"استقلال جنوب السودان، انتحار جماعي" ..الأمريكيين السود ينظرون إلى الأمر كونه صراعا بين العبيد وأسيادهم.
رأي لمارك لافرين الباحث في معهد الدراسات السياسية والاقتصادية في القاهرة في استفتاء تقرير مصير جنوب السودان.
هل حكومة جنوب السودان جاهزة للانفصال؟
بالتأكيد لا، الانفصال هو انتحار جماعي. حتى ولو نال الجنوب استقلاله، ستظل مفاتيح هذه المنطقة في قبضة الخرطوم. في جنوب السودان الفساد منتشر، لا يوجد رجال قانون ولا خبراء في القانون الدولي، الدولة غير موجودة، الشرطة غائبة… الوضع مأساوي في هذه المنطقة من العالم والخرطوم ستجعلها دولة وهمية هشة.
هل تتوقع حصول أعمال عنف؟
لا يرغب شمال السودان الدخول في حرب، وسكان الجنوب يفتقرون إلى الحماسة والتجهيز للدخول في مواجهة عسكرية.ولكنني أرجح اندلاع أعمال عنف بين الفصائل الجنوبية. فلغاية اليوم كان جنوب السودان موحدا ضد عدوه المشترك، الشمال، ولكن في الواقع فكرة جنوب السودان غير موجودة.
ما هي انعكاسات انفصال الجنوب على الخرطوم؟
يعتقد العديد من الخبراء أن الوضع في الشمال سيتعرض لحالة من التشرذم والتمزق،فهذه المنطقة لا تملك إلا القليل من الموارد، يضاف الوضع في إقليم دارفور واحتمال تضامن فصائله مع الجنوبيين، حتى ولو استبعدوا لغاية اليوم فكرة الانفصال. فالتوازنات في السودان ستختل وسيكون الأمر صعبا للشمال وللجنوب أيضا.
لماذا يدعم الغرب فكرة استقلال جنوب السودان؟
تحلل الولايات المتحدة الوضع من وجهة نظر التصادم بين الحضارات، وترى أن التعايش بين المسلمين والمسيحيين غير ناجح، كما أن الأمريكيين السود ينظرون إلى الأمر كونه صراعا بين العبيد وأسيادهم.وبوسع الغرب بعد الانفصال استغلال ثروات الجنوب النفطية دون العبور من بوابة الخرطوم وبوسعه أيضا الضغط على الحكومة السودانية.فالنظام السوداني هو نظام المطلوب الحذر منه ? الرئيس عمر البشير ملاحق من العدالة الدولية ? وفي نفس الوقت نظام حليف لواشنطن في حربها ضد الإرهاب. وسيتحمل الغرب مسؤولية كبيرة في المرحلة المقبلة. فجنوب السودان غير قابل للحياة، على عكس السودان المتنوع الأعراق والديانات والذي يقوم مستقبله على توفير العدالة لكافة مواطنيه.
فرانس24
