السودان.. بلد المليون بروفسور ..وزيرو جائزة نوبل

السودان.. بلد المليون بروفسور ..وزيرو جائزة نوبل

محمد علي طه الشايقي
[email protected]

في سودان الكيزان او “الانقاذ” كما يحلو لهم تسمية انفسهم , معدل تفريخ الدكاترة PhDوالبروفسورات اعلي من معدل تفريخ الدجاج في مزارع تربية الدجاج , واسرع من معدل مواليد البلاد , مع فارق بسيط : وهو ان فراخ الدجاج المفقوس ومواليد البشر يعودون ليتناقصوا بمعدل اسرع من معدل انتاجهم حيث يموت 160 مولود من كل الف وهو من اعلي معدلات وفيات ما بعد الولادة في العالم نتيجة سوء التغذية للام والطفل علي السواء وهو ناتج من سوء سياسة حكومة الانقاذ, او الاهلاك في الواقع , الذي اهمل صحة الامومة والطفولة والرجولة والكهولة والجميع وصبت جل اهتمامها للحفاظ علي كراسي الحكم فاهدرت موارد البلاد في تكديس السلاح وترفيه رجلالت الامن والمليشيات وهمشت الاطباء والمهندسين وكل القطاعات المنتجة والتي هي دعامة التقدم والرقي فالت البلاد الي ما هي عليه الان والقادم اسوا ان ظل المؤتمر الوطني قابضا بزمام الامور والعياذ بالله.
منذ مجيئ من تمسحوا بالاسلام وهمهم الاستمرار في الحكم حتي وان طاروا شكليا وذلك باتباع استراتيجية الهيمنة الي الابد علي قمم مفاصل الخدمة المدنية مديرين ووزراء وراوا ان ذلك لايتاتي الا بوجود كوادر تحمل شهادات الدكتوراه والبروفسيراه حيث المفاضلة في التعيين دائما يكون بالشهادات والخبرات فانكبوا علي وضع خطة شيطانية تقضي بترفيع جميع منسوبيهم من المنتمين لحزبهم ومن هم من قبائلهم وجهاتهم الي اعلي درجات المؤهلات العلمية باي ثمن حتي وان كان هذا الثمن تدهور التعليم ومرافق الدولة التي سيتربع عليها من هم ليسوا بذات كفاءة وبمؤهلات مزورة وزائفة , وبالتالي تنحدر البلاد الي درك سحيق من النحطاط والتخلف حيث السيف بيد جبانها والمال بيد بخيلها والشهادات العليا بيد اجهل مواطنيها.
وهكذا اصبح من المعتاد ان تسمع بفلان من الحزب الحاكم وقد التصق باسمه فجاة حرف الدال ليُنادي بدكتور فلان او يلحق باسمه حرف الالف ان كان اصلا لديه دالا كبيرا قبل اسمه فيصير بين ليلة وضحاها استاذ دكتور يعني برفسور , فملاوا الارض والسماء وشنفوا الاذان , دكتور فلان قام وبرفسور علان قعد , وتم تعيين برفسور فلان مديرا لجامعة كذا ودكتور علان مديرا لبنك كذا وبرفسور فلتكان مستشارا للرئيس ودكتور زيد واليا لولاية من ولايات البلاد المنكوبة بعد عزل برفسور عبيد ..الي اخر مسلسل تفريخ وترفيع وتمكين الدكاترة والبرفسورات الجدد والذين ليسوا اهلا لان يكونوا حتي من حملة البكلاريوس .
وهذه من اكبر واخطر جرائم هذه العصابة التي جاءت بكذبة كبري صبيحة الثلاثين من يونيو 1989 والذي يكذب مرة يكون الكذب ديدنه ومنهجه ما بقي فيه روح , وهكذا هؤلاء . والغريب انهم يتنادون بالاسلام وتعاليمه وكانهم لم يقراوا او يستوعبوا حديث المصطفي عليه افضل الصلاة والتسليم والذي يتوعد من يسعي لينال لقبا علميا فقط ليماري به السفهاء ويفاخر به العلماء وليجد به موقعا لدي السلاطين , يتوعده بمقعد في النار حيث جاء في الحديث الشريف: )مَنْ تَعَلَّمَ العِلْمَ ليُبَاهِيَ بِهِ العُلَمَاءَ، ويُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، ويَصْرِفَ بِهِ وُجُوْهَ النَّاسِ؛ أدْخَلَهُ الله جَهَنَّمَ( أخْرَجَهُ ابنُ مَاجَه وغَيْرُهُ .
ولقد ذكر لي احد المقربين من هؤلاء بان معظم هؤلاء الدكاترة والبرفسورات لم يبذلوا اقل الجهد لينالوا القابهم هذه , كل ما يفعلوه هو ان يكلف احدهم نفرا من الشباب ليقفلوا انفسهم ويكتبوا له اطروحته بغض النظر عن مصداقية معلوماتها او منهجية تحضيرها وكتابتها , لتتم مناقشتها صوريا من قِبل لجنة مهيئة مسبقا لاجازة الرسالة تطبيقا لمبدا (شيلني اشيلك , او نحن نمررك اليوم وتمرر زولنا بكرة). وهكذا راينا كيف ان احد اقطاب الحزب دائما طالع نازل في نيفاشا ويوم في الخليج ويوم في لندن وفجاة صار دكتورا !! لاندري اين وجد الوقت الذي فيه تفرغ لاعداد وكتابة رسالته التي نال بها الدال الكبيرة.
وكما جاء في دراسة لاحد الراصدين لهؤلاء الدكاترة والبرفسورات فانه لم يعثر علي ورقة علمية واحدة لاي منهم في المجلات العلمية المتخصصة عالميا , فالقليل منهم لديه ورقة او اثنتين دون المعيار العالمي ومنشور بمجلة محلية هي الاخري لا ترقي الي مستوي اي مجلة عالمية ولم يسمع بها حتي بعض العاملين بمجال تخصصها وبحثها !!
وحتي لو سلمنا جدلا بانهم نالو هذه الشهادات بجدارة , فاين هم من رصفائهم بالعالم او حتي بمصر القريبة التي انتجت ثلاث ممن نالوا جوائز نوبل في الادب والفيزياء والسلام.
الجدير بالذكر ان لقب برفسور هذا لا يناله الا من ساعدت بحوثه في التاثير الايجابي والمفيد لصالح البشرية او علي الاقل لترقية المجتمع المحلي وتسهيل حياة المواطنين كان يكتشف الباحث دواءا شافيا لمرض متوطن كالملاريا في السودان مثلا , اوابتكار بذرة قطن او قمح او ذرة مقاومة للامراض وذات انتاجية عالية , ولكن ان يتقوقع احدهم ويزيد في زوجاته مثني وثلاث ورباع ويزيد في مركباته وينوع فيها من لاندكروزر الي كامري الي شبح اخر موديلات ويتطاول في البنيان طابقا فوق طابق ثم فجاة يصير دكتور فلان او برفسور علان , فهذه هي الكارثة بعينها.
الغريب انه في انجلترا ذات مرة هناك برفسور واحد في فرع من فروع الطب لفترة من الزمن ثم لحقه ثان. لان البروفسراه هذه كرسي يظل مشغورا الي ان ينزل شاغله الي المعاش او يتوفاه الله , اما عند حكومة الانقاذ فالبروفسوراه درجة وظيفية يتم الترقية اليها بقرار من رئيس الجمهورية فقط ليكون البرفسور الجديد مديرا لجامعة من الجامعات التي هي الاخري تزداد بمتوالية هندسية حتي صارت كالثانويات ايام زمان كما ودون مستوي الثانويات نوعا حتي سمعنا وراينا خريج الجامعة اليوم لايستطيع كتابة اسمه صحيحا لا بالعربي ولا بالانجليزي . ففقدت جامعاتنا مصداقيتها وانحدر مستواها ليسحب منها كثير من دول العالم الاعتراف بشهاداتها مثلما فعلت انجلترا مع كليات الطب ومثلما فعلت دول الخليج بكل خريجيها خاصة حملة الدكتوراه هؤلاء.
محمد علي طه الشايقي(ود الشايقي).

تعليق واحد

  1. ياخي بالغت نوبل مره واحده!!! واسعة دي!!! بس خليهم يوصلو الجامعة لمرتبة !حتي اسفنجية!!! مع رصفائها من الجامعات!!!او حتي يفرخوا لينا اطبه مش بعالجو بس مايكتلو الناس بجهلهم!!! ويعرفوا الفرق بين البندول والاتنلول!!! لاوكمان الموضه شنو!! كلو عصابه تتلمه وتاخد قرض من البنوك وتعمل جامعه خاصة!!! حتي اصبحة الجامعات اكتر من مطاعم المشويات!!وبقدرت قادر تفرغ الجامعات الحكوميه من اساتذتها اما كاملا او عن طريق النقل الطاري !!بحيث يقضي البروف معظم وكته في الخاص !!وياكل اولاد الحكومة المفترضه الحصرم!! معا انو كلو بيدفع !!!! او عد ليهم كم بحث كده عملوه بصورة علمية!! وليس كوبي باست وللترقية!!! او تم سرقته من النت او من طالب مسكين!!! وان يكون بحثا اكيد مش كلام اصحابهم من السياسيين!! ويتم اجازته من الاصحاب المشغوليين!!!! ولتبدا باكبر الصروح الجامعيه الي اخر فرخة!!!! وهل حتي معاملها الاكاديمية تعمل!!! بعدين منو الباكل الفيران والقرود لابحاث والجميع مشغول بتاكيل المثني والثلاث من الحريم!! وبوجضوم مدعي العلم والزهد اخر ماتوصل اليه ان ضم زوجه المصون لاصتاف جمعته لتتحصل علي قطعة ارض!!! تصدق دناوة هؤلاء!! ينهبون المليارات!! ولا يترددون في اكل الفتات من حق الغلابه!!! اعتقد في ثورة العلمية المدعاة!! لم يبقي من البقر غير العليل!!! الذي يمضي ايامه قبل المعاش في سلام!! اما الشرفاء فقد هجروا او تركوا الجمل بما حمل!! حتي لايلعنهم التاريخ!! سببا في كارثة السودان التي لم تترك صرحا جميلا لم تقطه اوصالا!!! ليترجل العلماء بمعاش يقل عن معاش الجهلاء بملايين السنوات!! الذين لم يقدموا الا اشلاء مبعثره واوطانا مقسمه وحدودا مستباحه ونساء تبكي اولادا ورجالا ماتو سفاحا!!!

  2. لو مريت على وزارة الاوقاف او الشئون الدينيه
    لهالك حجم الكفاءات المتراكمه بدرجات علميه معتبره
    كبتب بروفسير استاذ الطب عوض محمد احمد تحليلا لنسب القبول
    قال ان كليات الطب تضم ما نسبته50% وان كليات القباله اعلى نسبة
    وطلاب الاقتصاد وغيره اداب وقانون يدخلون بنسب اعلى
    راجع التقرير فى سودانايل

  3. شكرا يا ود الشايقى يا نصير المهمشين يا المتخصص فى جراحة كشف و تشويه بلطجية الانقاذ الذين خربوا وشوهوا كل اوجه الحياة فى السودان بدءً بالسودان البلد مرورا باقتصاده واخلاق شعبه وتعليمه واذلوا الشعب السودانى بشكل لم تسبقهم اى حكومة من قبل ، هولاء يا اخى ود الشايقى لا علاج لهم الا كنسهم الى مزبلة التاريخ حتى تسلم البلاد والعباد . هولاء القوم لا يصلح الا ما قال فيهم الاديب السودانى الكبير رحمة الله عليه \ الطيب صالح ابكر : من اين اتى هولاء ؟!
    لا تستغرب يا ود الشايقى هذا الاديب المشهور لا ينتمى الى اهلك الشايقية او الجعلية فهو " من عندنا" بس الراجل اه ر يرحمه كان يختصر اسمه فقط بالثنائى ويهمل اسم العائلة (ابكر) ، وبرضو الراجل معذور لو ما عمل كدا كان اهلك اضطهدوه وما خلوه ابدع بالصورة دى ، ما هو العملوه فى الدكتور عوض الجاز هين لو ما الراجل جلده تخين ويتحمل واحتضنوه ناس الترابى فى تنظيمهم فى وقت مبكر ما كان فلح وصمد وعمل دكتوراة فى امريكا كمان ؟ واه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..