شكراً سمو الشيخ جابر فقد أيقظتهم من غفلتهم

ماذا عن اليوم الذي يتخلى فيه العالم عن الاعتماد على نفطنا؟ هل أعددنا خططاً بديلة؟ أم أننا سنبقى منشغلين في صراع الديكة الذي أنهك البلد؟
بقلم: غنيم الزعبي
تصريح سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك عن دولة الرفاه هو قرع للأجراس.
فميزانية دولة الكويت التي توزع “الرفاه” على المواطنين تعتمد على عدة عوامل أهمها سعر النفط الذي لا تتحكم فيه لا الكويت ولا كل دول أوبك مجتمعة بل يحكمه العرض والطلب.
ومع النجاحات الكبيرة في استخراج النفط الصخري وإنتاجه فإن سيطرة الدول المنتجة للنفط التقليدية على سوق النفط أصبحت في مهب الريح خاصة مع انفتاح شهية باقي دول العالم على هذه المادة الجديدة وفتحها أراضيها لشركات النفط الكبرى للتنقيب واستخراجها لتكتسح أسواق النفط وتضع النفط التقليدي على “الرف”.
أو بمعنى أوضح “نفطكم نقعوه واشربوا ماءه” هي عبارة سيقولها من اعتمد على النفط الخليجي خلال العقود السابقة وهم يرون ملياراتهم تذهب الي شعوب الخليج لتترفه فيها ويزداد مستواها المعيشي ليصل مستويات قياسية جعلت الشعوب الأوروبية والأميركية تحقد علينا ليل نهار ويتمنوا زوال نعمة النفط وهو حلم قد يتحقق بأي لحظة.
عندها ما هو وضعنا بالضبط؟ هل لدينا الخطة “ب” لذلك اليوم “الأقشر”؟ أم أننا سنستمر في غفلتنا وسباتنا العميق وننشغل في صراع الديكة الذي أنهك البلد وكبل مسيرتها بقيود جعلتنا في مكانك سر؟
الناس يجب أن يعرفوا الحقيقة..الشعب يحتاج الى صدمات مثل تصريح سمو رئيس الوزراء، الأوضاع حولنا تتغير بسرعة ومواقف حلفائنا الكبار مثل أميركا وأوروبا بدأت تشوبها الضبابية بخصوص كيفية تعاملهم مع إقليمنا فقد سحرهم الرئيس الإيراني الجديد روحاني وأخذوا يهرولون تجاهه دون أدنى مراعاة أو تشاور مع دول الخليج حلفائهم التقليديين والذين استاءوا من هذا التقارب الأسرع من اللازم.
أمور كثيرة تحدث حولنا..تتطلب من يقرع الأجراس بقوة وهذا ما فعله سمو رئيس الوزراء لعل الناس تصحو وتستيقظ لنبدأ بالتركيز وترتيب أولوياتنا من الأهم وهي الحفاظ على وحدة هذا الوطن الى المهم وهو ضمان مستقبل الأجيال القادمة الى الأولويات الأخرى الكثيرة التي أعمت عيوننا عنها سحابات الخلافات السياسية، لنهدأ قليلاً ونعيد التفكير في وضعنا الحالي والى أين سيؤدي بنا.
نقطة أخيرة: إذا كان اقتراب اكتشاف بديل للنفط واحتمال “تخلي” حليفنا الرئيسي عنا لا يستدعي تصريحات صادمة للفت انتباه الشعب..لا أعرف ما الذي يستدعي ذلك.
غنيم الزعبي
كاتب كويتي
[url]www.leeesh.com[/url] ميدل ايست أونلاين