بماذا افطرتم؟ اسماك ورمان ام ?بوش وقرقوش?.اا

بماذا افطرتم؟ اسماك ورمان ام ?بوش وقرقوش?
د.عبد القادر الرفاعي
لن يجد احد او يقتنع بان الشعب السوداني يرضي لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل بان يسلم نفسه لحكم فرد واحد او يسلم امره لانقلابيين لا يمثلونهم طالما كان ذلك الحكم مستخدماً للقوة كي يفرض حكمه طال زمن ذاك او قصر. اقول هذا لان تحركات شعبنا الذي لم يحن رأسه لمستبد او يطأطئه لطاغية يعرف الاجابة. ما سيتلوا ذلك والليالي من الزمان حبالا. ولان هذا المقال لا يحتمل التفاصيل عن المقاومة التي تعددت اساليبها وتنوعت وقائعها تهدف للرجوع الي تاريخ شعبنا البعيد والقريب الاتي والتي ندرك انها في كل الظروف انها لم تكن تقبل ان تحكم ديكتاتورياً. ان بعض محاولات شعبنا للانعتاق لم تحقق اهدافها النهائية، وان ظروفاً موضوعية قد حالت دون بلوغ تلك الاهداف، لكن الثابت انه يمضي بثقة الواثق نحو الحرية التي لا بديل عنها. نقول هذا ايضاً لان الظلم الذي اوقعه نظام الانقاذ بشعبنا قد فاق كل تصور، وان الصدمة التي انزلها اضخم من ان تثير المرارة والالم ثم تنتهي. انها اعظم من ان تحتملها الاعصاب والشعور بالمرارة والالم، بل ان اخطاء النظام المتتالية تعجز عنها طاقة الصبر والانتظار. لهذا، فان ما نشهده الان من مظاهر المقاومة والتي ابرزها الخروج في المظاهرات العلنية الرافضة لاستمرار حكم الانقاذ ليس لشئ متخيل وبعيد عن الواقع وبعيد عن الواقع المتخيل، بل لان طبيعة الشعب السوداني والديمقراطية المتأصلة في نسيجه وسلوكه تقوم علي هذه القاعدة، وكل خروج عنها او قهرها سينتهي الي رد فعل شعبي جارف ليس للبحث عن مخرج وانها للعودة للوضع الطبيعي الذي يرتضيه? اذن لابد من صنعا وان طال السفر.
صحيح ان مظاهر المقاومة رغم ما اشتملت عليه من ثمن فادح بدأ بالاستشهاد وانتهي بضيق فرص العيش فاننا لا يمكن ان نلغي من اعتبارنا الدور الذي تلعبه لقمة العيش، والتي حين تستغلق فان الشعب سوف يبتلع الحجارة مما لن يجدي معه توجيه السؤال من مسئول الي الصحفيين:? هسه فيكم واحد ما فطر؟? واذا كان هؤلاء قد واجهوا الاجابة علي هذا السؤال في جو ساده الصمت، الا ان وجوه اولئك الشباب، كانت تنطق بتسائل كبير يحمل في طياته معرفتهم الملحة عن الذي افطر به من وجه لهم ذلك السؤال، سعرات حرارية مما يحتاجه الانسان كانت وجبة افطار الوزير، اما افطارهم فقد كان ?البوش?.
الميدان