الحكومة في ورطة..!ا

أجــندة جريــئة.
د
الحكومة في ورطة..!!

هويدا سر الختم

الحكومة تعلم ومنذ توقيع اتفاقية السلام (نيفاشا) في العام2005.. أن أزمة اقتصادية سوف تحل بالبلاد.. والسبب معلوم ?اعتماد ميزانية الدولة على البترول في الصرف على بنودها.. وللأسف هذا العلم بمستقبل الأوضاع لم يجعل الحكومة تستشعر الخطر وتتجه في الاتجاه الموازي وبشكل احترازي لتنمية مواردها غير البترولية ومراجعة سياساتها الاقتصادية استعداداً لمثل هذا اليوم.. قد يعتقد البعض أنني أتحدث عن الوضع الحالي وغلاء الأسعار، وما تشهده البلاد هذه الأيام من ضائقة معيشية.. ما يحدث الآن وبلغة شباب السينما مجرد(مناظر). ولم يبدأ الفلم الحقيقي بعد.. الحكومة الآن في وضع لا تحسد عليه.. موازنة الدولة للعام 2012.. أضعف موازنة مرت على البلاد.. وتعاني إشكالات حقيقية.. فالدولة ليس أمامها سوى الضرائب والرسوم والجمارك.. لتغذية الموازنة والصرف على الدولة.. وفي ذات الوقت.. الوضع الراهن لا يسمح بفرض هذه الأتاوات (ألم أقل لكم إن الحكومة في ورطة) وفجأة وقبل أن تمهد الحكومة المواطنين لتطبيق هذه الأتاوات إذ بالأوضاع تنفجر والسوق يلتهب.. وتضطر الحكومة على لسان الوالي إلى إلغاء الرسوم والضرائب والجمارك على واردات بعض السلع واتخاذ جملة من القرارات ليست في مقدور الدولة.. لذلك اتبع الوالي قراراته القاضية بإلغاء الضرائب والرسوم الجمركية بعبارة (ولو لفترة مؤقتة). وحددت هذه الفترة بالثلاثة أشهر.. وأتحداهم أن يستطيعوا تطبيق هذه القرارات أكثر من شهر.. الهيكل الحكومي ترهل من كثرة المستشارين والنواب والوزراء ووزراء الدولة.. ومراكز البحوث والدراسات تنوء عن حملها البلاد، وللبلاد هيئة علماء تفخر بعضويتها التي تفوق الـ(500) عضو.. ولا تزال موارد البلاد بكراً.. منها ماهو على سطح الأرض وما تحتضنه باطن الأرض أكثر.. بل إن الحكومة عمدت بقصد أو دونه إلى القضاء على المؤسسات الاقتصادية في البلاد والنشاط الاقتصادي الحرّ طيلة السنوات الماضية.. وأبحرت عكس تيار شعارها: (نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع). وتم توجيه أموال الدولة الجبائية إلى إدارة حروب جديدة بعد أن قلنا: الحمد لله على إخماد الحرب في جنوب السودان.. وقد انشغلت الحكومة بهذه الحروب وبالمكايدات السياسية الأخرى عن إدارة الدولة فأنتجت الأوضاع السيئة التي تمر بها البلاد الآن.. ولا أدري كيف ستستطيع الحكومة إدارة الوضع على المدى القريب.. هذا إذا افترضنا أن الحكومة اكترثت لأخطائها السابقة بتجاهل موارد البلاد الأخرى. وانتبهت إلى تغيير سياساتها الاقتصادية السالبة بخصوص الضرائب والرسوم.. وتصحيح الوضع على المدى البعيد.. الأمر يحتاج إلى(حاوي). الظروف الآن أصبحت ضاغطة وليس هناك مجال لتدارك الوضع دون خسائر.. – في أوقات المد لا تصلح الزراعة وينتظر الزراع وقت الجزر ?الآن بدأ المد ولابد من الانتظار لرؤية ما يقتلعه وما يتركة خلفه ليتضح وضع البلاد خلال فترة الجزر.. لا يعني هذا أن تتوقف الحكومة عن (الكبكبة) لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولكنها في الآخر تصبح مجرد إجراءات وقتية (حقنة مسكنة). كان الله في عون الحكومة وعون البلاد التي عانت كثيراً منذ الاستقلال ولم تجد وجيعاً يصلح حالها.. الوقت الآن مهيأ لعمل منظمات المجتمع المدني وعلماء السودان الحقيقيين الذين يختفون خلف الكواليس مغيبون وليسوا غائبين.. ولا عزاء لأحزاب السودان الأخرى التي فشلت في إثبات وجودها خلال هذه الظروف.

التيار

تعليق واحد

  1. تلاته وعشرون عاما ولانسمع الاالكلمات الرنانه والخطب المتخمه بالوعد بغد مترف لكل مواطن وعندما صحونا من غفوتنا وجدنا انفسنا لم نتحرك من مربع جوع عام

  2. والله نحنا زاتنا فى ورطة ومن المؤكد مافى حل ياسودان البترول راح للجنوب يعنى القادم اصعب واصعب

  3. الاخت هويدا
    بعد التحية
    المقال رائع لكن حاجات كتيرة فاتت عليك
    – صحيح ان والي الخرطوم قام بالغاء الضرائب ولكن السيد الوالي مش وزير المالية يعني حبر علي ورق
    2- اعفي الوال التقاوي من الرسوم الجمركية مع انها محمية من سنين يعتي الوالي نائم
    3-شردت الانقاذ اجيالا مخضرمة من الزراعيين الاكفاء مما اثر سلبا علي القطاع الزراعي
    4- الحل للمشكل القتصادييتمثل في الاعتراف بالاخطاء المتمثلة في غياب الموسسية
    وؤاد الكفاءت وتسيس الخدمة المدنية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..