غداً.. سودانان لا مفر..!!

يبقى يوم غدٍ، رقمأً فاصلاً في التاريخ العربي الحديث، حيث سيكون السودان سوادنـَيْن، ونكون لأول، شهوداً على تجزئة دولة عربية، باسم تقرير المصير، مثلما كنا شهوداً على احتلال العراق، وبقائه موحّداً بشكل شكلي في إطار كونفيدرالية جزّأته، وطائفية فرَّقته على ارض الواقع، وكما كنا شهوداً على تقسيم غزة ورام الله، وعجَزَة عن أن نقرّب بين أبناء القضية الواحدة، والوطن الواحد، والمأساة الواحدة.
ولأن الانفصال المتوقع للجنوب السوداني، يسير بوتيرة متسارعة، لا يبقى إلا الإقرار بالأمر الواقع، في انتظار ما يخبئه القدر لهذه الأمة المغلوبة على أمرها، دون أن تستفيد ولو مرّة واحدة، من حوادث التاريخ، أو تحاول على الأقل أن تقرأ ما بين السطور، لتقي نفس شرّ محدثاتها، مكتفية بالقول: «إن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة….».
غداً، عندما يتأكد المشهد، وتكون هناك دولة جديدة في الجنوب السوداني، علم مختلف، نشيد وطني آخر، حدود مشتركة، كيان فعلي على الأرض، بغض النظر عن دوافع الانفصال كما نسميه، والاستقلال كما يسميه جنوبيو السودان، سنكتشف، ويكتشف معنا السودانيون، كم أخطأوا كثيراً، وكم أخطأنا نحن العرب معهم؟
كيف تمت الاستهانة بمجموعة بشرية، دعونا نعترف بأنها عانت كثيراً داخل الدولة الواحدة، ولم يلتفت إليها أحد، ودعونا نصحّح خطايانا التاريخية، لئلا تتكرّر في بلد عربي آخر.
دعونا ندرك، ماذا فعلت بنا الانقلابات التي جاءت باسم القومية تارة، وباسم الدين تارة، وباسم المصالح الضيقة حيناً آخر، ليدفع السودان ـ كنموذج ـ فاتورة صراع استمر نصف قرن تقريباً، وليتراجع أغنى بلد زراعي عربي ليكون في مؤخرة لا يُحسد عليها، وينجح الجنوبيون في تدويل قضيتهم، وينتزعون بالقوة، ما لم يحصلوا عليه طيلة عقود من السنين، فيما غاب العرب كلهم عن المسرح، دون أن يفهم أحد حكمة الثور الأسود حينما قال :»أُكلتُ يومَ أكل الثور الأبيض».
اكتفى كل بلد عربي بالإدانة والشجب والتنديد والاستنكار، ولم يذهب مسؤول عربي واحد إلى الجنوب، ولم تتدخل عاصمة عربية واحدة، أو الجامعة العربية لقيادة منظومة تنموية واستثمارات، كان بالإمكان تشجيع الجنوبيين على البقاء في الإطار السوداني، حتى تنصّل الناس من كل شيء، وظلت معاملة الدولة لبعض مواطنيها، نموذجاً لنفس الموديل التاريخي، قيادة بالعصا، حتى جاء العصيان.
غداً سودانان لا مفرّ، ولا ندري على من سيكون الدور المقبل؟
صحيفة اليوم
والله اني حزين على وطني ولا اريد ان اكون شاهد زور على تقطيعه
سأقاطع الاخبار نهائياً من اليوم ولمدة شهر
بس بلوا راسكم ياها الامبريالية الغربية اتحدت مع طغيان الحاكم في كل الدول العربية والاسلامية والافريقية لتصيبكم في مقتل