المشهد أمامنا أشبه بالهيستيريا.."باى.. باى يا خرطوم ".. رقصة الانفصال فى جنوب السودان

"باى.. باى خرطوم" هذا هو الشعار الكبير، الذى تمدد على لافتة ضخمة بحجم وشكل كف الإنسان، والتى أخذ نفر من منظمى المهرجان الجماهيرى، لشباب الحركة الشعبية بجنوب السودان، يمررونه على أكثر من عشرة آلاف مواطن، وفى كل مرة يمرر، تتصاعد الهتافات المطالبة بالتصويت للانفصال، فى الاستفتاءالذى سيجرى الأحد على تقرير مصير الجنوب.
كان المشهد أمامنا أشبه بالهيستيريا، فالكل فى حالة تفاعل مع الانفصال، الذى ارتدى الحاضرون ملابس مختلفة وبألوان متعددة، تدعو رسوماتها وعباراتها إليه. فضلا عن ذلك فإن حملة من الأنشطة، التى صاحبت المهرجان، الذى امتد إلى أكثر من خمس ساعات، واستمر حتى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، كانت تحمل التحريض عليه.
فالقبائل الكبرى بالجنوب أرسلت فرقها الشعبية، من مختلف ولاياته العشر وكل منها ترتدى ملابسها، وكأنها توجه إلى الخرطوم رسالة، مؤداها أن ثقافتها المحلية لم تمت فى مواجهة ثقافة عربية وإسلامية ظلت مهيمنة على مدى العقود الماضيةالخاصة.
وكانت كل فرقة تؤدى الرقصات التقليدية المصحوبة بدقات الطبول القوية، التى تدفع الأجساد إلى التمايل مع إيقاعاتها، بمشاركة من أطفال وصبايا فى عمر الزهور، لايقل رقصهم كفاءة عن الكبار.
حيث كان رجال كل فرقة يحملون فى أياديهم الرماح والنبال، ويتخذون بين الوقت والآخر وضعية القتال.
وقد وجه أحدهم فى حركة مفاجئة رمحه إلى وجه دبلوماسى أجنبى، فسارع على الفور، إلى تغطية وجهه ورأسه، ثم تبادل الابتسامات معه.
وقد شاركت فرقة الجيش الشعبى فى المهرجان، حيث عزفت لحنا عسكريا، ذا صبغة وطنية، مما أدى إلى تدافع الجماهير والتلويح بالأعلام، التى تحمل شارة الانفصال، وهى عبارة عن كف واحدة بدلا من كفين، والأرجل تدق على الأرض بقوة وفيض الفرح يتراقص على الوجوه، رجالا ونساء، والذين كانوا يتبادلون التحية على الطريقة التقليدية السودانية.
شباب آخرون، شاركوا بهتافات تندد بما يعتبرونه فهما مقلوبا لهوية الدولة السودانية، وقد قال أحدهم إن حكام الخرطوم اعتبروها دولة عربية إسلامية، دون أن يشيروا لأهلها، الذين تختلف أعرافهم وسحناتهم، وأديانهم وقبائلهم.
وتغنى الحاضرون شعرا بالحرية القادمة، والتى قالوا عنها إنهم سفكوا فى سبيلها دماء شبابهم.. مؤكدين أنهم يحلمون ببناء وطن ينعمون فيه بالسلام
حيث لا توجد تفرقة ويودعون أزمنة الخراب والجهاد باسم الدين.
"وكانوا يرحبون بدولة كوش"، هو أحد الأسماء المطروحة للدولة الجديدة، مؤكدين أنه ليس هناك دين أفضل من دين ولا جنس أحسن من جنس، وعلى خلاف الشعارات التى كانت ترفع طيلة العقود الماضية، محذرة من خطر الانفصال.
كانت كل كلمات وهتافات قيادات الجنوب، تحذر مواطنيهم من مخاطر التصويت للوحدة، التى اعتبروها قرينة للحرب والدمار والموت.
وفى إقليم ترتفع فيه نسبة الأمية لأكثر من 90 فى المائة، كان هناك حرص خلال المهرجان على توجيه المواطن البسيط، بخصوص طى ورقة الاستفتاء ليتجنب خيار اليدين المتعانقتين، اللتين ترمزان للوحدة وقالت لهم القيادات الجنوبية: لقد خدعنا من قبل ثلاث مرات، فيما يتعلق بحق تقرير المصير، غير أن قيادات الشمال أقنعتهم فى المضى بالوحدة، ومن ثم فلا مجال لمحاولات الخداع مرة أخرى.
اللافت أن اللغة العربية، كانت هى السائدة.. حيث إنها وحدها القادرة على مخاطبة الجميع، الموزعين بين قبائل لا تتحدث إلا لهجاتها المحلية، وعندما لا تسعف المتكلم بعض المفردات العربية، كان يلجأ إلى الإنجليزية، والتى ستكون لغة الدولة الوليدة رسميا.

جوبا ? العزب الطيب الطاهر وأسماء الحسينى
الاهرام

تعليق واحد

  1. نعم ارقصوا وغنوا واحتفلوا بعد ان استعدتم حريتكم رغم الصعوبات فلن تكون ابشع من نظام البشير نافع وستكون اموال البترول لكم رغم فساد بعض قياداتكم فسينالكم من الطيب نصيب …. ومبروك عليكم

  2. الجنوب ليس فيهم بنيات تحتية وسيشقى المواطنون الجنوبيون كثيرا حينما يكتشفون وذلك وحينما يكتشفون ان معظم قروش البترول ستذهب الى جيوب قادة وجيش الحركة الشعبية وسنشقى نحن فى الشمال وسترتفع الاسعار مرات ومرات بسبب سرقة اموال الشعب بواسطة قادة المؤتمر الوطنى بسبب خروج اغلب مورد النفط بسبب انفصال الجنوب . الله يلعنكم يا اهل المؤتمر الوطنى ويا اهل الحركة الشعبية وكما قال الشهيد الشفيع على لسان زوجته الانسانة فاطمة احمد ابراهيم ( ركبتونا ظهر اسد كان قعدنا فوق ظهروا بياكلنا وكان نزلنا منه بياكلنا . سيشقى شعب الشمال والجنوب ويسعد قاعدة المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية

  3. إن شاء الله بعرة ماتعتر ليكم ، أمشوا علينا يسهل وعليكم يمهل ، والله نحن فرحانين أكثر منكم .

  4. في الحالتيـــــــن أنا ضائـــع لا بعــــــدك بريحــــــني ولاقــــــربك بفرحــــني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..