المؤتمر الوطني يسعى إلى حتفه بظلفه

المؤتمر الوطني يسعى إلى حتفه بظلفه

سليمان حامد الحاج

كنا شهود العصر لحرب الجنوب الثانية منذ تواصل اندلاعها. وشهدنا ما أحدثته من دمار وخراب في البنى التحتية في الجنوب والشمال. وكيف راح ضحيتها مئات الآلاف من أبناء شعبنا من شمال البلاد وجنوبها.

وكيف عطلت التنمية و الإعمار بصرفها ما يقارب الثلاثة ملايين دولار في اليوم الواحد. وكيف بذرت عدم الثقة بين شقي الوطن الواحد ، لأن المؤتمر الوطني أحالها كذباً إلى حرب جهادية بين مسلمين وكفار.

في ذلك الوقت كان المؤتمر الوطني قادراً على إدارة الحرب من أموال المؤسسات الصناعية والمشاريع الزراعية التي لم تطالها الخصخصة. ومن الضرائب والجبايات الباهظة، ومن المؤسسات الإعلامية العالمية ، والمنظمات الإرهابية المختلفة، ومن بلدان إسلامية عربية وغير عربية، إلى جانب معونات وقروض من بعض البلدان الآسيوية والأوروبية.

ومع ذلك كله وبالرغم منه، ونتيجة لسياسات المؤتمر الوطني المدمرة، كانت النتيجة في نهاية المطاف بعد أكثر من ست سنوات من العمل المشترك وفقاً لاتفاقية السلام الشامل الموقعة في 2005 ، هي انفصال الجنوب وما ترتب عليه من قضايا عالقة حتى الآن ولا يدري أحد متى يتم حلها لمصلحة بعث الثقة من جديد بين البلدين.

الآن وما زالت عقابيل حرب الجنوب لم تحسم بعد ، يفتح المؤتمر الوطني جبهة ثانية في النيل الأزرق وهناك جبهة ثالثة في دارفور / ورابعة في جنوب كردفان / وجبال النوبة.

وهناك إرهاصات بنذر حرب في شرق السودان، وبؤر توتر في مناطق السدود، ضد قيام سد كجبار ودال والشريك وحتماً ستقود إلى تصاعد لا يعلم أحد مداه إذا أصرت سلطة المؤتمر الوطني على قيام هذه السدود.

ضف إلى ذلك تصاعد التذمر الواسع في معظم أنحاء البلاد من جراء الغلاء الطاحن والضرائب والجبايات الباهظة التي أرهقت كاهل الشعب والمنتجين.

فهل من العقل في شئ أن يهدد قادة المؤتمر الوطني بسحق الحركة الشعبية كشرط لتحقيق السلام في النيل الأزرق. ولا بديل إلا بكسر شوكتها والقضاء على بؤر الخيانة. وأن الحل سيكون عسكرياً. وقال النائب الأول لرئيس الجمهورية أيضاً ، وهو يخاطب الجنود أن يقوموا بواجبهم الدستوري والوطني والأخلاقي في دحر بؤر التآمر والخيانة وتطهير الأرض. وقال(يا جند الله أرموا قدام في سبيل الله . وسنقطع كل يد تريد أن تنتزع النيل الأزرق من كيان السودان الكبير وستظل جزءاً من كيان السودان الإسلامي.. الخ) (راجع الأيام 18/9/2011)

واضح أن المؤتمر الوطني لم يتعظ وهو في أوج عزته من حرب الجنوب، وكيف رضخ في نهاية المطاف إلى الجلوس والحوار بدلاً عن الحرب.

فكيف سيفعلها المؤتمر الوطني الآن وهو أفلس من فأر المسيد، بل فتح على نفسه عدة طاقات على جهنم، وهو لا يملك قيمة الماء التي يطفئ بها هذه الحرائق التي ستشتعل قريباً.

في حالة إفلاس المؤتمر الوطني هذه التي تعلمها معظم بلدان العالم، لن يصلح المثل السوداني (انفخ ولو حملك ريش). بل سيصبح مثل الحمل الكاذب ، يلد هواء مع أول وخذة مبضع.

كيف سيمول المؤتمر الوطني الحرب في هذه الجبهات وهو يواجه رفض معظم الدول، بما فيها الصين التي كانت من أقرب المقربين قبل تحول البترول إلى الجنوب، من. أكثر من ذلك رفض اجتماع محافظي البنوك العربية المنعقد في قطر إيداع السودان (4) مليارات دولار في بنوكه وفقدت الخزينة 75% من مواردها بسبب الانفصال، وارتفع التضخم إلى أكثر من 21% وفوق ذلك كله فقد السودان عائدات المؤسسات الصناعية والزراعية التي كانت مصدراً للعملة الصعبة بفضل الخصخصة.

فكيف يستطيع المؤتمر الوطني مجابهة كل ذلك . التهريج والشعارات، لا تصلح في مثل هذا الواقع المريع، حتى لو اتخذت من الإسلام دثاراً. فالشعب السوداني قد كشف إسلام الرأسمالية الطفيلية خلال ما يزيد عن العشرين عاماً من حكمها.

والمؤتمر الوطني يعلم أكثر من غيره أن الجانب الآخر من متاريس الصراع السياسي المتمثل في منظمات دارفور المسلحة قد بدأت تتوحد وتنظم صفوفها، استجابة لشعار المؤتمر الوطني الخالد من يريد حقوقه فليقابلنا بالسلاح. فصارت قولاً مأثوراً هو آخر ما نطق به النائب الأول في الدمازين.

مع كل ذلك ، ورغم يقيننا أن المؤتمر لو أصر على الحرب ، فسيسعى إلى حتفه بظلفه ، فنحن ضد الحرب وعشنا مآسيها وما قادته من وبال على البلاد والعباد، ونؤكد أن هناك حلولاً أخرى غير الحرب طرحتها وثيقة (نداء السودان) لقوى المعارضة ونرى فيها الحل لأزمة الوطن.

أما إذا كان المؤتمر الوطني يراهن على قوى في رحم الغيب ? ترمي قدام ? وتخرجه من هذا المأزق فهو سيحصد العاصفة.

لا زال باب العقل والحكمة مفتوحاً ليجلس الجميع حكومة ومعارضة بما فيها الحركة الشعبية للتفاكر والوصول إلى حلول تخرج البلاد من أزمتها.

الميدان

تعليق واحد

  1. مع التصنيف العالمي الاخير للسودان كرابع دولة من حيث استشراء الفساد في مفاصل الدولة وبمباركة السلطة التي تعمل بفقة السترة واصدار صكوك البراءة للفاسدين حتي قبل بدء التحقيق عندما فعلت قانون مكافحة الفساد بعد ان جمدتة عشرون عاما في خلالها اصبح اعضاء حكومة المؤتمر الوطني هم اثراء اهل السودان بل الاقتصاد السوداني صار رهينة بايديهم وصكوك البراءة من راس الدولة شخصيا ومن المعروف ان ميزانية الدولة 80 % منها او اكثر هي مخصصة لامن النظام ومجلس وزررائة الذين فاق عددهم ال 77 وزير من الابديهي جدا ان يحجم العرب والعجم في دعم نظام كهذا خاصة وانة متخصص في اشعال الفتن والحرائق بين ابناء شعبة بسياستة الاقصائية والتي لاتعترف لا بالراي الاخر ولا بتعدد الاثنيات التي هي من طبيعة بلدنا السودان والامر العجيب ان اهل القرار والبرلمان الذي يقولون علية منتخب من الشعب او معظم اعضائة منتخبون من الشعب ان يروج هذا البرلمان للفتن والحروب التي تاكل اهل البلد بعد قسم لبلدين ونفس هذا البرلمان يصفق ويهلل ويبارك زيادة الاسعار التي اهلكت المواطن – البلد دي ماشة وين ؟؟؟؟؟؟الظلم الذي يمارسة ساسة الانقاذ من تشريد باسم الصالح العام واحتكار الوظائف التي تقسم بالولاء وليس الكفاءة واحتكار السلع الاساسية للاتجار بها من قبل اعضائة هذا الظلم الذي لم يتمكن رجال الانقاذ التخلص منة رغم انتفاخ جيوبهم واجسادهم واذدياد جشعهم سوف يقودهم لنهايتهم المحزنة باذن اللة تعالي فهو يمهل ولا يهمل وقد حرم الظلم علي نفسة كما حرمة علي عبادة ولن ولم يجدو فقة لتبرير ظلمهم سواء كان سترة او ضرورة او غيرة لن يجدو فقة يبرر الظلم لان الظلم محرم حتي علي خالقهم فكيف لهم ان يحللوة لانفسهم – استحلو الكثير مما حرم اللة بفقهم الجديد استحلو التعذيب والقتل والمال العام وغيرة كثير تجار الدين ويمكرون ويمكر اللة واللة خير الماكرين وسوف يدخلهم نفقا لن يستطيعو ا الخروج منة او فداء انفسهم الامارة بالسؤ – حسبنا اللة ونعم الوكيل عليهم

  2. سيدي العزيز
    لقد ولى ذلك الزمن الذي تتنادى فيه كل قطاعات الشعب السوداني لحمل السلاح والدخول الى الحرب.
    فكل عاقل الان يتسأل حين تدعوه الحكومة للانخراط في هذه الحروب التي اشعلتها في كل شبر من السودان:
    1- لماذا اقاتل اخي السوداني ؟
    هل لانه يطالب بحقوقه المشروعة من هذه العصابة الظالمة ؟
    2- من أجل ماذا أقاتل أخي السوداني ؟
    هل اقاتل اخي السوداني من اجل ان تبقى هذه الحكومة الفاسدة المفسدة؟
    3- ما الذي عادت به علينا حروب المؤتمر الوطني ؟
    ألم ينشروا الظلم والفساد والخراب والفقر في البلاد ؟
    4- لماذا يطلبوا مني ان استبسل و احارب ؟
    لماذا لا يتقدم الرئيس والوزراء وابنائهم وبطانة المؤتمر الوطني الصفوف ؟
    -5-من الذي دمر البلاد وقسمها ؟
    أليس هو المؤتمر الوطني وومنسوبيه ليتمتعوا بالمناصب والوظائف والمال ؟
    6- من هو الظالم ومن هو المظلوم ؟
    الم يقتل البشير وعصابته اهل دارفور وجبال النوبة والجنوب والنيل الازرق بل حتى من خالفه الرأي من من كانوا رفقائه ؟

  3. الاستاذ سليمان حامد
    ( ونؤكد أن هناك حلولاً أخرى غير الحرب طرحتها وثيقة (نداء السودان) لقوى المعارضة ونرى فيها الحل لأزمة الوطن.)
    لم نفهم كيف قدمت الوثيقة للسلطة الحاكمة.؟
    كان المقترح ان تقدم عبر تظاهرة لكن السلطات لم توافق على هذا الشكل.
    والسبب واضح لكل الاطراف فالاستقطاب الحاد ودعوات الاطاحة الخافتة المتفشية
    تنسف احتمال السلمية فى اي موكب.
    لذا ارى ان يوسع ويعمق النداء لوقف الحرب بكل المنطق والحجج التى تدعمه.
    اما عرضه على الحكومة والحزب الحاكم فليكن من لجنة محدودة العدد تمثل احزاب المعارضة. وليس بموكب حاشد.
    يجب ان يكون النداء لوقف الحرب اصيلا حقيقيا لا يلتبس منطقه وادواته على اي طرف من الاطراف.

  4. (ياجند الله ارموا قدام فى سبيل الله) عليكم الله يا ايها القراء الاجلاء فى دجل ونفاق اكثر من ذلك والله العظيم دا حقوا يسجلوا فى موسوعة جينيس باعتباره اكبر كذاب ومنافق هذا المدعو على عثمان محمد طه ، واقول له الله يعمل ليك ضنب يامنافق يادجال انت الله عملت ليهو شنو لمن تخاطب باسمه تلك المليشيات التابعة لك لكى تمارس القتل والترويع لسكان تلك المناطق ، الم تزل تصدق ان كل ذلك يعمل فى سبيل الله ، لقد اصبح الشعب السودانى يدرك ويعرف ويفهم انكم تسعون من اجل السلطة والاستوزار بغرض النهب والسرقة لموارد البلاد اما جكاية فى سبيل الله فهى اسطوانة مشروخة وفارغة تستعملونها من اجل الكسب الدنيوى الرخيص يامنافقين يادجالين والشعب الذى تظنون انكم تستغفلونه بتلك الشعارات الفارغة حسم امره وتدبر واستعد لكنسكم يازبالة

  5. عزيزي الحاج سليمان لك التحية والود، ومن سيحكمنا (القيادات التاريخية) ههاهها….. كما قال كبيرهم الذي علمهم السحر… وتعليقي أقول لكم إما بتحلموا وإما بتحلموا ……. بعد 100 عام لو شاء المولى بعد عمر طويل…. وإن كانت (لو) تفتح عمل الشيطان….:cool:

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..