في مختلف أنواع المرض وبجميع تلك التخصصات يذهبون للعلاج في الخارج بتلك الأعداد المهولة فما هي الأمراض التي يتم علاجها بالداخل سوى الملاريا والإسهالات يا ترى ؟!!
و
اللهم اشف جميع مرضانا يارب !!
الاخبار
السلام عليكم يا اختي العزيزة مقال جميل ومهم جدأ وحقيقي موضوع يحتاج الي معالجة من قبل الأطبآ السودانين الذين لا يقدرون واجبهم المهني ولانساني الذي يقومون بة ناحية المواطن السوداني البسيط.والذين يذهبون للعلاج با الخارج لايذهبون من قلة الامكانات داخل البلد ولكن للأسف الشديد فانهم يجدون با الخارج مالم يجدوتة من الطبيب السوداني من الذي لا يعرف للمهنة الانسانية العظيمة سوأ لقب دكتور فلان ..واللة الموفق
لطفك يا رب
اختنا الكريمة
ما هذه التناقضات الطبيب السودانى لا تنقصه الكفاءة وكذلك الممرضة . ثم تأتين بمثال واقعى لما حدث معك لوالدك رحمه الله يبين عكس ما ذكرته فى الاول .
فلنكن واقعيين , الممرضة السودانية فى هذا الوقت هى الأسوأ تتعامل مع المرضى بتأفف وتكبر وأذدراء كل همها مظهرها ومرتبها آخر الشهر .
فى أحد المستشفيات تركوا طفلى حديث الوالادة من غير عناية لاننى لم أحضر لهم ما يطلبون حسب زعمهم . ولكن لطف الله بنا وبالطفل والحمدلله . فهل هؤلاء ممرضات أم قتلة ؟؟؟ 5
ما يميز الاستبداد هو الفشل بدرجة الامتياز في كل المجالات
حدثني احد المسؤليين بوزارة الصحة ان سفر المسؤليين يكلف الدولة سنويا ما يعادل بناء احدث ثلاث مستشفيات علما بان السفر لا يتم لتاهيل الكوادر بل للنزهة و حضور المؤتمرات كصحافة أجنبية .
– مصر بها أكثر من 200 جراح تجميل بينما يقوم طبيب عمومي في السودان باصلاح الشفة الارنبية لأن عدد الاخصائيين لايتجاوز اصابع اليد الواحدة . ولم تحاول الوزارة ارسال بعثات في المجالات النادرة كجراحة التجميل والاطفال والمخ والاعصاب والمسالك البولية والاوعية الدموية بل عملت على افشال كثير من المنح
د . صبري فخري … أخصائي جراحة 0912923816