وصول الرؤوس الجديدة لسكك حديد السودان

عبد العزيز الننقة

سكك حديد السودان (المخضرمه) نري بعض بريق لهب جمرٍ يتمارا لنا من تحت الرماد
والرماد الذي اعني رماداً صنعه “عنيةً” وعن قصد بعض ابناء جلدتنا ، واولاد البلد ، وياللإسف ، فالوطنين هم من هدموا بينما بني وحافظ وأوصلنا هذا الارث التليد اولاد العم سام .. نحن “أهله” من نخرب ، ونفرتق ، ونجعل كل صاموله في مكان ونبيع ما نستطيع ك خرد ، ونجلب ما يمكن جلبه ، ونبيع ونهدي “نتصرف فيه كانه مال ابينا وامنا إهداءً وفرزعه” ونختلس ونغتصب ونسرق و…. هؤلاء نحن اهله واصحاب الوجعه .. بينما المستعمر هو من جاءنا به حديده حديده ، وعربه عربه .. وصاموله صاموله ، وكل ذره من تدريب ومن علم ومن كفاءه ولبنة بناء هو من نفخ جمرها وتعهدها حتي نمت واثمرت وصارت فاتنة القارة السمراء وهي من تميزنا “في مجالها” دون كثيرين كانوا .. وللاسف اقول كانوا واصك اسناني فيها .. كانوا خلفنا .
لا .. لا .. لا تقولوا لي وما المستعمر ؟؟ ولماذا فعل ما فعل !!؟
ادري انه مستعمر ويعمل لصالحه وما فيه الخير لفترة بقاءه في البلد .. ولكن .. ألسنا اهل البلد ؟ وما يفعله ألا يحق لنا الاستمتاع به والمحافظه عليه وتنميته بقدر وطنيتنا ، وحجمها وحجم استفادتنا منه ومقدرتنا علي المحافظه علي ذاتنا ومكتسبات الوطن !!.
السكه حديد فطمنا حوجتنا لها في مرحلة الرضيع من توفت والدته وهو في مرحلة تمام عامه الاول او بعده بقليل .. وتباكت رغبة وفقداننا للارضاع في كل مفاصل وجسد الحوجة للتنمية والنمو .
ومشروع الجزيرة حق لنا ان نبكيه عوانس وربات حجول ما دمنا لم نستطع المحافظة عليه كرجال .
وريادتنا في القطن ، وفي الصمغ ، وفي وفي وفي و….
والسكة حديد الان قد (واقول قد) تلسع من يدخل يده في الرماد بعض حرارةٍ وجمرٍ هبد .. وقد وهذه الاحتمالية لم تاتي الا من لدغنا من ذات جحور الغدر والخيانة ولملمت الامانة علي قدر الجيوب والكومنشات والمصالح الضيقة لبعض الشخوص المستامنين علي الفعل و… وفشل المشروع بسبب التلاعب في كذا وفي الكمية وفي “المتريال” والجودة والدولارات وغيره .
ومكناة غسيل الكلي .. تبوظ قبل ان تكمل غسلةً واحده لشخص واحد
وجهاز شنو ما عارف لذات المصير
وطائرات الصين من تهبط وادي سيدنا ولا تطير ثانيةً ولا تعانق الاجواء
و….
و…..
ولكل هذه المخاوف التي صارت جزءً لا يتجزأ من أحلام باكرنا وتفاصيل يومنا ننظر بكل الفرح والتهيب لغد السكة حديد
ننظر لبعض الاعمال التي انتظمتها مؤخراً كتوسيع وتجديد القضيب والعربات والجرارات و… وتخرج من تفاصيل يومنا ابتسامةٌ مكتومه
ونسمع ونتسمّع عن ما يحدث داخلها من نشاط وبعض اعمال اداريه يقودها مكاوي (الباشمهندس) ويصيبنا الفرح المكتوم ببعض الشهقات التي يشبهها البعض بالضحك والاخر بأجناس انفعالاتٍ اخري لكنها ليست البكاء .. لان بكاءنا علي السكة حديد قد اكتمل بدر تحجره في الماغي منذ زمن .. وتحجر
والرؤوس الحديثة تصل .. وتصل بعد جحافل التطلع لغدٍ زاهر عند بوابات الخروج للعلن فينا و… ويبتسم اليوم .

– – – – – – – – – – – – – – – – –