فرصة لتصحيح المسار

زمان مثل هذا

فرصة لتصحيح المسار

الصادق الشريف

? مازالتُ أذكر الإعلانات التي وُزعت على معظم صحف الخرطوم.. والتي جاءت من جهاتٍ عدلية.. تحمل أمراً بالقبض على المتهم/ الحاج آدم يوسف. ? وقد تذيل الإعلان وقتذاك بطلبٍ صغيرٍ إلى الشعب السوداني (الجمهور الكريم) بالمساعدة في القبض على المتهم أو الإدلاء بأيِّ معلومات عنه إلى أقرب مركز شرطة أو وكالة نيابية. ? وسبحان الذي بيده ملكوتُ كلِّ شيء. ? اليوم.. سيكونُ الرئيس البشير غائباً عن البلاد في زيارة لدولة قطر.. زيارة ليومٍ واحدٍ.. قيل عنها إنّها لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين (دائماً ما يقولون مثل هذا).. بينما أجندة الأزمة.. أزمة الاقتصاد لا تخفى على كلّ لبيب. ? أمّا الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول للرئيس.. فهو أيضاً سيبدأ اليوم الثلاثاء زيارة إلى جمهورية مصر العربية.. مصر ما بعد الثورة.. تستغرق ثلاثة أيام. ? زيارة النائب الأول للقاهرة تأجلت مرة.. ومرتين.. وثلاثاً.. حتى ظنّ الناس أنّ ما بين العاصمتين ليس عامراً.. ? كُنّا بنقول في شنو؟؟. ? نعم.. اليوم سيكون الدكتور الحاج آدم رئيساً مكلفاً لجمهورية السودان في غياب رئيسها بالدوحة ونائبه الأول بالقاهرة. ? الرجل الذي طُلب من الجمهور أن يساعد في القبض عليه قبل بضعة أشهر.. هو اليومَ رئيسٌ للبلاد.. والمطلوب من الجمهور الكريم السمع.. والطاعة.. والتعاون. ? هذا هو حال السياسة في بلادٍ يموتُ بالجملة مواطنوها.. لمجرد (سداد فواتير) اختلاف وجهات النظر السياسية.. حيثُ يدفعون أرواحهم فداءً للساسة. ? والحنظلُ الأمّرُّ بعد كلّ ذلك أن يتصالح المتخاصمان السياسيان.. ويتعانقان أمام الكاميرات.. ويتفيأ المعارضون الظلال الحكومية الوارفة بعرق دافعي الضرائب.. بينما لا تجد أسر الفدائيين عزاءً. ? لا علينا.. هذه فرصة سانحة للحاج آدم ليقدّم عملاً جليلاً في دنيا السياسية.. هذه الدُنيا التي ما أمسك بها أحدٌ حتى انسربت من بين يديه مثل ماءٍ.. سرابٍ. ? للدكتور الحاج آدم.. نائب الرئيس (والرئيس المُكلف اليوم).. إخوة كانوا معه في المحاولة الانقلابية التي اتهِم فيها.. والتي دفعتْ بصوره إلى الصفحات الأولى من الصحف.. إخوة تمّ اعتقالهم ومحاكمتهم.. ثمّ تنفيذ الأحكام عليهم. ? هم الآن بالسجن.. بعضهم أكمل فترة العقوبة.. وبعضهم ما زال.. يدفع الفاتورة السياسية الباهظة من حريته وتماسك أسرته. ? حان الوقت الذي يصدر فيه الرئيس المكلف عفواً عنهم.. عفواً يستحقونه بحقّ.. ما دام أصبح زعيم محاولتهم الانقلابية رئيساً للبلاد. ? وعفو الدكتور (الرئيس المكلف) عنهم ليس محاولة انقلابية في غياب الرؤوس الكبيرة.. بل هو تصحيح للمسار الخطأ الذي سارت فيه قضيتهم من أضابير السياسة إلى دهاليز العدالة. ? فليس من العدالة أن يذهب ملفهم وحدهم إلى القضاء.. بينما بقية الملفات السياسية قابعة بمكاتب السياسيين تنتظر التسويات والترضيات. ? إمّا أن تذهب كل الملفات السياسية إلى القضاء.. أو تبقى كلها بعيداً عنه.. والمساواة في الظلم ضربٌ من ضروب العدل.

التيار

تعليق واحد

  1. عزيزى الصادق
    هناك كتاب بعنوان ( اذا اردت ان تستوز فى حكومة الانقاذ ) فعليك بالاتى :
    1- ……….
    2- ……….
    3- …….
    4- ……….
    5- ……….
    6- ………
    7- ……….
    8-……..
    9-……
    10-…….
    عليك بمطالعة الكتاب حتى تستوز

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..