القذافي مرة اخري: من اين تشكلت ظاهرة العنف في مجتمعنا

القذافي مرة اخري: من اين تشكلت ظاهرة العنف في مجتمعنا

د.عبد القادر الرفاعي

لعل الذين التقوا في مدينة استرادفورد بالنمسا عام (1984) والنظام المايوي يترنح ? يذكرون ? الحوار الساخن الذي دار اذ استشكل مصير الطغاة النميري والقذافي وكيف ان الحضور كانوا متفقين ان الديمقراطية هي مفتاح الحل لبلادنا سواء ان كانت في مصر او ليبيا او سوريا او العراق او السودان هذا علي سبيل المثال لا الحصر. مجموعة الحوار لم تتفق علي ما ينبغي عمله ازاء الجلادين الذين نكلوا بشعوبنا وقد كان التركيز علي حركة 19 يوليو وعلي الذين اطاحوا بها وبدعم خارجي كان يهدف الي ايقاف قطار التغيير والعدالة الاجتماعية الذي عمدته التطورات التي لازمت ثورات شعوب العالم الثالث خلال عقد الستينيات من القرن الماضي لكننا لم نختلف حول ضرورة اتخاذ اجراءات رادعة تلجم العنف والمتسببين فيه خاصة حين تتمثل النتيجة في ازهاق الارواح وتعطيل عجلة التاريخ. لكن، لابد اذن من الاعتراف ابتداءاً بان ظاهرة العنف في السودان قديمة قدم ما اقدم عليه انقلابيو 17 نوفمبر 1958 بعد اعدامهم عدد من الضباط شنقاً (البكباشي علي حامد ورفاقه الشهداء) والذين لم يفعلوا سوي محاولة الانقلاب علي حكمهم الذي جاء بنفس الاداه (الانقلاب). ثم علينا ان لا ننسي العنف الذي واجهت به بعض القوي السياسية حكومة ثورة اكتوبر 1964 بجلبهم جحافل مؤيديهم من الريف السوداني لممارسة الضغوط علي قادة وشعارات ثورة اكتوبر مما اطلق عليه عبدالخالق محجوب: ?عنف البادية? ، ونضيف ان لجوء نفس القوي لحل الحزب الشيوعي مما يدخل في ذات البوابة، ? بوابة العنف ? وهكذا. اذن، فان العنف بشتي صوره واشكاله شئ محتمل الوقوع في اي مجتمع متخلف كان او غير ذلك، فالعنف يضرب بقوة في المجتمعات المصابة بخلل في بنيتها الاجتماعية او الفكرية او السياسية جراء غياب العدالة الاجتماعية او انعدام فرص الحوار بين النخب الفكرية والسياسية او غيابهما معاً. ومن خلال هذه المعطيات ومعطيات غيرها لا يصعب حصرها الان يمكن تفسير استفحال ظاهرة العنف وتفشيها في مجتمعاتنا او في سلوك بعض القادة، وعلي وجه الخصوص عند اولئك الذين يلجؤن للانقلابات العسكرية المتتبعون لهذه الوقائع التي تتصل بظاهرة العنف في السودان وازمته التي يتخبط فيها الان ان اسلاميي السودان كانوا رأس الرمح في كل مالحق ببلادنا وكيف تسللت ظاهرة العنف في ابشع صورها بأنها وليدة حقبت ما بعد الاستقلال حتي لو تعددت الاسباب والصور.

التيار

تعليق واحد

  1. علينا ان لا ننسي العنف الذي واجهت به بعض القوي السياسية حكومة ثورة اكتوبر4 196

    وكذلك ان لاننسى العنف خلال ال22سنة من عمر الكيذان و…………………………………………… والى متى نجتر اخطاء الماضى والحاضر كفانا خنوع ومزله لاتسقنى ماء الحياة بذلة بل فاسقنى العز كاس الحنظل والساقية لسه مدوره

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..