أنا مدير منظمة

أنا مدير منظمة
كمال كرار
حلمت أن فكرة وزير المالية عن ? أكل الكسرة ? قد دوّرت في رأسي ، وصارت وسيلة جهنمية لجني الأموال السهلة من داخل وخارج الحدود .
كتبت خطاباً منمقاً لمفوضية المنظمات عن اعتزامي إنشاء منظمة لتعليم العواسة وما شابهها ، حتي تنتقل بلادنا من حيز الأقوال للأفعال ، وقلت في الخطاب أن منظمتي ستدعم البرنامج الحكومي ? نأكل مما نعوس ? وأنها ستفشل خطط المعارضة الرامية لتأليب الشارع عن طريق الشعارات الهدامة مثل ? لا لحكومة الجوع ? .
وحالما وافقت المفوضية في دقائق علي طلبي ، جمعت أولادي وبناتي وخالاتي وخطيباتي السابقات وجاراتي ومعهم زوجتي ومرة أبوها وسميتهم الجمعية العمومية وصرت مديراً عاماً للمنظمة ، كما صار بيتي الذي أسكن فيه بالإيجار مقراً لها .
وعن طريق نافذين في الحكم حصلت علي تمويل من المحلية لأنشطة المنظمة ، وخاطبت ممولين في الخارج فأشادوا بالفكرة وحولوا لي مبالغ طائلة .
وعملت ورشة عمل خاصة بتدريب مدربين في فندق خمسة نجوم ، وجبت ? فلانة ? العواسة لتقدم فيها ورقة عمل عن فنون العواسة في حضرة الشماسة .
واستعنت ببروفيسور مشهور لتقديم ورقة عمل أخري عن فائدة الفتريتة بالموليتة وكيف يعطي الكولوروفيل مع النشويات سعرات حرارية عالية تجعل السلحفاة أسرع من الغزال .
وشحنت المؤتمرات وورش العمل بالسدنة والتنابلة حيث أكلوا وشربوا علي حساب المنظمة وسنسرت الفواتير للممولين كيما ? آكل عيش ? أنا أيضاً .
وتفاهمت مع صاحب منصب دستوري رفيع ليكون راعياً للمنظمة ورئيس لمجلس الإدارة ونفحته حافزاً محترماً صدّق لي بموجبه بقطعة أرض فاخرة لبناء مقر للمنظمة .
وحالما استلمت شهادة بحث القطعة المميزة بعتها واستبدلتها بقطعة في ضواحي ام بدة وأودعت الفرق في حسابي الخاص .
ودعاني الممولون ? الداقسون ? لمؤتمرات خارج السودان قدمت فيها محاضرات عن الكسرة والعواسة والصاج والطايوق .
واندهش الخواجات من مصطلحات الطايوق والمعراكة والقرقريبة ودخلت في القاموس العالمي وموسوعة جينيس العالمية .
وسألتني مجموعات مدافعة عن حقوق الحيوان عن أثر استعمال الطايوق علي حياة البقر والضان فقلت لهم أننا نستورد الطايوق التايواني ? المضروب ? وهو بلاستيك بنكهة اللحمة فصدقوني .
وحذرني مندوب البنك الدولي من أثر تعليم العواسة علي سوق القمح العالمي ، حتي لا ? أضرب ? المصالح الأمريكية في المنطقة فطمأنته بعبارة ? خت في بطنك بطيخة صيفي ? .
ومن قروش المنظمة فارقت الحافلات والدفارات وركبت ? البرادو ? ومن بعدها الهمر ، وانتقلت من بيت الإيجار التعيس للعمارة التي بنيتها في المنشية .
وشاركت في مؤتمر حكومي بورقة عن دور منظمتي في مقاومة الطابور الخامس وخطرفات المحكمة الجنائية فمنحوني وساماً رفيعاً .
حتي هذه اللحظة تعلم بفضل المنظمة ( صفر ) زول وزولة عواسة الكسرة وسأنقل المنظمة للجنوب لتعليم عواسة البفرة .
الميدان
انا على يقين انك ما حتعمل بالفكرة الجهنمية دي , بس اكيد واحد من مصصاي دماء الشعب لطشا وهوا على مسجل التنظيمات ولا المنظمات مش عارف _ انت عارف المشكلة وين الدستورين عاملين شبكة (بكسر الشين ) بيناتهم في موضوع رعاية المنظمة …
و الله ياها زاتا الحكاية المدورة ليها 22 سنة … ما تنسى تكتب لينا عن خصخصة الممتلكات العامة ، يعني مثلا المدابغ و كده ، عرفنا إنو في واحدة باعوها لي واحد دقنو صغيرونة ، كيزانية و كده ، و كرشو كبيييييييرة خلاص ، بأقل من نص تمنها ، و في مؤسسة باعوها بأقل من قيمة صيانتها … و كلو لله ، أي و الله : كلو لله لا للسلطة و لا للجاه …. آخ من الناس القصّر … آخ من الناس العميانة ، و زي ما بيقول قرفان خالص : أخخخخخخخخخخخخخخ .
مش كفاية العواسة السياسية البتعوس فيها الحكومة دى؟
عواسة ونجِر..
عواسة ولغف
لغف وكرش
كرش ولطش
ياخى ديل كسرتهم خميرة بشكل