تنسيقية الثورة .. المألآت والتاريخ.. حتى الخال الرئاسي نفض يده..!!

أسامة الكاشف

أعلنت القوى السياسية التي شاركت في هبة سبتمبر المجيدة عن تشكيل كيان جامع لقيادة العمل السياسي المدني تحت مسمى تنسيقية الثورة وأشارت إلى أن هذا الكيان يضم قوى المجتمع المدني والشباب والنقابات الشرعية والأحزاب. إلا أن هذه التنسيقية لم تخرج لحيز الفعل حتى كتابة هذه السطور لعوامل مختلفة أهمهما أنها تشكلت بقرار فوقي لم يتم تنزيله على مستوى القواعد التي تقود العمل الميداني. وخوفنا أن تكون قد أصيبت بداء مزمن ظل يلازم تحالفات القوى السياسية السودانية على مدار التاريخ وهو داء إعلاء المصالح الخاصة على الهم العام.

تجارب شعبنا في بناء التحالفات من التجارب الرائدة في المنطقة. فرضت الديكتاتوريات المتتالية على التنظيمات السياسية بناء تحالفات واسعة وفق برامج الحد الأدنى لإسقاط الأنظمة الديكتاتورية فكانت جبهة الهيئات في أكتوبر والتجمع النقابي الذي قاد انتفاضة مارس/أبريل والتجمع الوطني الديمقراطي في مستهل انقلاب الإنقاذ ومن ثم قوى الإجماع الوطني في مرحلة لاحقة بعد المصالحة مع النظام.

كلما اتسع وعاء التحالف كان ذلك ضماناً لمشاركة قوى المجتمع الفاعلة وجذب قطاعات أوسع للمشاركة في برنامج الحد الأدنى. نلاحظ أن هنالك عيوباً شابت التحالفات الواسعة في السابق والتي يجب الانتباه لها في المراحل اللاحقة ونجملها في ما يلي:

* لم تستطع هذه التحالفات الاستمرار لحماية منجزاتها كما هو الحال بالنسبة لجبهة الهيئات بعد أكتوبر والتجمع النقابي بعد إقصاء النميري. رغم التوقيع على مواثيق حماية النظام الديمقراطي عجزت هذه القوة عن حماية الديمقراطية حيث أنفض سامرها فور نجاح الثورة/الانتفاضة و”كل قرداً طلع شجرتو” وبدأ البحث عن المغانم مما أدى لانكشاف ظهر الثورة/الانتفاضة لينقض عليها العسكر مرة أخرى عند أول سانحة.

* محاولات بعض القوى الهيمنة على التحالفات وفرض وصايتها والإصرار على تولي المناصب القيادية عليه وكذلك العمل على إقصاء بعض القوى الجديدة مثل حركة حق من التحالف كما حدث بأسمرا.

* عمل بعض القوى لصالح أجندتها الخاصة دون التشاور مع الأطراف الأخرى.

* عدم تمكين قوى المجتمع المدني الأخرى من نقابات ومنظمات من لعب الدور المنوط بها وهيمنة الأحزاب على مفاصل العمل اليومي.

* تقديم الأحزاب في بعض الأحيان لأجندتها الخاصة على حساب الأجندة الوطنية كما حدث من الحركة الشعبية وحزب الأمة بأسمرا حيث أبرما اتفاقيات أحادية مع المؤتمر الوطني دون مشاركة أو مشاورة بقية القوى السياسية والمدنية.

هذا غيض من فيض فربما تكون هنالك العديد من السلبيات الأخرى التي يجب تلافيها مستقبلاً.

هنالك حاجة ملحة للوعاء الشامل الذي يضم قوى المجتمع الفاعلة لقيادة العمل الجماعي للقوى المعارضة بما في ذلك الجبهة الثورية التي كان موقفها مؤيداً للحراك الجماهيري وداعماً له. ربما تكون التنسيقية هي الوعاء الأمثل لهذا التحرك وعليه من المأمول أن ترعاها قوى الإجماع الوطني لما لها من خبرات كبيرة في هذا المجال بحيث يعبر تنظيمها وعملها عن رؤية مجموع الشعب السوداني. لا ننسى هنا ضرورة استيعاب الكيانات الشبابية التي لعبت دوراً مؤثراً خلال الفترة الماضية مثل “قرفنا” و”مرقنا” والقوى التي قادت أعمال الإغاثة إبان السيول والفيضانات الأخيرة.لا ننسى هنا الدور المؤثر للقوى الوطنية بالخارج والتي وظفت كل طاقاتها لإدانة جرائم الإغتيال البشعة التي مارسها المؤتمر الوطني ضد شبابنا ونرى ضرورة إشراكها في العمل الجماعي من خلال منظماتها وكياناتها المختلفة.

كما أن حماية الشباب من اعتداءات مليشيا المؤتمر الوطني تعتبر مهمة وطنية على درجة عالية من الأهمية يجب أن تتولاها قوى الإجماع الوطني والقوى الوطنية الفاعلة في الداخل والخارج خروج هؤلاء الشباب عراة الصدور أمام آلة البطش المتأسلمة مأساة بكل المقاييس ومسئولية وطنية بالمقام الأول يجب أن تتصدى لها القوى صاحبة الخبرة في العمل السياسي. راهن المؤتمر الوطني على أن ما أعده من قوة ومن رباط الخيل كفيل بردع التحرك الجماهيري وبث الخوف في النفوس وهذا وهم كل ديكتاتور على مر العصور ولقد اثبت التاريخ أن حركة الشعوب التي تنشد العدل لا توقفها الدبابات.

تحفل الساحة السياسية حالياً بحالات التشظي والإنشطار الأميبي لمعظم القوى السياسية وعلى رأسها المؤتمر الوطني والقوى التي كانت داعمة له خلال ربع القرن الماضي. بعد خروج العراب الشهير خرجت مؤخراً مجموعة من أسموا نفسهم بالإصلاحيين ، ونفض الخال الرئاسي يديه من ابن أخته وقاد تظاهرة تحميها الشرطة من الجامع الكبير قوامها (150) شخص يمثلون ما يربو على عشرة أحزاب متأسلمة ورقية تحت مسمى “تحالف القوى الإسلامية الوطنية” وكذلك جمهرة المثقفين من منظري النظام السابقين الذين أطلقوا على أنفسهم “الحركة الوطنية للتغيير”. رفعت هذه القوى شعارات الجماهير سعياً لتفريغها من محتواها وإعادة إنتاج نفس النظام بوجوه جديدة شائهة وهو أمر لم يكن ليخفى على فطنة شعبنا. لكن المؤسف أن بعض وسائل الإعلام صارت تحتفي بتصريحات كل من يشق عصا الطاعة على المؤتمر الوطني بغض النظر عن دوره التاريخ في استلاب وسلب شعبنا. نعود ونكرر مرة أخرى أن الوضع لن يعود أبداً لما كان عليه الحال قبل سبتمبر 2013 وبالتالي يجب على القوى الوطنية الفاعلة إعادة تنظيم قواها استعداداً لمعركة فاصلة تلوح نذرها في الأفق.وأولى المهام هي التنظيم الجيد للوعاء الشامل الذي تنضوي تحت لوائه كل القوى الفاعلة.

[email][email protected][/email]‏

تعليق واحد

  1. على كل القوى المعارضة ان تفهم جيداً أننا نحن الشعب السوداني لا نريد أن يحكمنا أكثر الناس معارضة للحكومة ,, لكن نريد حاكماً عادلا نزيهاً لديه القدرة على النهوض بالسودان وحماية ما تبقى من وحدته وأن يعيشنا عيشاً كريماً كبقية الدول ,, كل من لا يأنس في نفسه الكفاءة فليساعد في اسقاط النظام مشكوراً كأي فرد شريف من أفراد الشعب ويتنحى جانباً لغيره . لا نريد تسابقاً على كراسي الحكم ,, التجربة الاسلامية لم تفشل لأنها إسلامية اطلاقاً, لكنها فشلت لأنها سعت لتطوير الحركة الإسلامية على حساب تنمية السودان والوحدة والانتاج والمحافظة على النسيج الاجتماعي لهذا البلد العظيم .

  2. “خرجت مؤخراً مجموعة من أسموا نفسهم بالإصلاحيين ، ونفض الخال الرئاسي يديه من ابن أخته وقاد تظاهرة تحميهاالشرطة/ تحميهاالشرطة/ تحميها الشرطة
    من الجامع الكبير قوامها (150) شخص يمثلون ما يربو على عشرة أحزاب متأسلمة ورقية تحت مسمى “تحالف القوى الإسلامية الوطنية” وكذلك جمهرة المثقفين من منظري النظام السابقين الذين أطلقوا على أنفسهم “الحركة الوطنية للتغيير”. رفعت هذه القوى شعارات الجماهير سعياً لتفريغها من محتواها وإعادة إنتاج نفس النظام بوجوه جديدة شائهة”
    كلامك يأسامة الكاشف كلام زول واعي

  3. من اهم شروط الديموقراطيه عدم قيام احزاب تستند الى الدين او العرق وان لاتوجد احزاب تعتبر وكلاء لاحزاب اجنبيه,هل يوجد حزب بالساحه السودانيه يستوفى هذه الشروط؟

  4. هبة سمبتمبر وهبة يناير ووووو كلو كلام فارغ.. الحكومة دي بتفهم لغة الكوماج وبس , الموت الكان بيحصل في جنوب السودان وجبال النوبه ودارفور جاي الخرطوم ابقوا قدروا , هذه هي الفتنة التي لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة

  5. نعم للتحالف علي اهداف ووسائل تحقيقها متفق عليها ومعلنة للرأي العام..الهدف العام اسقاط النظام الحالي واقامة دولة ديمقراطية عادلة يتساوي فيها الجميع ..اهداف فرعية..1-اقامة حكومة انتقالية تقوم بمهام المسائلة والمحاسبة والعدالة الانتقالية2 -اعادة الاموال المنهوبة 3 -اعادة هيكلة مؤسسات اجهزة الدولة وعلي راسها الجيش والامن والخدمة المدنية والقضاء 4-العزل السياسي للاحزاب الطائفية (الامة,الاتحادي,الحركات الاسلامية(كلنا مسلمين وما عايزين زول يزايد علينا في هذا الامر)5-اقامة انتخابات حرة نزيهة…

  6. (إلا أن هذه التنسيقية لم تخرج لحيز الفعل حتى كتابة هذه السطور لعوامل مختلفة أهمهما أنها تشكلت بقرار فوقي لم يتم تنزيله على مستوى القواعد التي تقود العمل الميداني)الفوق ديل شمو من اسى بدينا فوقى وتحتى

  7. أعزائي لكم التحية ,
    أولاء : نترحم على شهدانا الذين قتلوا في أحداث ثورة 23 سبتمبر المجيدة على ايادي مليشات النظام الحاكم الذين ارتكبواابشع جرائم القتل في حق المواطنيين الابرياء ولكن نرمي اللوم والعتب على المعارضة والشعب السوداني لماذا نسكت على هذه الآفعال الدنيةو القذرة من المؤتمر الوطني , نتمنى من كل الفئات المحامين والأطباء والمهندسين والمثقفين وضباط الجيش والشرطة الأحرار ان نتحد ونقف سداً منيعاً نقول لا لا كفاية كفاية سرقة ونهب أموال الدولة وتفيت السودان والفتنة بين القبائل واشعلت الحروب بينهم كفاية كفاية نتمنى من الله لتشتيت شملهم هؤلاء الخونة والمتاجرون باسم الدين , وبعد أسقاط النظام سوف تعيد وطننا الحبيب لسيرتةالأولي سيرة لتسامح والودة والتعايش الكريمة بين كل قبائل السودان ونرفع راية السودان ترفرف كل ايادي سوداني ونهتف انا سوداني .

    ( إذا كان في معارضة قوية لكان سقط النظام في دقيقة واحدة )

  8. للشعب السوداني تجارب عظيمة في اكتوبر وابريل حيث لم يكن هنالك فيسبوك ولا واتساب
    انما كانت الارادة والنزاهة
    مااجهض ثورة سبتمبر فضلا عن استخدام النظام الحاكم القوة المفرطة كان اولئك الدهماء والغوغاء الذين مارسوا الحرق والنهب والسرقة ظنا منهم ان مايقومون به هو ثورة فعاد الشعب منكسرا ذليلا يجرجر اذيال الخيبة والفشل ومع انتصار الحزب الحاكم الا وانه لم يقابل هزيمة الشعب الا بمزيد من الضغط والعنفوان بزيادة اسعار المحروقات والضرائب من اجل التجويع والاذلال
    كما ان بعض الاحزاب مثل حزب الامة الذي يشارك في الحكومة رغما عن الانكار والحزب الاتحادي الذي يشارك في الحكومة بصورة باهته ولا ينكر ذلك والشعبي الذي هو منغمس في مفاوضات خاصة للمشاركة في الحكومة بناءا على تصريحات الحزب الحاكم وهو الاقرب للتصديق .. مثل هذه الاحزاب لا يرجى منها لانها تلعب على حبلين او ثلاثة ودورها هو لعبة البيضة والحجر والثلاث ورقات لذلك فان اي ثورة قادمة يجب ان تخلو من هذه الاحزاب تماما لكي تصل الى غاياتها .. ولكم ان تستفيدوا من التجربة المصرية في الثورات وذلك باعتماد الاعتصامات في الميادين مما يسهل دحر الغوغاء والدهماء البلطجية من الصفوف ومما يجعل الامر صعبا على الحزب الحاكم استخدام قوة مفرطة وذلك لان كاميرات العالم ستسلط عليهم وحتى لو ارتكب احد جريمة قتل متظاهرين سيكون ميسورا كشفه ومن ثم محاكمته بالفعل او التحريض وكلا الجريمتين تصل عقوبتها للاعدام

  9. ارى ان هذه الصورة بشعة جدا. نعم هذا طريق الثورة شاق ولهب. لكن طموحها القمح والوعد والتمنى وزهورا برية وبستانية.
    لا باس استاذ اسامة, فلمن انس فى نفسه الكفاءة الحق فى تجميع قوى سبتمبر. لا باس فالشبال بيشر.

  10. يا خرطوم ثورى ثـــــــــــــورى لن يحكمنا لــــصوص كافــــــورى
    لـــــــــــــــــــن ترتــــــــــــــــــــــاح يا ســــــــــــــــــــــــــــــــفاح
    جوعـــــــــــــــــــــــــــــت الـــــــــــــــــناس يا رقــــــــــــــــــاص
    عزة ثـــــــــورى و قــــــــولى لـــــــيه ربــــــع قـــــرن كفاية عليه
    فكو دربـــنا فــــــكو دربنا سرقــــــتو زادنــــــــا قلعــتو أرضـــــــنا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..