لِّمُتضرري أحداث الإثنين مَّظالم مُّعلّقة

لِّمُتضرري أحداث الإثنين مَّظالم مُّعلّقة
مؤيد شريف
[email protected]
* الحكومة تكذب وتراوغ وتتجمل ، هذا ما وقر في قلب كل مُّتضرر من أحداث الإثنين الأسود ، وصدقه النهج الحكومي في التعامل ومظالمهم الواضحة والمستحقة الإيفاء .
* مَن مِّنا لا يذكُّر وعوداً غليظة قطعتها الحكومة على نفسها ، وعلى لسان رأس النظام منها جاءت ، بُعيد تفجر أحداث الإثنين الأسود ، إذ تعهدت الحكومة وقتذاك بتعويض المتضررين ، وشُكلت لجنة قومية برئاسة وزير نافذ وعضوية وزراء آخرين وأجهزة عدلية وقضائية .
* وإنعقدت إجراءاتٌ كثيرة ومُعقدة ومتلاحقة خضع لها كل متضرر على حده ، أدى خلالها كل متضرر القَّسم وعَّين ? تحت القسم وأمام وكيل نيابة مختص ? حدود خسائره ، وجلب شاهداً يشهدُ أمام وكيل النيابة بحجم الخسائر المعينة من قبل المُتضرر .
* إستبشر المتضررون خيرا ما دام الأمر قد جرى على نحو يبعثُ بالأمل في إسترداد مدخرات لا يحتكم جلهم على غيرها ، بيد أن الحكومة لم تخذلهم طويلا ، ليبدأ مسلسل المراوغة بتقسيم المتضررين إلى فئات بحسب حجم المبلغ المالي المُبلغ عنه . ويستمر مسلسل المرواغة حتى الساعة واللحظة ، فكثيرون منهم لم يستلموا نصف المبلغ المُبلغ عنه !.
* وكعادة الحكومة ، نزعت تجاه العنف وفض تجمهرات المتضررين والمطالبين بحقوقهم بعد تجمعهم أمام مكاتب محلية الخرطوم ووزارة المالية ، ولم يُترك لهم بابا ليُطرق أو جهة قضائية حتى لتنصفهم بعد ان حاولوا مراراً وتكراراً رفع دعوى وفشلوا في ذلك .
* تسري أحاديث بين المتضررين ، مفادها أن الحكومة كانت قد تسلمت مجموع خسائر الأحداث والديات المُبلغ عنها كاملة من دولة عربية جارة ، قبل أن تعمد وزارة المالية في عهد الجاز لإيداع المبلغ والمضاربة به في شهادات شهامة المالية والتى كانت تعاني وقتها أزمتها المعروفة ، إنقاذا لصكوك شهامة الحكومية ، وإهمالا للـ”هُمل” من المسحوقين ! . والأقساط التى دفعتها الحكومة ? على قلتها ? للمتضررين ليست سوى ما تجود به شهادات شهامة من أرباح فصلية ! . والراجح أن وزارة المالية الان قد وضعت يدها على المبلغ الأصل تتصرف فيه على هواها لا يُحاسبها احد ولا يسالها سائل ، وهو الفساد عينه ..
* فضلا عن الفوضى التى ضربت عمل اللجنة الرئاسية في تقسيم الفئات المتدرجة ، كان سوء التقدير ملازماً لعملها حسب ما تابعت وتيقنت : فمبالغ بعض فئات المجموعة الثانية تخطت المجموعة الاولى بجنيهات معدودة أو بضع مئات منها ، علما بان المجموعة الاولى ? مبالغها أقل من 5000 جنيه ? دُّفع إستحقاقها كاملا ودون تجزئة . فلماذا لم تفطن اللجنة لمعالجة أوضاع اجزاء من الفئة الثانية بدلا من ضمهم لمتضررين تصل خسائرهم لمليارات الجنيهات !! ، وأعرفُ نموذجا لمتضرر تتخطى خسائره العشرة ألاف جنيه بقليل ، إستلم احد الاقساط بمبلغ 80 جنيها فقط ! علما بان اجرة الوصول إلى المحلية ? نافذة الصرف للمتضررين ? قد تصل للنصف من المبلغ ذاته !! ..
* يُنتظر من الجهات المُكلفة بامانة رد الحقوق ? إن وُجدت على نحو التفكير هذا ? يُنتظر منها إتخاذ قرارات بمراجعة عمل اللجنة كاملا والبت في المظالم بمراجعة تقسيمات الفئات المُتدرجة والتوجيه بالصرف الفوري ودون تلكؤ أو إبطاء للمتضررين . وعلى المتضررين أن يُنظموا صفوفهم ويحاولوا اللجؤ للقضاء مرات ومرات ، عسى أن تفلح إحداها ، ويطالبوا ليس بمبالغهم المستحقة الإيفاء من تلقاء الحكومة ، بل ليطالبوا بالتعويض المُجزي عن سنوات خمس أو تزيد من المراوغة والكذب الحكوميين .
بالله عليك كيف يخاف هؤلاء من أوكامبو, ولا يخافون ممن يرفعون أيديهم كل يوم لله رب العالمين!!!??? لدينا كل دقيقة فى بلادنا محكمة جنايات ليست دولية ..لأن الذين يعقدوها هم أبناء هذا الوطن الذين يّذلهم هذا النظام!!!
هل هذه التعويضات شملت متضرري الثلاثاء الأسود أيضاً أم لمتضرري الإثنين فقط ؟ وإذا كان الأمر كذلك كيف يكون وضع متضرري يوم الثلاثاء ومن يعوضهم علماً أن ضرر يوم الثلاثاء أكبر وأفدح لأن الضرر جاء منظماً ومخطط له وبدافع الإنتقام والتشفي ومدعوم من جهات نافذة بعينها . أم أن أولئك لا يستحقون تعويض من الدولة . وتقولون وحدة جاذبة !!!