مُدُنٌ من ضِياء !

لا الدّرْبُ يُفضي إليْها
ولا الحُزْنُ يقربُها في المساءْ
مُدُنٌ من ضِياءْ
مدنٌ من حليبِ الشُّعاعِ الضّحوكِ
وأنشودةٌ مثل قوْسِ القُزَحْ
معتّقةٌ من نبيذِ الأحاجي
ومن أغنياتِ الفرحْ !
مدنٌ في عيونكِ طالعةٌ
من رحيق الزنابقِ
عابرة في جُناحِ المساءِ
وأكمامِ ورْدِ الحدائقْ
تمنّيتُها قبلَ أن أُدمِنَ الحزنَ
أو أن أدوّنَ في دفتري
كِلمةً من رصيدِ الكآبهْ !
تمنّيْتُها في شرودي
وعاتبتُها في حُضوري
وناجيتُها في ابتعادي
وعلّقتُها شارةً فوق صدري
وترنيمةً عذبةً في فؤادي
وما أشتهي غيْرَها
إنّ عطْرَ الزنابقِ دوّخني
والعناوينَ تسقطُ..
تسقطُ يا مدناً من ضياءْ !
مدنٌ حاصرت في العشيّةِ عشاقَها
مدنٌ في عيونِكِ ..
أبوابُها الخُضْرُ مقفلةٌ بالمزالجِ
أسوارُها مشرعاتُ الأيادي
وتفزعُ من همُساتِ النّسائمِ
من ساجعاتِ الحمائمِ
تندسُّ في جلدِها تارةً
ثمّ تلبسُ أقنعةً من أديمِ المرايا
ومن سِحْرِ عطرِ المواسمْ
تمنّيْتُ لو أنتمي مرّةً
للبريقِ المسافرِ فيكْ
أجدِّفُ .. ما من سبيلٍ إليكْ
وأبحثُ في طُرُقاتكِ عنكْ!
فيرتدُّ وجهي وصوتي غريبيْنِ
لا أنتِ أعطيْتِ وجْهي
بطاقةً أن ينتميَ للفرحْ
ولا رنّ صوتي ليُفصِحَ عنِّي !
وتسقطُ كلُّ العناوينِ
تسقطُ كلُّ العناوين!
لا شيءَ في البالِ أحْلى
من الموتِ في مدنٍ من ضياءْ
تحاصِرُ عُشّاقَها.. والمساءْ
يشدُّ النّوافذَ فيها
إلى صمْتِهِ العبقري!

فضيلي جمّاع
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..