اتهم بالتجسس والتسبب باغتيال قيادات فيه.. من هو أبو تراب السوداني الذي قيل إن تنظيم القاعدة أعدمه؟

كشفت صحيفة “السوداني” السياسية اليومية أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أعدم القيادي البارز في صفوفه رشاد قرشي عثمان، المُكنى بـ”أبو تراب السوداني”، بعد اتهامه بالتجسس والخيانة لصالح دولٍ معادية.
وبحسب ما نقلته الصحيفة، فقد اتُّهم أبو تراب بالمسؤولية عن مقتل عدد من قادة القاعدة، على رأسهم أمير التنظيم في اليمن ناصر الوحيشي، الذي جرى اغتياله في غارة أميركية منتصف العام 2015.
وتحدث الصحفي المتخصص في شؤون الجماعات الدينية الهادي محمد الأمين عن ورود عدة أنباء تؤكد إعدام القيادي بالتنظيم أبو تراب “بطريقة وحشية” من خلال ذبحه وفصل رأسه عن جسده.
وأشار الأمين، في تصريحات للجزيرة نت، إلى صدور أحكام بإدانة أبي تراب من قبل محاكم داخلية يقودها قضاة معروفون باسم “شرعيو القاعدة”، وذلك منذ قرابة 5 سنوات، بتهمة التورط في مقتل عدد من قادة القاعدة باليمن.
وأوضح الأمين أن فيديوهات نشرها التنظيم باسم “صائد الجواسيس” تضم اعترافات مسجلة من أبي تراب وعدد من رفاقه “بالولوغ في خيانة التنظيم، والمساعدة في تعقب قياداته”.
وحسب الأمين، تمكّن الرجل من زرع شريحة إلكترونية متصلة بالأقمار الصناعية داخل مخبأ ناصر الوحيشي، الذي يعتبر الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بعد أيمن الظواهري، مما سهل عملية استهدافه بصاروخ موجّه أطلقته طائرة أميركية من دون طيار.
وشدد الأمين على خضوع الشاب السوداني لصنوف قاسية من التعذيب في السنوات التي قضاها معتقلاً بسجون القاعدة في اليمن، وبعد إدانته بتهمة التجسس.
ضمن معلومات شحيحة متوفرة عن رشاد عثمان (أبو تراب السوداني)، صاحب الوجه الصارم القسمات والنظرات الحادة، يظهر أنه من سكان مدينة الخرطوم، وتحديدا ضاحية الكلاكلة جنوبيّ العاصمة، وتعود جذوره إلى الولاية الشمالية.
وانتسب أبو تراب -طبقا للأمين- لحركة الاتجاه الإسلامي (الذراع الطلابية للحركة الإسلامية) خلال دراسته الجامعية، وكان من أبرز طلابها نشاطا.
وأفاد الأمين بتلقي أبي تراب تدريبات عسكرية عالية المستوى في معسكرات الخدمة الوطنية ومعسكرات الدفاع الشعبي، قبل أن يشارك بفاعلية في الحرب الأهلية بجنوب السودان (دولة جنوب السودان حاليا) ضمن تحركات قوات الدفاع الشعبي.
ويعتبر الدفاع الشعبي فصيلاً قتاليا غير منظّم، قام بإسناد الجيش السوداني في حروبه ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق دمبيور.
وتصف قوى المعارضة قوات الدفاع الشعبي بأنها مليشيا تابعة للحركة الإسلامية، وتتهم عناصرها بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات ضد حقوق الإنسان بحق المخالفين لنظام البشير.
وعقب عودته من مسارح العمليات العسكرية بجنوب السودان، عمل رشاد عثمان (أبو تراب) في مؤسسة الخدمة الوطنية، وهي الجهة المنوط بها منح الطلاب تدريبات عسكرية قبل دخولهم للجامعات، لتأمين قوات احتياط يمكن توظيفها متى استدعت الحاجة.
في السياق ذاته، تحدث مصدر للجزيرة نت طلب حجب اسمه، عن انتماء أبو تراب السوداني إلى أحد التنظيمات السلفية بالبلاد قبيل انضمامه للقاعدة.
مساره في التنظيم
انضم أبو تراب إلى تنظيم القاعدة عقب انقسام الإسلاميين في السودان إلى حزبي المؤتمر الوطني الحاكم وقتذاك بقيادة الرئيس المعزول عمر البشير، والمؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الراحل حسن عبد الله الترابي.
وأوضح الهادي محمد الأمين أن أبا تراب شعر بالحنق من تشرذم الإسلاميين، واختار مواصلة “مشاوره الجهادي” بالانضمام للقاعدة، بدلا من أن يكون جزءا من صراع الإسلاميين أو اعتزال ما يجري أسوة بما فعله عدد من شباب الحركة الإسلامية.
وبكل هذه الحمولات، توجّه أبو تراب إلى أفغانستان وانضم للقاعدة، وشارك في عملياتها القتالية هناك.
وبعد مقتل قائد التنظيم أسامة بن لادن في العام 2011، توجّه أبو تراب إلى اليمن وانخرط في كافة أنشطة التنظيم بما فيها القتالية، وترقّى في سلم المناصب حتى صار المسؤول عن الإمدادات الخاصة بالتنظيم (اللوجستيات).
ومن ضمن المهام التي سعى أبو تراب لتنفيذها في حقبته مسؤولا للإمدادات، محاولته توسيع نشاط التنظيم على طول ساحل البحر الأحمر في الحدود من سيناء، مرورا بالسودان وإريتريا، وصولاً إلى الصومال.
وقال الهادي الأمين إن الرجل زار فعليا هذه المناطق، وعقد لقاءات بشباب التنظيم في السودان، ومع ذراع القاعدة في الصومال (حركة الشباب الإسلامي)، وكذلك مع حركة الجهاد الإسلامي الإريترية.
لكن الخبير في الجماعات الإسلامية، قال إن مساعي أبي تراب لم تفلح، مما اضطره للعودة إلى اليمن بخفي حنين.
وحسب الأمين، فإن التنظيم وبمجرد عودة أبي تراب لليمن من رحلته الآنفة، أوقفه واعتقله بتهمة المشاركة في اغتيال الوحيشي بإيعاز من المخابرات السعودية التي اتُّهم بالعمل لصالحها.
أبدى الصحفي المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية حسن عبد الحميد شكوكا في رواية إعدام أبي تراب السوداني، داعيا إلى إخضاع الأمر لمزيد من التحري والفحص.
وقال عبد الحميد للجزيرة نت إنه على الرغم من عدم اتفاقه مع القاعدة ومنهجها، فإنه يخشى أن يكون الخبر مدسوسا من قبل جهات مشاركة في الصراع الغربي الإسلامي.
لكنه استدرك أنه في حال ثبوت إعدام الرجل بهذه الطريقة، فستكون هذه رسالة لثلاث جهات؛ الأولى لعناصر القاعدة لتخويفهم من التجرؤ على خيانة التنظيم، والثانية للدول الساعية لزرع جواسيسها داخل التنظيم بعدم جدوى أنشطتها المعادية للقاعدة.
في حين تذهب الرسالة الثالثة، بحسب عبد الحميد، “في بريد عموم المسلمين بتحذيرهم من أن يتحولوا إلى جواسيس للغرب والدول الموالية له”.
المصدر : الجزيرة




معظم الذين يجندون أنفسهم للتنظيمات الارهابية معتلين نفسيا و لديهم نزعة قوية لممارسة العنف بكل أشكاله نزعة لا يستطيعون السيطرة عليها, و يجدون فى التنظيمات الارهابية متنفسا نفسى لما يعانون منه.