أخبار السودان

الكهن ..أم الدلاقين

إسماعيل البشارى زين العابدين حسين

تكتب الكهن بضم الكاف وفتح الهاء وتسكين النون , والكهن جمع والمفرد كهنه وتطلق كلمة كهنه على المؤنث والمذكر والكهنه عباره عن قطعة قماش صغيره ليست بالضروره أن تكون هندسية الشكل ويتم إستخدامها من قبل العسكريين لنظافة السلاح قبل وبعد الإستخدام لإزالة الزيت ومايخلفه البارود على الأسلحه ويختلف حجم الكهنه بإختلاف وحجم السلاح .فقد يكون حجم الكهنه 2 بوصه مربعه وقد تكون مترا كاملا . وهنالك نوع ثانى من الكهن وهذه تستخدم لنظافة (البوت) الحذاء العسكرى !!وهى ضروريه فهندام العسكرى لابد أن يكون مكتملا وفى أى لحظه ..وقد يرى أحدهم بأن الكهنه التى يحملها متسخه لدرجة تجعله يتخلص منها بالرمى ولكن قد يكون هنالك من ضاعت كهنته أو صارت أشد سؤ” من تلك الملقاه على الأرض فيلتقطها وهى حتما ستؤدى الواجب المطلوب منها بصوره أفضل من التى كان يحملها وفى النهايه فمصيرها مصب القمامه أو فى الخلاء حيث يجرى الطابور,وقد يستعاض عن الكهنه بما هو أقل منها وهو (الخرقه) الباليه أو (الدلقان) بالدارجه !!

أما الشخص فاقد الحيويه والذى يميل للدعه والسكون ولايحبذ المشقه أو المجازفه ويحب النوم دائما فيتم تشبيههة (بالكهنه) فهى دائما ملقاه أو (مرميه )على الأرض حتى يلتقطها أحد أو تبقى على موضعها …تذكرت الكهنه والكهن وأنا أقارن فترة مجئ الإنقاذ فقد قام عرابها بتنفيذ خطة جهنمية بحيث لايستطيع أحد القول بأن الإنقلاب من تدبير الجبهه الإسلاميه القوميه وقد قاموا بعملية يسميها العسكر التمويه (Camouflage)أو تكسير الشكل حتى لا يظهر بشكله الطبيعى كى لايميزه العدو قاموا بتعيين بعض رموز الأحزاب فى تلك الوزاره ولم يشمل التعيين أشخاص محسوبون على الجبهه ورغم هذه الخدعه إلا أن العديد من الناس كانوا يجزمون بأن الإنقلاب إنقلاب جبهه,وأدى الوزراء الذين جئ بهم من بوتيك التجميل واجبهم وكانوا بالأحرى رجال مرحلة أنتهت ببدء مرحلة التمكين وذهبوا غير مأسوف عليهم فقد تواروا جميعا من كان منهم رقما فى مجال تخصصه ومن كان غير ذلك !!وحتى برلمان التعيين قاموا فيه بذات العمليه ,ولأن لكل قاعدة شواذ فقد نبغ بعض الوصوليين وتفوقوا على أهل الدار وهم من الدخلاء فمنهم من وصفه الشيخ الترابى (بالكومبارس) ولكنه صار مخرجا وأزيد عليه بل صار كاتبا للقصه والسيناريو والإنتاج والأخراج معا !!

وعندما إشتدت المعارضه وواجه النظام ضغوطا دوليه وإقليميه وحوصر لم تعد عملية التمويه أو (الكومفلاش) تجدى نفعا لذا نجده قد لجأ لتلميع نفسه ولأن به بعضا من العسكر قام القوم( بمعايرة) أفكارهم وصبها فى قالب واحد ,و النظام قد بانت معالمه وأسفر عن وجه قبيح سافر,كان لابد من القيام بعمل ما كى يداروا به سؤته لهذا نجدهم تخلوا عن عملية التمويه و لجأؤا لعملية التلميع بتلك القصاصات من القماش وهى بالطبع ليست مناديل لإزاحة غبار وعثاء عناء تلك الرحله الشاقه من التمكين فأخذوا يقطعون من جسد الأحزاب أطرافه الهشه لتجفيف العرق وتلميع وجه نظامهم !!ولكن قطع الشطرنج كالملك والرخ والطابيه كانت من الأهميه بمكان بحيث لايشملهم التغيير ولكن الجند من المؤلفة قلوبهم والغارمين لابواكى عليهم !!فهم عبارة عن كهن !!!

وجاءت مرحلة نيفاشا ومابعد نيفاشا وكانت الظروف تقتضى وجوها نيره وأكثر لمعانا وبريقا حتى تساعد على تسويق النظام داخليا وخارجيا وهنا كانت الفكره ذاتها !! ولكنها شملت مواقع توحى للناظر للأمر كأن هنالك تغييرا حقيقيا فمثلا ,وزارة العدل كانت من سحلول لسبدرات وغيرهم من الأسماء التى تصدرت وسائل الإعلام وملأت الدنيا ضجيجا بماضيها وحاضرها ولكن القوم فى محاولة ذكية أستطاعوا إقناع أنفسهم ثم أتباعهم بأنهم إصطادوا فيلا من حزب الأمه القومى وقد كان ماضى الرجل أنه لم يسبق له الفوز بدائره لحزب الأمه, فقط تم تعيينه تعيينا واليا من قبل حزب الأمه لولاية شمال كردفان وقبل تعيينه بواسطة نظام الإنقاذ لوزارة العدل سقط الرجل عندما قدم نفسه مرشحا لرئاسه نادى المريخ بمدينة الأبيض!! !!ومثله من المعتمدين وبعض الوزراء ولكن الأخطر من ذلك أن تكون وزارة الماليه التى تعاقب عليها منذ حمدى(صاحب مثلث برمودا) والزبير وصابر وغيرهم من عتاة أساطين النظام المسنودين بسند صحيح تتفتق عبقرية هؤلاء بإسناد تلك الوزارة لوالى من ولايات دارفور لم نسمع عنه إلا عندما قال عنه الوليد مادبو بأن الرجل (فلمنجاوى) وقال بأن الفلمنجاوى حسب العرف فى دارفور هو الشخص المناط به الإمساك (بلجام) حمار العمده حتى يركب !!!وكل وزير من هؤلاء نجد بأن هنالك سيلا من الإتهامات يلاحقه !! فوزير العدل ظل المحامى بارود صندل يقسم بأنه يمتلك الوثائق والأدله على تورطه فى فساد بل ويطالب برفع الحصانه عنه حتى يتمكن من مقاضاته وكنا نظن بأن ترفع الحصانه من الرجل حتى يبرئ ساحته ويمكنه ملاحقة بارود صندل ولكن عدم الإستجابه لمزاعم بارود تجعل الشكوك تراود الكل !!!

أما السيد وزير الماليه فأمره عجب !!! فقد جئ بالرجل فى أحلك أيام عمر النظام سوادا فى ظروف حتما ستجعل من حمدى أبلها لو عرضت عليه الوزاره وقبل بها !! فكيف بهذا يأت لوزارة وقد نضب معينها من البترول بإنفصال الجنوب !!وتجددت الحرب فى جنوب السودان الجديد وشرقه ؟؟وشح فى كل الموارد وتدهور سعر الصرف للجنيه وتدنيه وتدهوره أمام الدولار ؟؟ وقد بلغ المواطن مرحلة الكفر بالنظام حتى إن عرافة النظام وضارب رملة إسحق أحمد فضل الله ظل مصوبا سهامه على هذا الوزير وظنه عميلا مدسوسا على النظام للتخريب من الداخل وأراد قوم إسحق تمرير الأمر دون أن يكشفوا لإسحق أنهم جاؤا بالرجل لتنفيذ مهام يصعب على الأصيلين فى النظام القيام بها وفلسفتهم عبر السنين كانت تتأرجح فمرة تكون دورة الحكم وتولى الوزارات والإستوزار للقدامى وليس القادمين وأخرى للقادمين قبل القدامى والقادمين هؤلاء ليسوا من كوكب آخر أو دوله أخرى غير مايقال عن وزير داخليتهم الذى يقال عن تبعيته لتلك الدوله الجاره وقد يكون عملا بمبدأ عدم الإعتراف بالحدود الجغرافيه فالتنظيم لايعترف بتلك الحدود ويسعى للتمدد عبر كل البلدان الإسلاميه وغير الإسلاميه !!!

عموما كل أو بقية الذين جيئ بهم سودانيون ولكن واجبهم فى الوزاره ليس لعب دور الوزير فالوزاره ستسير به أو بدونه ولكنه لتلميع وجه الوزاره فقط,ولم ينس القوم فى ظل الهجمه الإعلاميه الشرسه وفضائح الفساد التى تناولتها وسائل الإعلام من إيجاد كهنه لنظافة هذا الجانب من وجه النظام فبحثوا وأخيرا وجدوا بن جلدتهم وزير الأوقاف والشئون الدينيه وقدموه للمحاكمه حتى يكون الجانب المتعلق بالفساد والملاحقات القضائيه نظيفا جدا !!! وكثر الحديث عبر وسائل الإعلام هذه الأيام عن تلك الحكومه التى سيتم تشكيلها وتشمل كفاءات ووجوه من كافة ألوان الطيف السياسى وسبق للحزبين الكبيرين أن شاركا بصوره أكبر حجما بقبول إبنى الميرغنى والمهدى للمستشاريه بالقصر الجمهورى ولكن ترى هل فى هذه الحكومه المرتقبه سنشهد مزيدا من معدات التلميع أم أن الأمر سيختصر على شباب الجبهه من القدامى الذين طال بهم الإنتظار فى محطة الإستوزار ؟؟أم سيكون هنالك نوع من التحلل النسبى بإستخدام كل أحزاب (الفكه) مع الإبقاء على القبضه الحديديه حولهم عبر مديروا ووكلاء الوزارات أم أن هنالك طبخه سريه تمت طباختها بإستخدام الحزبين الكبيرين أيضا ؟ أم أن النظام قد بلغ مرحلة من التحور والتطور والتكيف مع الأجواء وإتخذ لنفسه هيئة مخلوق من الثدييات كالتى تلد وتقوم بنظافة مولودها (بفهما)؟؟؟كثرة التأويلات والتكهنات والتسريبات تدل على أن فى الفضاء العديد من بالونات الإختبار لقياس مستوى تقبل الرأى العام للوزارة والإحتمالات الراجحه هى

(1) أن تشمل الوزارة وجوه جديده من منتسبى المؤتمر الوطنى من الشباب الذين طال إنتظارهم حتى ظهرت سائحون وغيرها
(2)أن تكون شامله لكل (الفكه) مع بعض رموز الحزبين الكبيرين من (المترديه والنطيحه والموخوذه و ماأكل السبع) ومحاولة إدارة الوزارة عبر(الريموكنترول)عن بعد !!
(3) المزج بين التركيبتين !!!!

والشئ المهم والذى يسعى النظام للوصول إليه هو أن تتحمل هذه الوزارة الجديده تبعات الزياده فى أسعار المواد عامه ففرية رفع الدعم هذه تجاوزها الناس والحكومه تسعى لسد نقص ميزانيتها التى تعمل بنظام (رزق اليوم باليوم) فقد قال الوزير أن تحرير أبو كرشولا وبعض المناطق كلف صرفا إضافيا , وبناء عليه فالوزاره المرتقبه مناط بها التصدى لأى محاولة إحتجاج وقمعها وتحمل مسئوليتها أمام الرأى العام العالمى والمحلى حتى لايقال بأن النظام برموزه المعروفه هو نظام قمعى ودموى !!فهل ستكون الوزارة القادمه كهنة بمواصفات معينه وبحجم كبير حتى تتحمل نظافة ماتخلفه الصدامات من آثار حرائق ودمار ودماء أم تعجز الكهن عن نظافة كهذه ويستعاض عنها( بالدلاقين؟؟؟؟) وياخبر اليوم بقروش بكره ببلاش !!!!!

إسماعيل البشارى زين العابدين حسين
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..