الاخوان : بدائية الفكر وتنويعات الخيانة

لم يكن الأخوان بدائيين وإرهابيين وعنصريين فكرا وعملا، فقط، بل كانوا عاجزين عن استيعاب أهمية مصر وتنويعاتها وتسامحها.
بقلم: فرانسوا باسيلي
بدأ الاخوان مسيرتهم في مصر قبل الثلث الأول من القرن الماضي بفكر بدائي تعززه نزعة عنصرية تلجأ إلى الإرهاب أسلوبا معتمدا، لكي تنتهي هذه المسيرة أيضا في مصر في أيامنا هذه وهم في السجون في إنتظار محاكمتهم بتهم تصل إلى الخيانة العظمى.
بين البداية البدائية والنهاية المأساوية قام الاخوان بخيانات كثيرة، ليس هدفي هو إعادة ذكرها هنا فهي منشورة في مقالات كثيرة ومواقع متعددة على النت، والأحدث من هذه الخيانات هي حاليا قضايا تنتظر المحاكمة، متهمة فيها قيادات أساسية في الجماعة، منهم الرئيس المعزول والمرشد العام، ويرقى بعض هذه الخيانات إلى مستوى الخيانة العظمى، لأنها تتعلق بالتخابر مع أجهزة مخابرات أجنبية تعمل ضد صالح مصر، ومنها ما هو بالغ الخطورة ويصل إلى أقصى مظاهر الخيانة الوطنية إذ يتضمن التفريط في أرض مصر نفسها بشكل لم يقم به حتى الغزاة منذ أن قام الملك مينا بتوحيد مصر العليا والسفلى في وطن واحد عام 2300 قبل الميلاد، ومنها خيانات لا تندرج تحت قانون العقوبات لأنها خيانة خسة ونذالة عادة يعاقب عليها الضمير لو كان موجودا وليس القانون، مثل تخلي الاخوان عن زملاء الثورة وتركهم وحدهم في ميدان التحرير ومحمد محمود والهرع إلى الحملات الإنتخابية لحصد الكراسي في مجلس الشعب، مما دفع بالثوار إلى رفع لافتة بعرض شارع محمد محمود في ذكراه الأولى قالت لأول مرة في الشارع المصري “ممنوع دخول الاخوان”، وكانت هذه بشارة سرعان ما تحققت بعد ذلك بأن شباب مصر الواعي قد إكتشف خيانة الاخوان مبكرا، قبل أن يكتشفها بقية الشعب المصري بعد تجربة مريرة.
ولكن كل هذه الخيانات، الكبيرة منها والصغيرة، بما فيها عدد من إتهامات بالخيانة العظمى، لم تكن هي السبب الرئيس في ثورة الشعب المصري العظيمة على حكم الاخوان في 30 يونيو، إذ أن هذه الثورة الشعبية لم تكن رفضا للخيانة العظمى للاخوان، ولكن للخيانة الأعظم من قبلهم، وهي التي سأوضحها هنا، ولكن لكي يمكننا الوصول إلى هذه الخيانة الأعظم، لابد من إدراك ثلاث خواص أو سمات أساسية في طبيعة وفكر الاخوان والتي أوصلتهم إلى خيانتهم الأعظم، هذه السمات الثلاث هي أن الاخوان جماعة بدائية، وعنصرية، وارهابية، وأدلل بتركيز على هذه السمات الثلاث الضرورية لفهم لماذا يفكر وتتصرف الجماعة بالشكل الحالي، وكيف أدى هذا إلى خيانتهم الأعظم التي طردهم ولفظهم الشعب المصري بسببها.
الجماعة البدائية
تتسم الجماعة بصفة البدائية فكرا وسلوكا، وهي البدائية التي شاهدها جميع المصريين متجلية بوضوح على شاشات التلفزيون في فكر وكلام وسلوكيات القيادات الاخوانية قبل وبعد دخولهم مجلس الشعب وخلال حكم الرئيس الاخواني المخلوع، أي على مدى عامين ونصف بعد ثورة 25 يناير إلى ثورة 30 يونيو، نرى جذور البدائية في فكر مؤسس الجماعة حسن البنا، فلن تجد في التصوُّر الذي طرحه مؤسس الجماعة لجماعته في 1928 سوى رؤية بدائية المستوى سطحية الفكر لجماعة تتوشح بالدين هي أقرب إلى ما يتصوره شابّ مراهق لأحلامه ودوره في الحياة. فقد كتب حسن البنا بأسلوب طالب ثانوي يقول أن الجماعة: «هي دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية». الجماعة إذن في هذا التصور هي كل شيء، وهذه الشمولية غير الواقعية هي من طبيعة الفكر الشبابي المراهق غير الناضج.
سنجد نفس المراهقة الفكرية في الهدف المعلن للجماعة، فتقول الجماعة أنها «تسعى في سبيل الإصلاح الذي تنشده إلى تكوين الفرد المسلم، فالأسرة المسلمة، فالمجتمع المسلم، فالحكومة الإسلامية، فالدولة الإسلامية، فأستاذية العالم»، وتعبير «أستاذية العالم» لا يصدر إلا عن شاب في طور المراهقة الفكرية، ينظر إلى العالم والحياة نظرة مشوشة غير متصلة بالواقع ولكنها تخلب ألباب الشباب بما فيها من شمولية الحلم واندفاع المراهقة، دون وجود أبسط الإمكانات والقدرات اللازمة لتحقيق ولو جزء صغير من هذا الحلم.
ستتجلى هذه البدائية الفكرية بعد ذلك بشكل فعلي في السلوك الفج الذي رأيناه من قيادات الجماعة بعد دخولها مجلس الشعب المصري واندفاعها في تأسيسية الدستور كأنها تملك الكفاءات الدستورية لذلك في غير أساس من الواقع، ثم رأيناها في الأداء السياسي البدائي للرئيس الاخواني ومن خلفه مكتب الإرشاد بكامله.
ولكن هذه البدائية بمعنى السذاجة والسطحية والصبيانية ليست هي الأكثر خطرا في فكر الجماعة، إذ أن الأخطر هي البدائية بمعنى الهمجية الحياتية أو حالة ما قبل المدنية والحضارة، أو “الجاهلية” بالتعبير الديني الذي يستخدمه الاخوان، لأنك ستجد في فكر الاخوان ردة إلى جاهلية ما قبل الاسلام في الكثير من مواقفهم وأدبياتهم. فالمرأة في نظر الاخوان هي المرأة في الجاهلية وليس في الاسلام الذي كان ثورة على مفاهيم وأد المرأة وقام بتحريم ذلك، ولكن الاخوان لم يتفهموا القصد الأشمل من هذا وتعلقوا بتفاسير حرفية لكي يحرموا المرأة من مساواتها في الحقوق، وجدناهم في لجنة دستورهم يشرعون بما يمكنهم من تزويج البنات في سن العاشرة وقال قادتهم هذا علنا في التلفزيون. كما أن موقف الاخوان من الآخر المختلف دينيا عنهم هو موقف الجاهلية وليس الاسلام، فأفكارهم وسلوكياتهم لا تؤمن بـ “لكم دينكم ولي دين”، ولا تؤمن بـ “من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”. بدائية الفكر الاخواني إذن هي بدائية الجاهلية، فبدلا من أن يبني حسن البنا على ما حققه الشيخ محمد عبده، نجده يرجع إلى ما قبل عبده والطهطاوي وكأن ما حققاه من تقدم في تطوير الفهم الديني لمواكبة العصر لم يقع.
الجماعة العنصرية
السمة الثانية التي تسم الجماعة هي سمة العنصرية، فالجماعة تجسد الفكر العنصري بإمتياز. فمنذ نشأتها تضع نفسها في مكانة أعلى من بقية المسلمين أولا، ثم من بقية المصريين بالتبعية، ثم من بقية البشر الذين رأت أن من رسالتها هي أن تكون “أستاذة” لهم تعلمهم ما لا يعلمون، ويصف بعضهم هذه العنصرية بالإستعلاء الديني أو الاستعلاء الإيماني. هذا الاستعلاء واضح منذ تأسيس الجماعة، فقد نشأت في مجتمع مسلم لا تراه مسلما حقا، وترى من واجبها أسلمته، إلى أن سمعنا أحد دعاتهم يقول أن الاسلام قد دخل مصر مع وصول مرسي إلى الحكم. العنصرية تعني وضع الذات أو الجماعة في مكانة أعلى من الآخرين والتعصب لهذه المكانة ومعاملة الآخرين على أساس دونيتهم وعدم استحقاقهم، ولذلك كان من الطبيعي لجماعة عنصرية أن تقول أنه ليس من حق القبطي، وهو المواطن المصري منذ عهد الفراعنة، أن يحكم بلده مصر، فهي لا ترى القبطي مساويا للمسلم، رغم أن الاسلام يقول لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، فالجماعة العنصرية تنتقي من الدين الذي تدعي الدعوة إليه ما يحقق أهدافها العنصرية فقط.
أدت أفكار الجماعة العنصرية إلى تكفير كل من هم ليسوا منها، وجاء القول بجاهلية المجتمع كله من أحد أهم منظريهم، وهو سيد قطب، الذي قاده البحث عن أسباب حب وتأييد المصريين للقائد جمال عبدالناصر الذي سجن قادتهم بعد محاولة اغتياله إلى إستنتاج شديد الخطل والعنصرية يقول فيه أن مثل هذا المجتمع لابد أن يكون في حالة الجاهلية الأولى ولا يمكن أن يكون مجتمعا مسلما صحيح الاسلام، وهي الفكرة التي أدت إلى تفريخ جماعات مثل التكفير والهجرة التي أخذت فكر قطب وحولته إلى رسالة وسلوكيات تقوم بتكفير المجتمع ومحاربته بكل أسلوب، مما أدى إلى تبرير وممارسة العنف والإرهاب ضد المجتمع بأسره.
الجماعة الإرهابية
يؤدي إجتماع البدائية مع العنصرية في أي جماعة إلى نزوعها إلى العنف، فهو المآل المنطقي والطبيعي لمن كان همجي الفكر، أي بدائيا، وعنصري التوجه أي كارها للغير مستعليا عليه، فنجد أن العنف هو المسلك الطبيعي لهذه الجماعات. وجماعة الكوكلوكس كلان العنصرية الأميركية هي مثال مشابه لجماعة الاخوان، خاصة وأن الاثنين يتوشحان بأردية ورايات دينية لتأجيج شهوتهم البدائية العنصرية، لذلك نجد العنف والإرهاب هو تاريخ الإخوان كما أنه أيضا حاضرهم، الذي كشف عن نفسه بعد سقوط مرسي في التحريض الصريح على العنف من قبل قيادات إخوانية، كما تجلى في ممارسة الإخوان وأصحابهم في تيار الاسلام السياسي كله للعنف، ضربا وقتلا وسحلا للأبرياء في الأيام التالية لإسقاط مرسي في ميادين وشوارع القاهرة وإلى اليوم، كما نجده في حركة حماس الاخوانية التي لجأت إلى الارهاب ضد حليفتها منظمة فتح ولم تقم بانتخابات منذ وصولها إلى السلطة، وبهذا يثبت الإخوان أن العنف هو مكون أصيل من مكونات جيناتهم الفكرية والنفسية وسلوكياتهم الفعلية.
وكان نزوع الجماعة للعنف في أساس تصميمها، فقد أسس حسن البنا «التنظيم السري» لهذا الهدف لا غيره، وإلا فما حاجة جماعة دينية إلى تنظيم سري؟ وقامت الجماعة بعدد من الاغتيالات المعروفة بالإضافة إلى محاولات فاشلة لاغتيال جمال عبدالناصر، كما قامت الجماعات المنبثقة عن الإخوان باغتيالات عدة وأعمال قتل وإحراق للسياسيين ورجال الدولة والدين والشرطة والأقباط، وصولا إلى القيام بحرق وتدمير أكثر من سبعين كنيسة في أنحاء مصر خلال يومين بعد عزل الرئيس الاخواني، وهو عمل منظم لا تقوم به سوى جماعة سرية إرهابية لا توجد في مصر مثلها سواهم، ولا بد أن نستنتج من هذا أن الجماعة منذ تأسيسها هي تنظيم إرهابي في جوهره، يرى أن الارهاب والعنف أسلوبا مبررا لتحقيق الأهداف الكبرى للجماعة وهي السيطرة على العالم كله وليس مصر فقط.
الخيانة الأعظم
كان لا بد لجماعة لها هذه السمات البدائية العنصرية الارهابية في جيناتها وطبيعتها أن يصل بها الأمر إلى إرتكاب ليس فقط عدد من الخيانات العظمى ضد الوطن، ولكن فوق هذا كله كانت حتمية ارتكابهم للخيانة الأعظم ضد مصر والمصريين. هذه الخيانة الأعظم لا تتصل بمساحة من أرض الوطن ولا بمؤامرة سياسية ولا بعمالة لقوى أجنبية، فهذه كلها على خطورتها لها آليات لمجابهتها وحماية الوطن منها سواء عاجلا أم آجلا. ولكن الخيانة الاعظم هي خيانة الاخوان لهوية مصر نفسها كمصر، وخيانتهم لطبيعة مصر وشخصية مصر، أي خيانتهم لما يجعل من مصر هي مصر، ذلك البلد الفريد بتاريخه الشاهق ومكانته المميزة وعطائه الباذخ لمن حوله وللبشرية جمعاء.
بسبب بدائية الاخوان لم يفهموا ولا قدروا معنى مصر وقيمة هويتها وطبيعتها الخاصة، فحاولوا بفجاجة وفظاظة تغيير ملامح ومكونات الجينات المصرية ذاتها وليس مجرد حكم مصر وإدارة الدولة وهو أساس إنتخاب المصريين لهم، لقد تصور الاخوان خطأ أن إنتخاب الناس لرئيس منهم يعني إعتراف المصريين بأن الاخوان هم الصورة الأوحد الصحيحة للمسلمين وأن أسلوب حياتهم المتزمت الضحل إنسانيا وحياتيا هو ما يريدونه لأنفسهم، وتوهموا أن المصريين يمنحونهم بهذا الانتخاب تفويضا بأخونتهم وأخونة مصر بكاملها، بينما لم يقصد المصريون بالطبع سوى أن يقوم الاخوان بإدارة الدولة بأمانة ظنوا أنها في طبيعة الاخوان باعتبارهم “بتوع ربنا”.
وكمثال رأينا محافظ كفر الشيخ الاخواني سعد الحسيني ما أن يعين محافظا حتى يخلع البدلة ويرتدى جلابية بيضاء وينزل إلى شوارع المحافظة للقيام بدور واعظ ديني، ويصرح بأن من مهام منصبه تقويم الناس وتعريفهم بأخلاق دينهم، مما دفع بالإعلامي محمود سعد إلى مهاجمته قائلا له ما معناه أن كلنا مسلمون ولم نكن ننتظرك لتعلمنا ديننا فأنت محافظ ولست داعية وشغلتك توفير الأمن والغذاء والنظافة وليس الارشاد الديني، وحاليا ينتظر المحافظ السابق محاكمته، وهو مجرد مثال لمدى الفجوة بين ما كان ينتظره المواطنون من الاخوان وبين ما توهموا هم أنه دورهم.
كانت محاولات الاخوان تغيير طبيعة المصريين المعتدلة الجميلة المحبة للمرح والفكاهة والفنون والإبداع والسينما والمسرح والغناء والرقص والثقافة والترفيه، المقبلة على الحياة في وسطية خلاقة، المعتزة بتاريخها الحضاري بآثاره وتراثه البهي، والمتقبلة للغير المحتضنة لمختلف العقائد والمذاهب والديانات، كانت هذه المحاولات الفظة مستمرة ودؤوب طوال فترة وجودهم على رأس السلطتين التشريعية والتنفيذية، فراحوا بفجاجة وبذاءة وبلطجة يهاجمون ويعادون ويعتدون على مؤسسات ورموز التعليم والإعلام والفنون والثقافة، حتى قام المثقفون في النهاية باعتصامهم الشهير في وزارة الثقافة مانعين الوزير الاخواني غير المؤهل الذي فرضه مكتب الارشاد من ممارسة عمله على رأس وزارة إعتبرت رموز مصر الوطنية أنها الحصن الباقي أمام محاولة الاخوان طمس الوجه الحضاري لمصر ونزع رقائقها الثقافية وفرض الفكر الاخواني البدائي العنصري البائس عليها كبديل لها، وكان هذا الوزير قد صرح برغبته في إيقاف الباليه وتغيير طبيعة الأوبرا في مصر، مع أفكار أخرى بالغة الجهل والرجعية.
وبالإضافة إلى معاداة الثقافة والفنون، قام الاخوان بمعاداة كافة قوى مصر الناعمة الاخرى، من الإعلام إلى القضاء، كما كانت الرعونة التي تعاملوا بها مع قضية الإرهاب في سيناء، وتعاطفهم مع الارهابيين في الداخل والخارج، أمرا ضد طبيعة مصر التي تنفر من همجية العنف والإرهاب، وكذلك راحوا يعادون أقباط مصر وهم شركاء أساسيون في وطنهم، وكانت تصريحات الاخوان ضد الأقباط تتضمن التحريض عليهم مما دفع بالأقباط إلى الإنضمام لبقية أطياف المصريين الذين أصبح لديهم تخوف شديد من الاخوان وما يدبرونه من تشويه لطبيعة المجتمع المصري والهوية المصرية العريقة ذات السبعة آلاف عاما من الحضارة من قبل جماعة بدائية عمرها ثمانين عاما.
أثبت الاخوان في عامين ونصف أنهم يمثلون كل ما هو مضاد ومناف لطبيعة المصريين، وأثبتوا جهلهم بمصر وقدرها وقدراتها، إذ حاولوا تغيير ميراث حضاري وثقافي وإنساني ضارب في العمق لصالح فكر بدائي عنصري فاشل حتى في إصلاح وانجاح أصحابه أنفسهم، ورأى المصريون في الاخوان خطرا هائلا يهدد أسلوب حياتهم وأساس طبيعتهم، واعتبروا محاولة التغيير الإجباري البائس هذه هي الخيانة الأعظم من الاخوان لمصر التي إئتمنهم عليها المصريون فهبوا في ثورة تاريخية كبرى وأطاحوا بهم بمساعدة جيشهم الوطني الشريف، فكانت هي نهاية الخيانة الأعظم.
فرانسوا باسيلي
ميدل ايست أونلاين
Twenty three years Brothers emplemented all the ideas of Brothers in Sudan , they failed ,now Sudanese more than any nation knew Brothers well through their practice , Sudanese need years to reform what Brothers destroyed , they destroyed the country totally, when the day come for the freedom and the sun shining again?.