من يتلاعب بقوت الشعب.؟ا

العصب السابع
من يتلاعب بقوت الشعب.؟؟

شمائل النور

وزارة المالية كانت قد التزمت على لسان وزيرها قبيل إعلان الانفصال، أن السلع الاستهلاكية تحديداً سوف تستمر في الاستقرار على ما هي عليه لمدة ستة شهور فقط، وأذكر جيداً أن الوزير أصر وألح على التزام الستة أشهر، على أساس أنه وبعد انقضاء هذه الفترة سوف تكون الخطة الإسعافية الموضوعة لإنقاذ الوضع الاقتصادي في الشمال قد استوت، لم يمر على حديث المالية ستة أيام إلا وخرج السوق مُكشراً أنيابه، ليُكذِب ما إلتزمت به وزارة المالية، وطبعاً من “العبط” أن نُسائل وزارة المالية ونجبرها على إعادة ذاك الالتزام. لهيب الأسعار سيطر على كل السوق “من الإبرة إلى الصاروخ” وذلك منذ بداية إرهاصات الانفصال، وكان ينبغي أن يُفهم أنه إنذار مبين لكارثة قادمة، ثم بلغت الأسعار ذروتها بعد خروج البترول واتجاهه جنوباً، لتأتي طامة الدولار وصعود سعر الذهب إلى مستوى لا يُمكن توقعه، وتزدهر أسواق أخرى تحمل اسم “بديل الذهب”، التفسير الطبيعي والاقتصادي طبعاً أن اقتصاد شمال السودان واجه فجوة تُقدر بـ 36.5% بعد فقدان الصادرات البترولية، المعنيون بالأمر يعلمون هذه الفجوة قبل وقوعها، وغير المعنيين يعملون أكثر، والطبيعي أن تتحسب الحكومة لبدائل لسد الفجوة حتى لا نصل مضطرين إلى مرحلة “قاطعوهم حتى لا تكون فتنة” أمس بدأت عملياً حملة مقاطعة اللحوم ورأيي في حملة مقاطعة اللحوم أنها خطوة لن تكون مُجدية، وغير قادرة على حلحلة أزمة لهيب الأسعار، باختصار غالبية شعب السودان يتعاطى اللحوم في وجبة واحدة، من مجموع وجبتين، بالتالي فالمقاطعة أصلاً قائمة، اللحوم لم تعد أساسية منذ عهود، وما يتعاطاه غالبية الشعب لا يفي بحاجة الجسم إلى البروتين الحيواني.. ثم أن السلع الأساسية المكملة للوجبة القائمة على اللحوم هي ذاتها أصبحت صعبة المنال على المواطن، يا مؤمنون إن كنتم لا تعلمون فإن “الجرجير” أصبح له سعر مثله مثل أي نوع أساسي من الخضروات، فكيف تُجدي مقاطعة اللحوم، الوضع استفحل لدرجة لا يمكن السيطرة عليها، والحكومة تعلم أن السيطرة على الوضع فات أوانها، ففضلت أن تختار آخر العلاج وهو البتر وليس الكي، دون القيام بواجب الوقاية.. اسأل أبسط تاجر، كيف تصلك هذه السلعة وكم تدفع فيها وكم عدد “الكباري” التي تمر بها سلعة عادية حتى تصل إلى المواطن، لتسمع حكاوي وقصص ومآسي المنتجين الصغار الذين يباشرون البيع.. شبح الجبايات قدر على إغلاق “80” مصنعاً بإحدى المحليات، كما جاء في الأخبار الشهر الفائت، فما بالك بإغلاق أفواه الشعب عن الطعام، الشعب عدوه ليس التجار الذين تراهم العين المجردة، الشعب أزمته أزمة “جزّارين” كبار يديرون السوق خلف ستار. رغم كل هذه الحقائق الحكومة لا تملّ أن تخرج علينا لتخطب في الناس أن الزيادة في الأسعار لا مبرر لها، ليس هذا فحسب، بل توعد والي الخرطوم أمس كل المتلاعبين بقوت الشعب، ومن هم الذين تلاعبوا بقوت الشعب وأوصلوه هذا الدرك.؟؟

التيار

تعليق واحد

  1. الله يكون في العون يا شمايل و في رأيي إن الحكومة يشغلها المتمردون بأمور جانبية نسأل الله الدحر لكل مرتزقة جبان أو متخلف مأجور و عاش السودان حراً مستقلا (سلمت يداك و جعلك الله ذخراً للبلاد ايها الكاتبة دسمة الفكر و التفكير ) لقد أحببنا كلماتك المعبرة عن واقع الحال الغير ميئوس إنشاء الله .

  2. حتشوفوا لو ما يقدم البشير وعلي عثمان على الانتحار في نهاية المطاف لأن الله سبحانه وتعالى أعطاهم من أسباب النجاح ما لم يعطه لأي حاكم حكم هذه البلاد ولطن حبلاالدنيا والتكالب على الشهوات كانت نتيجته فشل تلو فشل -فشل في كل شيء حاولوا أن نشر الاسلام جنوبا فانحس شمالا بعد ذهاب الجنوب. حاولوا ابتلاع الحركة الشعبية فابتلعتهم بكل سهولة تفاوضوا بخلفية اتحادات الطلاب فوجدوا خصوما مختصصين في استراتيجيات الحوار والتفاوض فهزموهم شر هزيمة. تدثروا كذبا بالبحث عن السلام فإذا بارض تنفجر صراعات في كردفان والنيل الأزرق. أعطاهم البترول وبدلا من أن يذهب للزراعة والرعي والصناعة والخدمات والتعليم والصحة ذهب أثاث وسيارات ونثريات وبدلات وسفريات ففطمهم الله منه قبل أن يكملوا الرضاعة. تطاول حوارهم مع الأمة والاتحادي وكانت النتيجة أن صفرا – ذهب مصطفى اسماعيل ليروج الاستثمار وكانت النتيجة الايجابية الوحيدة أنه صرف نثريات سفرياته على حساب الشعب – ذهبوا شرقا وغربا يستجدون دول الخليج فقالت لهم أنكم سفهاء لا تيجيدون توظيف الأموال التي كانت بين أيديكم وكيف نعطيكم أموال وأنت قد ضيعتم وطنكم نفسهاألان يعيشون في عزلة داخلية وخارجية وأمام هذا الفشل فأن التصرف الوحيد المتبقي هو إمام تدوير الحرب من جديد لأي سبب أو الانتحارز لقد خسروا الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..