للحفاظ على سفينة السودان

كلام الناس
نور الدين مدني

للحفاظ على سفينة السودان

*أصبح السؤال المصيري الذي يشغل بال السودانيين جميعاً وقطاعات كبيرة في العالم حولنا هو سؤال تقرير مصير الجنوب عند الاستفتاء وتزايد المخاوف في الداخل والخارج من مآلات الانفصال.
*هذا لا يعني اننا نريد أن نتراجع عن الموقف من الاستفتاء المقرر إجراؤه مطلع العام المقبل ولكنه الحرص على وحدة الوطن الذي أحسن وصفه السيد نائب رئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه في كلمته أمام الإحتفال بإعادة تأهيل سد مريدي أمس الأول عندما قال ان السودان ينبغي ان يظل البيت الكبير والحوش الكبير.
*إن البيت الكبير هو بيت العائلة الذي يجتمع فيه كل أبناء الأسرة الواحدة والحوش الكبير يجسد معاني الرحابة والإجتماع العائلي إضافة لما قاله من ضرورة الحرص على سفينة السودان وإلا نترك الفرصة لأحد لكي “يقدها” لان في ذلك غرقنا جميعاً.
*وفي مناسبة أخرى في ذات اليوم أمس الأول اكد السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت معبراً عن ذلك الأمل لإستمرار وحدة الوطن حتى وإن جاءت نتيجة الإستفتاء لصالح الإنفصال فالعمل سيستمر من أجل إسترداد الوحدة، مشيراً إلى العمل المشترك بين الحكومة الإتحادية وحكومة الجنوب من أجل تعزيز خيار الوحدة رغم ان القرار في يد اهل الجنوب.
*اننا نعلم ان القرار عند الاستفتاء للمواطن من الجنوب فهو الذي يقرر بكامل إرادته اختياره الوحدة أو الإنفصال ولكننا نخشيى من خلافات “الناس اللي فوق” لأنها تؤثر سلباً على أجواء الإستفتاء، خاصة وأنه في كل مرة نزور الجنوب ونسأل الله عزوجل ان تستمر زياراتنا له في إطار السودان الواحد الموحد، نلمس من المواطنين البسطاء أنهم مع وحدة الوطن ولكنهم فقط يخشون من مظاهر وسلوكيات الهيمنة والقهر السياسي والفكري والعرقي.
*اننا نعترف باخطاء الماضي وباستمراريتها من بعضنا ولكننا نرى ان ما تم خاصة بعد إتفاقية السلام على بطء تنفيذه يفتح المجال أمام صفحة جديدة يمكن ان تعزز أجواء السلام والتعايش الإجتماعي بلا تمييز ولا تفرقه رغم بعض التوجهات والأفكار الموجودة ولكن دائرة التعايش تتسع رقعتها مع كل يوم جديد.
*إلى ان يتم اللقاء المرتقب بين الشريكين وبين الأحزاب والفعاليات السياسية الأخرى بشأن الإستفتاء وكل القضايا العالقة فاننا نرى ضرورة إستعجال إتفاق الشريكين ليس فقط على ترتيبات مابعد الإستفتاء إنما على ضرورة، تجاوز أسباب الخلاف وردم هوة عدم الثقة عبر خطوات عملية تعزز روح إتفاقية السلام وتفتح في نفس الوقت نافذة الأمل للتمسك بالبيت الكبير والحوش الكبير والعمل سوياً ومع الآخرين لعدم السماح لاي أحد بأن (يقد) سفينة السودان.
*هذا يستوجب تكثيف الحراك الذي بدأ سياسياً وإعلامياً وثقافياً وفنياً والانتقال به إلى بقاع الجنوب المختلفة لدعم مسيرة السلام والوحدة والتنمية والعدالة عبر مختلف انماط الابداع الثقافي الفني والرياضي.

السوداني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..