مجلس الأحزاب..وظن "يعقوب"اا

مجلس الأحزاب..وظن “يعقوب”

فيصل محمد صالح
[email protected]

لم يخيب مجلس شؤون الأحزاب السياسية ظن الناس الذين عرفوا أن الهمة الأخيرة في استكمال عضوية المجلس وتعيين رئيسه حدثت لشيء في نفس يعقوب، كما لم يخيب المجلس ظن يعقوب هذا، فاجتمع في أيام قليلة وفكر ودبر ونفذ كل ما كان يطالب به “يعقوب”، ويصرح به في الصحف خلال الأشهر القليلة الماضية.
نشر المجلس بيانا في صحف الأمس يعلن فيه أن 17 حزبا سياسيا مسجلا صارت أحزابا أجنبية منذ انفصال دولة جنوب السودان، وبالتالي لا يحق لها ممارسة نشاطها بجمهورية السودان، وحرصا على وقت القارئ الثمين لا نريد أن نضيع وقته في قراءة بقية أسماء الأحزاب، فنحن نعرف، مثلما يعرف يعقوب، أن القرار مقصود به الحركة الشعبية لتحرير السودان.
ولا تحتاج أن تكون فقيها دستوريا أو خبيرا قانونيا لتعرف معايب القرار وسقطة المجلس، لك أن تعرف في الأول أن هذا الاجتماع هو أول اجتماع يعقده مجلس شؤون الأحزاب منذ خلال هذا العام الذي بلغ ربعه الأخير (جلسة رقم “1” لعام 2011) بحسب بيان المجلس، لم يجتمع المجلس منذ بداية العام ولا ناقش الطلبات الجديدة المقدمة من بعض الأحزاب، ولا تابع أوضاع الأحزاب المتأثرة بانفصال الجنوب ولم يلاحقها مطالبا لها بتوفيق أوضاعها. نام المجلس طويلا، مثل أهل الكهف، ثم استيقظ لينفذ ما تريده الحكومة وحزبها الحاكم، وبس!
كل الأحزاب السودانية، من يمينها ليسارها، بما فيها المؤتمرين الوطني والشعبي والحركة الشعبية، لها عضوية وقواعد بالجنوب، سواء ظهرت أسماؤهم في وثيقة التأسيس أو لم تظهر، وكلها بشكل من الأشكال تأثرت بعملية الانفصال، وكلها، كما يفترض العقل السوي، مطالبة بشكل ما بتوفيق أوضاعها بعد الانفصال. وقد راجعت مواد الدستور وقانون الأحزاب لأعرف إن كانت هناك خطوات معينة ينبغي على الأحزاب القيام بها بعد الانفصال، فلم أجد، وبما كان الواجب على مجلس الأحزاب أن يعود للوائحه ويفصل الخطوات المطلوبة بدقة، بدلا من عملية الفصل الجماعي التي صارت موضة.
على ماذا استند مجلس الأحزاب في قراره الذي جعل بعض الأحزاب، التي تضم في عضويتها أعضاء من الشمال والجنوب، غير شرعية ولا يحق لها ممارسة العمل السياسي في السودان، وأعطى البعض الآخر الشرعية؟ هل اعتمد على الرئاسة، بمعنى أن لو كان رئيس الحزب جنوبيا، صار الحزب غير شرعيا، ولو كان شماليا فليست هناك مشكلة. أم يا ترى اعتمد على نسبة الأعضاء من الشمال والجنوب، بحيث لو زاد الأعضاء الجنوبيون عن 50% صار الحزب أجنبيا، ولو قلوا عن ذلك فلا مشكلة، أم أنه اعتمد على وزن الأعضاء بالكيلو؟ هل اعتمد على أن هذه الأحزاب تمارس عملها بالجنوب فلا يحق لها ممارسة العمل بالشمال، ألم يعلم إذن أن المؤتمر الوطني يعمل بالجنوب ويشارك في حكومة سلفا كير؟ أم…أم..الخ.
الأهم من كل ذلك ما هي المرجعية الدستورية والقانونية التي اعتمد عليها مجلس شؤون الأحزاب في اعتماده لأي من المعايير السابقة، غير الهمة في نيل رضاء “يعقوب”؟
يعلم الله انني حاولت ان أجد له مخرجا فلم أجد، واستخدمت حسن النية في قراءة موقفه ففرت هاربة لا تلوي على شئ، ولم يبق في الصورة غير شخص الأخ “يعقوب” ، فهنيئا لسعيد بسعيدة.

الاخبار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..