التعديل الوزاري : ماذا وراء الأكمة ؟..الشهور القليلة القادمة ستكون حاسمة في تاريخ السودان

بابكر فيصل بابكر

نسبت صحيفة “آخر لحظة” لنائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي القول أنّ ( مغادرة الأستاذ علي عثمان محمد طه و الدكتور نافع علي نافع لموقعيهما داخل القصر الجمهوري ضمن التعديلات الوزارية الأخيرة بمثابة إعلان خروج الحركة الإسلامية من الساحة السياسية) وأنَّه يُعدُّ ( إبعاداً للحركة من منظومة العقل السياسي نسبة لتاريخ طه ونافع السياسي والتنظيمي ).

وبغض النظر عمِّا قصدهُ السنوسي بحديثه هذا إلا أنَّه لا يخلو من إشارة قد تعين في تفسير دلالات التعديل الوزاري الذي أطاح برؤوس كبيرة كثيرة ظلت تشكل حضوراً دائماً في حكومات الإنقاذ المتعاقبة منذ 1989.

في البدء لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ تفسير ما جرى متروكٌ لما ستسفر عنهُ الأيام والأسابيع القادمة و من ضمنه ما تم الإعلان عنه من تغيير سيشمل ولاة الولايات, و مجالس الإدارات في المؤسسات والشركات والبنوك الحكومية.

ليس ذلك فحسب بل الأهم من ذلك هو ما سيصدُر عن الحكومة من سياسات تبيِّن موقفها من القضايا الكبرى المتعلقة بأزمة الحكم وفي صلبها موضوعات الحل السياسي الشامل والدستور والإنتخابات والإنفتاح الخارجي وهل سيكون إستمراراً للسياسات السابقة أم أنَّ توجهات جديدة ستصحب عملية التعديل الوزاري.

وإذا كان الجزمُ بما ستسفر عنهُ التغييرات الأخيرة غير ممكن في الوقت الراهن فإنَّ من الممكن تقديم سيناريوهات لما ستؤول إليه الأوضاع على أساس تحليل المُعطيات المتوفرة حتى الآن و في مقدمتها أنَّ التغيير لم يتم بإتفاق كافة الأطراف والتيارات ومراكز القوى و بتلك الصورة المثالية التي يحاول أن يعكسها قادة المؤتمر الوطني بل جاء نتاجاً لرؤية الطرف الأقوى داخل دوائر السلطة.

شواهدُ ذلك الأمر كثيرة ومنها ما صرَّح به الدكتور نافع من أنَّ الأستاذ على عثمان كان آخر من علم بتفاصيل التعديل الوزاري, ومنها كذلك نوبات الهستيريا التي أصابت الكثيرين ممَّن لم يدر بخلدهم مغادرة الوزارة.

ومنها أيضاً حديث الأستاذ على عثمان في حواره التلفزيوني مع أحمد البلال الطيِّب, وهو الحديث الذي أريد له أن ينفي وقوع صراع أدى للتعديل الوزاري ولكنه أثار من التساؤلات أكثر مما قدَّم من أجوبة, حيث كان الأستاذ على مرتبكاً, فهو تارة يقول أنَّه ومن معه ممِّن غادروا مواقعهم الحكوميَّة قدَّموا كل ما لديهم و قد آن الأوان للتغيير, ولكنه تارة أخرى يترك الباب موارباً عند الحديث عن إمكانيَّة ترشحه للرئاسة مكتفياً بالقول أنَّ هذا الأمر لم يناقش في أجهزة الحزب, وهو الأمر الذي ينسف فكرة التغيير التي قال أنه كان رأس الرُّمح فيها, فالإجابة المختصرة لمن أراد التغيير وأكتفى بما قدَّم كان يجب أن تكون “لا” لن أترشَّح للرئاسة.

ومن بينها تحركات الدكتور نافع الواسعة بعد إقالته و التي شملت سفره لباكستان, و مخاطبته للطرق الصوفية في ولاية النيل الأبيض, و حديثه لعضوية الحزب من المحامين و الذي ذكر فيه كلامه العجيب والمُستفز عن “عزرائيل”, ومحاولاته المستميتة للحضور الدائم في وسائل الإعلام عبر التصريحات وكأنه لم يفق بعد من هول الصدمة, ولم يستوعب أنه لم يعُد يتبوأ أية منصب حكومي أو حزبي.

الطرف الأقوى الذي إستطاع فرض رؤيته داخل الحزب والحكومة لا شك يُدرك أنَّ البلاد تمرُّ بأزمات غير مسبوقة, فالإقتصاد يقف على حافة الإنهيار وهو كما صرَّح وزير المالية الجديد, بدر الدين محمود, لن يقوى على الإستمرار إلا “بمساعدات دولية”, و الحرب تهلك الزرع والنسل في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق, والإحتقان الإجتماعي يتفجر في شكل نزاعات قبلية غير مسبوقة, والحصار الدولي ما زال قائماً.

وبالتالي فهو يعلم جيِّدا أنَّ مُجرَّد تغيير الوجوه سيكون قفزة في الظلام و لن يُحدث إختراقاً جديَّاً في كل هذه الملفات التي لا تحتملُ الإنتظار, خصوصاً إذا كان من سيتولى الوزارة هم من الشباب قليل الخبرة من الصف الثالث أو الرابع من الحركة الإسلاميَّة فلماذا إذاً أقدم على هذه الخطوة الكبيرة والجريئة في هذا التوقيت ؟

هناك من يزعم أنَّ الخطوة قصد بها فقط إبعاد الرموز النافذة داخل الحزب والدولة حتى تنفرد الدائرة الأقوى بمقاليد السُّلطة وتؤمِّن مواقعها بالكامل وهذا زعمٌ تنفيه الوقائع إذ أنَّ الطرف الأقوى ظلَّ نفوذه يزداد يوماً بعد يوم منذ وقوع المفاصلة الشهيرة في 1999 حتى أنه تمكن منذ فترة طويلة من تهميش تلك الرموز وأطبق سيطرته التامة على القرار الحكومي مما جعل الرموز المُقالة مؤخراً تتصارع فيما بينها حتى تتقرَّب لتلك الدائرة لتضمن لها مستقبلاً في الحكم.

إذا إنتفى ذلك الزعم يتبقى إحتمال وحيد وهو أنَّ التغيير الوزاري لم يكن سوى مقدِّمة لتغيير أكبر قادم يهدف إلى إحداث إختراق كبير في ملفات التفاوض مع الحركات المسلحة والاحزاب السياسية وفوق هذا وذاك يفتح الباب على مصراعيه لإحداث نقلة في العلاقات الخارجية تؤدي لفك الحصار وإلغاء العقوبات, وليس هناك ما ينفي أن يكون هذا التغيير قد تمَّ بضوءٍ أخضرٍ من قوى إقليمية ودولية مؤثرة.

ما يُعزِّز هذه الفرضية هو ترفيع الدكتور إبراهيم غندور لموقع المسئول الحزبي الأول ومسئول ملف التفاوض مع الحركات المسلحة وهو رجل صاحب شخصية مرنة غير عدائية على النقيض من شخصية سلفه و كذلك الإبقاء على وزير الخارجية الأستاذ على كرتي في منصبه وهو أكثر وزراء الإنقاذ سعياً للتقارب مع الولايات المتحدة ودول الخليج العربي وفي مقدمتها السعودية.

بوادر التعاطي الأمريكي الإيجابي مع خطوة التعديل الوزاري ظهرت في تصريحات مندوب الرئيس أوباما السابق للسودان “برنستون ليمان” الذي قال إنَّ كافة القضايا التي تعوق تطبيع علاقات بلده مع السودان قابلة للحل بما فيها قضية المحكمة الجنائية إذا تبدى لأمريكا والمجتمع الدولي أنَّ السودان جادٌ في التوصل إلى حل سياسي شامل مع أطراف المعارضة بشقيها السياسي والعسكري.

السعودية و دول الخليج العربي هى أكثر الدول التي تستطيع توفير “المساعدات الخارجية” التي طالب بها وزير المالية, وقد قامت في الماضي القريب بدعم ومساندة التغيير الذي وقع في مصر وتم بموجبه إبعاد الرئيس محمد مرسي وثبتَّت أركان الإقتصاد المصري حتى الآن, وهى دول صاحبة مصلحة حقيقية في تقليم أظافر “الإخوان المسلمين” في المنطقة, وفي وجود حكومة حليفة غرب “البحر الأحمر” خصوصاً في ظل تشكل تحالفات جديدة في المنطقة بعد تطور العلاقات الغربية مع إيران.

قد أظهرت الدائرة الأقوى في الحكومة والحزب قدرة فائقة على المناورة وإستغلال التنافس بين الرموز المُقالة من أجل تقوية مركزها, و هى تعلمُ أنها لن تستطيع بلوغ هدفها النهائي دون إستصحاب قاعدتها الجماهيرية ممثلة في الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني ولكنها لن تستصحب الحركة برموزها القديمة التي عناها ابراهيم السنوسي, بل الجيل الجديد الذي تربى في ظل الحكم و السلطة وهو جيل يُدين بالولاء لمن يُحقق له مصالحهُ المادية و طموحاته السياسية وليس لمن يُمنيِّه بدخول الجنة وبالحور العين.

وهو كذلك جيلٌ لم يعُد يُفتتن بالأفكار الكبرى والرموز القائدة بعد أن عايشها وهى تقتتل و تتصارع حول السلطة حتى تفرقَّت أيدى سبأ فها هو “المؤتمر الشعبي”, وذاك “المؤتمر الوطني”, وتلك جماعة “سائحون”, وهؤلاء أهل “الإصلاح الآن”, وأولئك اصحاب “منبر السلام العادل”, وأيضاً “حزب العدالة”, “والعدل والمساواة”, و “الحركة الوطنية للتغيير”, فمنْ مِن بين هذه الجماعات يدَّعى تمثيل الحركة الإسلاميَّة ؟

تعلمُ الدائرة الأقوى أنَّها إذا تأخرت كثيراً في تحقيق الإختراقات الهامة في ملفات الحكم والحرب والعلاقات الخارجيَّة فإنَّ ذلك سيُعطي الأطراف المُبعدة حيزاً زمنياً لإلتقاط الأنفاس, وهو ما قد يُشكل عليها خطراً كبيراً بإعتبار أنَّ تلك الرموز ظلت موجودة في أروقة الحزب والحكم لأكثر من عشرين سنة, بل أنها قد تسعى إلى وصل حبال الود المفقود مع الأب الروحي وجماعتهُ وفي هذا الإطار يُمكننا إدراك مغزى تصريح إبراهيم السنوسي.

وهى تعلمُ كذلك أنَّ التأخير سيُعقد الوضع السياسي ويفاقم الأزمة الإقتصادية وهو الأمر الذي سيؤدي للمزيد من المعاناة في أوساط المواطنين, وربما يقود إلى هبَّة جماهيرية تحملها على مغادرة السُّلطة بصورة كاملة.

لذا فإنَّ الدائرة الأقوى في السلطة ستعملُ على إنجاز الإختراق المطلوب بأقصى درجات السُرعة حتى تؤمِّن مواقعها بسند شعبي وإنفتاح إقليمي ودولي وبحلفاء جدد أصحاب أوزان سياسية وعسكرية حقيقية وليس حلفاء “ديكور” من شاكلة أحزاب الدقير ومسار ونهار لا تتعدى عضويتها عدد الوزراء المشاركين في السلطة.

إذا صدق تحليلنا أعلاه فإنَّ الأسابيع والشهور القليلة القادمة ستكون حاسمة في تاريخ السودان وربما تحملُ من المفاجآت ما لا يتوقعهُ كثيرٌ من الناس.

والليالي من الزَّمان حُبالى مُثقلاتٍ يلدن كل عجيب.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. (الشقيق) بابكر هذا بالضبط ماهو حاصل وسيتتابع السيناريو حسب ما توقعت فاين احزابنا من هذا التخطيط المدروس وأليس هم(الانقاذيون) جديرون بالاستمرار مادام امثالك تتركهم احزابهم يدلقون افكارهم في الوسائط العامة وان وجدوها خارج مؤسساتهم لن يعيروها اقلّ اهتمام !!!!!!

  2. من يستطيع الاجابة على هذا السؤال ففي ظني قد يتمكن من فك طلاسم غموض التعديل الوزاري الاخير فالسؤال عن جهاز الامن هذه المؤسسة الغامضة وعن المتنفذين فيها من كبار الضباط من كل الرتب المختفين تماما وعن اعدادهم في داخل وخارج السودان وعن مدى نفوذهم واستقلاليتهم و ادوارهم ناهيك عن صغار الضباط الذين صاروا يمتلكون الشركات الخاصة في كل المجالات والمساكن الفخمة والسيارات الفارهة وعن مدى نزاهتهم او قذارتهم وعن ما اكتسبوه من امتيازات وخبرات طوال ربع قرن من الزمان فجيش السودان الفعلي الذي يقاتل في كل الجبهات هم قوات جهاز الامن فللسودان اليوم جيشان فلعل الذي اقال والذي اقيل في التعديل الوزاري الاخير ياخذون توجيهاتهم وتوصياتهم من دوائر النفوذ داخل هذا الجهاز فقد قالها البشير ان اخطر انواع الفساد الذي من الصعب ان يحارب هو ان يستشري الفساد في الاجهزة الامنية ، قيل ان رئيس من رؤساء مصر مل من توجيهات مدير مخابراته اذهب لهذا الحفل ولا تذهب لتلك الزيارة الغي هذا الرحلة وكان الاخير حريص على ان يجعل من هذا الرئيس دمية في يده والرئيس بدا يشعر بذلك فاصر في احدى المرات حضور حفل وتكسير توصيات مدير مخابراته فما كان من الاخير ان دبر للرئيس محاولة اغتيال فاشلة فهرول الرئيس لمدير مخابراته معتذرا وواعدا اياه بعدم تكرار ذلك مرة اخرى ،فلعل انكشاف طائرة البشير المتجهة لايران كان بتسريب مخابراتي سوداني رافض للتقارب مع ايران لان ذلك يضر بمصالح وعلاقات امبراطوريتهم [email protected]

  3. والله مافاهم حاجه!!!!
    إذا كنت تقصد الانبراش للمعارضة والامركان لاظن ان الرئيس الحالى عمر البشير من يفعل ذلك
    وله مواقف كثيرة لاتعد ولاتحصى فى مواقفه العسكرية المتصلبة و يمكن أن يتحقق ذلك بذهاب البشير لانه العقبة الكئوود فى حل كل هذه التقاطعات

  4. مقال جميل من خيث الأسلوب.

    أنا أختلف معك تماماً فيما ذهبت إليه من تحليل و أقول أن التغديل الذي جرى كان بموافقة و مباركة من جرى ازاحتهم عن السلطة لأن الحكومة لم يكن لها خيار أخر أما أن تلهي الناس بموضوع كبير مثل الذي جرى لمدة سنة تقريباً تكون فيها قد استجمعت قواها أو تواجه مصير السقوط الكامل.

    ليس هنالك ما يمنع كل الذين تمت اقالتهم بالعودة مرة أخرى بعد الانتخابات المفترض اجراءها بعد سنة تقريباً.

  5. جزاك الله خير يااستاذ بابكر التغيير لابد منه ويجب ان يشمل كل الوزراء والولاة عسى لن نخرج من هذه المحنة التى سببها لنا مجموعة من اللصوص والمرتزقة بإسم الدين والوطن

  6. صاحب هذه الصورة نافع هو المجرم القذر الذي إرتكب أكبر وأبشع جريمة من مسؤول حكومي في تاريخ السودان ؟؟؟ لقد أمر أمامه في أحد بيوت الأشباح بإغتصاب المرحوم المهندس سابقاً بوزارة الإسكان بالخرطوم بدر الدين إدريس والذي نتيجة لذلك فقد عقله وقتل زوجته وعدد من أفراد أسرته وإنتحر رحمهم الله جميعاً ؟؟؟ وإذا أردت معرفة تفاصيل هذه الجريمة البشعة كما رواها الدكتور الوطني المحترم فاروق محمد ابراهيم الأستاذ بكلية الزراعة بجامعة الخرطوم أفتح قوقل وأكتب :- الدكتور فاروق محمد ابراهيم ولك التحية والإحترام.

  7. المعنى في بطن الشاعر وسوف يرشح منها الينا خلال الايام القادمة بعد الافاقة من هول الصدمة ورجوع المياه الى قعر الكوب وبعد ان تخف رغوة الصابون ونرى الماء …هؤلاء الناس سوف يتحدثون ويكثرون الحديث هنا وهناك وسوف نلتقط الاشارة من العبارة والعبارة من الاشارة وصبرا آل ياسر

  8. سلامات استاذ بابكر .: تحليل محكم الدباجات رصين ورشيق الصياغات ومفصلى فى الربط بين ماكان وبين ما قد يكون اتكاءا على معطيات لا يمكن تجاهلها من أى محلل متابع. حديثك عن الدائرى الاقوى يحتاج الى وقفة .هذه الدائرة كانت اقوى قبل التعديل الذى ربما فاجأها لجهة اتساع رقعته والجرأة فى توقيته .: أما بعد التعديل ، فإن هذه الدائرة لم تعد الاقوى بعد أن فارقها الاساطين الذين خلقوا الواقع العسكرى والسياسى ذى الشوكة الذى ادام سيطرة الانقاذ على الحكم لربع قرن من الزمن . بل اقول إن من تبقى من هذه الدائرة لن يشكلوا محور قوة بأى شكل من الاشكال. بضعة افراد عسكريين وامنيين مقدراتهم العسكرية والسياسية والامنية هى محل طعن كبير ولا ينتظر ان يقدموا بديلا مقنعا للعناصر الذاهبة للمنتظرين والمراقبين والمحللين الاقليميين والدوليين الذين يراقبون ما يجرى فى بلادنا مثلما نفعل نحن لأن العتالم اصبح قرية صغيرة متشابكة المصالح اذا تضرر منها جزء تداعت له سائر الاعضاء بالسهر والحمى . تقديرى الشخصى يحدثنى بأن المجموعة المغادرة لن تاخذ ما حدث على ( اللبادة) ثم تذهب وتختفى .معظم المجموعة الحاكمة زاملونى فى الدراسة فى جامعة الخرطوم ليس على مستوى الدفعة فقط انما على مستوى الفصل – على سبيل المثل لا الحصر : البروفسور عبد الرحيم على ، البروفسور الزبير بشير ، الاسناذ احمد ابراهيم الطاهر ، السيد مهدى ابراهبم ، السيد قطبى المهدى وآخرين . و لا اظن انهم سيتركون الدار التى شيدوها بالمثابرات والمؤامرات لعسكريين متواضعى الكسب المعرفى مثل بكرى وعبد الرحيم و للمتدرعين الرهيفين من المدنيين من امثال مصطفى عثمان الذى هو لا فى عير السياسة ولا فى نفيرها . اننى آخذ تحذير الدكتور الافندى الخطير ماخذ الجد . وآخذ تحذيرات الشعبيين واشاراتهم عن الشجر المتحرك الذى يرونه هذه الايام. شكرا على التحليل الذى حفزنى على هذه البرطعة!

    على حمد إبراهيم

  9. الأستاذ فيصل…. لقد اجتهدت ولك أجر المجتهد !!!! ولكن الموضوع صعب للغاية بل أصعب من جمع دقيق شاعرنا المرهف جماع عليه الرحمة والرضوان … هذة عصابة مافيا تفوق آل كابوني في المكر والخبث وسفك الدماء فكيف تحلل للمافيا هداك الله ؟؟؟؟؟… لقد قلناها ألف مرة هذا النظام لا يلعب بولتيكا لكي تلعب ضده بالقواعد المعروفة لديك ولدينا ،،،، الأحسن هو عدم التفات لخطواته والتركيز على إقتلاعه بمايحمل من فروع وأوراق من غير ثمر ،، فليس فيه صالح ف المش سافك دماء أو حرامي مال عام متبلد وجرابه فاضي ولايملك سوي الفكر المشوش لحسن البنا وسيد قطب والمودودي مع شوية فتاوي فتة من لدن القرضاوي والظواهري وبعض من فقهاء السلطان المنتفعين بالداخل أمثال عبد الحي وسمسنق !!!!! بالمناسبة الشيخ عبد الحي اتكسرت كراعو السنة الماضية كسر عادي يمكن معالجته في مركز صحي جبره قام سافر بيهو المانيا وماعارفين لو كان عملية نخاع شوكي لا قدر المولي كان طار بيها القمر !!!!!!!!! لكن نقول شنو في المنقة الراشه ليهم مع الوهم ديل !!!!!

  10. اعتقد بان كل هذه الحركة هى الخوووف من مصر +السعودية ؟؟؟؟

    اعتقد بان المصريين للمرة الثانية يتسببون فى تعزيب الشعب السودانى بغبائهم ؟؟؟

    كانت المفاصلة الشهيرة بين الترابى والمجموعة التى غادرت الحكومة الان بسبب (تهديد حسنى مبارك بانة سياخذ الملف اى ملف محاولة اغتيال حسنى مبارك او اخراج الترابى من الحكم ؟؟؟؟؟

    كان اعتقاد المصريين فى ظل العداء بينهم وحكومة البشير وفى ظل جهل المصريين دائما وابدا لكل الامور السودانية ناهيك عن الساسية اغتقد المصرين ببلاهة بان مجرد ابعاد الترابى يكونو قد انتهو من حكومة الاخوان ؟؟؟؟؟ فكانت الامفاصة الشهيرة وتكوين المؤتمر الشعبى ..

    اما هذة المرة وفى ظل كراهية المصريين للاخوان والامور ولخبطة الكيمان والامور الدرماتيكية المتسارعة والتحالفات الجددية وغيرها وظهور وبعد ان اعلنت السعودية لاول مرها رسميا وسياسيا بانها ضد الاخوان اينما كانو ودعمهم للمصريين كمكافاة لهم وفى ظل ملاحة مرسى لفلول الاخوان ووو هذا الوضع اربك الحكومة جدا جدا وهى اى الحكومة بتاعتنا كانت ليس لديها اى نظام سياسى ابدا كل سياستها (مبنية على قرارات الاخرين ؟؟؟؟) لو تتزكرون عندما فاااز مرسى كلكم شاهتم كيف انتفخت الحكمومة ولك فئاتها واصبحت تصريحاتهم اكثر تطرفا وطمانينة واحباطا للاخرين بحكم وصول اخوان مصر اصحاب الفكرة انفسهم لسدة الحكم لاول مرة فهذا يجعل حكومتنا منفوخة باحساسها بانها ستبقى (مرجعية) لكل حكمومات الربيع العربى التى اتت بالاخوان فزاد الاطمئنان والاستحقار بالناس والمعارضة …

    لكن وفى نفس الوقت وبعد الاطاحة بالاخوان عن طريق الجيش والشارع المصرى والاعلام المصرى الحارق تبخركت كل احلام نافع واخوانة سدى وبدا الخوف والارتباك خاصة بعد ان تفاجاو بدعم السعودية لمرسى واعلانهم رسميا بان ضد تنظيم الاخوان اينما كان فهذا الوضع ايضا ارعبهم جدا خاصة بانهم وكما زكرنا ليس لديهم سياسة فقط يعتمدون على قرارات الاخرين (مثل الضباع) ياكلون الميتة ويعيشون على الاستغلال فقط وهم (يمشون امورهم المتازمة ماليا بعد ذهاب البترول على (شحده دول الخليخ خاصة قطر واستغلال الصداقات السعودية وغيرها) لكن تاكدو بان الامور بدات فى التغيير وانفرزت الكيمان تماما …

    فى اعتقادى التغيير الذى تم واحد من اتين :

    امامحاولة منهم لاستباق المصريين (بعد ان يفضو ليهم) الان المصريين مشغولين جدا جدا بتفية اخوان مصر .. وبالتاكيد لن يفووت عليهم بانهم هذة المرة المصريين سيكونون اكثر قسوة من المرات الفاتت وسيدعمون المعرضة بكل اطيافها طالما هم اخوان بل يستطيع المصريين تاليب الراى العام ضدهم ؟؟؟ لذا اعتقد بانم قاكو بتتغير كل الوجوة فى محاولة منهم لخداع المصريين او الراى العام ؟؟؟ وكما زكرنا بانهم يعيشون على سياسات الاخرين ..

    ثانيا: ربما اتى التهديد من السعودية مباشرة وهم يعلمون ذلك واخر شيىء يرغبة (اخوان السودان) هو ان يضعهم السعوديين فى رسينهم خاصة فى هذة الاوضاع المتاذمة ماليا .. ايضا ومن خلال مجرى الاحداث بان (فقاعة قطر ودعمها للاخوان والحركة الاسلامية) فى طريقة للانهيار فقط ان تقف مصر على رجليها او ان يعود اليسار الى تونس .. فستبدا مرحلة جديدة وهى مرحلة (كراهية الاخوان) وسيقووم الاعلام المصرى بهذا الدور بالتضامن مع المال السعودى وفى ظل هذة الظرووف (قرا الكيزان الصورة وقامو بتتغير كل الوجة المعروفة فى محاولة منهم ماذا يفعل الاخرون جراء هذا التغيير ؟؟؟

    وكما زكرنا بانهم ليس لديهم سياسة كما يتفاخرون دائما وانما يبنون قراراتهم وسياساتهم حسب سياسة الاخرين ..

    فقط كل الخوف ان يكون المصرين قد انخدعوو للمرة الثانية واعطو التعليمات لعمر بابعاد الرؤس الكبيرة مقابل الانتظار ؟؟؟؟؟ فى اعتقادهم بان عمر البشير متعاون فقط مع الاخوان وليس اخوانى كما يعتقد المصريين وكثير من العرب ربما كذب عمر البشير وانكر علاقتة بالاخوان ولكد لهم بابعادة لكل الرؤسالمعروفة عن الحركة الاسلامية فى السودان …

    ربما …

  11. تحليل جيد جدا .. من ملاحظاتي عليه أنه أغفل “ضعف الثقة المستدام” بين العسكريين والمدنيين في التركيبات السياسية..كثيرا ما ينخدع المدنيون بتفوقهم من حيث الفكر والتخطيط على العسكريين .. ولكنهم ينسون أن “البندقية” يمكن أن تحسم أي “مجادعة” فكرية في ثوان! “بالصح أو بالغلط!” .. الشيوعيون والبعثيون ساندوا نميري رحمه الله أول أمره بمظنة تفوقهم الفكري عليه “مستوى ع الخالق محجوب رحمه الله” وقدرتهم على تسييره أنّى شاءوا.. ونسوا قوة البندقية.. كرر الترابي – على دهائه وثعلبيته – نفس الخطأ ولم يستفد من الدرس ووجد مصيرا مشابها للشيوعيين في مايو.. وقبل هذين تسليم حزب الأمة السلطة لعبود ومجلسه بنفس التقدير الخاطئ بإمكانية استردادها منه متى شاءوا..

    رووا أن عددا من مستشاري هتلر كانوا يكررون على أسماعة مواقف البابا من الحرب التي شنها على دول أوروبية عديدة فلما سئم التكرار رد عليهم: كم دبابة يمتلك هذا البابا؟ قالوا له: لا شئ.. قال ما معناه: إذا طزّ ..! وقيل إن كارل بوبر أحد أعظم فلاسفة القرن الماضي كان يسير في أحد شوارع مدينة من مدن البلقان أثناء الحرب العالمية الثانية.. وفجأة ظهر أمامه “نفر” سكري مسلح وصاح فيه آمرا بالتوقف والعودة من حيث أتي.. قال للعسكري: أنا كارل بوبر المفكر العالمي المعروف .. رد عليه العسكري: أنا لا أعرف بوبر “ولا الجن الأحمر” لو تقدمت خطوة أخرى “حأملاك نار”.. وتراجع بوبر وقد عرف المعادلة الصحيحة!
    كنت أقول في نقاشات سابقة مع بعض الزملاء أن فرص التغيير “الحقيقية” في السودان تنحصر في تغيير مسلح تقوده الجبهة الثورية وهذا احتمال تعترضه عقبات ليست سهلة أهمها عدم كسب الجبهة الثورية لثقة أهل الوسط والشمال وعدم توفر رؤية واضحة لدي الأخيرين تجاه نوايا الحركة الشعبية وحلفائها نحوهم وليس بالضرورة دفاعا عن نظام يمقتونه حتى العظم.. الفرصة الثانية هي للتغيير الداخلي ولا بد في مثل أحوالنا في العالم “المتخلف” أن يكون بقيادة عسكريين .. كان الكثيرون يقولون لي “يعني زي ع الرحيم دا ممكن يكون رئيسنا؟ قلت لهم إذا كان يمتلك القوة فالإجابة هي “نعم” لأنه أصلا موضوع “الفهم” دا ما داخل معانا هنا.. ومن متين كان “الفهم” معيارا للسلطة في السودان وما شابهه؟… هو يمكنه تحريك سريتين أو ثلاثة من الجيش وينهي أي مجموعة “داخلية” مناوئة له.. أما التغيير المدني فكنت أرى أن أفقه مسدود في ظل وجود قيادة الطائفتين الكبيرتين في معسكر الحكومة “تقريبا”.. وهي القيادات والطوائف التي ظلت هي الوارثة دوما للتغيير المدني “أكتوبر وأبريل” بمنطق “الخيل تجقلب والشكر لي حماد”!!

    إن صحت الظنون – والله هو العليم – دورة التغيير الحالية لم تكتمل بعد.. هذه “جولة أولى” فقط كسبها العسكريون “الداخليون” وأي “فرفرة” من الطرف الآخر ستكون “البندقية” حاضرة وغالبة.. يحتاج الطرف المنتصر “مؤقتا” إلى مزيد من تأمين موقفه بإزاحة المبعدين من السلطة التنفيذية من مواقعهم السياسية .. يعني ما ممكن تشيلهم من الحكومة وتخليهم في قيادة الحزب الحاكم! هذه الخطوة التالية.. وربما احتاج الأمر إلى نوع من السيطرة على ثرواتهم “حجز/ مصادرة/ حظر سفر .. إلخ”.. وأعتقد أن الطرف المنتصر يفهم تبعات أن يكون غريمك ثريا فالبثروة يمكنك أن تشتري جنودا “جاهزين” من أفريقيا وحتى من أوروبا والأمثلة كثير ويمكنك “تصنيع” نوع من التأييد الجماهيري أيضا .. ثم الخطوة التي بعدها إزاحة مساندي الطرف المهزوم ( مستوى الصف الثاني) من أجهزة الدولة والحزب الحاكم.. لأنك لا يمكن أن تترك هذا المستوى من الحكم في أيدي أعدائك وهو المستوى الذي تتركز فيه آليات الحكم التنفيذي والسياسي المباشر والمواجه مباشرة لجمهور الشعب ” الولاة والمعتمدين ووكلاء الوزارات والمديرين” والطرف المهزوم “لم يقصر” فيما مضى في شحن هذا المستوى من الحكم بمؤيديه ومحاسيبه من كل جنس! عموما أتفق مع الأستاذ الكاتب أن عامل “الزمن” حاسم جدا في مثل هذه المعادلات .. إما أن يستكمل الطرف المنتصر دورته “المنطقية” أو أن يجد الطرف “المصقوع” الفرصة :لأخد النفس” وتجميع القوة في هجوم مضاد تحفزه حماية المصالح الكبيرة التي صنعوها أيام المجد..

    إذا لم تستمر دورة التغيير على هذا النحو فلربما صحت إلى حد كبير فرضية “دي لعبة وبس!” والله أعلم.. مع سلامي

  12. التحليل لـو اتجه الي كيفية أقلاع هـــذه الفئة الباغية لكان أحسن قبولا . لأ هذا العمر قد فقد المصداقية تماما واصبحت نظرة الشعب اليه مجرد شخص غير سوي عقليا . ولا ينفع معه سوي كنسه هو وعساكرة وجماعته الأولين والآحقين الي مزبلة التاريخ .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..