الحوار نفق ذو مخرجين

في الآونة الأخيره ومن بعد دعوه النظام الحاكم للحوار إنقسم السودانيون إلى 3 فئات
فئة مسانده للحوار وتؤيده وتحسن الظن به وتعقد الآمال
وأخرى حيادية تساورها الشكوك في جدواه وتحوطا من مقالب النظام
والفئه الأخيرة والتى تمثل المقاطعين الرافضين لإي حوار ينظمه النظام الحاكم وفق منظور الطرف الواحد
في واقع الأمر إن كان الحوار مرتكزا فالحوار ليس غايه في حد ذاته بل يعوّل على نتائجه وتوصياته والتنفيذ بناءا على ذلك
ليس كل من شارك في الحوار أضحي وليا حميما للحكومه الحاليه فهم أتوا لتغليب جانب الحكمة والذهاب مع ما برز من نوايا تحسينيه إلى آخر الطريق
فإذا أستثمرت الحكومه أو النظام الحالى إصطفاف هذا الجمع الكريم من مختلف جهات وتوجهات أبناء الوطن وإستجابت لندائهم بالتعديل والإصلاح في هرم السلطة ومنظومة الإقتصاد وكفالة الحريات وغيرها من التوصيات الهادفة للتعديل ، فنتاج ذلك سيكون الإستقرار والطمانينه وفتحا لآفاق جديده وبدايه للتطور الإيجابى الذى نسعى جميعا له ـ
وفي المقابل إذا تعاملت الحكومه مع هذا الحوار بمبدأ “العصافير في القفص ” وحطمت آمالنا وأكدت ما ذهب إليه رافضي الحوار بأنه أحد وسائل النظام في خداع ومرواغة الشعب الصابر الذي يتعصر ألما لكسب الوقت وتكسير الأجنحة فسوف يكون مردود ذلك عكسيا تماما وفي غير مصلحه الحكومه أو النظام الداعي له ـ
فقد يجتمع الجميع في الوضع المضاد المعارض وتكون دعوة الرئيس قد ذهبت بعيدا في لم شمل الجماهير وتهيئه الأجواء المناسبة ومن ثمّ تنصل عنهم الأمر الذي قد يترتب عليه بقاء الشمل مجموعا ويضحى المتنصل معزولا ـ فينطبق المثل “وعلى نفسها جنت براقش ”
نجاح الحوار الهادف البنّاء ليس في أكثرية الجمع حيث أن قِلةً من الوطنيين الأفزاز المخلصين يمكنهم إصلاح الكثير إذا توفرت لديهم الصلاحيات والآليات التنفيذية
الجمع والحشد المتنوع يفيد في التوافق والتلاحم المجتمعي وقد يلعب دورا في تحقيق السلام خلاف ذلك ليس بيد هؤلاء فعل شئ سوى تقديم المخرجات والتوصيات آملين في التغيير وسرعه التنفيذ ـ
من هنا كان الخروج من نفق الحوار إلى إحدى الوجهتين لا ثالث لهما ولا مجال للتعثر في الوسط ـ فإما إكمال بإحسان وتنفيذا للوعود وإما أن تقوى شوكة المعارضه بإضافة كمّاًً هائلاً من المعارضين الجدد أكثر توحدا وتوافقاً على الرؤى الجديدة
الكل في الإنتظار الذي نرجو أن لا يكون طويلاً وأن لا تنبثق لجان أخرى من هذه اللجان
وقد طااال صبرنا
خالد حسن
[email][email protected][/email]