زلزال لينا.. وارتداداته! 1

ولأن لينا يعقوب الصحافية المتميزة تحدث اختراقا جديدا كل يوم فستظل محل انشغال القراء والزملاء.. وبلغة الرياضة فلينا قد تفوقت على نفسها وهي تتخطى حاجز مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني.. وتقوده في حوار قارب الساعات الثلاث.. وقفت مطولا عند إفادة خبيرنا الصحفي الأستاذ محمد عبد السيد آخر مدير تحرير عربي لـ (سونا) حين كانت في مجدها وهو يقول لي.. هذا أول حوار مع مدير جهاز أمن في منصبه منذ أربعين عاما.. إذن مجرد الحوار الذي مثل حدثا.. شكل زلزالا صحفيا بكل المقاييس.. ووضعه على رأس الأجندات طوال الأيام الماضية.. وبداهة إن كنا نتحدث عن زلزال فللزلازل ارتداداتها.. وحين تكتب صحافية في قامة سمية سيد رئيس تحرير (التغيير) عن أنه ما كان من سبيل للصبر حتى تكتمل الحلقات الخمس للحوار كما أعلنت صحيفة السوداني.. الحاضنة الرسمية لإبداعات وإنجازات لينا يعقوب.. فهذا واحد من ارتدادات الزلزال الكبيرة..!
غير أننا اليوم بصدد واحد من الارتدادات المزعجة لزلزال لينا.. وقد جاء الارتداد هذه المرة من داخل السوداني نفسها.. بل من قمتها.. ونعني ما تناوله الصديق الأستاذ ضياء الدين بلال في زاويته المقروءة أمس الأول بأخيرة السوداني.. وضياء هو الآخر واحد من نجومنا الجدد.. الذي يقود صحيفته بخطى واثقة نحو مركز الصحيفة الأكثر تأثيرا.. مع وافر الاحترام للجميع.. غير أن هذا لم يحل بيننا وبين أن نختلف مع ضياء في ما ذهب إليه.. بالنسبة لي كان واحدا من الارتدادات المهمة لزلزال لينا ما كتبه ضياء في زاويته أول من أمس إذ قال (المُحرِّرَة (لينا يعقوب)، تستميتُ في طرح الأسئلة على الفريق أول محمد عطا، مدير جهاز الأمن والمخابرات، عن تجاوزات الجهاز وتعسفه في مصادرة وإغلاق الصحف. سؤال من ورائه سؤال، والفريق بهُدوئه المعروف، يردّ ويبرِّر. وحينما أراد أن يُلجم لسان المُحرَّرة ويُجلسها على مقعد الإدانة، قال لها: ألم يسعَ اتحاد الصحافيين لإيقاف المسلسل الإذاعي (بيت الجالوص)، لأنه تناول بعض نماذج الصحافيين بالنقد؟ وأورد اتهاماتٍ في حقهم مُتعلِّقة بالشرف المهني والأمانة. رُبّما لم تجد لينا ما تردّ به على الفريق محمد عطا، لأن المنطق القويم والذوق السليم، يفرضان عليها الصمت!).
هذه فقرة من زاوية ضياء.. ولعمري قد ذهلت مرتين.. مرة لتجاوز ضياء لموقف الجهاز التبريري.. والثانية لتهاون ضياء في توجيه محررته الوجهة الصحيحة.. بل وقبول أن تلوذ بالصمت.. ولعمري هذا مسلك ما أحسب لينا نفسها تقبله.. ناهيك عن أن يجد مباركة رئيس تحريرها.. ثم إن الاعتراض على ما كتبه ضياء ينتصب شكلا وموضوعا.. فشكلا ما كان للمحررة أن تستحي أو تلجم لسبب بسيط.. وهو أنها ليست عضوا في المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين ولا في مجلسه الأربعيني.. بل هي لم تكن من الأقلام التي أيدت موقف الاتحاد ذاك.. أما موضوعا فثمة أسئلة كثيرة تنسال وتتولد من إجابة معالي السيد رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني.. ليس في أي منها ما يبرر منطق الجهاز.. منها أن سعي اتحاد الصحفيين لإيقاف المسلسل كان مرفوضا حتى من قاعدة عريضة من الصحفيين.. فلم يتخذه الجهاز نموذجا..؟ ثم.. ألم يستثمر اتحاد الصحفيين جوا سائدا أصلا.. تستطيع فيه بعض الجهات تنفيذ أشياء عدة خارج القانون أو استثناءً..؟ ثم.. ألم يكن من الأفضل أن يُنصح اتحاد الصحفيين باللجوء إلى القضاء..؟ لسيادة مثل هذه الروح التي يسعى لها الجهاز..؟ وأخيرا يمكن القول إن هناك فرقا.. كما تقول الأستاذة مني أبوزيد.. فما فعله الاتحاد كان يمكن للإذاعة أن ترفضه.. فيما إجراءات الجهاز نافذة شاء من شاء وأبى من أبى.. وما كان للاتحاد سلطان إذا رفض طلبه ذاك.. إلا الاستنجاد بالجهاز نفسه..!
إذن.. نعم.. ما كان لضياء أن يصمت على تبرير السيد مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني.. وأن يبارك صمت محررته التي قد نجد لها العذر.. سيما وأن ضياء نفسه كتب من قبل منتقدا موقف الاتحاد.. والمفارقة أن الأستاذ ضياء يعود معززا موقفه السابق حين يقول (من المهم الانتباه لظاهرة خطيرة بدأت تتسلل عبر الحوائط القصيرة وعبر السلالم الخلفية، وربما اقتربت من إحداث تشويه كامل لصورة الصحفي في المجتمع.. في هذا الميدان المتسع، توجد نوعية من الصحافيين والكُتَّاب يتاجرون بشرف المهنة، يبيعون أقلامهم لمن يشتري!.. يمدحون بثمن ويشتمون بمقابل، يستخدمهم البعض كقتلة مأجورين أو كلاب صيد، ولهم فنون وتكتيكات في عمليات الابتزاز واغتيال الشخصيات.. لهم سماسرة بأصوات هامسة وملامس ناعمة، يُكملون الصفقات داخل العربات المُظلَّلة، وفي الغرف ذات الإضاءة الخافتة).. ضياء الذي يقترب من كتابة مسلسل جديد.. يرى في الأمر ظاهرة.. وتهدد مستقبل الصحافة.. فهل هذه كل أزمة الصحافة..؟ نحاول الإجابة غدا

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. و الله لضحلتكم جميعا اول مرا اسمع بلقاء مع رئيس جهاز الامن و اول مرة اسمع بصحفية اسمها لينا يعقوب …

  2. ( شكارتا دلاكتا ) —- مثل سوداني شعبي قد يصعب قهمه في البداية لكنه في النهاية واضح — فقط استعين بصديق — محمد عطا و الرهط الفاسد من زبانية الدولة البوليسية ذات القبضة الامنية و حامية الفساد و مفرخة المفسدين — دولة تنتمي للقرون الوسطى و عهد محاكم التفتيش — تردت و انهارت اركانها بافعال الاوغاد و الاوباش عديمي الاخلاق و رجال بلا قيم و لا دين — تلاعبوا بالدين و ازلهم الله و سود وجوههم و قلبهم و نالوا سخط و غضب الشعب و كال لهم و زاد من الدعاء عليهم فاصبحوا كالذي يتخبطه الشيطان من المس —
    فشلوا و تفرقوا و ذهبت ريحهم —

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..