قصة مدرسة ثانوية وطالبة وسبع معلمات ؟!!1

حامد علي سليمان قليل

انفردت صحيفة الاهرام اليوم في عددها (1417) الجمعة الماضية 20-12-2013 ، بخبر في صفحتها الاولي مثير للدهشة والمفاجأة يستحق التوقف عنده لانه سابقة لامثيل لها تستحق المناقشة وطرح بعض التساؤلات حول تلك الواقعة .

يمكن ان نقتبس عنوان ما اوردته صحيفة الاهرام عن هذه الواقعة (تفاصيل جديدة في واقعة المدرسة الثانوية التي تدرس طالبة واحدة بكسلا …. انتهي) . تقع هذه المدرسة في محلية ريفي غرب كسلا التي يقطنها سكان(الرشايدة) فهي مدرسة لاتوجد بها سوي طالبة واحدة وسبع معلمات وهذا ما اكدته وزيرة التربية والتعليم بولاية كسلا سعاد علي حامد ووصفتة بأنه صحيح 100% كما اضافت بأن تلك المدرسة كانت بدايتها بعدد 12 طالبة ولكن هذا العدد تقلص تدريجياً بسبب العادات والتقاليد السائدة لدي الرشايدة بتزويج الفتيات مبكرا ولذلك لم يتبق من هذا العدد سوي طالبة واحدة يتم تدريسها من قبل سبع معلمات .
تأكيداً لما اوردته صحيفتكم العامرة (الاهرام اليوم) ان هذه الواقعة حقاً تقع بمحلية ريفي غرب كسلا وتحديداً قرية(بركات) وان الطالبة الوحيدة تلك هي ابنة معتمد المحلية ، بينما الجهة التي قامت بتشييد تلك المدرسة هي جمعية مبرة الرشايدة وليست منظمة مبروك كما ورد بالخبر . هذه الواقعة المؤسفة وغير المسبوقة تؤكد ماذهبنا اليه في نداءاتنا وكتاباتنا العديدة والمتكررة حول الاوضاع في تلك المحلية التي تعاني الكثير والكثير من تردي في التعليم والصحة وكافة الخدمات فهي اغني المحليات إرادات وافقرها في التنمية والخدمات ، ينعدم فيها ماء الشرب النقي والصحي وتعيش في ظلام دامس لعدم وجود الكهرباء بل يعتمد سكانها علي المولدات الكهربائية .

بررت وزيرة التربية والتعليم بالولاية حيثيات تلك الواقعة وارجعتها بل حصرتها في إطار ضيق وهو التزويج المبكر للفتيات وتعلم تماماً ان هذه العادة موجودة عند الرشايدة ولذلك استغلتها لكي تطمس الحقائق وتتستر علي فشل وزارتها ، ولها نقول عفواً.. سعادتك ماهكذا هي الشجاعة والمواجهة للمشكلات ؟! بل كان يجب ان تضعي مبرراً شجاعاً اكثر قبولاً واقناعاً. كيف يستقيم وجود طالبة واحدة وسبع معلمات ؟!! والله انه لامر عجيب ، ماذا يعملن هؤلاء المعلمات بتلك الطالبة ؟ هل يقومن يتدريسها وتعليمها حقاً ام ماذا ؟!! اين سياسات الوزارة والمحلية بل اين إدارة تلك المدرسة ؟ وهل لتلك المدرسة مدير ومشرف ام ماذا؟ ، هذه التساؤلات مجتمعة تحتاج الي أجابات جريئة ومقنعة من الجهات المختصة والمعنية علي مستوي الولاية والمحلية .
نحن نعلم ان للتعليم سياسات وبرامج وخطط ترسم خلال العام مصطحبة معها نتائج العام المنصرم من ايجابيات وسلبيات لتصحيح المسار التعليمي الصحيح والناجع وفوق هذا كله يأتي موضوع الرقابة والمتابعة اللصيقة لتكملة المناهج المقررة وتنفيذاً للسياسات المرسومة .

بالرجوع لموضوعنا الرئيس نجد ان هنالك خلل في سياسات الوزارة بالولاية وفقاً للمعايير التي يتم بها قبول الطلاب بالمدارس المختلفة وتوزيعهم علي محليات الولاية حسب الدرجات وعدد المدارس بمحليات الولاية المختلفة ، فهنالك محليات بها اعداد كبيرة من الطلاب المقبولين يتجاوز عدد المدارس بالمحلية بينما توجد محليات بها مدارس كاملة التجهيز ولكن يوجد بها عدد قليل من الطلاب المقبولين للعام الدراسي كحالة محلية ريفي غرب كسلا التي نحن بصددها ، فهنا تختل المعايير في التوزيع الصحيح.
ايضاً نقول لسعادة الوزيرة اين الرقابة والمتابعة والارشاد في محلية ريفي غرب كسلا؟ اذا كانت هذه المدرسة بدءت ب12 طالبة وتقلص هذا العدد لطالبة واحدة ، اين انتم من هذا التراجع والتدني؟ هذا يؤكد شي واحد وهو فشل ادارة تلك المدرسة وفشل سياسة المحلية وانعدام الرقابة والمتابعة من وزارة التربية والتعليم بالولاية ، لان هذه الواقعة هي مشكلة حقيقية بالمحلية تحتاج الي المزيد من المعالجات والحلول . ثم نقول لسعادة الوزيرة ماهي المعايير والشروط للمصادقة والتصديق ببناء وتشييد المدارس الثانوية ؟ هل 12 طالبة نصاب مقنع مستوفي الشروط لبناء مدرسة ؟ والطامة الكبري هل طالبة واحدة بمدرسة ثانوية أمر مقنع وصحيح لفتح مدرسة ثانوية؟ وهل وفرتوا لها الاجلاس والمنافسين وارقام الجلوس للامتحانات القادمة؟!!!.

ايضاَ توجد مدرسة ثانوية في نفس المحلية في قرية (نزلة العمدة) هذه المدرسة كاملة التجهيز بل كانت تكلفة تشييدها مليار جنية بالقديم وهذا علي لسان وزير الدولة مبروك مبارك سليم الذي قام ببناء تلك المدرسة ، ومع هذا التجهيز كله تعاني من قلة عدد الطلاب المنتسبين اليها ، فالوزير مبروك قال سلمنا هذه المدرسة للولاية هدية منا لتشرف عليها وتضعها ضمن خطة وزارة التربية والتعليم بالولاية ، هذا الكلام قاله في مؤتمر صحفي ، ولكن قال للاسف لم تهتم الوزارة بتلك المدرسة بينما نجد غيرها من المدارس مكتظة بالطلاب ؟!!! .

وهنا نناشد المدير التنفيذي الجديد للمحلية للنظر في تلك المشكلات والمعظلات لوضع الحلول الممكنة ، فهو رجل نستبشر به خيرا.
إن مجتمع الرشايدة يحتاج الي عمل كبير ومتكامل لموضوع التعليم خصوصاً تعليم المرأة وهنا نحتاج الي رجل معروف له بصماته في المجتمع كالشيخ بابكر بدري رائد تعليم المرأة في السودان الذي اهتم بتعاليم المرأة وحورب في ذلك في زمن خروج المرأة للتعليم مرفوضاً من قبل المجتمع والقبيلة والاهل.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أخ حامد الموضوع ببساطة موضوع عادات وتقاليد والحل اما اختراق مجتمع الرشايدة ببعض منظمات المجتمع المدني لتوعيتهم باهمية التعليم للرجال والنساء او فرض التعليم الاجباري ….

  2. هي اذا كانت الدولة فاشلة فماذا تتوقع يا اسناذ حامد من وزيرة التربية والتعليم بولاية كسلا ؟؟

  3. الجماعة ديل انسلاخ غازي هزاهم هزة شديدة المخوفم من الزول دا كدا للدرجة دي شنو بقو جاريين في كل الاتجاهات صراحة غازي رفع شعارات ومبادي يراها معسكر البشير باهظة التكاليف والخسائر ان فكر حزب البشير العمل بها وغازي يعرف ان تلك نقطة ضعفهم لذلك يبتزاهم ويعريهم بها وداير يسحب البساط من تحتهم وهم سبقوه بالتغيير الاخير دا وقطع الطريق عليه وذاك بتوطين الواقفين على سور الحزب والفي دكة الاحتياط ومن الناقمين الذين كان يراهن غازي عليهم بالانضمام اليه لذلك صرح غندور بعزمة باجراء تعديلات واسعة بامانات حزب المؤتمر الوطني دا كلوا عشان مجموعة غازي مايلقوا التكتح السنة الجاية لكن دي انا شايفا دقسة المعلم زاتا مش بقولوا دقسة المفتح جريمة اللعب بدا يسخن [email protected]

  4. يا جماعة ابن حلال يعقد على الطالبة دي عشان يقفلوا المدرسة و يوزعوا المدرسات على مدارس تانية اذا كانت المشكلة انه زميلاتها اتزوجن وبقت هي وحيدة

  5. اعتقد ان من الصعب تغير عادات و تقاليد تلك المناطق المغلقة ولكن وزارة التربية و الحكومة يمكنها اختراق تلك المجتمعات بتحويل هدة المدارس لمدارس داخلية و جلب طلبة و طالبات من جميع انحاء الشرق و انشاء ميز للمعلمين و اخر للمعلمات و ان تكون هدة المدارس مراكز اشاع تعليمي و ثقاقفي .وطبعا الطالبات الوافدات سيؤثروا اجابا علي المجتع ويقوموا بنشر التعوعية بين البنات المحليان ولكن مثل هدا التوجة قد يجد معارضة من مشايخ هدة القبائل حتي يستمروا في استعباد و استغﻻل النساء .ﻻن انتشار التعليم سيحارب عديد من اللممارسات التي انقرضت من زمن الجاهلية ..اغﻻق تلك المدارس خطاء كبير

  6. فى الخليج دفعت الدولة راتب لولات المور والطلبة ورفعت مرتبات الموظف فاخترقت المجتمع لكن الرشايدة ديل دايريين تعب شديد قتلتهم حياة البداوة والتخلف الشديد على فكرة هنا فى الخليج بعضهم ناكر سودانيته عديل باعتباره سعودى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..