بوكو حرام في السودان.. العودة لزمن التطرف..!

آخر ما كنا نتوقعه أن يتحوّل السودان إلى حاضنة دافئة، للتيارات التكفيرية والمتطرفة، بالدرجة التي تجعل جماعة بوكو حرام النيجيرية، تتسلل إلى ضواحي وأطراف جبل أولياء..! وآخر ما كنا نظنه أن تتمدد تلك التكوينات والتشكيلات الإرهابية، لدرجة أن يتم تفويج المقاتلين والمقاتلات، من حرائر السودان، الى خطوط النار والتطرف، على نحو ما يحدث حالياً..!
لكن ماذا نفعل، غير الاستغراب الممزوج بـ”المغسة”، بعد أن مهّد المزاج الحكومي العام، الطريق أمام الجماعات الدينية، وبعدما عبّد لها المسالك الواصلة إلى الخرطوم، على الرغم من الاختلاف الجوهري والتباين البنيوي، بين اطروحة تلك الجماعات المتطرفة، وبين مزاج أهل السودان العام.
وفي هذا، حريٌ بنا أن نشير إلى أن الترابي انغمس ? فور إجهازه على الديمقراطية ? في تعبيد السُبل أمام المغضوب عليهم من بلدانهم. وعكف – بعدما دان له حكم البلاد، ووقع في يده، مثل تفاحة ناضجة – على فتح المداخيل، أمام المطاريد، ممن تلاحقهم لعنة حكومات بلدانهم، أو ممن يطاردهم بوليس الأسرة الدولية.
وقطعاً، كلكم تعلمون أن الترابي انتهج سياسة البلد المفتوح، غداة انقلاب الإنقاذ، بحيث أصبح الدخول الى الخرطوم – من أي بلد – لا يحتاج سوى إلى تأشيرة من بلد القدوم، دون الحاجة الى الحصول على رسم الدخول، من سفارة السودان هناك. ذلك ان الترابي ? وجماعته ? جعلوا تأشيرة الدخول الى السودان، مبذولة للجميع في صالة الوصول بمطار الخرطوم..!
الثابت، أن المزاج الحكومي الميّال إلى احتضان الجماعات الدينية، اسهم في توافد المطاريد والمتطرفين إلى الخرطوم، في سنوات الإنقاذ الباكرة، وتبعاً لذلك شهدنا دخول أسامة بن لادن، وكارلوس وغيرهما، ممن أفردت لهم الانقاذ الأحضان، حينما كانت رؤيتها الفكرية الإقصائية تتخلق في رحم التمكين.
صحيح أن الدكتور حسن الترابي شرعن لتلك الفترة، مما جعل السودان يتموضع في قائمة الدول الراعية للإرهاب، ومما جعل الخرطوم ضمن الدائرة السوداء، بعدما طالت إجراءات عقابية أحادية، لكن هذا لا يعفي تلامذة الرجل من الإدانة، ذلك أنهم مشوا على ذات الدروب، بمهارة حاذقة، أذهلت العراب نفسه..
الثبات، أن بعض المكونات الحكومية، ثابت إلى رشدها، وتيقنت بأنه ما من ضرورة للمشي في ذات الدروب القديمة، ذات الارتباط الوثيق او العميق، بفكرة إيواء الجماعات الدينية، وهذه بمثابة استتابة سياسية وفكرية تُحسب لهم. أضف إلى ذلك أن وارثي العرش الانقاذي، أظهروا بعض التعاون في الحرب على الإرهاب، كما أفاد بذلك مدير جهاز الأمن السابق صلاح قوش، وغيره من قادة المؤتمر الوطني، وهذه كلها تصلح كتقدمة لمزيد من الوعي، لمحو أخطاء سياسة السنوات الأولى، التي جعلت من السودان قبلة، للمتطرفين. وظني، أن تلك الخطوات، ستجد الدعم والمباركة من أكثرية الشعب السوداني، ذلك أن أحداً لا يطمح لأن تتمدد الرايات السود، أو أن يخرج احدٌ ما ليُحرِّم التعليم، كما تفعل جماعة بوكو حرام التي يبدو أنها آخذة في التمدد بمناطق جبل أولياء، على نحو ما أوردته الزميلة “الانتباهة”.
نُشر بصحيفة (الصيحة)
اقتباس :
وهذه كلها تصلح لمزيد من الوعى لتصحيح اخطاء السنين الاولى .
يا ابنى هو فى وكت باقى للخطأ والصواب ؟؟؟ هذه سياسة تنظيمهم الدولى للحكم عن طريق الارهاب !؟؟ ولم تكن اخطاء السنين الاولى … وليس هناك ما يمنعهم من اعادة انتاج السناريو فى اى وقت اذا اتيحت الفرصه …..
لا يوجد بديل سوى ذهابهم فقط بالحسنى اذا كانو يعقلون والا فان النار الملتهبه قادمة قادمه