خواطر عن "أبو محمد"…ودولة الوطني الإسلامية!ا

خواطر عن “أبو محمد”…ودولة الوطني الإسلامية!!
شوقي إبراهيم عثمان
[email protected]
1-3
* هذه السلسلة من المقالات كانت في الأصل تعليقا ففضلت أن تصبح مقالات قائمة بنفسها:
هذا الذي يشتمنا ويسمى نفسه باسم مستعار “أبا محمد” ويتهمنا بالجهل والكذب بسبب مقالتنا “لقد فعلها السامري…الحقود علي عبد الله يعقوب)، هو الدافع لكتابة هذه المقالة، وننقل لكم نص عبارته الهستيرية: (سيدنا ابوهريرة ياجاهل كا ن ملازما لخير البشرصلى الله عليه وسلم واخذ عنه الاحاديث فكيف تفترى الكذب على الامام ابو حنيفة بانه لم يكن ياخذ باحاديث ابى هريرة؟ فممن ياخذ اذن؟)
هكذا تبتلينا دولة المؤتمر الوطني الإسلامية حين تحتضن قيادات السلفية الحشوية بأنصار هذه السلفية الذين هم في الغالب صبية لم يكملوا تعليمهم أي فاقد تربوي وكل بضاعتهم شحنات وتعبئة إسلامية عبر الكاسيت، ثم يعطونهم عكاز الدين ويطلقونهم على الشعب السوداني ليس للحوار بل للسباب والتكفير..وربما يعطونهم بعض المتفجرات إذا لزم الأمر. ولم لا وقد سبق أن أنشأ السروريون مصنعا للعبوات الناسفة في الكلاكلة وتسترت على هذا الخبر المرعب دولة المؤتمر الوطني و”هيئة دهماء السودان” السلفية التي همها فقط جمع الأموال الخليجية. ولقد تفاجأ الشعب السوداني بالطفل المعجزة عمر ابن عبد الحي يوسف الذي شارك في إنشاء هذا المصنع وعمره لا يتعدى خمسة عشرة عاما فقط!! ولعل المرء يستنتج أن هؤلاء الصبية مخلوقات عصابية مهووسة حركوا فيها غريزة التعصب الديني عبر الشحن بالكاسيت السطحي دون إعمال العقل والبحوث، خاصة إذا فهمنا أنهم فاقد تربوي كما أشارت العديد من المصادر. فالعيب إذن ليس في هؤلاء الصبية بل في دولة المؤتمر الوطني التي اختارت أن تركب مركب السلفيين في تحدي عجيب للشعب السوداني.
“أبو محمد” الذي يشتمنا لا يعرف أن أبا حنيفة لا يأخذ بأي حديث لأبي هريرة الدوسي، وهو قطعا يجهل تاريخ الفقه الإسلامي، وقد أخذنا جهله مثالا ودافعا لكتابة هذه المقالة، فنحن نعذره لجهله ? فأقصى علمه تلك الكاسيتات التي تملأ السوق العربي. ولقد أتاحت لي الفرصة أن أستمع إلى كاسيت للسروري محمد عبد الكريم، وكثيرا ما سمعت من معارفي يمدحون صوته الجميل، ووصل إلى علمي أن أحد أقربائي وهو طبيب، يقطع المسافة بسيارته “البعكوكة” من الدروشاب وحتى الجريف غرب ليصلي معهم صلاة الصبح..ولا أدري هل هي رمضانيات أم في غير رمضان. وهذا الطبيب كل فهمه عن الدين عبر تلك الكاسيتات..وفي سيارته ربما عشرين كاسيت لمحمد عبد الكريم. وحقا لا يوجد فرق ما بين هذا الطبيب وبين أولئك الفاقد التربوي ? فإذا لم يسعفه طبه أن يطبق منهج البحث في القضية الدينية فما فائدة التعليم؟
وحين استمعت إلى كاسيت محمد عبد الكريم تيقن لي أنه بضاعة جديدة في السودان، وأنه حقا تربية سعودية مخلوطة بثقافة أهل الشام السلفيين، فالرجل حكواتي ومغنواتي كبير يجيد تأليف الموسيقى التصويرية مع الحدث الذي يحكيه، فإذا كانت معركة مثلا كمعركة بدر وعملت سيوف المسلمين في الكفار يخشن صوته ويرفع عقيرته كأولى العزم، وإذا كان الصحابي الشهيد في النزع الأخير ويوصى قبل أن تذهب روحه إلى بارئها يخفض ابن عبد الكريم من صوته ويصبح همسا، ويعطيه نبرة من الشجن والحزن تتقطع معها أنياط قلب المستمعين، وفي هذا الجو العاطفي يحشر الحكواتي ما شاء له من الأكاذيب ? ودواليك هذه كل بضاعته صوت جميل وعقل سقيم!!
تأكد لي بعد سماعي للكاسيت أن محمد عبد الكريم جاهل ومدلس كبير، لقد فات على الجمهور المعاصر أن هذا الضرب الذي يمارسه من الفن الديني وغيره مثل راغب السرجاني، أخترعه الأمويون لكي يعبئوا العوام بالأكاذيب، وأزدهر هذا الفن ازدهارا كبيرا في الفترة العباسية، ثم أرتفع حظه في عهود الانحطاط: أي في الفترة السلجوقية والمملوكية فالعثمانيين، ويسمى هذا الضرب من الفن بالقص، ويسمى صاحبه بالقصاص – و”القص” و”القصاصون” مصطلحان قائمان بذاتهما في تاريخ المسلمين. وكما أن هنالك “مفتيا” للدولة كان أيضا هنالك “قصاصون” للدولة يعينهم السلطان، يجلس عادة القصاص في المسجد ويقص على العوام. وكان عملا مهما في رفع شأن السلطان وتخويف وترهيب العوام من جهنم وتزييف الدين والتاريخ، بل وساهم القصاصون في صنع الفتن والمعارك ما بين الشيوخ والمذاهب وسالت فيها الكثير من الدماء.
وقبل أن نفصل ما هو القص ووظيفته، نشير أيضا إلى أن عصام أحمد البشير من القصاصين (أعضاء المجلس الوطني لقبوا عصام “بالكاسيت” لموضوع آخر: لأنه كان يردد نفس كلامه في كل جلسة) ولكنه أي عصام رفع أسلوب القص الديني قليلا إلى مستوى “العصرنة” بحفظه الكثير من الشعر الأدبي الذي يبهر به المستمعين مع بعض الفلافل الصوتية والحركية، وأخترع عصام ما يسمى “بالوسطية” واخذ يتكسب بها في دولة الكويت حتى اكتشفوا بعدم وسطيته مع الدينار الكويتي ففضحه وجماعته الكويتيون حين حلب عصام ضرع وزارة الأوقاف الكويتية حلبا شديدا – فمنعته الدولة الكويتية رسميا من الخطابة في الكويت وأغلقت إقامته واستغنت عن وسطيته المكلفة. هذه “الوسطية” التي يروج لها عصام ورغب أن يتكسب منها كخبير ومستشار إسلامي ليست سوى تكتيك مرن في دائرة قوانين القوة أي كيفية اختراق المجتمع المسلم التقليدي سلفيا، ولقد سرق هذه الفكرة من عصام سلفيو الأردن وسوريا ومصر ومنهم يوسف الكودة فأسسوا سلسلة حزبية واحدة في هذه الدول ومنها السودان باسم “حزب الوسط الإسلامي”. وعصام حقا هو سلفي وهابي، وحين تخرج من جامعة محمد عبد الوهاب ورجع للسودان في بداية الثمانينيات وجد كراسي الزعامة في جماعة أنصار السنة محجوزة للهدية ولأبي زيد يتقاتلان عليها بشراسة، ففضل تكتيكيا جماعة الحبر والصادق عبد الله عبد الماجد الضعيفة والتي وفرت لحراكه ساحة دولية، وحين شعر أنه أصبح قويا ترك الحبر وشركاه، وكعادته في جني ثمار الزعامة الفردانية لم يقترب من السروريين. وهكذا فعصام احمد البشير ليس بعالم في الفقه أو في الحديث بل “قصاص” معاصر، وباحتكاكي مع أهل دولة الإمارات، وجدتهم يستخدمون كلمة القص بمعنى الكذب، ربما لا يدرون مرجعيتها التاريخية، فحين مازحني أحدهم، قال الآخر لي: أنه يقص عليك!! بمعنى يكذب عليك!!
فما هو موقف علماء السنة النبوية من القص والقصاصين، وما هي مضارهم الوظيفية؟
ذم غير واحد من علماء السنة أثر القص على الحديث النبوي. قال ابن الجوزي: إن بعض البلاء يجري من القصاصين. قيل لواحد منهم: من أين حفظت هذه الأحاديث؟ قال: والله ما حفظتها ولا أعرفها بل في وقتي قلتها!! وقال أبو حاتم: كان القصاصون يضعون الحديث في قصصهم ويرونها عن الثقات، ولم يقف الأمر عند الحديث والتفسير بل انتهى القص إلى مرحلة أخرى يدمر فيها الأخلاق. فلقد أخذت مواد القصص الغرامية تتكاثر وتتزايد باطراد في أواخر العصر الأموي. حتى حمل السرور والإعجاب بها على إنشاء حلقات من القصص الغرامية تعتمد على أغاني الغزل المشهورة من ناحية، كما تشتبك بمختلف البواعث النابعة من آداب الأمم عامة من ناحية أخرى، ورواها العرب دون تحري مصادرها وإن سموا بعض الأشخاص من أبطال الغرام والعشق الذين لم يكونوا إلا من أبناء الخيال، وهذا الباب ترتب عليه ثقافة جديدة فتحت الطريق لأبواب أخرى تجد على رأسها دعاة الصوفية والانعزالية حين هربوا إلى خلواتهم، وتجد الذين يستدرون عطف الحكام، وتجد الذين يطبخون علوم الكلام لترى على الموائد أصنافا عديدة من أقوال مرجئة إلى أقوال قدرية إلى علوم يونانية. وكل هذا أملاه الواقع الجديد الذي بناه القص.
وقد يتبادر إلى الذهن سؤال: أين كان علماء أهل البيت من هذا؟ نقول:
كانوا يعيشون عيش العلماء وقد زهدوا في الناس وما في أيدي الناس، كانوا يقيمون الحجة ولا يتدخلون في اختيار الناس. فالإمام علي عليه السلام واجه القصاصين ونسبهم إلى النسب الصحيح فقال: أنتم أبو أعرفوني (يعني الرحل يقول أنا جريا وراء الشهرة). أما الحسن بن علي عليه السلام فلقد روي أنه مر يوما وقاص يقص على باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال له الحسن: ما أنت؟ قال: أنا قاص يا ابن رسول الله، قال: كذبت! محمد صلى الله عليه وسلم القاص. قال تعالى: (فاقصص القصص)، قال الرجل: فأنا مُذكِّر، قال: كذبت! محمد صلى الله عليه وآله وسلم المُذكِّر، قال تعالى: (فذكِّر إنما أنت مُذكِّر)، قال الرجل: فما أنا؟ قال له الحسن: المتكلف من الرجال).
والخلاصة أن بداية القص والقصاصين بدأت عندما فتح عمر بن الخطاب باب القص وشهد بذلك حديث صحيح في الصحاح، وإن هذا القص زيف الحقائق وشهد بذلك حديث عن البخاري، كما أحدث القص خلط الأمور وشهد بذلك حديث عند مسلم، وانتهى المطاف بالأمة إلى الاختلاف والافتراق على طريق التهوك وكل حزب من الأحزاب في جعبته حزمة من الأحاديث وقد شهد بذلك القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وحركة التاريخ. وانتقلت صيرورة القص والقصاصين في المساجد من قصص الوعظ الديني إلى أشكال أخرى, كالقصص السياسي والشعبي الذين دخلا في التراث الإسلامي بشكل عميق ووجهت الناس نحو اتجاهات سياسية وفكرية معينة انعكست آثارها على الحياة الاجتماعية والفكرية السائدة آنذاك وامتدت عبر التاريخ إلى يومنا هذا كحقائق لا يرقى إليها الشك.
ولعل اخطر ما في هذا الإشكال أن الدور الخطر الذي راح يشكله القصاصون هو اختلاق الأحاديث المكذوبة عن الرسول ودخولها فيما بعد إلى كتب الحديث المشهورة والمعروفة عند أهل السنة والجماعة. ثم المتاح من التوراة فيما عرف فيما بعد بالإسرائيليات في كتب التفسير المختلفة ومن هنا كمنت الخطورة التي طالت هذا العلم الذي حشي بالخرافات والأساطير ولم يعد بالإمكان التخلص منه لأنه أصبح جزءً من بنية التفسير ذاته بل والفهم لآي القران ولقد باءت كل المحاولات التي قام بها بعض من المفكرين والمؤرخين بالفشل لتخليص التراث الإسلامي من الحشو الخبيث الذي استمر لقرون طويلة وباتت جزءا لا يتجزءا من التراث فمثلا:
تسربت الكثير من سير الأنبياء والرسل وأخبار الشعوب والأقوام الماضية بالإضافة إلى بداية الخلق ونشأت الكون التي وردت في كتب اليهود إلى كتب التفسير وأصبحت جزاء من بنية المعرفة والعقيدة .وتم وضع الحديث الذي يقول عن رسول الله: (حدثوا عن بني إسرائيل لا تكذبوهم ولا تصدقوهم). وهو حديث مختلق موضوع، وراح يعتمد عليه كذلك عمدة من المؤرخين الكبار في الإسلام من أمثال ابن الأثير في كتابه الكامل وابن كثير في البداية والنهاية. وبناءً على هذا الحديث راحا يحشوان كتابيهما بالكم الكبير من الخرافات والأضاليل اليهودية.
وأول من بدأ هذا النوع من القص هما كعب الأحبار ووهب بن منبه، وهما من بنيا مادة القص الإسرائيلية، وأخذها منهما أبو هريرة وأنس بن مالك وآخرون. وكانت لأبي هريرة صحبة بكعب الأحبار ونقل عنه الكثير من الإسرائيليات وقد حققها الشيخ محمود أبو ريّة في كتابيه ” أضواء على السنة المحمدية”، وكتابه الآخر ” شيخ المضيرة”. واستمرت وظيفة القصص في بث الخرافات في العصر العباسي وإن كان العصر قد تسامح في تدوين الروايات التي توارثها عن العصر الأموي إلا أن الخرافات التي اخترعها القصاص في العصر العباسي لم تحظ بالقبول، وكان يتندر عليها الحاضرون أحيانا، فيذكر ابن الجوزي أن أحد القصاص قال : إن مات العبد وهو سكران دفن وهو سكران وحشر وهو سكران فقال رجل في طرف الحلقة هذا والله نبيذ جيد..!!
ولعلنا هنا أن نذكر بتميم الداري أول قاص في المسجد النبوي وكان رجلا نصرانيا بايع واسلم وكانت أول قصصه عن المسيح الدجال وحديثه عن (الجساسة) وأخرجه صحيح مسلم، وهي قصة خرافية يقول الحديث أنه قصها على النبي (ص) عند مقدمه وإسلامه فوافقه عليها. ذكر المقريزي أن أول من قص في مسجد رسول الله هو تميم الداري استأذن عمر أن يذكّر الناس ف ولايته فأذن له أن يذكّر في يوم الجمعة قبل أن يخرج عمر للصلاة، فلما تولى عثمان بن عفان استأذن منه تميم في ذلك فأذن له أن يُذكِّر يومين.
وروي تميم الداري أيضا حديثا نبويا موضوعا (لا يقص إلا أمير أو مأمور أو محتال). ويفهم من هذا الحديث المروي عن تميم الداري أن من حق الأمير الولي أن يعظ الناس ويُذكِّرهم ليتفكروا ويعتبروا، وأما المأمور هو الذي يقيمه الإمام, وأما المحتال فهو القاص الذي يرائي الناس بقوله وعمله وبموعظته وحديثه وفي هذه الحالة يجافي الخليفة وقد أطلق عليهم الجاهلون بالعلم.
من هذا الحديث الموضوع نفهم أن وظيفة القاص مرتبطة بالدولة مما رفع من شأن القاص ومكانته الاجتماعية وزادت من موارده المالية بعد نجاحه في كسب ثقة أولي الأمر ورضاهم إلى درجة أن زاد بعضهم من اختصاصه كقاص إلى تسليمه أيضا القضاء وبيت المال كما هو الحال مع عبد الرحمن بن حجيرة الخولاني قاضي مصر زمن واليها عبد العزيز بن مروان (والد الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز) الذي شمله الأمير برعايته وعطائه حتى أوصل رزقه ألف دينار في السنة في ذلك الزمان.
لقد نجح القصاص في كسب العامة والبسطاء فأقبل الناس على مجالسهم واعتقدوا في علمهم وفضلهم وفضلوهم على كثير من أهل الفقه وتسرد كتب التاريخ أن والدة أبي حنيفة النعمان حين أفتاها في أمر من الأمور قالت له لا اقبل إلا ما يقول (زرعة) الذي كان يقص على الناس في المسجد فكيف بعامة الناس؟ ويذكر أن الخليفة أبو جعفر المنصور استبدل عقبة بن مسلم الذي كان يؤم المسلمين في مسجد عمرو بالفسطاط بالقاص عبد الله بن عياش، وتأثر عقبة وقال: مالي اعزل؟ والله ما أنا بصاحب خراج، ولا حرب وإنما أنا قاص أصلي بالناس, فأن كنت أطول فأحبوا أن أقصر قصرت وان كنت اقصر فأحبوا أن أطول طولت.
يتضح أن أهمية القاص وما كان يحظى به من أهمية أن تعيينه كان من اختصاص الحاكم أو الخليفة حتى في الأمصار البعيدة، طالما حظي برضا ولي الأمر وطالما كان متجاوبا مع سياسة الدولة منفذا لأوامرها مهتما بإظهار شرعية الحاكم وأحقية البيت القائم بالخلافة. ولا تقل أهمية مرتبته عن تولى القضاء، وكما فهمنا أعلاه جمع بعضهم الوظيفتين معا. وكما رأينا كان القصاص من أكثر عمال الدولة الآخرين قدرة على دفع الناس وتوجيهم للسير في الاتجاه الذي ترغب فيه الأسرة الحاكمة. وقد يُقَّسَم المتكلمون في المساجد طبقا لمجالسهم إلى أصحاب الكراسي وهم القصاص وأصحاب الأساطين وهم المفتون وأصحاب الزوايا وهم أهل المعرفة.
اخذ القصاص يفتون الناس في كل ما يسألون دون علم أو معرفة حتى لا تهتز ثقة العامة بهم، ونورد هنا احد القصاصين عندما سأله احد الحاضرين عن (المزابنة والمحاقلة) لم يتردد في الإجابة قائلا: المحاقلة حلق الثياب عند السمسار والمزابنة أن تسمي المسلم زبونا. علما أنها نوع من أنواع البيع بالجاهلية نهي عنها.من هنا تحولت خرافاتهم إلى أحاديث وكان الناس يتداولونها مصدقين لها ومعتقدين فيها مما أدى إلى أن ترتبط بالدين والتاريخ.
وما الدعوة إلى أولي الأمر الحكام في خطب الجمعة من قبل من يسمون اليوم بالدعاة إلا بقية اثر من بدعة هؤلاء القصاص مهما كان هؤلاء الحكام طغاة وظلمة وفجرة وفسقة. وامتدت الظاهرة منذ معاوية حتى وقتنا الحاضر، وهو الأمر الذي يؤكد سلطة الحاكم ومشروعيته الدينية في الحكم.
وعلى عكس كافة الخلفاء الثلاثة الأوائل والملوك الأمويين والعباسيين وكافة الحكام من بعدهم كان موقف الإمام علي في حياته وفي خلافته من القص والقصاصين مختلفا. دخل علي بن أبي طالب عليه السلام مسجده بالكوفة، فإذا برجل يخوف الناس، فقال: ما هذا؟ فقالوا رجل يُذَكِّر الناس، فقال: ليس برجل يُذَكِّر الناس ولكنه يقول أنا فلان ابن فلان فاعرفوني!! فأرسل إليه وسأله: أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا، قال: فاخرج من مسجدنا ولا تُذكِّّر فيه!! وحدثنا محمد بن جعفر قال أخبرنا عبد الله بن يحيى قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان الثوري عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: انتهى علي بن أبي طالب عليه السلام إلى رجل يقص، فقال: أعلمت الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا، فقال: هلكت وأهلكت!!
وأستمر القص والقصاصون إلى يومنا هذا المعاصر، فوظيفة منظمات الدعوة والدعاة أو رجل الدعوة أو الدعاة أساسها هي القص والقصاصون مع امتداد التاريخ الإسلامي. وإن لم يؤلف الدعاة المعاصرين من خيالهم الحديث النبوي لكنهم يؤصلون ويجذرون ما أختلف المسلمون عليه من أحاديث موضوعة وأساطير ملفقة (مثل أسطورة بن سبأ)، وبهذا الفعل يَحْرِف القصاصون المعاصرون جمهور المسلمين من أخذ العلم مباشرة من مصادره المعتبرة، ويلهونهم من البحث العلمي الرصين بالكاسيتات والأشرطة..شريط فلان وعلان، فيستمر الجهل والخلاف والشقاق ما بين مسلم ومسلم ومذهب ومذهب، ولسان حال كل قصاص كما قال فيهم الإمام علي عليه السلام: أنا الرجل أعرفوني!!
شوقي إبراهيم عثمان
(كاتب) و (محلل سياسي)
[email protected]
والله حيرتنا عديل كده يا دكتور؟!!! عليك الله نحن قاعدين علي ( الهبشة) بلاش التطرق الي مثل هذه المواضيع التي ان لم تزيد المسلمين( بعدا) عن دينهم فانهم لن يستفيدوا منها بل تؤدي الي زيادة الاختلاف فيما بينهم؟!!! وكل ات يوم القيامة الي ربه فردا ليحاسبه؟!!! يعني بصراحة كده (خليك مع الزمن) وبلاش كثرة الحكي عن الذي مضي؟!!!!
الأخ الغفاري..
المقالة واضحة جدا……وفحواها ايها المسلم المتعلم أفتح المصادر والكتب الإسلامية المعتبرة بنفسك وفقه نفسك…وإن لم تجد هذه الكتب حولك ووجدت بدلا منها الأشرطة والكاسيتات…فأعرف أن هنالك خدعة في الأمر!! هل أخطأت؟
بل العكس هو صحيح، فحين يفتح الجميع الكتب والمصادر وتكثير البحوث العلمية سيتوحد الفهم، وسيتوحد المسلمون، أما اذا تركت الأمر لغيرك (خاصة المجروحين من تجار الدين) سيلقموك دينك بالطريقة التي يرغبونها وسوف تستمر نفس الأزمة التي تعيشها الآن…. ثم لن يعفيك الله تعالى يوم الحساب…فانت مكلف..وفردا مسئولا عن نفسه..فم عذرك أن لم تبحث عن الحقيقة، ام أنك تفضل أن تدفن رأسك في الرمل؟.
ثم هذه المقالة هي من صميم (خليك مع الزمن)..فدولة المؤتمر الوطني الإسلامية تخرج من الدعاة إياهم ويتوالدون مثل الأرانب..بينما لم نرى هذه الدولة الإسلامية تعني بطباعة المصادر والكتب الإسلامية المعتبرة,,ولا تهتم بالبحوث الإسلامية الحقيقية..إفهم!! إذا أعتبرت أن الأزمة السودانية الحالية هي أزمة سياسية بحتة فأنت مخطئ..!! يجب فتح الملف الديني..ومع الأسف المعارضة السياسية لم تستوعب هذه النقطة في العمق.حتى الآن!!
يا أخ الغفاري لا تظلمني..أقرا.المقالة مرة أخرى!!
شوقي.
فعلا هناك قصاصين .. وقد كذبوا على الرسول الاكرم عليه الصلاة والسلام..ولكنهم ظهروا بعد اتساع الفتوحات الاسلامية …بعدما فتحوا بلاد المجوس (كسرى الذي مزق الله ملكه) ونعلم انهم حكوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الاف الاحاديث … ولكن لم يكن هؤلاء هم الصحابة الذين ارتضاهم الله لصحبة نبيه ينقلون صحيح السنه التي تواترت الى يومنا هذا وهي وحي محفوظ معروفه عند اهل الحديث وصحيح ايضا اننا يجب ان نبحث عن الحق ونتعرف على مصادر ديننا التي هي بالاساس الوحيين القران والسنة كمصادر اساسية والمعروف والبديهي ان من نقل الينا القران هم اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى راسهم ابوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم اجمعين واهل بدر واصحاب بيعة الرضوان الذين رضي الله عنهم واختارهم واصطفاهم للصحبة ولنقل هذا الدين ونشره حتى يصل الينا ولن تكون اليهود والنصارى خير من امتنا عندما قالوا خير الناس هم اصحاب انبيائهم ومن يطعن فيهم انما اراد ان يهدم دين الاسلام بالكلية ويقول عندها بتحريف القران وربما يستسيغ الطعن في امهات المؤمنين وينفر المؤمنين من السلف الصالح الذين لوانفقنا مثل احد ذهبا ما بلغنا مد احدهم ولا نصيفه …وبمناسبة القصاصين مار ايك ان تقص علينا قليلا من المغامرات في قم او مشهد .. وكمان عرج على الناحية المالية
لقد قرأت المقالة بتمعن ؟ وانا في حقيقة الامر اعلم من خلال ما اقرأه لك الخلفية ( العقائدية) التي تنتمي اليها ( وازيدك من الشعر بيتا لقد عشت انا بجنوب العراق اكثر من 7 سنوات بالتالي اعلم الكثير والكثير عن من تنتمي اليهم فكريا ودينيا) انني لست في مقام محاسبتك فانت ( كما يبدو من صورتك) اكبر مني سنا( وقديما قالت المصاورة اكبر مني بيوم افهم مني بسنة!!!!) لكن نحن الفينا مكفينا وبلاش ادخال الدين في السياسة؟!!!! هذا ما اقصده ويكفي ان اهل المؤتمر الوطني الذين هم امتداد للجبهة قد ازاقونا الويل باسم الدين فكل من يحمل فكرا دينيا( اقصائي) بطبعه يتساوي في ذلك الاخ المسلم وانصار السنة والشيعة بل حتي من يؤمن وينتمي الي اي حزب عقائدي دنيوي آخر( كالشيوعي او البعثي) كلهم يتفقون في انهم احاديو الفكر ومحدودو العقل يبدأ العالم عندهم وينتهي فقط في اطار ضيق حدوده مقدار ما يؤمنون به من افكار!!!!!! كل من يختلف معهم فهو عميل وصهيوني( في فكر البعث والشيوعيين) وكافر وملحد ( في فكر جماعاتنا الاسلامية _ كلها بلا استثناء) السودان يمتاز بالتنوع الثقافي والقبلي وتتداخل فيه شتي الاعراق والديانات عليه لا بد من ان نبعد كل ما من شأنه زيادة الاحتقان والمرارات ويكفي ان نحاول ايجاد هوية وطنية نسميها ( السودانية)!!!! بلاش سني ولا شيعي عربي ولا اعجمي مسلم ولا مسيحي ؟!!! دعونا معا نقول( انا سوداني انا !!!!!) والسلام
أنا اول مره اقرأ ليك وشدني المقال. أنا أؤمن بمبدأ اعمال العقل وعدم التسليم باي ما يقال او يفعل او ماهو متداول. وانا بكتب ليك احدى المستمعات في الازاعه قالت ان ربنا قال في كتابه الكريم تزوجو فقرا يغنيكم الله. ومشاركه اخرى ذكرت ان الرسول عليه الصلاة والسلام وعلى اله السلام انهو كان متزوج ب اربعه وكله والمذيعه والضيوف يؤمنون على هذا الخطل انهم في خطرهم كالقصاصون
شوقي انت بتتكلم عن القصص والقصاصين وجماعتكم عقيدتم كلها قصص وحكايات مفبركة يااخي خطب الشيعة كلها قصص مفبركة وزور وبهتان ويبكون كالتماسيح تقدحون في امهات المؤمنين وتقدحون في الصحابة الكرام وصلاتكم مخالفة لسنة المصطفي عليه السلام وتعتبرون السنة الذين يقولون لا اله الا الله محمد رسول الله انهم انجاس ويجب قتلهم . ياخوي شيل بضاعتك دي واتخارج قبل كدا قلت ليك لو نقعت مائة عام مافي زول بشتغل بيك وخليكم في خمسكم ومتعتكم وكفونا شركم بس
شكرا للأخ الغفاري على تجشمه الرد..
نعم الكتابة تنم عن اتجاه صاحبها هذا لا شك فيه، ولكن لا تنسى أنني سني بالمولد، وسوداني، وما نفهمه معا عن الدين يكاد أن يكون متقاربا..في التاريخ، والأدبي العربي، الخ ولكن لا تنسى أن الذين يضعون المناهج الدراسية في مادة الدين مثلا هم بشر، درسوا غالبا في الأزهر قديما، فإما هم مالكية أو شوافع، ولاحقا في السعودية..فحنابلة، أو وهابية سلفية الخ ويغلبون اتجاه ديني بشكل انتقائي!! وحين تكبر إما تنفر من الدين..وتتجه نحو الأيديولوجيات الأممية كالشيوعية فتسقط في الكوزموبوليتانية فتزيد حيرتك واغترابك الفكري والإنساني، أو القومية العربية فتكتشف لاحقا أنها أيديولوجية مركبة، وصنعة صنعتها الإمبراطورية الإعلامية لصدام حسين الخ بدءا يجب أن نعترف ولو متأخرا، ففي الصغر كنا نأخذ الاختلافات الدينية والمذهبية كأمر طبيعي ومفروغ منه حتى أنهم سموا ذلك رحمة، ولكن حين تتعمق في القضية الدينية في منتصف العمر ولاحقا ستكتشف أن الله لم ينزل دينه على مذهب من المذاهب، وقضية الاختلاف رحمة هي خدعة، فالدين الإسلامي كم أنزله الله على نبيه لامتناهي، منفتح على الكل، الوجود والإنسانية، ويطلق لعقلك العنان أن تفكر بشكل غير محدود، ولكن حتى الدين نفسه لم يفلت من عبث السياسة والسلطة والاستحواذ على المال العام، فأحالوه إلى أيديولوجية!!
ومن ردك الثاني استنتجت أنك مثقف بما فيه الكفاية لكي ترتب نفسك فكريا من جديد، وعلامات ذلك كفرك بالأيديولوجيات!! وهذا صحيح تماما، فالأيديولوجية أية إيديولوجية هي محدودة بالضرورة لأنها فكر بشري، قد تتلبس بظروف العصر، مهما أدعت الشمولية والتعالي على الواقع، وقد لا تعدم أن يكون في صلبها المنحول لظرف تكتيكي زمني الخ وهذا هو سبب الأحادية التي شكوت مناه..
أما المسألة العقائدية، فكلنا مسلمون، سني، وشيعي، وسلفي، وأخو مسلم وأنصاري الخ هذه لا خلاف عليها، فالعقيدة واحدة، الله واحد ومحمد واحد والقرآن واحد..فليست هنالك عدة عقائد إلا من شذ منهم كالبهائية الخ!! ولكن تختلف الحظوظ، ونعني بالحظ هنا أن تتوفر لك كمية لا بأس بها من المصادر المعتبرة فتمحو أميتك الإسلامية، ونعني بمحو الأمية أن تكون ضليعا بالظاهرة التي هي موضوع دراستك، فإذا كان الدين هو الموضوع فأقرأ للجميع دون السقوط في الإيديولوجية الدينية التي مارسوها علينا في السودان، فتولد مسلم نعم، ولكنهم يدرسونك أن تكون على مذهب الشافعي أو مالك الخ بدون علمك، تذكر أن الله لم ينزل دينه على مذهب!! وحين تحتج، يقولون لك إن المذاهب الأربعة هي عمد الدين ? بل كانوا حوالي عشرين!! إذا سحبت منهم هذه المذاهب يصبحون خاليي الوفاض!! كيف!! والله لم ينزل دينه على مذهب ? بعد طرح المذاهب أين الدين؟ إذن هنالك تناقض..وإذا فهمت أن الله تعالى قال: فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم…! كيف يقولون الاختلاف رحمة؟ إذن هنالك شيء غامض في المسيرة الإسلامية، عليك أن تبحث.
أنا بحثت..وكلما تعمقت كلما اكتشفت أن الحق مع أهل البيت، هذه قضية لا مفر منها..فأهل البيت ليس مذهبا، أو جماعة الخ هم من نزل الوحي في بيتهم.. قال تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال) قام إليه أبو بكر، فقال: يا رسول الله! هذا البيت منها؟ وأشار إلى بيت علي وفاطمة (عليهما السلام). فقال: نعم، من أفضلها!! رواه جماعة من أعلام القوم، منهم: الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) ج 1 ص 409 و410 ط – بيروت، بثلاث طرق. راجع موسوعة المصطفى والعترة ج 4 ص 216. وعن ابن عباس قال: كنت في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد قرأ القارئ: *(في بيوت أذن أن ترفع ويذكر فيها اسمه..) الآية فقلت: يا رسول الله؟ ما البيوت؟ فقال: بيوت الأنبياء. وأومأ إلى منزل فاطمة!! إذن هم أدرى من غيرهم بسكك السماء!! باختصار، كلما تعمقت في الدين وفتحت المصادر والكتب السنية المعتبرة..كلما اقتربت من أهل البيت..فإذا أنجذب المسمار للمغناطيس فمن تلوم، المغنطيس أم المسمار!!
إذن قضية شيعي، رافضي الخ هذي مسميات سياسية..القضية أين الحق مع من..ومن أهله؟ بل أفتح كتاب منهاج السنة النبوية لإبن تيمية وغيره، يقول شيخهم الحراني خالفوا الشيعة ولو كان من السنة النبوية فهو مستحب لمخالفتهم!! ومع ثبوت السُنَّة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالأحاديث الثابتة عند أهل السنة، إلا أنهم في بعض الأحكام الشرعية بدا لهم أن يتعمَّدوا تجنّبها من أجل مخالفة الروافض.
قال ابن تيمية: (ومن هنا ذهب مَن ذهب مِن الفقهاء إلى ترك بعض المستحبات إذا صارت شعاراً لهم [أي للشيعة]، فإنه وإن لم يكن الترك واجباً لذلك، لكن في إظهار ذلك مشابهة لهم، فلا يتميَّز السُّني من الرافضي، ومصلحة التميُّز عنهم لأجل هجرانهم ومخالفتهم أعظم من مصلحة هذا المستحب (من السنة). وهذا الذي ذُهب إليه يُحتاج إليه في بعض المواضع إذا كان في الاختلاط والاشتباه مفسدة راجحة على مصلحة فعل ذلك المستحب).
التختم باليمين :
قال مصنّف كتاب الهداية وهو من الأحناف: المشروع (أي السنة النبوية) التختم في اليمين، لكن لمَّا اتّخذته الرافضة عادة جعلنا التختم في اليسار. الصراط المستقيم 2|510. ومنهاج الكرامة ، ص108.
المشكلة أنه يعترف أن المشروع شيء وما يقومون به شيء آخر!!!
التكبير على الجنائز:
عبد الله المغربي المالكي في كتابه (المعلم بفوائد مسلم): إن زيدا كبر خمسا على جنازة، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبرها. وهذا المذهب (يعني السنة النبوية ? يسميها مذهب!! وأفهم!!) الآن متروك، لأنه صار علما على القول بالرفض. الصراط المستقيم 2 / 510. إلى اليوم يكبر السنة أربعة تكبيرات بدلا من خمسة..مع اعترافهم بأنها خمسة!!
تسطيح القبور:
الغزالي في الذخيرة والماوردي وهما من الشافعية أن تسطيح القبور هو المشروع (أي السنة النبوية)، ولكن لما اتخذته الرافضة شعارا لهم عدلنا عنه إلى التسنيم وقال محمد بن عبد الرحمن الدمشقي في كتابه رحمة الأمة في اختلاف الأئمة: السنة في القبر التسطيح، وهو أولى من التسنيم على الراجح من مذهب الشافعي، وقال الثلاثة [أبو حنيفة ومالك وأحمد]: التسنيم أولى، لأن التسطيح صار من شعائر الشيعة رحمة الأمة في اختلاف الأئمة، ص 155 .
حتى إسدال العمامة!!
وقال الحافظ العراقي في بيان كيفية إسدال طرف العمامة: فهل المشروع إرخاؤه من الجانب الأيسر كما هو المعتاد، أو الأيمن لشرفه؟ لم أرَ ما يدل على تعيين الأيمن إلا في حديث ضعيف عند الطبراني، وبتقدير ثبوته فلعله كان يرخيها من الجانب الأيمن، ثم يردّها إلى الجانب الأيسر كما يفعله بعضهم، إلا أنه صار شعار الإمامية، فينبغي تجنّبه لترك التشبّه بهم. شرح المواهب للزرقاني 5|13.
أن تترك سنة النبي شيء وأن تتشمت بمقتل أبنه لعناد الرافضة والتشبه بأعداء أهل البيت شيء آخر أنظر إلى أين أوصلهم بغض الرافضة إلى التشمت بريحانة النبي – صلى الله عليه و اله و سلم –
وقال إسماعيل البروسوي في تفسيره (روح البيان): عند ذِكر يوم عاشوراء: قال في عقد الدرر واللئالي: ولا ينبغي للمؤمن أن يتشبّه بيزيد الملعون فيبعض الأفعال، وبالشيعة الروافض والخوارج أيضاً، يعني لا يجعل ذلك اليوم يوم عيد أو يوم مأتم، فمن اكتحل يوم عاشوراء فقد تشبَّه بيزيد الملعون وقومه، وإن كان للاكتحال في ذلك اليوم أصل صحيح، فإن ترك السُّنّة سُنّة إذا كانت شعاراً لأهل البدعة، كالتختم باليمين، فإنه في الأصل سُنة، لكنه لما صار شعار أهل البدعة والظلمة صارت السُّنة أن يُجعَل الخاتم في خنصر اليد اليسرى في زماننا ، كما في شرح القهستاني. روح البيان 4|142.
قال ابن كثير (وهو من عتاد المنافحين عن الأمويين) في تاريخه البداية والنهاية 8/204: قال: وقد عاكس الرافضةَ والشيعةَ يوم عاشوراء النواصبُ من أهل الشام، فكانوا إلى يوم عاشوراء يطبخون الحبوب، ويغتسلون، ويتطيبون، ويلبسون أفخر ثيابهم، ويتخذون ذلك اليوم عيدا!! يصنعون فيه أنواع الأطعمة، ويظهرون السرور والفرح، يريدون بذلك عناد الروافض ومعاكستهم!!.انتهى ? والقائمة طويلة!!
فهنا قوم يحزنون في يوم مقتل الحسين عليه السلام، وأولئك يفرحون ويتطيبون ويلبسون أفخر ثيابهم في يوم مقتله الخ فمن تنتقد أولئك الذين يحزنون ويلطمون بذبح عترة النبي (ص) أو الذين يفرحون!! عادة الفرح في عاشوراء إلى عهد قريب كانت تمارس في مصر، حتى فهموا مؤخرا جدا أن الأمويين خدعوهم 14 قرنا!!
إذن من يخالف السنة النبوية..الشيعة أم السنة!! هذه قضية بحثية اتركها لك ولكني بحسبي أستنتج حين كنت أنت في جنوب العراق 7 سنوات..ولا أرغب أن أستنتج مذهبك السياسي، فقط أذكرك أن صدم حسين أضطهد الشيعة في البصرة (وفي العراق عامة ? بل منذ الثورة العشرينية 1920م وكان وقودها الشيعة والأكراد- ومنذ اتفاقية أو مشروع النقيب-برسي كوكس تعمد الإنجليز أن ينسبوا الشيعة للفرس حتى يضطهدوهم ويسلبونهم استحقاقاتهم بصفتهم أغلبية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فقام بهذا الدور التركي المتعربن ساطع الحصري أول وزير للتربية والتعليم أحضروه الانجليز من مصر، فنكل بالشيعة وأهمل تعليمهم، وأقصاهم من الوظائف، ولكن الأهم حكمت السنة العربية الأقلية العراق منذ 1920 وحتى سقوط صدام حسين بعدها يقولون: حكومة المالكي طائفية أليست هذه نكتة سمجة!!) رغم أن بترول العراق يخرج من البصرة، وتعمد صدام ألا يمدها بالخدمات الحقيقية مثل التعليم، والبنية التحتية الخ، بل تعمد أن يشيع فيها الفاحشة من بارات وخمارات، الخ فهم إضافة للاضطهاد وضعهم صدام في بؤس وفقر شديدين، وهذه تكتيك متعمد، نفس الشيء يفعلونه في البحرين بنوا كبري ما بين السعودية والبحرين…لكي يذهب الشاب السعودي بسيارته يقضي لذته ويمارس الدعارة في البحرين..أي في المجتمع الشيعي، وشجع الحكم البحريني السني الفساد وسط المجتمع الشيعة ذي الأغلبية الديموغرافية، هذه قضية معروفة..فلا تتوقع أن المجتمع البصري الشيعي ولا حتى البحريني على أن يكونوا مجتمعات مثالية، وهذا لا يجعلنا نغلق الكتب!!
هذا كل ما لدى في هذه السانحة…وإذا رغبت في المناقشة الخاصة فقلبي وعقلي مفتوحين لك…وعندك أيميلي
وتحياتي لك
شوقي
أما الأخ فارس ثابت من السعودية..
أقول له ليس صحيحا أن القص والقصاصين بدئوا بعد الفتوحات الإسلامية!! بل عمر بن الخطاب هو الذي سمح لتميم الداري وغيره بالقص في المسجد النبوي، وكان عمر مغرما بصحف اليهود وأن يتسمع من اليهود في حياة النبي (ص) ما يؤكد له صفات النبي (ص) ونبوته في كتبهم!! ويهود الشام من سمى عمر بالفاروق حين فتح بيت المقدس (راجع بن كثير في هذه النقطة)، الخ وإليك هذه الأحاديث:
روى في كنز العمال ج 1 ص 372 (عن جبير بن نفير عن عمر قال: انطلقت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتيت خيبر فوجدت يهودياً يقول قولاً فأعجبني، فقلت: هل أنت مكتبي بما تقول؟ قال نعم، فأتيته بأديم فأخذ يملي عليَّ فلما رجعت قلت: يا رسول الله إني لقيت يهودياً يقول قولاً لم أسمع مثله بعدك! فقال: لعلك كتبت منه؟ قلت: نعم قال: ائتني به فانطلقت فلما أتيته قال: أجلس إقراه فقرأت ساعة ونظرت إلى وجهه فإذا هو يتلون فصرت من الفرق لا أجيز حرفاً منه ، ثم رفعته إليه ثم جعل يتبعه رسماً رسماً يمحوه بريقه وهو يقول لا تتبعوا هؤلاء فإنهم قد تهوكوا حتى محا آخر حرف.
(قال في الهامش: وفي المنتخب، ع، وابن جرير، قط، في الإفراد، طب، وأبو نعيم.. والديلمي رسماً رسماً يمحوه بريقه وهو يقول لا تتبعوا هؤلاء فإنهم قد تهوكوا حتى محا آخر حرف، حل).
وفي كنز العمال ج 1 ص 201 (حم، ه ، عن ابن عباس) إن عمر أتى النبي بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فغضب، قال فذكره.. لتهوكون كما تهوكت اليهود والنصارى لقد جئتكم بها بيضاء نقية لو كان موسى حياً ما وسعه إلا إتباعي) انتهى .
وقال السيوطي في الدر المنثور ج 5 ص 148:
(وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن أبي قلابة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر برجل يقرأ كتاباً فاستمعه ساعة فاستحسنه، فقال للرجل أكتب لي من هذا الكتاب. قال نعم، فاشترى أديماً فهيأه ثم جاء به إليه فنسخ له في ظهره وبطنه، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يقرؤه عليه وجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلون، ضرب رجل من الأنصار بيده الكتاب وقال ثكلتك أمك يا بن الخطاب! أما ترى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اليوم، وأنت تقرأ عليه هذا الكتاب؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك: إنما بعثت فاتحاً وخاتماً وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه واختصر لي الحديث اختصاراً، فلا يهلكنكم المتهوكون) انتهى.
وروى أحمد في مسنده ج 3 ص 387 ( … عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه النبي، فغضب فقال: أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب! والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شئ فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني).
ورواه في مجمع الزوائد ج 8 ص 262 ـ عن أحمد.
وروى في ج 1 ص 174 عن (عبد الله أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم فغضب وقال أمتهوكون فيها يا بن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى كان فيكم حياً ما وسعه إلا أن يتبعني. رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه مجالد بن سعيد ضعفه أحمد ويحيى بن سعيد وغيرهما.
وعن جابر أيضاً قال نسخ عمر كتاباً من التوراة بالعربية فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يقرأ ووجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير فقال رجل من الأنصار ويحك يا ابن الخطاب ألا ترى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا وإنكم إما أن تكذبوا بحق أو تصدقوا بباطل . والله لو كان موسى بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني. رواه البزار وعند أحمد بعضه وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف اتهم بالكذب) انتهى
أمتهوكون: تعني أمتهودون، أمتحبرون (من الأحبار).
ولتفهم أن كسرى كان من أعدل الفرس في ملكه مثل النجاشي، ووالدة (زين العابدين) علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (أبو الأئمة التسعة) هي حفيدة كسرى وتسمى شاه زان ? وهي جدة تسعة من الأئمة، والله يعلم أين يضع سره من النبوة!! وكان زين العابدين يقول: أنا ابن الخيرتين!! وقصد خيرة قريش بني هاشم، وخيرة الفرس عائلة كسرى!! قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين زين العابدين؟ فكأني أنظر إلى ولدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يخطر بين الصفوف). إذن النبي (ص) من سماه بزين العابدين ? وقد كان!! أما بغضك للفرس فليس في محله، وطالما أنت في السعودية، ومهتم بالدين، وتدخل الصفحات السودانية، فأفتح تفسير بن كثير: تفسير القرآن العظيم، طبعة المدينة المنورة، المجلد الثاني صفحة 67، ستجد التالي:
(وحدثنا أبي، حدثنا محمد بن المصفى، حدثنا معاوية -يعني ابن حفص-عن أبي زياد الحلفاني، عن محمد بن المُنْكَدر، عن جابر بن عبد الله قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: { فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } قال: "هؤلاء قوم من أهل اليمن، ثم من كندة، ثم من السكون، ثم من تجيب". وهذا حديث غريب جدا). :lool:
حاشية :lool:: وذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/95) ولم يذكر محمد بن قيس في سنده كما هو هنا في تفسيره، وقال: سمعت أبي يقول: "هذا حديث باطل".
ويستمر بن كثير: (وقال ابن أبى حاتم: حدثنا عمر بن شَبَّة، حدثنا عبد الصمد -يعني ابن عبد الوارث-حدثنا شعبة، عن سِمَاك، سمعت عياضًا يحدث عن الأشعري قال: لما نزلت: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هم قوم هذا". ورواه ابن جرير من حديث شعبة بنحوه). (**)
حاشية (**): تفسير الطبري (10/414) ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/123) وابن سعد في الطبقات (4/107) والطبراني في المعجم الكبير (17/371) وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/59) من طريق شعبة به. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/16): "رجاله رجال الصحيح".
سؤالي الآن لمغوار السعودية فارس ثابت: لماذا اكتفى بن كثير فقط بقوله (هم قوم هذا) ولم يذكر أن الصحابة سألوا النبي (ص) وقالوا: من هم يا رسول الله القوم الذين سيأتي بهم؟ فضرب النبي (ص) على ظهر وفي قولة أخرى فخذ سلمان الفارسي وقال: "هم قوم هذا"!! هل بتر ابن كثير هذه الواقعة أم بترها نعاثل نجد من شيوخ السعودية السلفيين الوهابيين؟ ? ومعروف أنه لا يدخل السعودية أي كتاب إلا بعد تنقيحه وتنتيفه مما لا يسرهم. فهم لن يسمحوا حتى للنبي (ص) أن يقول أن الفرس هم من سوف يأتي الله بهم يحبهم ويحبونه..!! وتمام الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) المائدة، 54.
حتى السروري سفر الحوالي (ويلقب نفسه بدكتور) يتهرب من هذه الآية ويلتصق بتفسير بن كثير المبتور ولا يذكر سلمان الفارسي ولا الفرس، هل فهمتم لماذا ابن كثير هو الوجبة المفضلة للسلفيين والسعودية في آن واحد؟ راجعوا الحاشية (**) من مصادرها الأصلية ستجدون سلمان الفارسي مذكورا فيها!!
أنظر يا أخ الغفاري كيف يزورون الدين ? نعم الثقل الإلهي الآن هو عند الفرس وليس عند العرب، الذين قال فيهم (أي في قريش) ابن عباس حبر الأمة: "ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم" سورة محمد، 9. فهل أنت يا فارس ثابت سعودي أم شامي؟ أم أسمك أسم مستعار؟ على فكرة يمكنك الدخول على تفسير بن كثير في النيت
أما زين العابدين لمن لا يعرفه فهو من قال فيه الفرزدق قصيدته العصماء الخالدة، وهذه هي قصتها:
حج هشام بن عبد الملك فلم يقدر على استلام الحجر بسبب الزحام، فنصب له منبر فجلس عليه وجلس معه أعيان أهل الشام، فبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين وعليه إزار ورداء، فجعل يطوف فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحى الناس له وفتحوا له طريقا طواعية حتى أستلمه..هيبة له. فقال شامي مندهشا: من هذا يا أمير؟ فقال-لئلا يُرغِّب فيه أهل الشام-: لا أعرفه. فقال الفرزدق وكان حاضرا: لكني أنا أعرفه. فقال الشامي: من هو يا أبا فراس؟ فأنشد الفرزدق على القريحة ? وسجنه هشام بسببها:
هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ، وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ، هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ
هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ، بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا
وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه، العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ
كِلْتا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفعُهُمَا، يُسْتَوْكَفانِ، وَلا يَعرُوهُما عَدَمُ
سَهْلُ الخَلِيقَةِ، لا تُخشى بَوَادِرُهُ، يَزِينُهُ اثنانِ: حُسنُ الخَلقِ وَالشّيمُ
حَمّالُ أثقالِ أقوَامٍ، إذا افتُدِحُوا، حُلوُ الشّمائلِ، تَحلُو عندَهُ نَعَمُ
ما قال: لا قطُّ، إلاّ في تَشَهُّدِهِ، لَوْلا التّشَهّدُ كانَتْ لاءَهُ نَعَمُ
عَمَّ البَرِيّةَ بالإحسانِ، فانْقَشَعَتْ، عَنْها الغَياهِبُ والإمْلاقُ والعَدَمُ
إذ رَأتْهُ قُرَيْشٌ قال قائِلُها: إلى مَكَارِمِ هذا يَنْتَهِي الكَرَمُ
يُغْضِي حَياءً، وَيُغضَى من مَهابَتِه، فَمَا يُكَلَّمُ إلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ
بِكَفّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ، من كَفّ أرْوَعَ، في عِرْنِينِهِ شمَمُ
يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرْفانَ رَاحَتِهِ، رُكْنُ الحَطِيمِ إذا ما جَاءَ يَستَلِمُ
الله شَرّفَهُ قِدْماً، وَعَظّمَهُ، جَرَى بِذاكَ لَهُ في لَوْحِهِ القَلَمُ
أيُّ الخَلائِقِ لَيْسَتْ في رِقَابِهِمُ، لأوّلِيّةِ هَذا، أوْ لَهُ نِعمُ
مَن يَشكُرِ الله يَشكُرْ أوّلِيّةَ ذا فالدِّينُ مِن بَيتِ هذا نَالَهُ الأُمَمُ
يُنمى إلى ذُرْوَةِ الدّينِ التي قَصُرَتْ عَنها الأكفُّ، وعن إدراكِها القَدَمُ
مَنْ جَدُّهُ دان فَضْلُ الأنْبِياءِ لَهُ وَفَضْلُ أُمّتِهِ دانَتْ لَهُ الأُمَمُ
مُشْتَقّةٌ مِنْ رَسُولِ الله نَبْعَتُهُ، طَابَتْ مَغارِسُهُ والخِيمُ وَالشّيَمُ
يَنْشَقّ ثَوْبُ الدّجَى عن نورِ غرّتِهِ كالشمس تَنجابُ عن إشرَاقِها الظُّلَمُ
من مَعشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ، وَبُغْضُهُمُ كُفْرٌ، وَقُرْبُهُمُ مَنجىً وَمُعتَصَمُ
مُقَدَّمٌ بعد ذِكْرِ الله ذِكْرُهُمُ، في كلّ بَدْءٍ، وَمَختومٌ به الكَلِمُ
إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانوا أئِمّتَهمْ، أوْ قيل: «من خيرُ أهل الأرْض؟» قيل: هم
لا يَستَطيعُ جَوَادٌ بَعدَ جُودِهِمُ، وَلا يُدانِيهِمُ قَوْمٌ، وَإنْ كَرُمُوا
هُمُ الغُيُوثُ، إذا ما أزْمَةٌ أزَمَتْ، وَالأُسدُ أُسدُ الشّرَى، وَالبأسُ محتدمُ
لا يُنقِصُ العُسرُ بَسطاً من أكُفّهِمُ سِيّانِ ذلك: إن أثَرَوْا وَإنْ عَدِمُوا
يُستدْفَعُ الشرُّ وَالبَلْوَى بحُبّهِمُ، وَيُسْتَرَبّ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُ
أما كم من الأموال نقبض أخ فارس ثابت..نقول لك لا نقبض شيء من الأموال بل نقبض حسنات إن شاء الله
مع تحياتي
شوقي
والله مسأله الحصول على عالم ثقه اصبحت اصعب من تحريك جبل عن مكانه خاصة بعد ظهور المتنطعين والمهرطقين والمهرجلين ممن يدعون الحق ويدوسون على علماء اجلاء شهدت الامه على استقامتهم بل يتجاوزون ذلك فى وقاحه مفرطه عندما يوجهون سهامهم على سيدنا ابى بكر وعمر الذين حطا رحالهما فى جنه ربهما . احمد الله الذى حفظ اهل السودان من اصحاب الحسينيات الذين يعذبون انفسهم فى الدنيا قبل الاخره بلطم اجسادهم حتى تسيل الدماء.
ما رأيك ان وصفتك بزعيم القصاصين؟؟؟؟ ووصفتك بانك تمرق من الدين كما يمرق السهم من الرميه؟؟ من غير انفعال.
اولا .. بلاد الحرمين يزورها المسلمين يحجونها ويعتمرون ويزورون مسجد خير البشر عليه الصلاة والسلام فهي قبلة المسلمين .. وانا لا اعتقد ان كربلاء افضل من مكة سبعين مرة !
ومن الجميل ان تبدي شيء من الاحترام لفكرتك التي تريد ان توصلها وللقراء وتدع مناقشة الفروع والعمامة والسبحة وتكبيرات صلاة الجنازة وتحدثنا عن الاصول التي لو لم نتفق عليها ما جاز ان ننصرف لفروع لا تخرج من الملة
حدثنا عن التوحيد في اعتقادكم …كم من ائمتكم له الحق في تصريف الكون وتدبيره وكم منهم يعلم الغيب بل عليك ان تثبت مثلا ان ائمتكم معصومين (نحن اهل السنة والجماعة لانعتقد انهم ائمة لكم بل هم ائمة في التوحيد والعلم والعمل ماكان لهم ان يترفضوا رحمهم الله) .. ثم تبرهن ان الحسن والحسين رضي الله عنهم وارضاهم حاربا معا او سالما ولم تكون مواقفهم مغايره؟
ومن باب المعلومات العامة نريد منك ان تنيرنا بمعرفة من هو المدعو خسروا مجوس مثلا
…
ما عادت تنفعكم التقية فالزمان غير الزمان
وانصحك نصيحة لوجه الله لاتمت على هذه العقيدة ..تب الى الله فالموت ات لامحالة
والمرء يحشر مع من احب واني لاكره ان احشر مع ابو لؤلؤة المجوسي (الذي تسمونه بابا شجاع) وميمون القداح والقرامطة والخميني والسيستاني كما اقذف في النار
ثانيا كعادتكم … تلوون الحقائق وتلتفون حولها ولكن الله متم نوره وهذا نهجكم منذ القدم … ومن الغريب انك لا تستحي ان تقول ان كسرى ممزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي دعا عليه (اللهم مزق ملكه) فكان كيف لا وهي دعوة الحبيب عليه صلوات ربي وسلامه .وتاتي انت لتقول عنه عادل ..حدثني من تكون في جنب رسول الله
لكن الاغرب من ذلك انك تريد ان تجادل بالباطل وتستشهد بايات في غير محلها
واستشهادك من كتب اهل السنة والجماعة (طبعا بصورة انتقائية فيها طمس للحقائث ) على نهج لاتقربوا الصلاة..انتهى.
ونقول لك ليس لك ذلك اما ان تنهج منهج اهل السنة والجماعة تاخذ بالمحكم وتترك المتشابه وتجمع بين النصوص على بصيرة ان كنت من اهل ذلك ولست كذلك .. ثم انه اي تناقض هذا الذي ترمي به الناس وتنسل وانتم تقولون بتحريف القران الكريم وببطلان السنة لانكم تكفرون اصحاب رسول الله فكيف بمن تبعهم الى يوم الدين !
واما ان تستشهد بشيء اخر وتبرهن بخلاف السنه التي تردونها .
ولكن لزم توضيح تفسير الاية 54 من المائدة لئلا تلبس على الناس .
فقد اختلف المفسرون في تحديد الردة المقصودة، ومَنْ يكون هؤلاء القوم؟ وقد أطال فيها المفسرون الكلام، وسنُشِير إلى طَرَفٍ منه مع الوقوف على القول الصحيح. فقد قال البغوي: "قال الحسن: عَلِمَ اللهُ _تبارك وتعالى_ أن قوماً يرجعون عن الإسلام بعد موت نبيهم _صلى الله عليه وسلم_ فأخبر أنه يأتي بقوم يحبهم ويحبونه، واختلفوا في أولئك القوم مَنْ هم؟ فقيل أبو بكر وأصحابه، وقيل: هم الأشعريون، وقيل: هم أحياء من اليمن". وذكر ابن الجوزي في (زاد المسير) ستة أقوال في المراد بالقوم في الآية.
واختلفوا في تحديد الردة المقصودة على أقوال كثيرة. حتى إنهم أحصوا الردة التي حصلت في عهد الرسول _صلى الله عليه وسلم_ وفي عهد أبي بكر.
والصحيح أن الآيةَ شاملةٌ لجميع ما ذكروه، حيث إنها مِنْ ذِكْرِ المغيبات وكل ردة حصلت وقُمعت وانتصر المسلمون بعدها فهي داخلةٌ ضمن هذه الآية، ولا وجه لتقييد قوم دون آخرين، أو تخصيص ردة دون غيرها، وهذه الآية باقية إلى قيام الساعة، جارٍ العمل بها، وهي منبع الطائفة المنصورة، منها يشربون نهلاً بعد عللٍ.
قال ابن عطية: "قال الحسن بن أبي الحسن ومحمد بن كعب القرظي والضحاك وقتادة: نَزلتِ الآيةُ خِطاباً للمؤمنين عامة إلى يوم القيامة". وقال الطاهر بن عاشور: " فكل أمة أو فريق أو قوم تَحَقَقَ فيهم الوصفُ فهم مِنِ القوم المنوه بهم". وقال شيخ الإسلام: "وهذه حال من قاتل المرتدين وأولهم الصديق ومن اتبعه إلى يوم القيامة".
والقاعدة المشهورة في أصول التفسير أن "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب". وهذا إذا وردتِ الآيةُ لسبب خاص، فتكون أحكامها عامة، ولا يظل حكمها حبيس من نزلت في شأنه، بل يدخل فيها من نزلت فيه وتبقى للأمة عامة، وهذه الآية لم يذكرِ المفسرون سبب نزول لها صحيحاً صريحاً، فمن باب أولى إبقائها عامة كما أُنزلت.
فلقد تَحقق وَعْدُ اللهِ مرةً ومرات، وسيظل متحققاً وواقعاً ما قام المسلمون بهذه الأوصاف، وَوَعْدُ اللهِ مَذْخُور لكل مَنْ يتحلى بهذه الأوصاف الجليلة.
وإن هذه الآية جاءت في سياق التحذير من موالاة اليهود والنصارى، وإن ذلك سبب في الردة، وإذا ارتدوا فإنهم ليسوا بأهلٍ لنصرة الدين، قال القاسمي: " لمّا نهى تعالى ? فيما سلف- عن موالاة اليهود والنصارى، وبَيّنَ أن موالاتهم مستدعية للارتداد عن الدين بقوله: "فَإِنَّهُ مِنْهُمْ" (المائدة: من الآية51)، وقوله: "حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ" (المائدة: من الآية53) شرع في بيان حال المرتدين على الإطلاق ونوه بقدرته العظيمة، فَأَعْلَمَ أنه مَنْ تولى عن نُصْرَةِ دينه وإقامة شريعته، فإن الله سيستبدل به من هو خيرٌ لها منهم، وأشد منعة، وأقوم سبيلاً". وقال البقاعي: " "مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ" (المائدة: من الآية54) معناه موالاة أولياء الله ومعاداة أعداء الله، فيوالون أعداءه ويتركون أولياءه، فيبغضهم الله ويبغضونه، ويكونون أعزة على المؤمنين أذلة على الكافرين، فالله غني عنهم "فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ" بوعد صادق لا خلف فيه "بِقَوْمٍ" يكون حالهم ضد حالهم يثبتون على دينهم" ا.هـ
فبَيّنَ المولى _عز وجل_ أن فئاماً من الناس سيرتدون عن دينهم ويُعْرِضون عنه، ولكن لن يتركَ اللهُ هذا الدينَ يضيع بل سيأتي الحكيم الخبير بفئام آخرين ينصرون الدين ويُعِزُّونَه ويعزرون أصحابه، متصفين بصفات جليلة كريمة، وهذا بفضل الله وكرمه وحكمته، وهو صاحب الفضل والكرم. وقال السعدي: "يخبر _تعالى_ أنه الغني عن العالمين، وأنه من يرتد عن دينه، فلن يضر الله شيئاً، وإنما يضر نفسه، وأن لله عباداً مخلصين ورجالاً صادقين قد تكفَّلَ الرحمنُ الرحيمُ بهدايتهم وَوَعَدَ بالإتيان بهم، وأنهم أكمل الخلق أوصافاً وأقواهم نفوساً وأحسنهم أخلاقاً".
والخلاصة في : آية قتال المرتدين في سورة (المائدة):
إن هذه الآية يجب أن يقال: إنها نزلت في حق أبي بكر رضي الله عنه، والدليل على ذلك: أن هذه الآية مختصة بمحاربة المرتدين، وأبو بكر هو الذي تولى محاربة المرتدين، ولا يمكن أن يكون المراد هو الرسول عليه السلام؛ لأنه لم يتفق له محاربة المرتدين…
ولا يمكن أن يكون المراد هو علي؛ لأن علياً لم يتفق له قتال أهل الردة.
فإن قالوا: بل قتاله مع أهل الردة؛ لأن كل من نازعه في الإمامة كان مرتداً؟
قلنا: هذا باطل من وجهين:
الأول: أن اسم المرتد إنما يتناول من كان تاركاً للشرائع الإسلامية، والقوم الذين نازعوا علياً ما كانوا كذلك في الظاهر، وما كان أحد يقول: إنه إنما حاربهم لأجل أنهم خرجوا عن الإسلام، وعلي لم يسمهم ألبتة بالمرتدين.
الثاني: أنه لو كان كذلك لوجب -بحكم ظاهر الآية- أن يأتي الله بقوم يقهرونهم ويردونهم إلى الدين الصحيح، ولما لم يوجد ذلك ألبتة؛ علمنا أن منازعة علي في الإمامة لا تكون ردة، وإذا لم تكن منازعته ردة لم يمكن حمل الآية على علي؛ لأنها نزلت فيمن يحارب المرتدين.
وكلمة (من) -في معرض الشرط- للعموم، فقوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ))[المائدة:54] الآية، يدل على أن كل من صار مرتداً عن دين الإسلام، فإن الله يأتي بقوم يقهرونهم ويبطلون شوكتهم. فلو كان الذين نصبوا أبا بكر كذلك لوجب بحكم الآية أن يأتي الله بقوم يقهرونهم ويبطلون شوكتهم، ولم يكن الأمر كذلك، بل كان بالضد، إذ قهر الله خصومهم وقمع بهم المرتدين.
وعلي لم يحارب أبا بكر بل حمل السيف تحت لوائه في وجه المرتدين، وكان هو على رأس الكتيبة التي تولت حراسة المدينة حينما خرج أبو بكر بنفسه ليقود أول معركة معهم حول المدينة، ولما انتهت المعارك بدحرهم على يد أبي بكر أكرم علياً فزوجه بسبية من بني حنيفة ولدت له ابنه محمداً. وهذا دليل آخر على ردتهم؛ لأن علياً قبلها من الصديق ونكحها نكاح ملك اليمين.
وهذا قول الامام الرازي.والله اعلم
ومن الجميل ان تبدي شيء من الاحترام لفكرتك التي تريد ان توصلها وللقراء وتدع مناقشة الفروع والعمامة والسبحة وتكبيرات صلاة الجنازة وتحدثنا عن الاصول التي لو لم نتفق عليها ما جاز ان ننصرف لفروع لا تخرج من الملة
حدثنا عن التوحيد في اعتقادكم …كم من ائمتكم له الحق في تصريف الكون وتدبيره وكم منهم يعلم الغيب بل عليك ان تثبت مثلا ان ائمتكم معصومين (نحن اهل السنة والجماعة لانعتقد انهم ائمة لكم بل هم ائمة في التوحيد والعلم والعمل ماكان لهم ان يترفضوا رحمهم الله) .. ثم تبرهن ان الحسن والحسين رضي الله عنهم وارضاهم حاربا معا او سالما ولم تكون مواقفهم مغايره؟
ومن باب المعلومات العامة نريد منك ان تنيرنا بمعرفة من هو المدعو خسروا مجوس مثلا
…
ما عادت تنفعكم التقية فالزمان غير الزمان
وانصحك نصيحة لوجه الله لاتمت على هذه العقيدة
نسألك ان تحدثنا عن زواج المتعه وعن التفخيد وجماع النساء فى ادبارهن بكل شجاعه ووضوح ايها الشيعى.
من اراد ان يرى ضلالات الشيعه فى حسينياتهم ويوم كربلاء فليذهب لموقع اليوتيوب ويطلب ما يريد لتأتيه الفيديوهات موثقة وهم يمارسون ضلالات تعافها الفطره السليمه وينكرها من لا دين له.
اشهد ان الرجل يمرق من الدين كما يمرق السهم من الرميه وافكاره من تلبيسات الاباليس ويتعمد تحريف الحق بطريقه القصاصين ومنطق لا يقنع البلهاء ناهيك عن من يحمل ذره معرفه.
ارحم نفسك فلا يوجد من يتقبل قولك لانه مفصل على اقوام تتنزل عليهم الشياطين ويوحى بعضهم الى بعض زخرف القول وزورا.
الحمدلله الذى لم يجعلنى شيعى ضال مضل ونحمده كثيرا على نعمه الاسلام والعقل.
اعتزر لانى لم (ولن) افند قول الرجل لان الجميع على درايه بالحق اما الرجل فقد ساخت قدماه فى وحل الشيعيه وجزبها مغنطيسها حيث لا فكاك وواضح انه من زعماء الشيعه الذين استعصت حالتهم واصيب بمرضها الذى لا علاج له فلا نملك الا ان ندعو الله ان يشفيه واخوته من الشيعه لانه هو القادر على ذلك (انك لا تهدى من احببت………الخ)الايه.