أخبار السودان

الفرفرة حقٌ للمذبوح ..!

من يسفح دم الطائر المغلوب على أمره وبسكين باردة كدمه هو ربما لايفهم معنى أن فرفرة ذلك المسكين من فرط ألمه في اللحظات الأخيرة التي تنتقل فيها روحه الى عالم آخر وينتهي جسده لحماً وعظما ًعلى مائدة ذلك السفاح.
فهي ليست رقصة فرحة الوداع وقد تكون أقرب الى الإحتجاج على الظلم مثلما هي ليست تبرماً من حتمية قدره المكتوب !
فمن لم يمت مفرفراً بالسكين فهناك أسباب متعددة لفرفرة الموت لابد أن ذلك السفاح سينال واحدة منها .. إما معلقا على مشنقة وإما ذليلاً في أنبوب مجاري وإما طريداً في المنافي إن لم يكن حقيرا في أحدى الزنزانات الضيقة،هذا إن لم يمت مهلوعاً في هذيان كل الصور القبيحة بلون الدم التي رسمها في مسيرة حياته فتتراى له أشباحاً تقتلع القلب وتعتصر الروح خنقاً بأكف الحشرجة حتى لو مات طريحا على فراش المخمل !

فمن يستبق بتجهيز قوانين ردع المفرفرين والسلاح وتحريض مليشياته لحسم بل و ذبح من سيفرفر إحتجاجا على زيادة الغاز أو البنزين أوارتفاع السكر في الشرايين أو ضغط الدم ، فليس من المعقول أن يكون مؤمنا بمحاورة من ينوي ذبحهم بسكين طغيانه الى درجة أنه عاد من قاعة حواره يستهجن عليهم حتى حق الفرفرة في زمان ذبحه لهم بالة حكمه الصدئة !
وزيرة العدل الفرنسية تقدمت لرئيسها باستقالتها لا لانه أمرها بتدبيج قوانين لردع المفرفرين في المظاهرات التي يحميها دستور البلاد كحق لإيصال اية رسالة تخطر ببال المواطن المحترم هناك .. وإلا لكانت تلك السيدة قد إنتحرت حرقاً مثل جان دارك ولم تكتفِ بمجرد الإستقالة التي قبلها الرجل تقديرا لموقفها الداعم لمناهضة قانون يعد له برلمان بلادها يعطي وزارتها حق نزع الجنسية عن المدانيين بجرائم الإرهاب وليس المناوئيين للحاكم، خاصة المزدوجة منها وحاملوها بالطبع هم من ذوي الأصول غير الفرنسية ولم يقل لها الرجل دعيمهم يذهبون في مليون داهية وارجعي الى عملك فأنا السلطان وأنا الدستور والبرلمان و انا الذي لم يأت حاكم ٌمثلي من قبل و لن اسلمها من بعدي الإ لنافخ الصور !
فهل نحن نستحق أن نطمع في الفرفرة كحق لنا و كشعب مذبوح وقد أنكرها علينا من بيده سكين الإقصاء التي يخبئها خلف ظهره ..بينما لسانه يلهج بفرضية إيمانه بلغة الحوار قبل الذبح ويحذرنا بالحسم من قبل مهوسيه المدججين بوهم قدسيته إذا ما جنحنا في لحظة الألم المريع الى الفرفرة الممنوعة علينا مالم نسمها رقصا من الفرح لآنه تكرم علينا بسفح دمنا الذي سيروي شفاه أرضنا المشققة والعطشى لسقيا الحرية.
فطوبى للمفرفرين متى إنتفضوا هاتفين بسقوط السكين من يد الظالمين !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..