شاهد قوي من حركة النهضة: لا نصلح للحكم في تونس

تونس ـ دعا نائب رئيس حركة النهضة الإسلامية الشيخ عبدالفتاح مورو الحركة إلى “ترك الحكم” في البلاد “لأنها لم تعد تنفع” كما طالب قياداتها التاريخية وصقورها بـ”الرحيل” وفسح المجال أمام الشباب في إشارة واضحة إلى رئيس الحركة راشد الغنوشي الذي يعتبر “الحاكم الفعلي في تونس”.

وقال مورو الذي يحسب على حمائم الحركة الإسلامية الحاكمة وجناحها المعتدل “نصيحتي للنهضة أن تخرج من الحكم وأن تهتم بإعادة ترتيب أوراقها من الداخل وعلى قياداتها التاريخية بايجابياتها وبسلبياتها أن ترحل وأن تفسح المجال للشباب لأننا لم نعد ننفع”.

وهذه أول مرة يدعو فيها أحد أبرز قيادات النهضة بل وأحد مؤسسيها الحركة إلى الرحيل عن الحكم في وقت يتمسك فيه صقورها بقيادة راشد الغنوشي بالسلطة على الرغم من ضغوطات المعارضة والشارع التي ما انفكت تتزايد خلال الأزمة التي تشهدها البلاد منذ أربعة أشهر.

وتأتي دعوة مورو في وقت تحمل فيه المعارضة حركة النهضة مسؤولية تعثر الحوار الوطني الذي انطلق منذ 4 أكتوبر/تشرين الأول من أجل اختيار رئيس حكومة جديد بسبب تمسك الحركة الإسلامية بفرض مرشحها أحمد المستيري.

كما تأتي دعوته في ظل تلويح المعارضة بالنزول للشارع لإسقاط الحكومة بعد أن سئمت مماطلات النهضة بشأن استقالة حكومة القيادي في النهضة علي لعريض وتشكيل حكومة كفاءات غير متحزبة قادرة على إنقاذ البلاد من الأزمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأمنية.

واعتبر مورو خلال لقاء جمعه بنخبة من المفكرين والسياسيين أن قيادات النهضة تمارس الحكم “دون أن يتعلموا السياسة” مشيرا إلى أن ذلك “خطأ” لأن السياسة فن وخبرة وكفاءة وعلى “النهضة أن تقتنع بأن مغادرتها الحكم أفضل لها من البقاء فيه” بعد أن تراجعت شعبيتها وفقدت الكثير من مصداقيتها لدى الرأي العام.

وأضاف أن دعوته الحركة للرحيل عن الحكم فيها أكثر من رسالة سواء منها لتجنب الأسوأ في ظل الصعوبات الاقتصادية والأمنية المتفاقمة التي ستجعل مهمة أية حكومة مستقبلية مهمة مستحيلة أو سواء كانت اعتراف بأن افتقار النهضة للتجربة السياسية وانعدام الكفاءة لحكم البلاد أو كانت أيضا مجرد تبادر للأدوار بين النهضة والمعارضة.

ولم يتردد مورو في التأكيد على أن انشغال النهضة بالسلطة كان خطأ وأن أي حكم بعد الثورة لا ينجح إلا إذا كان ديكتاتوريا ملاحظا أن التحولات العالمية اليوم لم تعد تقبل بالبديل الإيديولوجي.

وبدا نائب رئيس حركة النهضة وهو يرد على رئسها راشد الغنوشي الذي ما انفك يردد أن الحركة ليست مستعدة للتفاوض أو التنازل عن خلفيتها الإيديولوجية والعقائدية.

وكان مورو دعا الغنوشي إلى التنحي عن رئاسة النهضة والتفرغ للعمل الدعوي في المساجد بعيدا عن العمل السياسي غير أن دعوته جوبهت بالرفض من قبل صقور النهضة الذين همشوه واستبعدوه من مراكز القرار.

ويعترف الشيخ مورو بأنه “نائب غير نافذ لرئيس الحركة وبأنه غالبا ما يشعر بالإحراج لأنه يجد نفسه في الواجهة ولكن دون قدرة على التغيير”.

ويعتبر نفسه متضررا من فكر النهضة التي لم تتفاعل مع مقتضيات الواقع التونسي ولم تنفتح كما ينبغي على القوى الوطنية والديمقراطية ومكونات المجتمع المدني والنخب الفكرية بسبب تركيبة شخصية راشد الغنوشي.

ولاحظ مورو أن حركة النهضة تضم طاقات شبابية تحمل فكرا غير أنها تجد نفسها معزولة أمام سطوة صقور الحركة الذين يهيمنون على مراكز القرار مؤكدا أن المجموعة الحاكمة داخل النهضة هي نفس المجموعة الحاكمة منذ الخمسينات من القرن الماضي.

وطالب الشيخ عبد الفتاح مورو حركة النهضة بأن تطبع وجودها بالمجتمع التونسي وبأن تكون جزء من النسيج الاجتماعي وأن تقبل بالنخبة وبالجامعيين وبالمفكرين مشدد على أنها إدا رفضت دلك فإن الشعب سيرفضها كما رفض الجماعات السلفية.

ميدل ايست أونلاين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..