هل أدار البشير ظهره للقاهرة؟

محمد صالح رجب

تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير الأخيرة فيما يختص بسد النهضة والتي أعلن فيها صراحة أن بلاده موافقة علي إنشاء سد النهضة الاثيوبي الذي يجري بناؤه الآن، وأن هذا الموقف ينبع من قناعة الخرطوم بفائدة السد الاقتصادية لدول الإقليم. هذه التصريحات الأحادية الجانب المفتقرة إلي أي تنسيق مع الجانب المصري تطرح سؤالا هاما: هل أدار البشير ظهره للقاهرة؟

إن المتابع للعلاقة المصرية السودانية يجد أن الموقف السوداني كان حذرا عقب ثورة 25 يناير بشأن الأحداث في مصر وربما لأن الصورة لم تكن قد اتضحت بعد فقد اعتبر ما حدث في مصر شأنا داخليا، إلا أن أسارير حكومة الخرطوم المحسوبة علي التيار الإسلامي قد انفرجت في أعقاب تولي دكتور مرسي سدة الحكم في مصر، لكن لم يدم ذلك طويلا حيث لم تستوعب الخرطوم صدمة سرعة رحيل مرسي والتي قد بنت أمالا كبيرة عليه لا سيما فيما يخص حلايب و شلاتين، وإقامة تكتل إسلامي يجمع بين ليبيا ومصر والسودان..
إن الصدمة التي خلفها رحيل نظام مرسي والسرعة التي رحل بها، جعلت العلاقة بين القاهرة والخرطوم باردة، لم تفلح زيارة نبيل فهمي إليها كأول محطة خارجية له في بث الدفء فيها وان جعلتها مترقبة غير متمادية في دعم علني لمظاهرات سودانية مناهضة للحكم في مصر، إلا أن مظاهرات السودان الأخيرة والتي خرجت اعتراضا علي زيادة أسعار الطاقة ثم تحولت بعد ذلك إلي رفض لنظام حكم البشير أخرجت البشير عن تحفظه حيث شعرت الحكومة السودانية أن تلك المظاهرات نالت رضا و دعما مصريا بشكل أو بآخر، وأن القاهرة ترغب في إزاحة الحكومة الإسلامية في الخرطوم لقطع الطريق عن احتمال حدوث أي تواصل مع إسلامي مصر المناهضين للدولة المصرية.

ومن هذا المنطلق تأتي خطوات البشير المتعجلة بسرعة التحالف مع أثيوبيا كظهير له في ظل التشكك في نوايا الحكم القائم الآن في مصر، وكرسالة إلي الحكومة المصرية مفادها أننا أيضا لدينا أوراقا هامة.

لكن البشير بموقفه هذا أسقط حسابات كثيرة من المعادلة، ومن بين ما أسقطه هو تغلغل العلاقة بين الشعبين المصري والسوداني، والجغرافيا والتاريخ، وقدرة مصر الكبيرة علي التأثير في الشأن السوداني الداخلي إذا ما قررت ذلك.
لذا من غير المتوقع أن يتمادي البشير في التوجه نحو أثيوبيا علي حساب المصالح المصرية، لأن مثل هذه الخطوات تعد انتحارا لنظامه.
لكن علي القاهرة أيضا أن تعيد حساباتها فيما يخص العلاقة مع السودان والتي ظللنا نردد أننا شعب واحد لنفاجئ بقيادته تدير ظهرها لمصر وتتحالف مع إثيوبيا وتردد أن السودان وإثيوبيا شعب واحد والسودان هو جزء من منطقة الحبشة الكبري.
لقد اعتبرت الأنظمة المصرية السابقة أن انحياز السودان إلي المصالح المصرية أمر مسلم به، ومن هذا المنطلق تعاملت مع السودان، البعض منها تعامل بتفريط والبعض الآخر تعامل بإفراط، وقد ثبت فشل هذه السياسات، حيث لم تحقق تكاملا فعليا توافرت كل مقوماته بين بلدين هما أشبه بدولة واحدة.

إن الحكومة المصرية الحالية مطالبة بأن تضع العلاقة المصرية السودانية علي قمة أولوياتها بالشكل الذي يتلاءم وأهمية السودان الإستراتجية لمصر، وبما يضمن سد الطريق علي احتمالية أن ينضم السودان إلي تحالفات يمكن أن تضر بمصالح مصر حاليا أو مستقبلا.

الاسبوع

تعليق واحد

  1. هذا هو المطلوب …ابدأ باقناع باقي المصريين الذين يرون شعبنا بانه شعب مسكين وطيب وممكن ينضحك
    عليه بكلمتين …

  2. مصر تحتل اراضي سودانية و تريد من السودان يتحالف معها!!!بعد ان نستعيد آخر شبر من اراضينا المغتصبة سنبني جدارا فاصلا في الحدود بيننا و بين مصر

  3. ( وقدرة مصر الكبيرة علي التأثير في الشأن السوداني الداخلي إذا ما قررت ذلك ). ما زالوا يعتقدون ان السودان بمثابة حديقة خليفة لهم , وكل هذا بسبب التنازلات التي تقدمها الحكومات المتعاقبة لهم من تهجير لسكان حلفا واحتلال لحلايب وشلاتين , علي الانظمة السودانية ان تنظر لعلاقاتها مع الدول من ناحية مصلحية فقط لاغير ( شبعنا كلام فارغ من البسوى والمابسوى )

  4. يقول الكاتب أن انحياز السودان إلي المصالح المصرية أمر مسلم به.
    من قال لهذا الاهطل ذلك ، لقد شبعنا حد التخمة من خساساتكم وتكالب جميع حكامكم على الاضرار بالسودان والضحك بعقول الناس والاستهبال من زمن مرفعينين ضبلان وهازل .

  5. بالله شوف ابن الرقاصة دا يقول شنو قال قدرة مصر الكبيرة على التأثير فى الشأن السودانى الداخلى اذا ما قررت ذلك طيب ياريتها تقرر وتتدخل عشان نوريك التدخل يبقى شكلو كيف

  6. مصر التي لها تأثير على الشأن الداخلي السوداني ولت لغير رجعة
    الان مصر السيسي وضرب الشعب وقتل الابرياء
    الان في مصر تحارب كتيبة المظليين داخل القاهرة وليتها حاربت عدو انها تشتبك مع بنات الازهر
    اي خزي واي عار هذا
    ان جيشكم الان هو اهون عند السودان من بيت العنكبوت
    يا حلبي ان كان لديكم اوراق فنحن لدينا ورقة تعديل اتفاقية مياه النيل وتوقيعها مع الدول الافريقية
    يا حلبي يا ناكر الجميل ليس في يدكم اي شئ بل ان الامر كله ليس لكم
    وحلايب ستعاد لنا بمرسي ام بالسيسي ام بالكديسي

  7. وقدرة مصر الكبيرة علي التأثير في الشأن السوداني الداخلي إذا ما قررت ذلك.

    من الان فصاعدا ورغم اختلافنا مع هذا النظام القبيح الذي ضيع البلاد لا مكان للمصريين في السودان وحلايب وشلاتين سنعيدها سلما ام حربا

    انتهى عهدالخنوع والتبعية والبشير الحمار اعتقد ان نظام مرسي دائما ومنع الصحفيين من الكتابة عن موضوع حلايب وشلاتين اعتقادا منه ان مرسي سيعيدها بدون ضوضاء ، وهذا انعكس سلبا بعد زوال مصر بتأكيد احقية المصريين في حلايب بالمؤامرات والزيارات واللقاءات المزيفة التي عرضوها من حلايب

    صحيح ان مصر قوية عسكريا وعدديا ، لكن الحرب خدعة وانظروا ماذا فعل صدام بايران رغم ان تعداد الايرانيين اكثر من مائة مليون والعراقيين لم يتعد عددهم الثلاثين مليونا

    المصريين اكبر مزورين للحقائق واكثر اعلاما يشترى ويبيع ويلفق كما قال الغربيون قبل شهرين

    تاكدوا يا ارباب الكابريهات والحشيش والرقاصة والخلاعة والدعارة ان زوال نظام البشير يعني اعلان الحرب عليكم لاسترداد اراضينا المحتلة وسوف ترون ما لم ترونه في حياتكم

    واذا كنتم حريصين على حقوقكم ومياه النيل اعيدوا حلايب وشلاتين وارقين وجبل عوينات ووادي حلفا وبعدها ينظر في امركم ، علما بان بحيرة السد تقع في اضعاف مساحة حلايب وشلاتين وكان من باب العقل عدم اتخاذ هذه الخطوة المتهورة باحتلال حلايب وشلاتين حفاظا على مياه النيل ، والا فابشروا بالعطش والضيق والانهيار الاقتصادي لا سيما وانكم شعب انفجاري يزيد شهريا بمعدل مليون مولود جديد

  8. نحن ضد الحقير البشير إلي أن تقوم قيامة حكومته قريباً بإذن الله وبإرادتنا نحن السودانيين وبلا تأثير منكم أو من غيركم .. فنحن منْ علّم العرب والأفارقة معني الثورة منذ النصف الأول لستينيات ومنيصف ثمانينات القرن الماضي وعبرهما أسقطنا أعتى وأكبر حكومتين ديكتاتوريتين في أفريقيا .. وعاليك أن تعلم أن موقف الحقير المُساند لأثيوبيا هو موقف معظم السودانيين الذين (أدارت) مصر الرسمية والشعبية ظهرها لهم منذ عهد عبدالناصر مروراً بعهد السادات ومبارم وأخيراً عهدا محمد مرسي وعبدالفتاح السيس (الحاكم الفعلي لمصر الآن) .. وعليك أيها الكاتب المصري أن تعلم أن السودان (الجديد) في العهد القادم الذي سيلي حكومة الأنجاس لن يُدير لكم ظهره ، بل سيواجه “مصرك” للخروج سالمة وآمنة من مدينتي حلايب وشلاتين وإن تمنّعت ورفضت فعلي الباغي تدور الدوائر .. مرحباً بـ(الشقيقة) الحقيقية أثيوبيا ووداعاً يا (ظلام الهمْ) علي “أبوابنا” ما تعتِبْ.

  9. ل هذأولاً دعني اقول لك شيئاً هو إنني والله العظيم معارض للإسلاميين في السودان وفي مصر وضد حكومة البشير لكن والله من اليوم انا سأكون واحداً منهم فنحن كنا وما زلنا نحترم مصر لكن اقسم لك بالله انني وحدي وبفضل الله استطيع ان أغير في الخارطة المصرية برمتها ومن كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة :
    سيدي العزيز كان المفترض مقالك هذا يتحدث عن إخوانكم في ريعان شبابهم قتلوا بسلاح حرس الحدود عندكم وأي حرس حدود ونحن فتحنا لكم ابواب السماوات والأرض في وطنكم الثاني السودان وماذا لو قمنا كرد فعل بقتل أبناءكم المصريين الذين اعطينهام مشاريع زراعية في منطقة النوبة السودانية ماذا لو قمنا بهجوم ليلي او أغشيناهم ضحاً وهم يلعبون وقتلنا منهم ما شاء الله أليس تلك الفتنة بعينها لماذا لم يحقق مقالك في مقتل هؤلاء الشباب أليس ذلك امن قومي مصري وإذا كانت الإجابة لا سترى ما سيؤدي إليه مثل التهاون بهذا الجانب .
    الإثيوبين وعدوا السودانيين بمدهم بالكهرباء مجاناً من سدهم والمصريين أغرقوا خيرة أهلنا الحلفاويين ولم يعطوهم ولا ميقاواط واحد من الكهرباء وعمرنا ما سمعنا في إنقطاع في الكهرباء بفضل السد العالي ( سد ارض النوبة ) وألا ترى ان الحدود النوبية تمتد حى جنوب القاهرة قليلاً والنوبة في الأصل سودانيين وأقرأ عن الأسرة الفرعونية الخامسة والعشرين.
    لم ننسى أخواننا الجنوبيين الذين تظاهروا في ميادينكم ضد حكومتهم في الخرطوم فقتلتوهم وهم سودانيين لم تراعوا حرمة البروتكولات بين البلدين والتكاملات السياسية.
    الآن من خلال مقالك نستنتج أن هذا السودان الكبير كأنه محافظة تابعة للحكومة المصرية يعني انت عايز السودانيين يعملوا اي حاجة في سبيل مصلحة مصر وحتى لو كانت مصلحة السودان نتغاضى عنها ونعمل من اجل مصلحة المصريين دون مراعاة لمصالحنا الإستراتيجية والله نحن بالجد كنا طيبين وغلابا لكن والله تعملنا منكم الخبث وصرنا اشطر منكم وهكذا هي مشئية الله مع عباده المخلصين فنحن لم نكن طيبين يوماً بمفهوم الطيبة اللي عندكم ( طيبة سذاجة ) نحن سودانيين زهاد في هذه البسيطة مع إيماننا بالله وبزواه الحياة حياة اللهو والغرور ) ستروا ميلاد السودان الجديد في القريب العاجل ـ والله بيعطي الجنة .

  10. هتف احد الحلفاويين في وسط القاهرة في ستينيات القرن الماضي مصر والسود ( هته واهدة ) ( حته واحدة ) فحمله المصريون على الاعناق وعندما انزلوه أدرك انهم سرقوا محفظته من جيبه فهتف مرّة اخرى مصر والسودان ( ستين هته ) فما بال قومٍ سرقوا حلايب وشالتين ؟!! كيف سيكون الوضع بالله عليكم ؟!! مصر والسودان مليون حته مثلاً ؟!!!!!.

  11. الشعب السودانى ليس تابع للحبشه ولامصر ولا البشير والمؤتمر الوثنى نحن قوم موجودين على هذه الارض منذ ان خلق الله النيل.

  12. لقد فهم بعض الأحباب رؤية الكاتب خطأ ، للإنصاف ان الكاتب حمل الحكومات المصرية المتعاقبة فشل المحافظة على علاقات طيبة مع السودان وطالبها ان تعطي للسودان الأهمية التي تستحقه ، اما انه قال قدرة مصر الكبيرة على التأثير في السودان فهذه حقيقة كما ان السودان قادر ان يؤثر في مصر بسبب الجوار،والارتباط بالنيل وتزواج الشعبين وتداخلهم ، اما نقطة انحياز السودان الدائم لمصالح مصر فهو ينتقد حكومة بلاده في ذلك لإعتبار ذلك امر مسلم به ولم يمس السودان بشئ ، بل على العكس دعا الحكومة المصرية العالية لتغير سياستها تجاه السودان ، امل ان يعيد البعض قراءة المقال جيدا وبنظرة اوسع فهو يدعوا الى علاقات متوازنة بين البلديين الشقيقين وتكاملهما على اسس قوية متينة بما يليق بشعبيهما ، لأنهما مؤهلين لذلك ويستحقان عيشة كريمة .( امل ان ينشر التعليق وشكرا لكم )

  13. ماقلته يا سودانى اصيل هو قمة الإبتذال وهو ما يعكس مصريتك حتى ولو إخترت الاسم ده. عرفتوا ليه إحنا بكرهكم وبنحتقركم لانكم بلا اخلاق.

  14. اتمني من الاخوة المعلقين ان يتركوا امر حكومتهم والبشير وان نفرق بين البشير والوطن عندما يكون العدو خارجي بالذات مصر لان عداوة مصر وكيدها لنا والاساءة قديم قدم التاريخ فدعونا نكون مثلهم يصبح حسني مبارك حبيب عندما يتدخل غير المصري في شانهم
    ونقول للبشير احسنت ولاول مرة يحسن فيما يختص بعلاقتنا بمصر نحن فعلا اقرب الي الحبشة من مصر جيناتنا واحدة وهذا هو الاهم وليس الزواج وعلي القارئ ان يتامل استعلائية هذا الكاتب وبالمكشوف ولا اقول اقرأ مابين السطور وهذا ديدنهم جميعا متعلم وغير متعلم حاكم ومحكوم

    واحذوا العدو…
    واحذوا العدو…. مادخلهم اذا نظاهرنا ضد البشير ام لا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..