كيف نبدأ الانتفاضة القادمة من القواعد؟

كيف نبدأ الانتفاضة القادمة من القواعد؟
مقترح للنقاش والتطوير

د. عوض عثمان محمد سعيد
19.09.2011
[email protected]

الواضح أن الجميع متفقون علي أن مسألة إسقاط النظام باتت واجباً عاجلاً لا يقبل أي تأخير في إنجازه، ولإنجاز هذا الواجب لا نحتاج لارادة سياسية فـذة لنبني جبهة عريضة تجعل الفعل السياسي فعلاً جماعياً يبداء من القاعدة، بل يحب ان تشحذ القوي الوطنية والديقراطية إرادتها السياسية الحرة وتستخدم حقها الاصيل في الوصول لكل الجماهير وتتوجه فوراً للقواعد لتكوين كيانات علي مستوي القاعدة ( لجان تنسيق ) تضم جميع القوي السياسية النشطة من حزبيين و غير حزبيين و نقابيين أو مستقلين و ذلك في الأحياء، والقري؛ تحمل لها مقررات مؤتمر التجمع الوطني الديمقراطي المعروف بمؤتمر القضايا المصيرية «أسمرا، يونيو 1995م، والذي صار بعد التوقيع عليه في اسمرا 1995م ملكاً لكل الشعب السوداني و ليس ملكاً لأحد، تحمل لها كبرنامج عمل تم الاتفاق عليه لتستند عليه كمرتكز للتغيير القادم وتعمل بعد الالتفاف حوله علي تكوين لجان تنسيق تقود الحراك السياسي علي مستوي الاحياء والقري.

تقوم لجان تنسيق الاحياء ببدء الحراك السياسي المعارض باختبار القوة وللملمة مزيد من القوي المعارضة للنظام في الاحياء. احد أشكال العمل السياسي الذي يمكن ان تقوم به لجان التنسيق للملمة القوي المعارضة، هو تنظيم التجمع السلمي في الاحياء بدون رفع شعارات او لافتات لمعارضة النظام، بل باختيار رموز متفق عليها، تميز الموقف السياسي لحامليها، وتوضح وقوفهم مع القوي المعارضة للنظام. تختار لجان التنسيق بالاحياء نقاط التجمع السلمي هذا في اماكن تختارها في احيائها وتحدد هي زمانها و تقوم بتفريق تلك التجمعات بصورة سلمية لا تعرضها لمهاجمات مع قوات الامن.
. بعد تثبيت العمل علي مستوي الأحياء يتم التنسيق بين لجان تنسيق الاحياء لتنظيم الحراك المعارض علي مستوي المدن. عند انهاء مرحلة تحضير القوي هذه تبداء مرحلة مظاهرات الاحياء التي ترفع شعارات اسقاط النظام. تقوم مظاهرات الاحياء في اوقات مختلفة واماكن متفرقة بالتنسيق مع باقي الأحياء وذلك لارهاق قوات الامن و تشتيت جهدها. من المهم الانتباه منذ البداية لتثبيت و تأكيد التوجه السلمي للمواطنين تجاه قوات الامن وذلك بعدم التعرض لها بالعنف، و رفع شعارات تعمل لكسابها تدريجياً و جذبها للوقوف بجانب الشعب او تحييدها، فهي في النهاية منه و اليه.

بعد انتصار الشعب علي النظام المتهالك يجب أن ننتبه الي أن تجربة الديقراطية الثالثة ( التي أتت بعد انتفاضة ابريل ) أثبتت أن الديمقراطيه لا يحميها الا من جني ثمارها، فلا مواثيق حماية الديمقراطية ولا أنتخابات تاتي بحكام منتخبين من قبل الشعب يمكن ان تحمي الديمقراطية. بل ما يحمي الديمقراطية هو تمتع الشعب بثمارها؛ وتمتعه بثمارها يكون في شكل ممارسته للديمقراطية من القاعدة للقمة ـ هذا ما لم يتضمنه ميثاق اسمرا ـ

حول مسألة حماية الديمقراطية اعني بشكل واضح، أن إستحوازالشعب على سلطة تسيير شئونه اليومية، ومشاركته فى العمل السياسى المباشر من القاعدة الي القمة لا يكفيان لاصطفاف الشعب دفاعاً عن الديمقراطية، بل بمشاركته في بناء المنظمات المدنية، الحزبية والنقابية والخيرية، من قاعدتها الي اقصي قمتها بدون تقييد أو حجر لهذا الحق، هي التي تجعل كل قوي الشعب تصطف مدافعة عنها في حال تغول عليها متغول؛ بانقلاب عليها من القوي العسكرية، أو بانقلاب مدني علي الدستور والشرعية الدستورية من قبل القوي الرجعية من داخل أوخارج المؤسسات الدستورية.

فلنثري هذا المقترح بالنقاش الجاد، ولنبدأ بالتنفيذ والتحرك في الاحياء والقري متي ما نضج الطرح الجماعي، او لنتحرك ونترك التجربة العملية بعد اخذ الشعب لزمام المبادرة تضيف ما فات طرحة في هذه العجالة التي قصد بها التنبيه لضرورة الحراك والتقدم تجاه الجماهير مباشرة وعدم الانتظار لقوي ارادت ان تقوم هي بقيادة النضال ضد السلطة، لا بالوصول لقواعدها و اشراكها في الفعل السياسي، بل بتحريكها بالاطلال عليها من عل وامرها بالبيان المكتوب او القرار الفوقي بالتحرك لاسقاط النطام.

تعليق واحد

  1. عايز تبدأ من ا ب ت ث الاحياء قنعتو من المساجد احسن تقتنعو من انكم ليس لديكم قاعده جماهيريه والعمل السياسي اساسه الجمهور ولا تقل لنا اسمره والا بطيخ

  2. أولاً يجب مقاطعة الحشود التي تتم قسرا للبشير أو الولاة بحجج واهية في المدن والأقاليم ….. يجب مقاطعة المجرمين القتلة واللصوص وعدم استقبالهم أو الخروج للقائهم مهما كان

  3. أخي الكريم

    التغيير سنة كونية ، ومن الأشياء المعروفة بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، فأعتقد والله أعلم لتغييروضع معين تحتاج لتربية أفراد الشعب للقيام بذلك فلا الخطب ولا غيرها قادرة على هذا التغيير

  4. فكرة صائبة ومجربة خلال انتفاضة ابريل وفعلا العمل من الاحياء هو اساس نجاح اى ثورة شعبية لذا على التنظيمات السياسية حشد جهدها وتحريك القواعد فى الاحياء والتنسيق للقيام بتحركات جماهرية ليلا فى الاحياء وان يتم التنسيق بين جميع الاحياء فى الولاية ويحدد ايام التحرك الاحتجاجى وفعلا هذا التحرك يشتت رجال الامن ولايمكن محاصرته ويجب عدم الكشف عن قادة كل مجموعة تحوضا للاعتقالات وحقيقة الشعب يريد من يكسر حاجز الخوف فى النفوس وتاكدو اذا تم التنسيق سينهار هذا الطاقوت لذا هذه دعوة للتفاكر حول هذا المقترح
    ودوما اذا الشعب يوما اراد الحياة لابد ان يستجيب القدر

  5. الدكتور/ عوض عثمان محمد سعيد
    استفسار خارج الموضوع هل انت شقيق الاستاذة الفنانة الشاعرة نجاة عثمان؟

  6. اولا يجب توعية الجماهير فى الاحياء والقرى بدواعى التغير واسبابه بكشف الفساد المالى والادارى والمحسوبيه وجرائم النظام خلال 22 سنة وتعريته ووضع خطة محكمه للمحاربه بالادله والبراهين لاقناع المواطنيين وبالاسلوب السلمى والله من وراء القصد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..