جملة اعتراضية ..!ا

هناك فرق

جملة اعتراضية ..!

منى أبو زيد

هل اندثرت موضة فتاوي المناسبات ؟! .. تلك التي كانت على غرار تحريم سفر الرئيس والتصويت للشيوعين والنساء وانفصال الجنوب ومديح المرأة واستخدام صور الفتيات في الإعلان ؟! .. من يفعل بنا معروفاً فيفتينا في كراهة حديث القائد السياسي بغير ما قل ودل .. أو عدم جواز الاستطراد وحرمة الجمل الاعتراضية في الخطب السياسية التي تتناول دارفور والنيل الأزرق ودولة جنوب السودان منعاً للفتن القومية وسداً للذرائع السياسية ..؟!
الجملة الاعتراضية هي آفة السياسة السودانية، يمضي الحديث في أمن الله ثم تعترض طريقه الشعارات والهتافات والحماقات التي ندفع أثمانها دونما ذنب أو جريرة سوى استسلامنا لنهج استعداء العالم علينا إنابة عنا .. حتى كدنا أن نتظاهر في الشوارع منادين بفضائل صمت الكبار ومنددين بمصائب الثرثرة التي تتخطى رؤوس قائليها لتنهال على رؤوسنا نحن ..!
كونفوشيوس فيلسوف الصين مجَّد الصمت فقال: «كلمة قلتها رصاصة أطلقتها، فرصة أضعتها» .. والمتنبي العظيم نصَّبه سلاحاً قاتلاً فقال: «وأتعب من ناداك من لا تجيبه .. وأغيظ من عاداك من لا تشاكل .. وقواعد القانون انتصرت لدوره في تمثيل الكلام فقالت: «السكوت في معرض الحاجة إلى بيان يعتبر بيانا» .. والسنة النبوية أنذرتنا بأننا سنكب على وجوهنا في النار بحصائد ألسنتنا.. افتونا في تطبيق الشريعة على
جريمة الثرثرة السياسية، وإقامة الحد «تعذيراً» على كل سياسي ثرثار .. !
مجلة الفورين بوليسي التي تصدر قائمة بالدول الفاشلة والتي احتل السودان المركز الثالث في قائمتها للعام الثالث على التوالي، أصدرت قائمة بأغرب الخطابات التي ألقيت على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالتالي أكثر الخطباء «جموحاً»..!
أكبر سياسي ثرثار كان سفير الهند الذي ألقى في مجلس الأمن خطبة مدتها ثمان ساعات موضوعها أزمة كشمير المتصارع عليها مع باكستان وقتئذ .. يليه الرئيس الكوبي فيدل كاسترو الذي استغرق خطابه الذي شجب الإمبريالية الأمريكية مدة أربع ساعات متواصلة .. ثم القذافي ثرثار العرب الذي مزق ميثاق الأمم المتحدة ودعا إلى تسمية مجلس الأمن بمجلس الإرهاب .. وهذه القائمة خير دليل على أن الكلمات لا تموت ..!
ولو فكرت المجلة بإصدار قائمة بأكثر الخطب السياسية المحلية جموحاً وغرابة فلن تجد من هو أكثر جدارة واستحقاقاً بتصدر القائمة من السياسي السوداني الذي يتفوق على غيره بأنه يعتبر الكلام في حد ذاته إنجازاً كافياً لدحر الأعداء والنهوض بالأمم..!
ثم نسأل بعدها لماذا ابتلانا الله بتمثيل سياسي لا يملك حق الفيتو ولا تؤثر قرارات تجارته الخارجية في اقتصاد العالم ولا تغير مواقفه المؤيدة أو المنددة في مصائر الدول، ومع ذلك يشتكي قادته من سادة العالم الجدد الذين لا يطيقونه لله في لله..!

الاحداث

تعليق واحد

  1. الاستاذة / بنت ابو زيد …. تحية طيبة

    صدقيني الكلام من اجل الكلام من قبل السياسيين ليس بمشكلة لنا
    فلقد إستمعنا الى مئات الخطب للإمام / الصادق المهدي أبان الديمقراطية
    الثالثة وبالرغم من انني لست من انصار الإمام الصادق المهدي .. ولكن
    الشهادة لله لقد كان الإمام عفيف اللسان فبرغم كل هذا الكم الهائل من الخطب
    والتصاريح التي كان يطلقها لم يذل لسانه بقصد او بدون قصد بالاساءة لاي
    شخص او حزب او اي جهة كانت في هذا السودان الحبيب !!!!!!!!!!!!!!!!!!

    ولكن استمعي لاحاديث الحكام والسياسيين بالسودان اليوم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    فستجدينها كلها من شاكلة الاتي :

    *يمصوها ويشربوا مويتها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    *نحن اخذناها بضراعنا والعايزها يقوي ضراعو ويقابلنا برة ؟؟؟؟

    *العايز يشيلنا يجرب يلحس كوعو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    (الحمد لله انه قال نلحس كوعنا !!احسن من ان يقول نلحس حتة تانية)!!!!!

    *نحن عندما اتينا كان الشعب السوداني كلو من الشحاديين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    *واخيرا الما بقدر يتحمل تكلفة العيش في الخرطوم فليطلع منها برة !!! ؟؟؟
    او كما قال واليها !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    :mad: :mad: :mad: :mad: :mad:

  2. الاستاذة القديرة منى لك التحيات الطيبات، مقال جميل ورائع .

    لطفاً الأستاذة منى :اقتباس (وإقامة الحد «تعذيراً») الجملة المقتبسة واعتقد جازماً انهاوردت هكذا سهواً فهي تحتاج الى صياغة أخرى بحسبان ان العقوبة اما :
    1- حدية
    أو
    2- تعزيرية.

    ولكم وافر تقديري.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..