تقايضوا يرحمكم الله ..!ا

هناك فرق

تقايضوا يرحمكم الله ..!

منى أبو زيد

مقايضة البناطيل والقمصان القديمة بأطقم الحلل والصواني والترامس .. إلخ..، تجارة رائجة بين ربات البيوت وباعتها المتجولين، شهدت ازدهاراً عظيماً، قبل أن تدخلها العملة من أبواب التقسيط المريح .. تلك الصفقات كانت وقوداً لشجارات زوجية «ياما» كانت تندلع في أرقى العائلات، حينما يفجع الزوج بفقد قميص عزيز أو جلابية حل مكانها «كنُش» أو إبريق شاي! .. أما اليوم، فمن يدري .. قد يكون ترقيع ميزانية الأسرة السودانية الفقيرة ? على طريقة صفقات «العدة ? جزءاً من الحل ..!
في اليونان التي تقف على شفير الإفلاس، ابتكرت بعض قطاعات الشعب طرقاً جديدة للبيع والشراء لم تكن معروفة قبل وقوع الأزمة المالية، وأصبحت هنالك أسواق مرتجلة في الشوارع يشتري منها أي شخص عاطل عن العمل، احتياجات البيت الأساسية، حتى وإن كان لا يحمل في جيبه فلساً واحداً، يكفي أن يصلح الكهربائي ثلاجة، أو أن يقوم السباك بتغيير ماسورة مكسورة، أو أن يعطي الخريج الجامعي العاطل بعض الدروس الخصوصية، مقابل احتياجات أسرته من الطعام والشراب ..!
وبعد أن حققت تجارة مقايضة السلع والخدمات نجاحاً لافتاً، أقر البرلمان اليوناني – بمؤازرة من وزارة العمل ? قانوناً يدعم الشبكات التي تقوم على مقايضة الخدمات والسلع، ويوفر لها التسهيلات اللازمة باعتبارها منظمات غير ربحية ..!
عوضاً عن التسول لإنقاذ العملة نقترح على الحكومة أن تعقد مؤتمراً جامعاً لربات المنازل المتخصصات، والباعة المتجولين المختصين، للتفاكر حول تفعيل التجربة وتعميمها، والاستفادة من علومهم في مجال المقايضة والمفاصلة، وخبراتهم في تقدير وتقييم السلع في الصفقات التي لا تشترط وجود العملة .. ثم أن تعمل، بعد نجاح التجربة، على إصدار قانون «تشجيع الاستثمار في السلع والخدمات البديلة» ..!
وحتى لا يتحسس كبرياء الشعب من الفكرة نؤكد له أن العالم كله موعود برواج سوق مقايضة السلع والخدمات، كلنها الآن ما تزال في مرحلة التجريب في بعض مناطق العالم، حيث يتبادل الناس سلعة مقابل أخرى بنفس القيمة، في عمليات تجارية ضخمة رغم خلوها من صداع الحسابات المالية المصرفية وأوجاع الدفع النقدي ..!
الآخرون يعتمدون – فقط – على الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، فيستخدمون مواقع الانترنت للعرض والطلب .. لكننا وبحكم خصوصية طابعنا الاجتماعي، نملك ساحات بديلة لعرض السلعة/ أو الخدمة مقابل الغذاء، من «لمَّات» أرباب البيوت المتقاعدين في ضل الضحى .. إلى تجمعات الشباب العاطلين بجوار ستات الشاي .. إلى «قعدات الجبَنة» ورمي الودع إياها ..!
أما بخصوص «طوابعنا» الأخرى فخذ عندك .. سياستنا الاقتصادية هي أن تودع شيكاً بلا رصيد – في خزانة «زيد» الذي يتحكَّم بك – بضمان مائدة طعام «عبيد» الذي تحكُمه أنت .. ومؤشراتنا الاقتصادية هي حاصل فرز العلاقة العكسية بين ارتفاع أعداد المجانين الذين يعتلون صواني الحركة، وانخفاض أعداد الأسر التي تملك ما تجتمع لأجله على صواني الطعام .. وهو ? كما ترى – سوق مثالية جداً لرواج تجارة السلعة مقابل السلعة ..!

الاحداث

تعليق واحد

  1. يا اخ احمدى …زمان كان الكنش غالى واللحمة والمفروكات زى الملوخية والبامية والويكة راقدات ورخاص…اما حسى العكس صحيح الكنش بقى رخيص لانو مالاقى البفركو ..ا

  2. نقترح على الحكومة أن تعقد مؤتمراً جامعاً لربات المنازل المتخصصات، والباعة المتجولين المختصين، للتفاكر , اها نظري مؤتمر ولجان ولجان منبثقة واجتماع اللجان المنبثقه وصرف حوافز اجتماع اللجان وووو تفكيرك ضحل وقاصر مثل جلباب انصار السنه وماغريبه عنك لانك خريجة صحيفة الراي العام زميله راشد عبد الرحيم, قالت ايه مؤتمر جامعآ ؟؟؟ انت وحزبك من ادخل الشعب هذا الخندق , سلام يامؤتمر وطني ,

  3. يامنى يا بنتى كلامك ده كله صاح , لكن نحنا فى البيت قاطعنا اللحمه والخضار وكل ما يمت للحله بصله , يعنى الحلل كلها قاعده فاضيه , كذلك الطقوم , وكل شىء , والبيت صار خال من فار المسيد , الحاجه الوحيده الفضلت لينا هى شوية ا لهديمات البسترن اجسامنا النحيله , انا خايف كلامك ده يصل ( الحاجه ) تقوم تعدمنا فيها نفاخ النار , والحلقه هنا تكون اكتملت , لا طعام ولا شراب ولا دواء ولا امن , واخيرا ….. بلا كساء…… معقوله دى ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..