السودان: الهوية والسياسة والآيديولوجيا

عبدالله بن بجاد العتيبي
لم يزل الجدل دائرا وواسعا حول موضوع الهوية أو الهويات المتعددة التي منها القومي ومنها العرقي ومنها الديني ومنها الإقليمي، ومنها الوطني الحديث، ولدينا اليوم، تعبر الهويات عن نفسها من خلال مستويات ثلاثة: الدولة والأمة والجماعة، وستظل هذه المستويات في تدافع وتزاحم ما لم يتم حسم الولاء الوطني حسما كاملا من قبل الدولة، وذلك من خلال جعل الهوية الوطنية الخالصة محل أبحاث متعمقة، ودراسات علمية واسعة، تهدف جميعا لتمهيد كافة السبل لترسيخ الهوية الوطنية ورفعها عاليا عن غيرها من الهويات، وذلك عبر نشر الكثير من البرامج والاستراتيجيات الوطنية، حتى نستطيع اللحاق بركب العالم والابتعاد عن أوهام التاريخ وخيالات الآيديولوجيا المتعصبة.
يجب ترسيخ هوية الدولة الوطنية الحديثة ذات الحدود المعروفة والعلم الواحد والمصير الواحد، ثم تحويل مركز الاهتمام من الأمة إلى الشعب، فالأمة سواء كانت عربية ــ كما يدعو لها القوميون والناصريون وأمثالهم ــ لا قيمة حقيقية لها على أرض الواقع، أم كانت إسلامية ــ كما تدعو لها جماعات الإسلام السياسي ــ فالقول بعدم قيمتها أصح من القول في سابقتها، وليس مقصود هذا السياق إلغاء وجود هوية عامة كالعروبة أو الإسلام ولكن المقصود هو إثبات أن مثل هذه الهويات شديدة العمومية والاتساع والأكثر أهمية أنها غير ذات أثر في الواقع ومصالحه ومشكلاته وتعقيداته، فلا أحد اليوم يمتلك الحق لاتخاذ قرار ما باسم الأمة أيا كانت، وما بين هذه الأمم من الاختلافات كثير غزير لا يمكن ردم هوته أو تجسير فجوته، ومن هنا فإن التركيز على الهوية الوطنية يمثل المخرج الأكثر عملية ونجاعة في العصر الحديث، وهذا الكلام عن الهويات المشتتة لا يلغي التكتلات السياسية والاقتصادية التي تقود لها المصلحة ويدفع إليها الحرص على الأفضل.
حين تترسخ هوية الدولة الوطنية، وتثبت هوية الشعب المنتمي لها، لن يجد صانع القرار مشكلة مع الجماعات السياسية العابرة للحدود أو تلك المحلية منها كجماعات الإسلام السياسي ونحوها، فهي ستصبح ــ حينذاك ــ كغيرها من التيارات الوطنية التي يمكن التحكم بها عبر توجيهها بما يخدم الصالح العام أو الحد من خطرها إن وجد تحت مظلة القوانين الواحدة الراعية للحراك العام.
إن استقرار هوية الدولة الوطنية هو الأساس، ومن الطبيعي بعده أن توجد صراعات واختلافات وتيارات تنتمي جميعها لهذه الهوية الواحدة، ولنأخذ مصر كمثال معبر في هذا الإطار، فمصر دولة ذات هوية وطنية راسخة، ولكن داخلها يمور بصراع مرير بين الفرقاء، فالدولة هناك عاقلة بأنها دولة حديثة تخضع لشروط العصر وتنتمي لعالم الواقع، ولكن المجتمع أو الجماعات هناك تعيش نزاعا شرسا فيما يتعلق بالهوية الثقافية، فالمقتنعون بالأمة لم تزل تراودهم شعارات القومية العربية، والمجتمع لم يزل فاقدا للبوصلة الهوياتية منذ الفراعنة حتى العرب، وجماعات الإسلام السياسي تسعى لتفتيت كل الهويات التي تمنعها من الهوية الأممية الإسلامية التي تنظر لها وتسعى إليها جهدها.
جانب مهم من فكرة الدولة الحديثة هو أن يكون السياسي مع مراعاته لكل طوائف المجتمع وإثنياته وفرقه وأعراقه هو صاحب القرار الأول والأخير، بحيث لا تتعدد مصادر القرار وتدخل البلاد في حيص بيص كما يقال، وأول وأهم واجبات هذا السياسي هو الحفاظ على وحدة البلاد وحماية حدودها ورعاية شعبها بكل اختلافاته الدينية والعرقية والطائفية والسياسية ونحوها.
في هذا السياق يمكننا قراءة ما يجري في السودان المهدد جديا بانفصال جنوبه عن شماله، فثمة تناقض جدير بالملاحظة والرصد، فالسودان منذ استقلاله كان يضم العديد من المكونات المختلفة والمتناقضة، وكانت قياداته السياسية حريصة على الدوام على رعاية هذه الاختلافات والمحافظة على الوحدة كأولوية قصوى للبلاد وشعبها، ولكن هذا الأمر اختلف لدى القيادة السياسية السودانية الحالية، فأولويتها كانت المحافظة على الجماعة الإسلامية لا على الدولة الوطنية، وتفصيل هذا طويل تم التطرق لبعضه سابقا، وكانت نتيجة هذه الأولوية الخاطئة أن ألوية الانفصال أصبحت الآن عالية خفاقة تحظى بقوة وتأييد لم تحصل من قبل على مثلهما، والتناقض المشار له أعلاه يمكن رصده بجلاء في تصريحات الرئيس عمر البشير وقائدة الحركة الشعبية الداعية بقوة لانفصال الجنوب سلفاكير، فالبشير يعد بعد تقسيم السودان بتطبيق الشريعة وتوحيد اللغة والإعلان عن دولة الشعب الواحد والدين الواحد، بينما يعد سلفاكير في دولة الجنوب القادمة ببلد متعدد الأديان والثقافات واللغات!
إن هذين التصريحين يمثلان نموذجا ينبئنا من ينتمي للسياسة وواقعها وشروطه ومفاهيمه ومبادئه ومن ينتمي للآيديولوجيا وخيالاتها وأوهامها، والتاريخ الحديث يخبرنا كيف أن الإخفاق السياسي لدى الإسلامويين يلجئهم دائما إلى الآيديولوجيا للاحتماء بها، فكما صنع البشير اليوم بتصريحه السابق صنع الخميني من قبل في الثورة الإسلامية في إيران، فمع كل إخفاق سياسي كانت الشعارات الآيديولوجية ترفع عاليا وبكل الزخم الممكن، وهكذا يفعل نصر الله وحزبه الإلهي في لبنان، وهكذا تصنع حماس وخيباتها في فلسطين، والشواهد كثيرة والأمثلة وفيرة، ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.
إن الحاضر في السودان لا يحتمل عبء أخطاء التاريخ بقدر ما يحمل أثقال الواقع وقراراته وسياساته، والتشبث بالآيديولوجيا عند الفشل السياسي لا يعني شيئا أكثر من التعبير عن الإخفاق في التخطيط والعمل والإنجاز، والانشغال بالتافه عن المهم، بالهامش عن المتن، بالصغير عن الكبير.
السياسة لها لغة ومنطق ورائد، والآيديولوجيا كذلك، فالسياسة لغتها المصالح ومنطقها العقل ورائدها التطوير والتنمية، أما الآيديولوجيا فلغتها الغيب ومنطقها الوهم ورائدها التعصب، قد تجمح السياسة وتخطئ ولكن لغتها ومنطقها يعيدانها إلى الطريق الصحيح فهي لا تأنف من الاعتراف بالخطأ وإصلاحه، ولكن الآيديولوجيا ليست كذلك، فهي تعتبر نفسها مقدسة وبالتالي لا يمكن أن تخطئ لدى نفسها ومعتنقيها، فتستمر دائما على أخطائها وتجرجر أذيالها على خيبات إثر خيبات وانحدار تلو انحدار دون أن تمتلك أي قدرة على التصحيح والتغيير فضلا عن التطوير.
من هنا فإن الآيديولوجيين المتعصبين حين يدخلون السياسة ويؤثرون فيها بشكل أو بآخر يفسدون العالم وينشرون الخراب في الأرض، هكذا يصنعون في الشرق والغرب، وفي كل مكان امتلكوا فيه تأثيرا وحصلوا فيه على أوراق يلعبون بها، لا يصح هذا على القاعدة وجماعات الإسلام السياسي المؤدلجة إلا بقدر ما يصح على آيات الله المقتحمين عالم السياسة متدرعين بالآيديولوجيا، وقل مثل هذا في إسرائيل ومؤدلجيها، وفي كل مكان في العالم يدخل الآيديولوجيون المتعصبون فيه في عالم السياسية.
الخلط بين السياسة والآيديولوجيا هو على الدوام جمع للزيت والنار، والنتيجة دائما حرائق داخلية وخارجية، وتشتت وتشرذم، وأشلاء ودماء، وقبل هذا وذاك إلغاء للفرد، ووأد للطموح، وقتل للتطوير، ومقبرة للعقل، وحينذاك يصبح التسامح جريمة لا تغتفر، والنقد خيانة لا هوادة معها، والإصلاح مصطلح شيطاني محاربته واجبة والقضاء عليه فرض، وبمثل هذا تدمر الأوطان وتحترب الشعوب في معارك بلا رايات.
حقيقة مقال جميل بلغة رصينة ينم عن فهم عميق وادراك واسع فقد سخصة لحال المنطقة العربية والاسلامية المأزوم وابان الحجة علي الجماعات التي تتمسح بالدين لتحقيق اهداف دنوية وقد تكون دنئة فهي بذلك تسئ للاسلام والمسلمين ويجب علي كل الكتاب والمفكرين في منطقتنا التصدي لهذا العبث باسم الدين . وجزاء الله الكاتب خير الجزاء.
أن تفاعل الاخوة العرب معنا فى الشأن السياسى السودانى مسألة ايجابية حتى يتثنى لهم الوقوف بأنفسهم على ما نعانية نحن السودانين من الهوس الدينى الذى سيؤدى الى تفتيت و تقسيم البلاد و العباد.
الاسلام الذى أخأ بين بلال الحبشى و سلمان الفارسى و صهيب الرومى لايحتاج الى اسلام سياسى او ثقافى كلما نطلبة من الساسة ان يعملوا جاهدين الى تأسيس دولة القانون التى يتساوى امامها كل افراد المجتع السودانى فى الحقوق و الواجبات غير ذلك توقعوا الطوفان
كلام الطير في الباقير عايز يقول بيكتب وبيعرف عن ثقافة السودان واسودانيون ارجع اقراء عن التاريخ والجغرافيا المعاصرة والحديثة ثم تعال علمنا بالحاصل يا فيلسوف زمانك
الاخوة العرب منخدعون في المؤتمر العنصري مفتكرين انو حزب اسلامي ==اصحو يا عالم انه حزب قبلي عنصري يتدثر بثو ب الاسلام ==ماهي علاقة عوض الجاز وصلاح قوش بالشريعه الاسلاميه ===نهاية السودان التقسيم لدويلات اذا استمر الاستعماري الداخلي ====انهض يا وطن:lool: :lool: ( ) ( ) ( )
ياجما ل دنيا الصوت وصلك عامل فيها عربي ومسلم المؤمن مراءت اخيه ==الظاهر غلبت عليك القبليه ===عايز تنصر قبيلتك علي حساب الدين والوطن ====انهض ياوطن
اسلوب الجلد وضرب المراة وقطع الرؤس والايدى والرضا الكبير والتكفير والكراهية وتجريم الاخرين والانفجارات وبدون وطرد واخذ مال الغير واطفال ونساء غير المسلمين وقتل الناس باسم لله وتحليل وتكبير وجهاد بنات الحور.هذا كلها اسلوب اسلامية لايستطيع احد تكذب.باننا جمعيآ شهود بمايجرى فى ايامنا هذا.ماذا جرى لابناء الجنوب السودان اثنا الجهاد كل واحد من مؤتمر الوطنى كان يبكى و يحلم للذهاب الى جنوب وقتل الجنوبيين حتى يأمن
عالم حقيقي ومفكر ذكرنا ايام التصحيح العقلي الهادئ واستخدام العقل في المعارضه ارجو من كتابنا اللجوء لمثل هذا النوع من المعارضه التصحيحيه ويجمدو النقد التوتيري قليلا حتى يستخدم القراء عقلهم وياجلو قلوبهم المهلوعه من اجل الوصول لفكر سياسي يصلح حال البلاد رويدا وبتروي
لك التحيه يا عتيبي ونشكر جهدك من اجل الامه العربيه
نحن السودانيون عشنا اغلب عمرنا تحت حكم عسكري شمولي وقليل منه تحت حكم ديموقراطي متهالك وطوال هذه الفترات عجز اهل السودان عبر عسكرهم وساستهم ومثقفيهم عن تعريف هوية البلد بل كانت منابر تداول الموضوع ساحة صراع بين المستعربين والمتافرقين وكان النتاج تعريف توفيقي فطير للهوية يحمل بين طياته الانقسام والشقاق وزادوا الطين بلة عندما عجزوا ايضا عن وضع نظام حكم يستوعب الاختلاف الذي اوجدوه ومن يومها عاشت الامة منقسة في كيانها ووجدانها عاشت انقسام نفسي اورثها الفشل واحتمالات التلاشي