هل أتاك حديث السدود؟
كلنا تابعنا و نتابع ما تقوم به حكومة الإنقاذ من سعي حثيث و كأنها تسابق الزمن لإقامة السدود في أرض النوبة و في منطقة الشريك (شريك كجبار دال) بدعوى تنمية المنطقة و جلبت في ذلك الدعم والتمويل اللازمين من المملكة العربية السعودية نظير اشتراك السودان في حرب اليمن فيما سُمي بعاصفة الحزم. و لعمري لم أسمع بتنمية منطقة بعد إغراقها و طرد و تشريد أهلها. و كما يعلم الجميع فإن المنطقة المزُمع إغراقها هي مهد الحضارات البشرية و تحتوي كنوزاً أثرية لم يتم كشف النقاب عنها حتى الآن و هذه الآثار هي مصدر عزتنا و فخرنا و دليل قوي على أن تاريخ السودان لم يبدأ منذ دخول العرب السودان كما أريد لنا أن نفهم فيما يشبه غسيل الدماغ. و كما يعلم الجميع فإن حكومة الانقاذ لم تعلن حتى الآن عن أي دراسة علميه تستند عليها في إقامة هذه السدود و ما زال أمر هذه السدود من الأسرار الدفينة مما يؤكد أن في الأمر غموضاً يجعل الحكومة لا تريد الإفصاح عنه و ما تسرب على لسان المسئوليين أن الهدف من إقامة هذه السدود هو توليد الكهرباء و لن تُستخدم للزراعة. فالسؤال البديهي هل الكهرباء المولدة من سد مروي حلت و لو جزئياً مشكلة الكهرباء في السودان. الإجابة و لا شك لا. و سوْال آخر هل هنالك وسيلة أخرى لتوليد الطاقة دون التضحية بالمنطقة و إنسان المنطقة؟ الإجابة نعم و البديل الأنظف و الأرخص هو الطاقة الشمسية. و سوْال بديهي آخر هل أُشرك قاطنو تلك المناطق في الدراسة و في معرفة جدوى تلك المشاريع و النتائج البيئية المترتبة عليها. من يعرف هذا النظام يعرف أن الإجابة لا. إذن هنالك أمر دُبر بليلٍ و في الظلام و الهدف من إقامة هذه السدود غير الذي أُعلن و لذلك نعلنها مدوية لا للسدود و نطلب من كافة أفراد الشعب السوداني الوقوف في وجه هذا الظالم حتى لا نشعرأن أخوة لنا خذلونا و حتى لا ينطبق علينا المثل العربي أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض. لا يفوتني الإشادة بدور الأحزاب السودانية التي أدانت هذا المسلك و ناصرت المتضررين لتؤكد قوميتها و لا شك أن النوبيين و المتضررين من هذه السدود يترقبون مزيداً من الدعم من الأحزاب و من مواطني الولايات الأخرى. أختم مقالي بلا لسدود الدمار و الخراب و لا لنظام القهر و الإستبداد.
[email][email protected][/email]
كفيت ووفيت يادكتور لأفض فاهك ولا جف مدادك كلنا في خندق واحد المؤامرة الدنيئة لن تمر الا علي اجسادنا