مختبرات فيزياء”.. كلية مجهولة الهوية

الخرطوم: نمارق ضو البيت
هائمون، تائهون، بين مكاتب العمل والجهات المعنية بالتوظيف دونما فائدة، أو إجابة تشفي فضول التساؤل الذي يعصف بأذهانهم، ويهز قناعاتهم بتخصصهم الذي درسوه طوال أعوامهم الجامعية الأربعة، فمن هذه الجهات من ينكر انتماءهم له، وآخرون يرفضونهم لأن مجالهم ليس متخصصا، وبعضهم ينفي علمه بانتمائهم لكلية العلوم، ويستمر الجميع في تقاذفهم فيما بينهم، ما دفع بعض خريجي كلية العلوم قسم المختبرات العلمية – تخصص فيزياء – بجامعة السودان للعولوم والتكنولوجيا، إلى تعليق شهاداتهم على جدران منازلهم، وتركها للعناكب تنسج عليها شباكها وأحلامها مرة بعد مرة، بدلا من أحلامهم التي ضاعت وهم يدسون للحصول على هذه الشهادة، متجهين إلى البدء من جديد في دراسة مجال آخر معترف به لدى مكاتب العمل والتوظيف في السودان، وبحسب أقوال الطلاب إنهم كلما طرقوا بابا أنكرتهم الجهة المقصودة، مع العلم أن مجالهم مخول للعمل في قسم الإلكترونيات بوزارة الاتصالات، أو في الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس، وفي مجال المعادن والنفط إلى جانب الصحة والطاقة الذرية، لكنهم كلما توجهوا إلى أيّ من تلك الجهات سُئلوا (كليتكم دي شنو؟ وتابعه لي وين؟) ما جعل إحباطهم يزيد وقناعاتهم تنهار بخصوص مجال دراستهم، وهذا ما دفعهم لطرح بعض التساؤلات المشروعة التي لم يجدوا لها إجابات إلى الآن، مثل هل تكمن المشكلة الحقيقية في سوء تعريف الجامعة بقسمهم؟ أم أنه مجال غير مرغوب فيه بالسودان؟ فلو كانت الإجابة الثانية، فليخبرهم المسؤولون عن الأمر حتى يهاجروا مع من سبقوهم في الهجرة، أو ليغيروا مجال دراستهم ويتجهوا لمساقات أكاديمية أخرى لا علاقة لها بما درسوا، لكنها معروفة للجميع كما فعل بعضهم.
(اليوم التالي) أتاحت للطلاب والخريجين التعبير عن مشاكلهم، هواجسهم فيما يتعلق بمجال دراستهم، من ثم طرحتها على الجهة المسؤولة، وخرجت لكم بالآتي.
شهادات تخرج مجهولة النسب
جاءني في مكتب الصحيفة، وطلب سرد قصة معاناتهم واستيائهم كخريجين مما يحدث لهم من عدم إنصاف بحسب روايته، الخريج من ذات الكلية عزام عبد الله بدأ الحديث بلهجة يائسة تنم عن سئم وقلة حيلة من كل ما جرى وما يجري. واسترسل سائلا: لا أدري لما نحن الأكثر ضياعا بين أقسام كلية العلوم رغم أننا الأعلى نسبا بينهم؟!، فالطالب منا لا يُقبل بالكلية إلا إذا تفاوتت نسبته بين الـ 82،85%. وواصل قائلا: ورغم ذلك نتخبط بين جهات التوظيف، والكل يسألنا عن كليتنا، وينكر انتماءها له، فلو كانت إجابة جهات التوظيف أن لا توجد وظائف شاغرة ما كنا سنغضب، وذلك لأن (العطالة) باتت هي الحالة العامة في البلاد، لكنهم كانوا ينكرون نسب تخصصنا لكلية العلوم، فهل المشكلة في سوء تعريف الجامعة بقسمنا؟، أم أنه مجال غير مرغوب فيه بالسودان؟ رغم أنها مقيمة خارج البلاد، صراحة لا ندري أين تكمن المعضلة ما دفعنا للذهاب إلى رئيس القسم بكليتنا، الذي صرح لنا بأنه ليس بيده ما يفعله لنا. وأفادتنا سكرتيرة مكتبه لاحقا أن الوظيفة التي يمكن أن نشغلها هي (مساعد باحث علمي)، وهنا طرح سؤاله ساخرا ومستهجنا: باحث في شنو؟، وأنا عن نفسي يئست من إيجاد عمل بهذه الشهادة مجهولة النسب، لذا شرعت في دراسة تخصص آخر، وكلي إحباط من تجربتي السابقة.
وقال زميله في ذات المعاناة الخريج صدام عبد الله: قبل فترة فتحت وزارة العلوم باب التقديم لثلاث وظائف مساعد باحث، لكنها اشترطت أن يكونوا خريجي علوم فيزياء ونحن مختبرات فيزياء، فعندما تقدمنا للدرجة الثانية، وهي وظيفة تقني كذلك لم نُقبل، وهذا يعود لأن درجتنا الوظيفية عالية؛ لذا وظفوا خريجي دبلومات فيزياء، إذن نحن ضائعون في كل الأحوال، وواصل صدام: وعندما ذهبت قبل ثمانية أشهر، لذات الوزارة أخبروني بأن خريجي مختبرات فيزياء ليسوا مدرجين في قائمة التوظيف، الخانات مفتوحة لخريجي العلوم والهندسة، والغريب في الأمر أننا ننتمي لكلية العلوم.
الحيرة بين المواصلة من عدمها
ووافقهم الرأي الخريج محمد يوسف، وواصل قائلا: بعض طلاب المختبرات العلمية باتوا قلقين من فكرة المواصلة من عدمها، بعد أن رأوا واقع حال الخريجين.
ويرى عبد القادر النور طالب في المستوى الرابع بمختبرات فيزياء، أن مجال مختبرات الفيزياء جديد في معرفة الجمهور به رغم قدم القسم، حتى الطالب الذي يضيف المختبرات العلمية ضمن رغباته الجامعية، فإنه يفعل ذلك ظنا منه أنها مختبرات طبية أو أشبه بها، لكن في حالتي سألت عن المجال، وولجت له عن دراية ورغبة، لكن للأسف واقع العمل في السودان لم يتقبلنا، والمشكلة في تقديراتي تكمن في أن الجهات المسؤولة لم تدخل هذا المجال في كل الجامعات، والدليل أن جامعة السودان هي الجامعة الوحيدة التي تُدرس هذا المجال، وبحسب معلوماتي أنها ستُدرس في بعض الجامعات ابتداءً من العام القادم، وكذلك هو المجال الوحيد الذي سيرفع البلد مستقبلا رغم جهل الكثيرين به.
وقالت الطالبة جهاد المستوى الثالث فيزياء: ولجت هذا المجال هروباً من الإعادة في الثانوي، لكن هذا لا يعني أن مجالنا ليس فاعلاً، ما دفع البعض لوصف مجال دراستنا بأنها دراسة ليست مجدية، هي شح الوظائف وشبه انعدامها للطلاب بعد التخرج، ومع أننا ندخل الجامعة بنسب أعلى من طلاب العلوم إلا أنهم مُقيَّمون أكثر منا، ولو نظر الجميع لمعايير تطور وتقدم الدول المتقدمة، سيجدون أن الفيزياء كانت أحد مقومات هذا التطور، ما يعني تقيم مجال دراستنا خارج البلاد، وهذا ما دفعنا للتفكير في للسفر خارج البلاد بعد التخرج، ووافقتها الرأي زميلتاها براءة ونجلاء.
وقالت نسيبة عبد الرحيم، المستوى الثالث مختبرات فيزياء: دخلت الكلية قدراً، ولم أكن أعلم ما سأدرسه فيها، لكنني تفاءلت بكلمة مختبرات، ولا أخفيكم سرا أستاء جدا عندما أضطر لتعريف البعض بما أدرس. فالناس يعرفون المختبرات الطبية، لكنهم لا يعرفون المختبرات العلمية، لكنني أحببت المجال فيما بعد رغم أنني في بادئ الأمر كنت سأغير مجال دراستي، وعدلت عن ذلك في آخر لحظة.
نيوتن قسم مختبرات الفيزياء
أشار إليه زملاؤه قائلون هذا نيوتن ? لقبه داخل الجامعة- أخبروني أنه دخل لهذا المجال عن حب، بل وإنه يربط جميع تحركاته بالفيزياء، لكنهم دخلوا لهذا المجال عن طريق مكتب القبول أو هربا من الإعادة، لكن هذا النيوتن يحب دراسته حبا جما فآثرت أخذ رأيه، وأفادني قائلا إنه درس دبلوم مختبرات الفيزياء، من ثم شرع في التصعيد وهو على وشك أكمال البكالوريوس، وقال إنه ليس متوجسا من فكرة العمل، فالكل بات يهاجر هذه الأيام، لكنه لن يترك دراسة ما يحب من أجل ضيق فرصه والجهل به في السودان.
وبالقرب من المعامل استوقفت بعض الطلاب الذين كانوا على عجلة من أمرهم للحاق بمحاضرتهم، لكنهم رغم ذلك لم يبخلوا برأيهم الذي اتفقوا فيه على أن مجالهم ليس معروفاً بالنسبة للكثيرين، معبرين عن توجسهم من مستقبل عملهم داخل السودان، خصوصا وأن الجهات التوظيفية تهتم بالطلاب العلوم وتتجنب النظر لهم.
عميد قسم المختبرات العلمية
بعد أن أكملت استطلاعاتي داخل الجامعة وأخذت رأي الطلاب واستمعت لهواجسهم، رغباتهم، آرائهم، اتجهت لمكاتب أساتذة قسم مختبرات الفيزياء، لكنني وجدتها موصدة، فذهبت لمعاملهم، لكن لم يبدوا تفاعلاً مع الموضوع واعتذروا لي عن إبداء آرائهم، فآثرت أخذ الإجابات من عميد قسم المختبرات العلمية، لنتعرف على حقيقة الأمر من وجهة نظر الكلية الدكتور أحمد الحسن عميد قسم المختبرات العلمية بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، الذي قابلنا بكل ود وترحاب وأفادنا قائلا: كلية العلوم بنيت على المختبرات، وعندما أنشئت كلية العلوم كانت المختبرات قائمة بشقيها كيمياء وفيزياء وأحياء، ومعهم شعبة الرياضيات الذي أُسست على أساسهم كلية العلوم الحالية، قسم الأحياء تطور إلى أحياء طبية، لكن اللبس يكمن في ازدواجية الأسماء وتشابه المقررات، فهناك مختبرات كيمياء وعلوم كيمياء، وكذلك مختبرات فيزياء وعلوم فيزياء، قسم المختبرات تطور وأنشأوا منه كلية المختبرات العمية والطبية، وأصبح تابعاً لكلية المختبرات، لكن بعد فترة رأى المسؤولون عن كلية المختبرات الطبية، أن هذا المجال لا يشبههم، وعاد القسم مرة أخرى لكلية العلوم، وظل يُخرج الطلاب بمرتبة بكالوريوس. وحقيقة طلاب مختبرات الفيزياء والكيمياء يلجون الجامعة بنسب أكبر من طلاب العلوم، وكنا ندرسهم مع بعضهم البعض في صف واحد من ثم يفترقون في المواد التي تفصلهم، أما ما يميز المختبرات عن العلوم هو الطابع العملي، بمعنى أن الجانب العملي لدى طلاب المختبرات أكبر من العلوم، وكذلك هم الأشمل والأدق، ويدرسون مواد لها علاقة بالمخدم مباشرة، وحقيقة أنا استغرب حين أجد أناسا ينكرون معرفتهم بالمختبرات العلمية، مع العلم أنها موجودة منذ 1971م ومرتادوها منتشرون في كل البلاد، ومن ينكر معرفته بالمختبرات العلمية هو جاهل، وبعد التخريج يعملون فنيي معامل، هذا إلى جانب أنهم يتخرجون مع مرتبة الشرف، وذلك لأن الساعات الدراسية المستوفاة لمرتبة الشرف ضغطت في أربع سنوات بدلا من خمس. ويضيف: مع أنهم هم الأفضل ولو جربتهم الجهات الخدمية سيتأكدون من ذلك، كليتنا معروفة ولا أدري مكمن الإشكالية، لكن لدينا فكرة في عمل بكالوريوس تكنولوجيا كحل، والجهات الخدمية طالبت بإدخال مواد تدريسية إلى مقررات الطلاب، ومن ينكر علمه بطلاب المختبرات العلمية من الجهات الخدمية هم جهات مغرضة ليس إلا، فإذا ذهبتم إلى مستشفى الذرة ستجدين خريجي المختبرات العلمية، وكذلك الأدلة الجنائية ومراكز البحوث.
وطرح سؤالاً استنكاريا: إذن، ماذا نفعل كي يعرفونا؟
اليوم التالي
الفيزياء أم العلوم كلها، ولكن للاسف لا توظيف لخريجي الفيزياء في السودان ربما ضعف امكانات البلد خريج الفيزياء عادة عمله في البحث العلمي او في معامل متخصصة ليس لها علاقة بسوق العمل اليومي مباشرة فبالتالي في السودا ن وكما هو معلوم ان سوق العمل يركز علي المنتج المباع (العندو سوق) منتج خريج الفيزياء في الغالب ينتج لاجهزة مهتمة بالتطوير او بحوث اساسية (بالواضح كده حكومة او شركات كبيرة) وده اس المشكلة لانو لا الدولة ما عندها برامج متخصصة في البحوث الاساسية ولا الشركات الكبيرة مهتمة بهذا الجانب والبحث العلمي في السودان ان وجد يمول من منظمات خارج السودان كالامم المتحدة او جامعات ، عليه اري ان علي خريج الفيزياء بجميع مسميات كلياتها ان يضف بعض الكورسات القصيرة او الشهادت التي لها علاقة بالفيزياء ومقبولة في سوق العمل داخل السودان وخارجه كـ(Material engineering, NDT, electronic, mining, eg )لانه خريج الفيزياء عندنا بشتغل استاذ او يعمل دراسات عليا وبرضو ح يشتغل استاذ، صراحة فئة مظلومة رغم اهميتها الشديدة لدولة كالسودان
خالد ابراهيم محمد احمد … خريج سابق…فيزياء تطبيقية ورياضايات (الاهلية)
لدي احد الزملاء مدير مدرسة ثانوية متقاعد له اين خريج معامل فيزياء جامعة السودان والحمد لله شغال في المباحث الجنائية في احسن وضع. وهو تخصص مرغوب في الخارج خاصة في الخليج وبالتحديد في السعودية . ادخل علي جامعة الملك عبد العزيز في جدة وشوف كيف هو مطلوب.
واصلوا يا شباب وبالتوفيق.
ياسلام …….
إنتو عارفين خريج كلية العلوم تخصص فيزياء في البلدان المتقدمة أو تلك التي علي أعتاب التقدم بتعتبر المتخصص في الفيزياء عبقري عشان كده بهتموا بيه إهتمام منقطع النظير من مدرجات الجامعة الي كبري المعامل وهاك يا راحة هلا هلا على الناس البهتموا بالبحوث العلمية من تقدم لتقدم ومن إنجاز لآخر….
متين نلحق مؤخرة الركب ؟؟؟؟؟؟؟؟
repeats and lack of structure making this another long useless moaning of the current status of the country without any directions towards an exit
هو اصلو في مختبرات فيزياء في البلد و سوفت وير يوقف مصنع – بلدنا فيها انشراط تكنلوجى
يا ناس .. يا قوم… يا هوووو.. اذا دا التعليم العالى اللى عندو وزاره وزير وزوير دوله كمان وخميس عرمرم جرار من المتعلمين المفروض يكونو “ناقشين وتفتيحه”) ما عارفين مؤسساتم وكلياتم بتقرّى شنو وليه وهل سوق العماله محتاج لهذه التخصصات او تلك ( يا جماعة الخير العماله مقصود بيها الشغل الشريف (اللى بتنبسطو منّو وينبسط منكم فى آن واحد) وكسب الرزق الحلال “البلال الطيب”) ..موش العماله المتنوعة المرتكزات المتعلقه بألأجندات ألأجنبيه وألأرتزاق منها) وحالتو داالتعليم العالى اللى فى الخرطوم محل الطيارات بتقوم والوزير يحوم ) ايش حال التعليم ألآخر (الما عالى)اللى تحت مسؤولية المعتمديات والمحليات فى السهول والوديان واعالى الجبال؟ الى متى هذه الهرجله والتوهان؟ اليس بينكم رجل عاقل رشيد!!!