من اين جاء هؤلاء مقال يصلح لكل عهود الكارثة الانقاذية !ا

من اين جاء هؤلاء مقال يصلح لكل عهود الكارثة الانقاذية !!

يوسف برجاوي
[email protected]

(من أين جاء هؤلاء ؟؟!! ) مقال يصلح لكل عهود الإنقاذ الغبراء وكارثة المجاعة الانقاذية الحالية !!
رحم الله أديبنا الراحل الروائي العظيم الطيب صالح والذي قال في الإنقاذ مقولة تنبئ عن صلاح الراحل وتصلح لكل عهود حكومات الإنقاذ هذه الكارثة المأساوية التي حلت بأرض السودان وشعبه الطيب الأبي وأذاقته الويل وباتت تهدده اليوم في وجوده وبقائه بعد الغلاء الفاحش في الأسعار التي أخرجت حتى أطفال الروضة في مسيرات تندد بالغلاء والجوع .
نترك القراء مع مقال أديبنا الصالح الطيب صالح رحمه الله بدون أي تصرف علما بان المقال كتبه الراحل في بداية التسعينيات أي في طفولة المهزلة الإنقاذية !!
مِن أين جاء هؤلاء
هل السماء ما تزال صافية فوق أرض السودان أم أنّهم حجبوها بالأكاذيب ؟
هل مطار الخرطوم ما يزال يمتلئ بالنّازحين ؟
يريدون الهرب الى أيّ مكان ، فذلك البلد الواسع لم يعد يتّسع لهم . كأنّي بهم ينتظرون منذ تركتهم في ذلك اليوم عام ثمانية وثمانين .
يُعلَن عن قيام الطائرات ولا تقوم . لا أحد يكلّمهم .
لا أحد يهمّه أمرهم .
هل ما زالوا يتحدّثون عن الرخاء والناس جوعى ؟ وعن الأمن والناس في ذُعر ؟ وعن صلاح الأحوال والبلد خراب ؟
الخرطوم الجميلة مثل طفلة يُنِيمونها عُنوةً ويغلقون عليها الباب ، تنام منذ العاشرة ، تنام باكية في ثيابها البالية ، لا حركة في الطرقات . لا أضواء من نوافذ البيوت . لا فرحٌ في القلوب . لا ضحك في الحناجر . لا ماء ، لا خُبز ، لا سُكّر ، لا بنزين ، لا دواء . الأمن مستتب كما يهدأ الموتى .
نهر النيل الصبور يسير سيره الحكيم ، ويعزف لحنه القديم ” السادة ” الجدد لا يسمعون ولا يفهمون
يظنّون أنّهم وجدوا مفاتيح المستقبل . يعرفون الحلول . موقنون من كل شيء يزحمون شاشات التلفزيون وميكرفونات الإذاعة .
يقولون كلاماً ميِّتاً في بلدٍ حيٍّ في حقيقته ولكنّهم يريدون قتله حتى يستتب الأمن
مِن أين جاء هؤلاء النّاس ؟ أما أرضعتهم الأمّهات والعمّات والخالات ؟
أما أصغوا للرياح تهبُّ من الشمال والجنوب ؟
أما رأوا بروق الصعيد تشيل وتحط ؟
أما شافوا القمح ينمو في الحقول وسبائط التمر مثقلة فوق هامات النخيل؟
أما سمعوا مدائح حاج الماحي وود سعد ، وأغاني سرور وخليل فرح وحسن عطية والكابلي و المصطفى ؟
أما قرأوا شعر العباس والمجذوب ؟
أما سمعوا الأصوات القديمة وأحسُّوا الأشواق القديمة ، ألا يحبّون الوطن كما نحبّه ؟

إذاً لماذا يحبّونه وكأنّهم يكرهونه ويعملون على أعماره وكأنّهم مسخّرون لخرابه ؟
أجلس هنا بين قوم أحرار في بلد حرٍّ ، أحسّ البرد في عظامي واليوم ليس بارداً . أنتمي الى أمّة مقهورة ودولة تافهة . أنظر إليهم يكرِّمون رجالهم ونساءهم وهم أحياء ، ولو كان أمثال هؤلاء عندنا لقتلوهم أو سجنوهم أو شرّدوهم في الآفاق
من الذي يبني لك المستقبل يا هداك الله وأنت تذبح الخيل وتُبقي العربات ، وتُميت الأرض وتُحيي الآفات ؟
هل حرائر النساء من ” سودري ” و ” حمرة الوز ” و ” حمرة الشيخ ” ما زلن يتسولنّ في شوارع الخرطوم ؟
هل ما زال أهل الجنوب ينزحون الى الشمال وأهل الشمال يهربون الى أي بلد يقبلهم ؟
هل أسعار الدولار ما تزال في صعود وأقدار الناس في هبوط ؟ أما زالوا يحلمون أن يُقيموا على جثّة السودان المسكين خلافة إسلامية سودانية يبايعها أهل مصر وبلاد الشام والمغرب واليمن والعراق وبلاد جزيرة العرب ؟
من أين جاء هؤلاء الناس ؟ بل – مَن هؤلاء الناس ؟

تعليق واحد

  1. رحمة الله عليك ايها العبقرى كلمات قلتها فى حق هؤلاء الشذاذ قبل اكثر من عقدين من الزمان وما زلنا نعيش احداث فيلم يسمى الجحيم وهم كما هم بل واضل سبيلا تبا لهم من اوغاد

  2. بالله شوفوا الحكمة وبعد النظر … كأن المقال مكتوب البارحة .. رحمة الله عليك أديبنا العظيم الطيب صالح

  3. الله أرحم إنسان يعيش في أقاصي ربوع السودان .. يأكل الكسرة بالماء والملح .. يحمد الله ويشكره على نعمته .. يتوضأ ليصلي .. ويسأل الله أن يديم عليه نعمته .. ويحفظ جميع الناس .. والله لو لا دعاء مثل هؤلاء البسطاء الطيبيين .. لسلط الله علينا دابة الأرض .. وابتلانا فما لم يبتلي به قوما من قبلنا .. فنحن السودانيين من أسوأ سلالات البشر في العالم .. ونعيش الآن ببركات ودعوات هؤلاء الصادقين الطاهرين ..

  4. هؤلاء الذين اقسموا باللة بان الثروة والسلطة لهم وحدهم والعاوز شئ منهم ياخدهم بقوة السلاح وهم علي استعداد لصرف اكثر من 80 % من مقدرات البلاد من اجل ان يناموا امنين في بيوتهم ذات العماد وبقية الامة تاكلها الحروب والجوع والمرض والجهل – ولكن الاستاذ المغفور لة باذن اللة تعالي سليل البيت الصالح الطيب الصالح عرفهم قبل كل الناس – الذي يستحل التراب والعرض والمال بحجة ان الغاية تبرر الوسيلة وابتداع فقه الضرورة وفقه السترة وتفصيل الفتاوي ظالم واللة العظيم ظالم وربك يمهل ولايهمل ولو ان اهل القري امنو واتقو لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض – والعكس صحيح

  5. في مقال (لاسحاق فضل الله)

    قال ان الطيب صالح قال (من أين جاء هؤلاء ؟؟!! )؟؟؟
    بعد ان راي التنمية والتطور العمراني الهائل عندما جاء للخرطوم؟؟؟؟

    معبرا عن دهشته واعجابه بما راي

    فقال الطيب صالح من اين جاء هولاء:mad: :mad: :mad:

  6. المظاهرات بدأت من مدرسة برى الإبتدائية حيث إصطف تلاميذ المدرسة وهم يرفعون لافتة مكتوب عليها ( لا للغلاء) وكان ذلك فى نهاية اليوم الدراسى وبصورة سلمية جداً فإنضم اليهم سكان الحى ومنذ اللحظات الأولى احاطت بنا قوات الأمن ببكاسى بيضاء وهددونا وإنتهروا الأطفال بوحشية وأفزعوهم وعندما توسعت المظاهرة و بدأوا فى اعتقال الشباب تقدمت النساء وبدأن يناقشن عناصر الأمن ظناً منهن إن فيهم من يفهم وقامت إحدى النساء برفع ساندويتش فطور أحد الأطفال والذى كان محشو ( بملاح ويكة) فقط وحتى الويكة ليس بها صلصة (ويكة بيضاء ) بدون اى شى (موية وويكة بس) ? ونحن مجتمع متماسك ولدينا لجنة من الأمهات تتفقد أوضاع الأطفال وتحاول حل مشكلاتهم ولكنها صارت تعجز مؤخراً فالغلاء أكبر من قدراتنا ? فإنفجرت غالب النساء بالبكاء وبدلا ان يحزنهم هذا الواقع فاجأونا بان هجموا علينا واعتقلوا أمهاتنا كبار السن وعاملوهن بعنف وعدم إحترام لايمت للدين ولا للاخلاق السودانية بصلة :mad: :mad: :mad: :mad: :mad:

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..