قبيلة الرشايدة عراقة الماضي وروح الحاضر..أماكن وجودهم وكيف يتم اختيار زعيم القبيلة؟

نهى حسن رحمة الله

التنوع الاجتماعي والاثني على الرغم مما يصاحبه من بعض الإشكاليات في الماضي وحتى الحاضر إلا أنه يعتبر اليوم من المكاسب الحقيقية التي تعمل على الاثراء الثقافي والاجتماعي للأمم، كما يرفد الثقافة المحلية بموروث تباهى به باقي الشعوب والأمم التي أصبحت أهم مقومات حضارتها هي التنوع، وأوضح مثال في هذا الأمر الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال التي استفادت من التنوع أيما استفادة ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً، السودان شهد الكثير من الهجرات من أزمان سحيقة ترجع إلى ما قبل الإسلام من غرب إفريقيا والمغرب العربي وبلاد العرب عبر مصر والبحر الأحمر، وكل هذه الهجرات عملت على تنوع شعوب السودان اليوم، في هذه المساحة التي لاتسع للموضوع ولكن نأخذ الجوانب المهمة فيه، نلقي الضوء على قبيلة الرشايدة أو الزبيدية وما أحدثته الهجرات العربية للسودان نتطرق إليهم ونتعرّف على تاريخهم العريق الذي يمتد إلى ما قبل الإسلام وحتى مجيئهم لشرق السودان وثقافتهم وأهم شخصياتهم التاريخية وزعاماتهم الأولى..

من هم الرشايدة؟
الرشايدة من أعرق قبائل الجزيرة العربية وأيضاً يطلق عليهم الزبيدية نسبة لنسب زبيدة زوجة هارون الرشيد التي تنتسب لهذه القبيلة وهم يفتخرون بها، استوطنوا جزيرة العرب وباقي دول الخليج، واشتهروا بنفوذ أبنائهم كما يعتبرون أشداء كيف لا ومنهم عنترة بن شداد وزهير بن عبس والصحابي حذيفة بن النعمان، أشهر ما عرفت به حرب داحس والغبراء التي استمرت أربعين عاماً وجود القبيلة في كل البلاد العربية تقريباً في السعودية والسودان وباقي دول الخليج وإريتريا ومصر وإثيوبيا وفي المملكة بمنطقة حائل ونجد والمدينة المنورة والقصيم.

كيف جاء الرشايدة إلى السودان وفي أي عام؟

اختلفت الروايات والمصادر التاريخية في تحديد سبب هجرة فروع القبيلة فبعض الباحثين يحددوا الهجرة في القرن التاسع عشر، والبعض الآخر يرى أن الهجرة أبعد من ذلك بكثير ويقول: الأستاذ يوسف فضل حسن لعل أحدث الهجرات العربية إلى السودان هي هجرة الرشايدة ويقول الأستاذ مصطفى علي أحمد إن جزءاً من الرشايدة عبروا البحر الأحمر في سنابك قليلة ومعهم بعض الإبل نحو ثلاثين رأساً في كل سنبك، ولما ألقوا المراسي بالقرب من طوكر في مرفأ قرورة اطمأنوا إلى وجود المرعى عاد نفر منهم وأخبر باقي الفروع من القبيلة وكانت الهجرة، وبهذا نستطيع أن نفسر سبب الهجرة لظنهم بوجود مرعى أحسن مما في بلاد العرب الصحراوية، ولكن أقوى المقولات هي إن الدولة العثمانية تكالبت عليهم وبعض القبائل وبعض المقولات إن خلافاً نشأ بينهم وبين شريف مكة، وبعد نزولهم بالشرق ذهب زعيمهم مرشود بن مديحم بن سليم إلى خديوي مصر وطلب منه أن تستقر القبيلة بشرق السودان فأصدر الخديوي قراره بأحقية القبيلة بالاستقرار، لأنها عربية ومسلمة وتمتاز بالشهامة والكرم كما تمت تسوية الخلاف الذي أدى إلى إزهاق أرواح كثيرة من الطرفين ويقصد هنا صراعهم مع قبيلة الحباب.

أماكن وجودهم وكيف يتم اختيار زعيم القبيلة؟

يوجدوا في مناطق غرب كسلا، وقرية أبو طليح وأم تكنة جنوب الدامر، وعلى ضفاف نهر عطبرة وسنكات وحلايب وشمال الخرطوم بحري منطقة الخوجلاب، يتم اختيار زعيمهم وتتداول بين الزليمات والبراطيخ والبراسة ويتم الاختيار بعد اجتماع هذه الأفرع الثلاثة ومن أهم شخصياتها في السودان هو زعيمهم السابق الشيخ علي بن مبارك أول رشيدي نادى بالاستقلال الذي ورث الزعامة من والده عبد الله، وكان دمث الأخلاق جدد صلاته الطيبة مع أشراف مكة المكرمة، وأهله بالحجاز، ولكن الأيام لم تمهله كثيراً حيث انتقل إلى جوار ربه في ريعان شبابه وخلفه ابنه الشيخ بركي، ومن أشهر رجالها المعاصرين في السياسة مبارك سليم.

ما يميز زيّهم كما كتبه الكاتب الأمريكي وليام يونق

الكاتب والباحث في علم الباثلوجيا البشرية الأمريكي وليام يونق عاش بينهم في العام «1978ـ1980» قال: في كتابة (الرشايدة) إن رشايدة السودان يتميزون عن الرشايدة في أي بلد عربي في بعض الأشياء مثل اللبس وطريقة العمل وتوزيع المهام بين أفراد المجموعة حيث يقول عند القيام بالرحيل تصحى النساء قبل بزوغ الشمس ويقمن بتفكيك المعسكر خلال «24» ساعة فقط ويقمن بجر الخيام بمساعدة الأطفال، كما يكون دور الرجال رعاية الجمال ونوق اللبن وحمل بعض الأشياء الصغيرة كما تعمل كل عائلة على الحفاظ على الماء والكلأ والأرض، والنساء يطبخن على الحطب في قدور ضخمة وأهم الأكلات الأرز واللحم، والمشروبات اللبن والقهوة التي لها طقوس وأواني خاصة وتسمى وجبة الفطور (فش) ويتناولها الرجال بعيداً عن النساء والأطفال، وعادة ما تكون في تجمع زعيم الحي، ويهتمون بتزيين الخيمة بالمشغولات اليدوية والسجاد، أما يميزهم في اللبس فقد يضع رجال الرشايدة عمائم طويلة تختلف عن التي يلبسها رجال السودان خاصة في المناسبات، كما ترتدي المرأة المتزوجة قناعاً مميزاً لا يوجد له مثيل في أي مكان.

الإنتباهة

تعليق واحد

  1. هم ابناء عمومه لنا في النسب وهم مسلمون عرب مسالمين واشداء في نفس الوقت وهم اضافه حقيقه علي مكونات المجتمع السوداني

  2. اكثر مايميزهم الشجاعة فهم سلالة عنترة بن شداد ولهم قاعدة راسخة وهي ان من ينتزع منهم تجارتهم او حر مالهم فهو مس لكرامتهم ورجالتهم .

  3. اكرم وانعم بهم من قبيلة اضافة الكثير للوطن، واصبحت جزء اصيل من نسيج المجتمع السودانى الاصيل ،،

  4. ( الزبيدية نسبة لنسب زبيدة زوجة هارون الرشيد التي تنتسب لهذه القبيلة وهم يفتخرون بها)زبيدة بنت ابى جعفر المنصور الخليفة العباسى الهاشمى اما الرشايده فهم من بنى عبس

  5. السودان كان ولا يزال انسان وبلاد ترحب بكل من قدم وعاش بين اهله……لكن ذي مابيقول المثل التركي ولا لمتترك او العربي ولا لمستعرب…..امثال حسين خوجلي والطيب مصطفي ونافع وغيرهم الكثير وعلى راسهم الرئس السوداني بعنصريتهم البغيضة قد محو كل تلك القيم السودانية الاصيله من تسامح وتعايش……الخ الهم أرينا في بني كوز وعلي رأسها التربي وعلي عثمان ونافع والبشير وغازي وعبد الوهاب الأفندي والفكي وغيرهم عجايب قدرتك انك تعلم يالله ياعالم السر وإخفاء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..