غول الغلاء والعطالة المقنعة

غول الغلاء والعطالة المقنعة

د.عبد القادر الرفاعي

شارع المك نمر واخوانه (3-3)

يبدو ان السنوات الاربع القادمة ستكون حاسمة لكل من يحاول الخروج نهائيا من الازمة الاقتصادية التي لا خلاف علي ارتباطها باستمرار الحرب الاهلية في السودان او ما سيترتب عليه نتائج الاستفتاء في جنوب السودان، الي اخر ارتباطها بالازمات المستفحلة في جميع مناحي الاوضاع السياسية والاجتماعية. ولكن علي ما يبدو ، لكل متابع او مراقب، انه حول الحكم السوداني الذي يسيطر عليه حزب المؤتمر الوطني ، تدور علامات استفهام كثيرة تتناول مستقبل اقتصاد السودان ، خصوصا بعد الغليان المرتقب بعد نتائج الاستفتاء ، وباعتبار ان تلك النتائج ستظل وسوف يكون لها تاثيراتها علي ما قد يؤول اليه فقداننا العائدات من البترول في حالة تغليب الانفصال علي الوحدة . وعلي الرغم من ان البترول ليس الثروة الوحيدة في البلاد ، فان الاراضي الزراعية الخصبة ، توفر امكانيات الكفاية الذاتية في انتاج المواد الغذائية بانسبة لاستهلاك السودانيين . وتتعداها للتصدير لجلب العملات الصعبة التي كان قد بدأ انسيابها قبل وبعد نيل السودان لاستقلاله من خلال الاستثمار في الزراعة ، فان الحالة التي تجتازها الزراعة في السودان لهي من الاسئلة المطروحة بالحاح والتي تتطلب الاجابة السريعة : لماذا بلغت الزراعة في السودان هذا الحد من عدم الاهتمام ومن التدهور، في حين ان الواجب كان ان تلقي المزيد من الاهتمام حتي يكون ممكنا توجيه جانب من عائداتها نحو تحسين حياة السودانيين وان يذهب الرجاء الي مدي ابعد فيوجه قسطا مقدرا من عائدها لبرامج التصنيع الاساسية .

اذن بالامكان الاستنتاج الان ان المشكلة سياسية / اقتصادية ، وهي بعد ذلك ناتجة عن اخطاء في التخطيط وعدم التوجه نحو القرارات السليمة الواجب اتخاذها حتي وصل معدل النمو الي درجة متدنية ، وكان من نتائج ذلك ان زاد الغني غنيً وزاد الفقير فقراً .

ان السودان واقتصاده وبظروفه السياسية الراهنة يمر فعلا بمرحلة حرجة ، فالقوي يمتلك حقوق الضعيف .

والحقوق ومن بينها حق العمل لا يطالها الا اهل الحظوة المقربين من الحكم ، وبهذه المقاييس البدائية وحسب هذه القواعد والخطوات تتحرق فرص الحياة ليس من باب الحقوق للاصلح وللكفاءات وانما للذين هم علي وعد مع الحظ .. لهذا فان الاعداد الهائلة التي تجوب ? وسط الهجير ، تحت المطر ، عز الشتاء ? شوارع المك نمر وشوارع الغابة/ القوز / الرميلة / وشارع المهندسين حتي شرق نفق الكبري المؤدي الي تقاطع شارع بانت ، يحملون مناديل الورق ومياه الصحة وزينة السيارات وبضاعة الكسر وماخفي اعظم . ومن بينها الذين يحملون الببغاوات التي تصيح : ?يابليد? . هذه الطاقة الهائلة من الشباب وحتي لا تنفصل من بدن القري في الريف ، مكانها المصانع والورش التي تعلمهم الحرف حتي لا يتواصل صياح الببغاء :?يابليد? . ولكن من المسئول عن البلادة والعطالة المقنعة في شارع المك نمر واخوانه .

يتيع??

الميدان

تعليق واحد

  1. الفساد هو أس المشاكل مهما اختلف شكلها سياسياً كان أم اقتصادياً. و لولا الفساد كيف نتلقى الإغاثات الغذائية من دول لا تنتجها. نتلقاها و البسمة تعلو شفاه المسئولين (غير المسئولين). و كيف أصبح السكر نادراً و بهذه الأسعار الفلكية؟ أما المؤتمر الوطني فله يوم و ليعلم كل أعضائه بأن النار عندما تندلع لا تفرق بين أخضر و يابس و بين صالح و طالح و بين برئ و مجرم و إني لأراه قريباً و ترونه بعيداً.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..