أخبار السودان

الحكم من تحت السقيفة: كرم الله عباس وأحلام التقشف المستحيلة

القضارف – حسن محمد علي

في ولاية القضارف المكناة بـ “سلة غذاء السودان” يعتبر غالب مسكن المواطنين فيها من القش والحطب والمواد المحلية، هذه البساطة لا تعبر بالضرورة عن فقر مادي أو حضاري في بلد الرخاء والكرم إنما هي عادة ألفها الناس، وإن تطورت سبل الحياة خاصة في العمران نجد أن الأغنياء وميسوري الحال أيضا ما زالوا يحتفظون بالقطية كرمز تراثي في منازلهم بل إن الكثيرين لا يرتاح بالهم إلا وهم داخلها. في فترة والي القضارف السابق كرم الله عباس الشيخ الذي عرف بتبني برنامج إصلاحي تقشفي يتفق الكثيرون أنه سبق حتى دعوات الحكومة المركزية التي ضمنتها الآن برامجها الاقتصادية فقد شهدت فترة حكمه عمليات إصلاح واسعة وتقشف بدأ بحكومة رشيقة متواضعة تبعها بتقليص يكاد يصل إلى النصف في مرتبات وزرائه ومعتمديه مقارنة بالولايات الأخرى، سعى كرم الله من تبسيط الحكم إلى توفير الصرف لصالح المواطن وتجاوز المألوف ليتخذ قرارا بتحويل مبنى أمانة الحكومة (القصر المترف) إلى مستشفى لأطفال القضارف حيث يرى أنهم الأولى كونهم يتكدسون في مشفى فقير وبائس، أكمل عباس فعليا عملية ترحيل مبنى أمانة حكومة الولاية إلى سقيفة (راكوبة من الحطب) بمنزله الحكومي فكان يدير منها جلسات مجلس وزرائه وأعماله اليومية، الوالي الإصلاحي كان يأمل من كل ذلك بث نموذج جديد في الحكم الذي أصبحت النظرة إليه محاطة بكثير من الاتهامات والاستفهامات، غادر كرم الله ومعه أحلامه وعادت الآن الحكومة بشراهة لممارسة الترف، فما من همس في الشارع إلا ويدور حول تجنيب الأموال وشراء المنازل والتطاول في البنيان، وارتفع سقف الصرف غير الخاضع للمراجعة في ولاية تشكو ملفاتها المرتبطة بحياة المواطن من خدمات وتنمية من تراجع كبير، فهل يعود الحكم في القضارف إلى سمة البساطة المميزة للمنطقة أم غادرت هذه الأفكار والنهج بقدوم حكام جدد شغفوا بالمظاهر والمال؟

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. كرم الله عباس الشيخ رجل عينه ملانه- جاء للسلطة من بيت لا ينقصه الجاه و لا الثروة – خبر الزراعة و هموم المزارعين عن قرب – جاء عن طريق الخطأ و لن يعود لأنه لايشبه هذاأقرانه و لا أعضاء حزبه.
    أسوء مافيه انه عضوء في حزب ماسوني لايعرف الحق و لا يخشى الله (فهم أباء فقه الضرورة – و ميزانية الضرورة و زواج الضرورة) لكنهم لا يأبهون ..انت في زمان غير زمانك و مكان غير مكانك .. أنت غريب ( فطوبى للغرباء)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..