سيناريوهات تزييف الواقع

ابراهيم ميرغني

في مطلع العام الجاري أراد المؤتمر الوطني تصوير أن الأوضاع في دارفور وجنوب كردفان، وكأنها في غاية الاستقرار وليس هناك إنفلات أمني ولا صواريخ كاتيوشا تقصف مدينة كادوقلي فنظم بطولة دول وسط وشرق افريقيا (سيكافا) في مدينتي الفاشر حاضرة شمال دارفور، ومدينة كادوقلي واليوم يريد أن يكرر ذات السيناريو بتنظيم نهائي كأس السودان الهلال والمريخ في مدينة الدمازين حاضرة ولاية النيل الأزرق المضطربة، وتصويرها كأنها مستقرة وينعم سكانها بمباريات كرة القدم .

لكن حدث ما لم يكن في الحسبان فلقد تم تسريح اللاعبين في معسكر الهلال والتهديد بالانسحاب من المباراة النهائية للبطولة على تداعيات ما جرى من اتفاق سابق بين وزير الرياضة بولاية الخرطوم ومجلس إدارة نادي الهلال وهو اتفاق أتى على خلفية نزاع قانوني حول شرعية مجلس إدارة الهلال تدخلت بسببه الفيفا في وقت سابق. ثم تعيين مجلس جديد علي وجه السرعة للحاق بمباراة كأس السودان قبل يوم واحد .

ما يجري في ساحة نادي الهلال ليس بعيداً عما يجري في الساحة الرياضية عموماً من محاولات لإجهاض أهلية وديمقراطية الرياضة مما أدى لانهيار الرياضة في بلادنا بدليل عدم حصول السودان على كأس واحدة عربية أو افريقية أو عدم تأهله لكأس العالم.

أما لماذا يريد المؤتمر الوطني الهيمنة على الرياضة فلأنها البقرة الحلوب بعد أن صارت تجارة تدر المليارات، ولأنه وعبر بوابة الرياضة وإدعاء الولاء لهذا النادي أو ذاك يظن المؤتمر الوطني أنه سيخلق رموزاً رياضية محبوبة للجمهور تغطي فشله وفساد منسوبيه الذي يزكم الأنوف؛ ولكن هيهات وستظل الرياضة عصيِّة على المؤتمر الوطني وأوهامه وأطروحاته التي تقف ضد تاريخ الرياضة وكل ضروب الفنون.
الميدان