"كَانَ زَمَان وَجَبَر".. !ا

بالمنطق

“كَانَ زَمَان وَجَبَر”.. !ا

صلاح الدين عووضة
[email protected]

“كَانَ زَمَان وَجَبَر”.. !!!!
* ابن بلدتنا بأقصى الشّمال ـ ياسين (العوير) ـ كان يعلم أنّ التظاهرات التي تندلع هنا في العاصمة احتجاجاً على غلاء المعيشة هي من صنع الأسلامويين ..
* كان ذلك في زمان لم يبلغ فيه بعد سعر الدّولار (عشرين !!!!) جنيهاً ..
فقد كانوا هم وحدهم ـ أيّ الإسلامويون ـ الذين (أدمنوا !!) الخروج إلى الشّارع آنذاك بسببٍ وبدون سبب ..
* فإذا قررت الحكومة زيادة سعر السُّكر بمقدار (قروش !!) معدودة ـ مثلاً خرجوا إلى الشّارع هاتفين : (إمّا السُّكر وإمّا العسكر) ..
* وإذا اضطرت إلى إضافة (ملاليم !!) إلى سعر الرّغيف هُرِعُوْا إلى الشّارع صائحين : (إمّا العيش وإمّا الجيش) ..
* وإذا رأت رفع بعض الدّعم عن المحروقات هرعوا إلى الشّارع صارخين : (إمّا المحروقات وإمّا المارشات) ..
* كان ذلك خلال العهد الحزبي السّابق ..
* فقد كان (وجود !!) الإسلامويين في الشّارع أكثر من وجودهم في بيوتهم ومقارهم وأماكن اجتماعاتهم السّريّة ..
* ولم يكن (يتصدَّى !!!) لهم جيش ولا شرطة ولا أمن ..
* كانوا (ماخدين راحتهم على الآخر!!) في تظاهراتهم تلك دون أن يُؤمرُوا بأخذ (تصديق !!) من الشّرطة ..
* وشقيقي كمال الدّين الذي كان مستشاراً قانونياً بمجلس الوزراء وقتذاك قال إنّ رئيس الوزراء رفض منح الإذن للشّرطة باستخدام القوة حين بلغت (الجرأة !!) ببعض الإسلامويين حد حصب مباني المجلس بالحجارة بعد محاصرته ..
* رفض إعطاء الإذن ذاك ـ الصّادق المهدي ـ وقال إنّ للديمقراطية تبعاتٍ لا بُدَّ من تحملها ..
ولكن (هواة المظاهرات !!) هؤلاء يحلقون الآن رؤوسهم وألف سيف ـ أن لا يتظاهر ضدهم أحدٌ بعد أن دان لهم الأمر ..
* فالخروج إلى الشّارع ممنوع بـ(حد السَّيف) ولو بلغ سعر كيلو اللّحمة أكثر من ثلاثين جنيهاً ..
* ولو أضحى الرّغيف ـ مع غلاء سعره ـ مثل – (ديل الكلب) حسب وصف إخوتنا المصريين له ..
* ولو كاد السُّكّر أن يمسي أمنيّه يهفوا لها النّاس وهم يرددون مع الكابلي : (سُكَّر سُكَّر سُكَّر) ..
* فشِرعَة الإنقاذ (الدّينية !!) الـ(حضاريّة !!) لا تعرف شيئاً اسمه التّظاهر ولو كان سلمياً لا تهديد فيه بـ(الجيش ) و(العسكر) و(المارشات) ..
* ففقه الضّرورة (التّظاهري !!) الذي جوّز للإسلامويين الخروج إلى الشّارع آنذاك (انتهى !!) بإنتهاء مسبباته وهو النّظام الدّيمقراطي السّابق ..
* الآن هنالك فقه ضرورة جديد ..
* فأيّما خروج إلى الشّارع هو خروج عن (شرع الله !!) يجب أن يُواجه بـ(الجهاد !!) ..
* وما الغلاء الذي يطحن النّاس الآن إلا (ابتلاء !!!) يستوجب (الصّبر !!!) وليس من شاكلة ذاك الذي كان يتظاهر بسببه الإسلامويون خلال العهد الحزبي ..
* أمّا فقه الضرورة الذي (يستثني !!) الإسلامويين من تجرُّع مرارات هذا الابتلاء ـ أسوة ببقية أفراد الشّعب السّوداني ـ فهو جواز (التّقوِّي !!) من أجل (حمل الأمانة !!) ..
* فمن سيتصدى للـ(تحدّيات !!) إذا كان الحاملون لأمانة التّكليف محرومين من اللّحم والفراخ والسُّكر والعنب والتّفاح ؟! ..
* فلينس السُّودانيون ـ إذاً ـ حكاية التّظاهرات هذه (خالص) ..
* فهي محض ذكرى ينطبق عليها المثل المصري القائل : (كان زمان وجبر !!!!!!) ..
الجريدة

تعليق واحد

  1. ألا مبدئية هي السمة الاساسية لكل المفسدين لكن مقال رائع يا عووضة بس ملاحظتي انو نحن ما بجب علينا اخذ الاذن للخروج والاحتجاج,لابد من الثورة ولذلك لابد من ذم الصمت و السكوت ليتم تحفيز الناس علي الخروج للشارع.

  2. الناس سبق ونست المظاهرات….السلمية….الكلام بقى عن …الحركات….والتحركات…ولهم الحق..اليمن اكثر من 6 شهور مظاهرات..ولا تغيير ….والبشير قال من زمان ..جينا بالقوة..ودعا الشعب لحمل السلاح والثورة لو داير تغيير..كلام واضح وبسيط .

  3. اخي عووضة بداية اي نهاية للطغيان هو الاستهتار والاستهبال علي الشعب..من اشكال الاستهتار حملة مقاطعة اللحوم،الحكومة نست ان جل الشباب العاطل علي دراية كاملة باستخدام السلاح بفضل عزة السودان لن تكون مظاهرات بل صدامات دموية..الحقد والحنق وصل الي مدي بعيد..هذه الايام البشير يستجدي الصادق والميرغني ان يشاركوه دفن الجنازة واختفت عبارات لحس الكوع..اخبار شرق السودان غير مطمئنة ولن يكون الحال كاعوام

  4. التحية لكم اخوتى قراء الراكوبة والتجلة لكم عظماء وشرفاء الاقلام الحرة غير الماسورة

    والساعية الى تنوير جمهور هذا الوطن المنكوب .. المرحلة القادمة هى مرحلة الحسم والتى

    اتخاذ خطوات عملية ومنظمة لكنس هذا النظام المطلوب الان توحد الرؤى ولم الشمل بداية

    بالاعتصامات الطلابية ثم العصيان المدنى الشامل لكل القطاعات المتضررة من فشل

    سياسات هذا النظام ,, لا حاجة الان للتعليقات والسب والاساءة التى نطالعها يوميا

    فكل شئ اصبح جليا الفساد والقصور الادارى والتمادى والاستهتار بكرامة الوطن

    والمواطن نريد حلولا عملية وليس تنظيرا نريد بداية جريئة نريد خروجا كاسحا لا احد

    يساعدكم فى حل قضاياكم فقادة المعارضة لا يساومون على حلول ناعمة وفتوات

    المؤتمر يتوعدون ويهددون ويستفزون فلا سبيل للخروج من هذه الكارثة الا بالخروح عليها

  5. كانوا يستاجرون المرتزقة لتمثيل عمليات نهب في دارفور ، ثم يسلطون كلاب اعلامهم لتنبح ثم يتظاهرون ضد الحكومة التي فشلت في توفير الامن! و حين اشتعلت كل دارفور في عهدهم لم نسمع كلابهم تنبح! …. و حين كانت الحركة الشعبية تدخل احدى مدن الجنوب كنا نرى التباكي على ضياع الوطن ، و حين فشل جهادهم النفاقي و احتلت الحركة الكرمك و قيسان و عجزوا عن تحريرها لسنوات لم نر احدهم يبكي! و حين انفصل ثلث السودان مقابل راس المشير و فقدنا الجنوب و لم يسلم راس الرئيس لم نسمع ما كنا نسمعه! و حين نعود لقراءة بيان الانقلاب الاول نندهش لان ما حواه من مبررات لم يكن موجودا حين انقلبوا على الديمقراطية و لكنا نرى كل الفشل و كل ما ورد في البيان ماثل امامنا عيانا بيانا في عهدهم الكريم…
    و حين كنا نرى التباكي على الشريعة حين طالب الناس بالغاء قوانين سبتمبر او تجميدها، و لكنا لم نر هذا التباكي حين اكتشفنا بعد اثنين و عشرين عام من حكم الشريعة ان الشريعة كانت مجمدة و مدغمسة …….دي عالم ما تختشيش!

  6. يا اخ صلاح الاسلاموين بعد استيلائهم على السلطة انكشفوا خلاص و بانت حقيقتهم و لا عندهم شريعة اسلامية جد جد و لا عندهم حب للشعب السودانى ولا يحزنون هم بيحبوا انفسهم فقط والله تانى ما تقوم ليهم قائمة انهم اضروا بالاسلام و لم ينفعوه!! زمان لمن الناس كانت مغشوشه فيهم كانوا يفتخرون بانهم حركة اسلامية الآن لمن تقول لزول انت حركة اسلامية و لا شنوا يقعد ينكر زى الكانك شتمته!! هم خلاص باى باى والله حتى الترابى غير جماعته الملتزمين معاه ما يقدر يدخل ناس جديدين فى حركته اما ناس المؤتمر الوطنى موضوعهم منتهى الا المسالة تكون منصب او قروش فقط!!! يخربون بيوتهم بايديهم!! الله ده ما كريم و عظيم هم اذا خدعوا الناس باسم الاسلام قايلين انهم ح يخدعوا رب العزة و الجلال ؟؟ يخسئون!!! الناس ما بتابى الاسلام لكن الفيهم اتعرفت!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..