السودان.. تغيير الأشخاص أم السياسات؟

محمد خروب
عاد السودان الى الاضواء «المركّزة» في الايام الاخيرة، رغم انها لم تغادره سواء في ما خص احواله «الجغرافيّة» بعد ان غدا دولتين، تتبادلان السفراء والاتهامات وتمويل جماعات المعارضة وخصوصاً منها التي تحمل السلاح، وتبحثان عن حلفاء جدد بهدف حصار الاخرى او التآمر عليها، كذلك بقي السودان تحت المجهر الاقليمي والدولي بـ «فضل» استمرار ازمة دارفور والاخرى التي تفتك بمنطقة كردفان والنيل الازرق، ما بالك بالاحتجاجات الجماهيرية (سميت انتفاضة سبتمبر) التي عمّت المدن السودانية، وخصوصاً الخرطوم وأم درمان، بعد قرار رفع الدعم عن المحروقات، قد اوصلت «نظام الانقاذ» الى مفترق طرق، كادت الاطاحة به ان تكون مؤكدة، فيما لو تطورت الامور واخذ «الفرز» منحى آخر، كان يمكن للعسكر ان تكون لهم الكلمة الفصل.
هل قلنا العسكر؟
نعم، فالجنرال البشير لم يغادر مربع الاتكاء على العسكر حتى في «التعديل» الوزاري والرئاسي الاخير وخصوصاً عندما ابقى على وزير الدفاع في موقعه (رغم انه ليس شاباً) كذلك في تعيين الجنرال بكري حسن صالح نائباً له في اشارة لا تخلو من دلالة، تماماً كما الدلالة التي انطوت عليها عملية «إبعاد» نائبي الرئيس ومساعده، رغم ما قيل عن تنحيه «طواعية» لصالح خيار التغيير، ولم تكن في واقع الحال وكما قرأها كثيرون في الداخل السوداني كما في الخارج، بأنها إستبعاد نهائي لشركاء المشير الرئيس او الرئيس المشير في انقلاب 30 حزيران 1989، الذي سمي لاحقاً ثورة «الانقاذ» وكان الشيخ حسن الترابي هو الممثل الابرز للاسلام السياسي المتخفي خلف الجنرال في الانقلاب، وتم التخلص منه في مثل هذه الايام قبل اربعة عشر عاماً (1999).
أهو «ديسمبر» آخر؟
من التسرع عقد مقارنة كهذه والخروج باستنتاجات شبيهة، نظراً لاختلاف الظروف فضلاً عن تبدل الحجوم والاوزان، إذ ان الجنرال كان في أفضل حالاته قوة وقدرة على البطش بمعارضيه، داخل الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) أم إزاء المعارضة، على مختلف تشكيلاتها وتوجهاتها، ما بالك في الحرب التي أججها تجاه الجنوب، بعد ان وضع قيد التنفيذ، نظرية الترابي في «أسلمة» الجنوب، وفرض قوانين الشريعة على ساكنيه الذي هم في غالبيتهم الساحقة غير مسلمين؟
مياه كثيرة تدفقت تحت جسور السودان وسدوده ونيليه الابيض والازرق (بالمناسبة كان لافتاً تأييد الجنرال البشير لاثيوبيا في قرارها بناء سد النهضة على منابع النيل، ذلك السد الذي لن يضار في قيامه سوى السودان ومصر، لكن الجنرال يريد الانتقام من القاهرة التي اطاحت حكم «إخوانه» وربما كشفت صفقة حلايب مع الرئيس المعزول محمد مرسي، على ما تحدثت وسائل الاعلام المصرية).
بالتالي… فالسودان في ديسمبر 1999 (إطاحة الترابي) ليس سودان العام 2013، والجنرال البشير كذلك، ليس هو ذلك الرجل القوي الذي «كانه» في ذلك الوقت، فضلاً عمّا آل اليه السودان من انهيارات افقية وعامودية، على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والانتاجية، وتراكم المديونية والغرق في الحروب الاهلية والاقتتال والعنف الذي يفرض استحقاقاته على البلاد والعباد.
ليس ثمة إذاً ما يدعو للاعتقاد ان الرئيس الذي وعد بانه لن يرشح نفسه لولاية جديدة عند نهاية فترته الحالية في العام 2015، في منأى عن دفع أكلاف قراراته الاخيرة التي لم تُقابل في الشارع السودان – الشعبي والحزبي – بالترحيب او القبول بل رشحت انباء عن ان «النائبين» اللذين «أُبعدا» عن قصر الرئاسة، قد «يتمردان» بهذا الشكل او ذاك، وخصوصا أن لدينا نموذجا طازجا يمثله غازي صلاح الدين، «المستشار» الابرز للجنرال في الحزب والدولة، والذي تم توبيخه والتنكيل به هو ومجموعته «الثلاثينية» الذين طالبوا بالإصلاح (مجرد مطالبة) فتم زجرهم وتخوينهم وطُلِبَ اليهم المثول امام المحكمة الحزبية، فاختاروا الانشقاق واشهروا حزبا جديدا أسموه «حركة الاصلاح الان».
ما جرى في السودان مؤخرا يؤشر الى حجم الاحتقان الذي يعيشه ذلك البلد العربي ليضاف الى الصورة البائسة التي هي عليها معظم الانظمة العربية، العاجزة والفاسدة والمستبدة، التي لا تجرؤ على القيام بأي اصلاحات حقيقية وجادة، لأنها غير مؤهلة (وغير راغبة) وتعرف ان إنجاز الاصلاح سيكون نهايتها، ولهذا تلجأ الى المناورة وشراء الوقت عبر تغيير الاشخاص وليس السياسات.
[email][email protected][/email]
الرأي
قراءة موفقة للواقع السوداني ، وازيدك من الشعر بيت بانه اذا حدث وتمرد كل من طه ونافع ومجموعاتهم كما فعل غازي ومجموعته فانها ستكون النهاية الحقيقية للاسلام السياسي وجدان الشعب السوداني الذي ينخدع بكل سهولة للشعارات الدينية وبهذا تتحقق الاية الكريمة التى نزلت في يهود بني النضير ( وقذف في قلوبهم الرعب )و ( يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين )لان افعالهم في المال والاقتصاد والسياسة هي كافعال اليهود والعياذ بالله
ان نظام الانقاذ الذي يحلو لقادته والسدنة تسميته بالانقاذ إ ن النظام بدأ ياكل بعضه البعض وسينتهي قريبا باذن الله لقد دقت ساعة الصفر وعلى الشعب ادراك ذلك والتوحدلمحاصرة النظام الذي يعاني من ازمة الربو المزمنة وتحاصرها المشكلات والازمات من كل مكان لقد حان موعد بزوغ فجر سودان العزة
قراءة واعية.
تحليل موفق جدا للواقع السوداني فيه قدر كبير من الحيادية.
هذا هو قدر السودان الوقعه بالقرب من الدول العربية الزبالة ناس الضباط الاحرار والاخوان المتاسلمين والقومجيين العرب والبعثيين مع انه دولة افريقية تمتزج فيها الدماء النوبية والافريقية والعربية لتكون الشخصية السودانية المتميزة عن العرب والافارقة فى ثقافتها ولا نقول نحن احسن منهم لانه شكار نفسه ابليس ولكن اذا قلدنا الهند وبريطانيا فى النظام الديمقراطى البرلمانى كان بقينا بشر بدل ما انحنا زبالة زى البلدان العربية اللى انت ذكرتها!!!!!!!!!!
الف مليون تفوووووا على اليوم الدخل فيه تنظيم الضباط الما احرار القذرين وتنظيم الاخوان المتاسلمين الواطى السافل وناسف اشد الاسف والندم لاننا ما انضمينا لدول الكومونولث بدل ما ننضم للجامعة العربية جامعة الشقاق والنفاق والتمزق والتخلف والجهل!!!
عندما ابقى على وزير الدفاع في موقعه (رغم انه ليس شاباً………… الوزارات المدنية كان افضل كلامك لكن وزارة الدفاع في سلم بتاع رتب ما تنحشر في اي شيء
يزعجنا كثيرا من يحسبون انفسهم من الكتاب قصيرى الفامة من طمس الحقائق والابحار فى مواضيع ليس لهم ادنى فكرة مثلا اسلمة الجنوب وفرض قوانين السريعة على ساكنيه ناسياان حرب الجنوب من قبل الاستقلال .
وحديثك عن تأيد الجنرال البشر لاثيوبياوصفقة حلايب فان كلامنا بان حلايب سودانية انطال الزمن او قصر وانت تزور الحقائق وان تايد السودان وليس البشير لمصلحة السودان وليس انتقاما لاحد علما بان السودان كان دائما مع الاخوة المصريين من قبل وبعد الاستقلال والسد العالى شاهد على ذالك ولم يرى السودانيون من اخوتهم الا الغدر والخيانة حتى اكتملت الخيانة بفصل الجنوب ولعلمى المتواضع بان دولة الجنوب رقم جديد فى معادلة مياه النيل والحكومات المصرية ستقف حتما كثيراعلى اخطائها التاريخة فى المستقبل القريب عندما باتى دولة الجنوب بسدود اخرى مثل سد النهضة
اما الحديث عن عدم قبول الشارع السودانى عن التغيرات اوكد لك ماجاء به الجنرال حد الدهشة حتى فى وسط المعارضين والسودانيون راضون عن ذلك وماجاء فى مقالك من امنياتك السيئة لشعب السودان.
وعن حديثك عن الانظمة العربية لم تذكر ولو على سبيل المثال دولة واحدة كما تحدثت عن السودان بملء ارادتك وذلك ان دل على شىء فانما يدل على جبنك وحقدك على الشعب السودانى .
مصر اولاد بمبا المصريين اعداء الشعب السوداني الحقيقين دعمو حركات التمرد على مدى عشرات السنيين ولم يلتزمو باي اتفاقيات وقعت بين السودان والزبالة مصر خاصة الاتفاقيات الخاصة بالسد العالي ، بالاضافةان المصريين النصابين سرقو الاثار السودانية في منطقة الصواردة ومروي ووادي حلفا شمال السودان،ودعمو انفصال الجنوب رغم ان انفصال الجنوب ضد المصالح المصرية ، ودايما مصر وراء كل كارثة تصيب السودان ووراء كل الحروب الاهلية الفي السودان لعن الله على مصر فقال عنهم عمر بن العاص رجالهم طرب ونسائهم لعوب يجمعهم الطبل وتفرقهم العصى ..