«داك هلال تاني»..اا

بشفافية
«داك هلال تاني»
حيدر المكاشفي
٭ لا أدري أعزاءنا القراء إن كنتم كلكم أو بعضكم قد سمع بحكاية الهولندية من أصل صومالي هيرسي علي الناشطة في مجال حقوق الانسان والعضوة في البرلمان الهولندي، ولكن المؤكد إن بعضكم إن لم تكونوا كلكم قد سمع بحكاية بخيت السوداني مع هلال رمضان، تلك الحكاية الشهيرة التي جعلت بخيت يرى هلالين بدلاً من واحد في الأفق البعيد حين وجد الثناء الشديد والتصفيق الحار على قوة إبصاره التي مكنته من رؤية الشهر دون جميع قومه الذين إحتشدوا لرؤيته، والحكاية لم تقل لنا ماذا فعل قوم بخيت بعد إشارته للهلال الثاني، هل صاموا لرؤياه الاولى أم لم يصوموا، ولكن ما من شك أن مصداقيته بعد ذلك قد أصبحت على المحك، وحكاية الهولندية من أصل صومالي لا تختلف كثيراً عن حكاية بخيت السوداني من حيث محاولة رفع معدل الاعجاب بالاتيان بشيء عجيب، وحكاية هيرسي علي تقول أن هذه الصومالية التي قدمت الى هولندا كلاجئة، نشطت في مجال حقوق الانسان وكرّست جهدها لمحاربة ختان الاناث وقادت ضده حملة ضارية تكللت بنجاح باهر كان هو السبب في منحها الجنسية الهولندية وإنتخابها عضواً بالبرلمان، ولكن لم تكتف هيرسي بما نالته من حافز وتقدير نظير جهودها في محاربة ختان الإناث وإنما مضت على طريقة بخيت السوداني وإبتدرت حملة أخرى ولكن هذه المرة ضد ختان الذكور الذي ثبتت علمياً فوائده الصحية وشعر الكثيرون في مختلف بقاع العالم بجدواه فأقبلوا عليه عن قناعة..
أرى الآن أن جمعية حماية المستهلك وبقيادة صديقنا الدكتور صيدلي ياسر ميرغني تحاول أن تمضي على ذات طريق هيرسي وبخيت، فها هى بعد النجاح النسبي الذي أحرزته حملة (الغالي متروك) التي إبتدرتها الاسبوع الماضي واستمرت لمدة ثلاثة ايام، تلوّح لنا على طريقة (داك هلال تاني)، ليس باستمرار مقاطعة اللحوم فحسب وإنما أضافت لها هذه المرة كل السلع الاستهلاكية الأخرى، وكأني بها هذه المرة سترفع شعار (عليكم بالصوم فإنه لكم وجاء) أو ربما (صوموا تصحوا)، ويبدو أن (راس الجمعية) قد كبر وداخلها شعور بالزهو والانتصار بما إعتقدت أنه نجاح كبير في محاربة الغلاء الكاسح وإرتفاع الاسعار، بينما حقيقة الامر غير ذلك، فنجاحها كان مؤقت ومحاربتها عرضية ناوشت فقط الاعراض واشاحت عن أصول الغلاء وجذوره الضاربة في أعماق السياسات، فالغلاء حقيقي وليس مفتعل باعتراف رسمي ومعلن من الحكومة، ولم يكن إرتفاع أسعار اللحوم بسبب جشع مربي الماشية الفعليين ولا تجارها الحقيقيين ولا الجزارين كما ثبت فعلياً، ولا نظن أن ذلك مما يخفي على الجمعية ولكنه منهج بخيت الذي جعلها تلحس تصريحها الموضوعي الذي اكدت فيه أن حملة (الغالي متروك) ما هى إلا جرس إنذار وتنبيه للسلطات أن أدركي غول الغلاء الذي هرس عظام الناس، لتخرج على الملأ بتصريح جديد يدعو للاضراب عن الطعام جملة وليس اللحوم فقط (فتأمل)..
حسناً فلن نبخس الجمعية ما أحسنته بجرس الانذار الذي قرعته لتوقظ السلطة من سباتها من جهة، ولتنبه الجماهير للقوة (المعطلة) التي تملكها، تعاضداً لفعل الخيرات وتآزراً لدرء الشرور، فقد القت الجمعية حجراً حّرك البركة الساكنة وفجر العديد من القضايا المرتبطة بالغلاء وجعلت السلطة تصدر حزمة من القرارات الايجابية وهذا ما كان يوجب عليها المتابعة والملاحقة والمساءلة بدلاً من أن تقول لنا ( داك هلال تاني)…
الصحافة
الغلاء سببه الصرف اللامحدود وبلا ضوابط لكسب تاييد ضعاف النفوس لهذا الكابوس
الجاثم على الصدور كمنذ1989
تتصوروا ان حريم هؤلاء الهبل هن البيسيرن الدولة ويتحكمن في سياستها الاقتصادية
كل الوزراء خائبين وكذابين وحرامية وبالاخص وزراء الاحزاب المشتراة …………………..
الله يخزي العوير الرقاص والقتلة …..هم عارفين أنفسهم ومافي داعي لذكر أساميهم
عذبوا وقتلوا الشرفاء في بيوت الاشباح لكن يوم الحساب الدنيوي قرب وحساب
الآخرة ما بعيد لأنهم سوف يموتوا مذبحين
يا استاذ حيدر سلامات اولاً
ياخ معقول كل الجهد الفكري الذي بذلته الناشطة الصومالية هيرسي علي (مع اختلافي معها في بعض طرحها) والذي دفعت ثمنه تهديداً بقتلها مما اضطرها للهجرة من هولندا لأمريكا خوفاً من جماعات الهوس التي تطاردها معقول لم تجد في كل مساهمتها سوي هذا النموذج الذي سقته حتي تكتمل سبكة مقالك؟
هذا مع تحياتي وشكري وتفهمي لضرورات كتابة عمود يومي وما تحتاجه من عمل لربط بعض الحقائق وان بدت متباعدة وغير ذلك من التكنيكات الضرورية للكتابة الراتبة.