قصص الأنبياء والصالحين للأطفال بلمسات الدراما

أحسن القصص قصص الأنبياء، لما جعل الله تعالى فيها من مواعظ وعبر، وإن الاطلاع على سير الأنبياء وأخبارهم وما حفلت به من أحداث واشتملت عليه من أفعال دليل للمسلمين ينتهجونه ويستعينون به للوصول إلى الإيمان الكامل، الذي هو سبيل النجاة والفوز في الآخرة.

وكم يحتاج أطفالنا في المهجر، وباللغة الإنجليزية، إلى القدوة ، قد نجد صعوبة في شرح القصة لهم خصوصا أن الطفل يتميز بخيال ملموس فكثيرا ما تكون المجردات بالنسبة له صعبة الاستيعاب، ولذلك وجدنا التقنية الحديثة أسلوبا مميزا، حتى يحصل الطفل على المعلومات والحقيقية وعلى مستوى قدرته، ويكون على صلة بأفضل الخلق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قال تعالى: (وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك).

«الشرق الأوسط» التقت السيدة أديبة عطايفا مديرة مشروع «معراج» للصوتيات في المنتدى الاقتصادي الإسلامي التاسع الذي استضافه مركز المؤتمرات في أكسيل بشرق لندن، وشاركت فيه 115 دولة الشهر الماضي. تقول السيدة أديبة وهي صحافية ومخرجة سابقة من أصول أوزبكية عملت في «بي بي سي»: «إن للقصة أثرا عظيما في تربية النفس البشرية وما اعتنى القرآن الكريم بالقصة على هذا النحو الواضح البين إلا لأثرها الواضح في تربية النفس، وما أحوجنا هذا الزمان أن نربي أبناءنا على الإيمان، ومن هنا كان برنامج قصص الأنبياء الذي نقدمه لأبنائنا الصغار، باللغة الإنجليزية ، إنها عبارة عن قصص للأنبياء والصحابة ولكن في إطار درامي بحت، على أقراص مدمجة أو عبر الإنترنت يمكن تنزيل القصص الإسلامية، وهو برنامج تجد فيه العظة والعبرة، وتجد معه المتعة والترفيه، وما علينا سوى أن نسمح لهذه القصص الكريمة أن تحاكي حياتنا، حتى نجدها حية تعيش بيننا من جديد».

وتضيف السيدة أديبة ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» إن كانت القصص النبوية أو قصص الصحابة والسلف الصالح حصلت على موافقة مبدئية من الهيئات الشرعية، بالقول: «جميع القصص التي كتبت لمؤسسة (معراج)، حصلت على موافقة هيئة الشريعة في بريطانيا»، مضيفة أن مادة البرامج مستقاة من الأخبار الصحيحة الثابتة عن أنبياء، وكذلك فإن البرنامج يتناسب مع قدرات الطفل في سن الـ12 عاما، وكذلك من حيث النص اللغوي، والأداء التمثيلي والصور المتحركة، وتقدم القصة بطريقة جذابة تبرز ما بها من قيم، بأسلوب محبب للأطفال، مع إمكانية عرض القصة عرضا مستمرا، أو مشهدا مشهدا مع إمكانية عرض نص القصة أو العرض». وتعد شركة «معراج» إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال الصوتيات، تعمل على نشر وتوفير الكتب الصوتية المشتملة على مواضيع إسلامية والمكتوبة باللغة الإنجليزية للأطفال. وقد أطلق على الشركة «Miraj Audio» هذا الاسم تيمنا برحلة «الإسراء والمعراج»، التي تعد واحدة من أهم الأحداث روحانية في الإسلام. وقد استلهمت موضوعات الكتب الصوتية من سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – وقام على تحقيقها عدد من علماء الدين الإسلامي لضمان سلامة المحتوى. ويتم اختيار الموضوعات الإسلامية لقصص «معراج» الصوتية لتتماشى مع الأغراض الترفيهية والتعليمية في آن واحد، حيث ترسم وتبرز الشخصيات المسلمة القوية المتسمة بالشفقة والشجاعة والإخلاص في خضوعهم وانقيادهم لله – عز وجل.

وتأسست دار النشر هذه على يد زوجين بريطانيين مسلمين يمتلكان خلفية في مجال الإنتاج الإذاعي وسرد القصص والتصميم الصوتي. حيث اعتقد الزوجان أن الأطفال المسلمين الذين يكبرون ويترعرعون في البلاد الغربية، مثلما هو الحال بالنسبة لأطفالهما، يكونون عرضة لوسائل الإعلام والأدب العلماني الذي يتمتع بجودة عالية. بيد أن هؤلاء الأطفال يستحقون الحصول على منتجات إسلامية بنفس الجودة. ولذا، شكل الزوجان فريقا من الكتبة المهرة والمحررين والعلماء التربويين وعلماء الدين المتخصصين الذي يمثلون الجزء الأساسي المهم من شركة «معراج» في الوقت الراهن. وخلال الفترة ما بين عام 2011 و2013، قام فريق «معراج» بتطوير باكورة قصصهم الصوتية وتم تدشين الشركة رسميا في بريطانيا في شهر يونيو (حزيران) عام 2013.

ويمكن تمييز الكتب الصوتية الخاصة بشركة «معراج» على الفور من خلال معايير الإنتاج العالية التي تتسم بها تلك الكتب. وتتميز الكتابة بالوضوح والبساطة وغناها بالإثارة. ويتم تحرير كل نص ليتطابق مع اللغة الإنجليزية المنطوقة. وتتضافر جهود الممثلين مع مهندسي الأصوات المبدعين لإنجاز منتج صوتي بجودة عالية. وبحسب تصريح أديبا أتيفا، العضو المنتدب لشركة معراج للصوتيات: «في ضوء تميز الشركة بجودة الصوت وسرد القصص، يمكننا أن نلبي معايير أي منتج يستهدف الأسواق الغربية». وقالت السيدة أديبة ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول إمكانية أن يتربى الأطفال المسلمون في الغرب. من خلال القرآن والسنة وهل يمكن استثمار قصص القرآن أو السنة في هذا المشروع الضخم؟ بقولها: «لا شك أن القرآن الكريم والسنة المطهرة كفيلان بأن يكونا أداة عظيمة في تربية الجيل وإرشاده نحو كل جليل وهذا من المسلمات عند كل مسلم حيث يقول الله تبارك وتعالى: (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين). وتضيف السيدة أديبة: «يجب أن تكون أساليب التربية مستفادة من الوحي العظيم الكتاب والسنة، فهذه الشريعة جاءت بكل ما يصلح به البشر شؤونهم، ومن تلك الأساليب المستقاة منها تربية الأبناء بل المجتمع بالقصة فالتربية بالقصة وتوصيل المعنى بالإحساس وتحقيق الهدف بالمثال من أفضل الأساليب وأكثرها نجاحا وأنجعها نتيجة إن شاء الله، فنحن نجد بأن الموعظة بالقصة تكون مؤثرة وبليغة في نفس الطفل، وكلما كان القاص ذا أسلوب متميز جذاب؛ استطاع شد انتباه الطفل والتأثير فيه؛ وذلك لما للقصة من أثر في نفس قارئها أو سامعها، ولما تتميز به النفس البشرية من ميل إلى تتبع المواقف والأحداث رغبة في معرفة النهاية التي تختم بها أي قصة، وذلك في شوق ولهفة».

الشرق الاوسط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..