وزارة في المغارة

كمال كرار
علي أنغام أودعكم أفارقكم والجنيات يا وزارة شدوا خيلهم للمغارة إنتهت جلسة مجلس وزراء جمهورية الهبروا ملوا ، بعد أن تناولوا آخر وجبة فارهة علي حساب المال العام ، ثم قادوا عرباتهم الفارهة أيضاً إلي قصورهم الفارهة وانتظروا التشكيل الوزاري الجديد الذي سيذاع غداً صباحاً .
وللذين لا يعرفون أسس تشكيل الوزارات ومعايير اختيار السدنة ، نحيلهم لقاموس ( اختيار الوزير ذو الطرف الكسير )
وفيه أن التشكيل الوزاري لا يتخطي كل من يعمل بمبدأ ( نفّع واستنفع ) بمعني أن ترتشي وتحول جزءاً من الرشوة لمرؤوسيك حتي ( لا يحفروا لك حفرة ) في مقبل الأيام .
والتشكيل لن يتخطي أصحاب مراكز النفوذ ، ومن لهم مليشيات يخاف منها البعض ، فإن خلعوا من الكرسي ذهبوا إلي الدهاليز والغابات وعملوا دشمان وحاجات .
والتشكيل لن يتزحزح عنه أقرباء المتنفذين وقريباتهم ، الذين يعرفون أن كرسي الوزارة دجاجة تبيض ذهباً لهم ولعشائرهم .
ولن يغيب عن التشكيل ذوي القلوب (الكبيرة) وأصحاب الجملة التقليدية ( كلو تمام يا فندم ) والذين إن سافروا للخارج جلبوا لكبار السدنة الهدايا والتحف ، وإن جاء عيد ( الضحية) جلبوا الخرفان لقصور السدنة تحسباً لليوم الأسود وهو يوم التعديل الوزاري .
ولن ينسي التشكيل الوزاري المؤلفة قلوبهم من أحزاب (الرجل الواحد) فهو رئيس الحزب ولجنته المركزية وجمعيته العمومية وصفته عند السدنة والتنابلة ( المتّورك) وهي اشتقاق صيغة ( المتفوعل) من التركي ، ووظيفته أن يبصم علي قرارات الحزب الحاكم .
كما لن يفوت التشكيل الوزاري مستر 50% وهو الذي يستلم عمولته كاش النص بالنص من أي منحة أو قرض يأتي للجمهورية من أي مصدر وشعاره ( يا فيها يا أطفيها ) .
أما من فاتهم التشكيل الوزاري ، فقد اتصل بهم المتنفذون علي أرقامهم السرية قائلين لهم إنها استراحة محارب فلا تقلقوا وإلي حين الوزارة القادمة فأنتم رؤساء مجالس إدارة الشركات الحكومية وأعضاء في مجالس متخصصة ، وأعضاء منتدبين في شركات استثمارية وربما سفراء في بلدان أجنبية أو ملحقين إعلاميين أو قناصل ، كما قالوا لهم تصرفوا في الميزانيات كما تشاؤون ( ووروني المراجع واقعدوا فراجة ) .
أما ميزانية جمهورية الهبروا ملوا فنصفها للدفاع وثلثها لمرتبات وامتيازات الوزراء والمحاسيب ، أما ال20% الباقية فنصفها يبتلعها الفساد والبقية يتوزع دمها بين الصحة والتعليم قروش وملاليم .. البنسلين يا تمرجي نادوا الحكيم .
الميدان
وصفك بليغ كمال وهي الحقيقه التي سنعيشها هذه المره .
حسبي الله ونعم الوكيل