سنة عربية بامتياز.. ننتظر فيها ست دول جديدة

السنة الميلادية الجديدة التي تزداد التمنيات والصلوات لكي تكون سنة خير وبركة على الامة، مرشحة لميلاد ثلاثة دول عربية جديدة تخرج من رحم السودان "الحركة الشعبية في الجنوب" والعراق "دولة كردستان في الشمال" وفلسطين المحتلة، وإذا ما تمت الولادات الجديدة بالسلامة، وظلت الأم والمواليد بخير وبصحة جيدة، فإن السنة الجديدة ستكون سنة خير وبركة بكل تأكيد، وسيرتفع عدد دولنا العربية إلى حوالي خمس وعشرين دولة!.

فماذا لو جاءت الأمهات حاملات بدولتين في كل بطن، دارفور في غربي السودان، وشيعة العراق في جنوبه ودولة حماس في قطاع غزة المستقلة عن دولة الضفة؟! سيصبح العدد ثمانية وعشرين دولة "في عين اللي ما يصلي على النبي"، وسنكيد إسرائيل بهذا العدد المهول أكثر وأكثر، وبدلا من أن تظل تحثنا على الرحيل إلى الأردن أو لبنان، ستحثنا على الرحيل إلى الدول الجديدة التي لربما تحتاج إلى مزيد من السكان، ومزيد من الأيدي العاملة لكي يفاخر النظام بأنه يحكم شعبا كبيرا قائما على التعددية الطائفية التي تتسع للجميع ما عدا حرية الفكر والرأي والمعتقد، شأنها شأن الدولة الأم التي انفصلت عنها للتو!.

الدولة الفلسطينية هي التي من المتوقع تعثر ولادتها، رغم إصرار نطاسييها الذين يواكبونها على مدار عشرين سنة على أن الولادة حاصلة في هذه السنة الجديدة رغم أنه ليس هناك من أي مقومات علمية ومادية لمثل هذه الولادة، والشكوك تدور حول الحمل ذاته.

هناك في الطب النفسي ما يعرف بالحمل الوهمي، وتبدي الأم أعراضا مشابهة لأعراض الحمل الحقيقي، ويذكرنا هذا بكاريكاتير وضعه الفنان الشهيد ناجي العلي قبل حوالي ربع قرن حين قال الطبيب لسيدة متصابية في خريف عمرها تلبس ثوبا مزركشا جاءت لمراجعته بشأن حملها، قال لها: هذا انتفاخ يا منظومة، وكان يقصد بالطبع منظمة التحرير، في حين قال الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب "والبلاد إذا سمنت وارمة".

ونحن على بوابة السنة الجديدة، لا نريد تثبيط عزيمة أهل العزم توليد الدولة الجديدة، لكننا لا نقبل انتظار عشرين سنة أخرى من أجل تلك الدولة المزعومة التي نشك حين تقوم أنها ستكون مستقلة وذات سيادة على الجو قبل البر والبحر بعاصمة واحدة هي القدس لا رام الله أو غزة. بمعنى أن على القيادة الذهاب للبحث عن بدائل لهذه الولادة غير الطبيعية من أجل مولود غير مشوه يكون عبئا علينا لا سندا لنا طال انتظاره.. ويسعفنا وإياهم في ذلك شاعرنا الكبير محمود درويش الذي قال: ماذا تريدُ؟ عَلَمَاً؟ وماذا تنفع الأعلامُ .. هل حَمَتِ المدينَةَ من شظايا قنبُلَهْ؟/ ماذا تريدُ ؟ جريدةً؟… أتفقِّسُ الأوراقُ دُوريّاً وتغزلُ سنبُلَهْ؟/ ماذا تريدُ؟ شْرِطَةً؟… هل يعرف البوليسُ أين ستحبل الأرضُ الصغيرةُ بالرياح المُقْبِلَهْ؟/ ما أوسع الثورة، ما أضيقَ الرحلة، ما أكبَرَ الفكرة، ما أصغَر الدولة!…

عرب اونلاين

تعليق واحد

  1. هذه مشكلتكم ياعرب لا تدرون ما يجري حولكم ولا تعلمون بما يحاك ضدكم ، فتقسيم الدول الام الى دويلات صغيرة فهذا مخطط صهيوني بدعم غربي ( امريكا ) والتي لا ترفض اي طلب ( لوليدها ) المدلل اسرائيل فهذه سياسة فرق تسد فتفتيت الدول العربية والاسلامية المتبنية للقضية الفسلطينية واجب اسرائيلي لا نقاش ولا جدل فيه ولنا اسوة بقول الشاعر العربي
    تابي الرماح اذا اجتمعنا تكسرا …. واذا افترقنا تكسرت احادا
    ولذا من السهل اختراق والقضاء على الدويلات الصغيرة ومن الصعب اختراق الدول الكبيرة ، والشيء الثاني الذي اود ان اوضحه لك عزيزنا كاتب المقال فان دولة الجنوب السودان المرتقبة في ليست دولة عربية ولا اسلامية و ان كانت كذلك فان الوضع كان سوف يكون بسيناريو مختلف عن الذي يجري الان ، فكان من الممكن ان يكون هنالك تدخل اجنبي مثل التدخل الموجود بافغانستان والعراق وذلك لزرع الفتنة بين الطوائف والقبائل ونهب الموارد وماشابه ما يجري في العراق وافغانستان.
    وكما ذكرت لكم ايها العرب الغافلون والنائمون في سبات عميق فالامس العراق واليوم ( بعد اسبوعين ) السودان وغدا………….. ،( أفهموها لحالكم ) فالدائرة تدور وخليكم جالسين واذكروا بان المرحوم صدام والبشير أخطاوا في حقهم شعوبهم وفي أنفسهم وقولوا هذا ديكاتور ومستبد وهذا مجرم حرب الى ان تصحوا على المنافي ويكون هذا افضل لكم ان لم تصحوا على المقابر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..