أخبار السودان

حوار مع مُصممة أول علم سوداني .

أم درمان ــ أمل أبوالقاسم

حينما أُعلن الإستقلال من داخل البرلمان في العام 1956م، إستدعت الأُستاذة السريرة مكي عبدالله موهبتها في فن الرسم، وأعملت ملكاتها الإبداعية في إبتكار علم يُمثل استقلالية السودان، آملة أن يأخذ موقعة على سارية القصر بعد إنزال العلمين المصري والإنجليزى، وبعد فراغها من صًنعه وحياكته بمهارة فائقة، أرفقت معه قصيدة وبعثت به إلى الإذاعة، وبالفعل كان لها ما أرادت وإحتل علمها مكان العلمين الإستعماريين، وظل (قبل إستبداله بالعلم الجديد) يرفرف لأربعة عشر عاماً متواصلة على السواري المنصوبة في المؤسسات والمنازل والميادين، دون أن يسأل أحد عمن صممه، وبعد (56) ستة وخمسين عاماً خرجت الحاجة السريرة عن صمتها و(قمقمها) بعد أن رأت غيرها يُكرمون بينما هي بعيدة ومجهولة، فأسرع أبناؤها الذين إستفزهم الغياب (الطوعي) الذي إختارته والدتهم وكسل الجهات ذات الصلة وتقاعسها عن البحث عن مصممة أول علم وطني، وما أن برزت (السريرة) على سطح الأحداث حتى تبارت وسائل الإعلام في التعريف بها، وتم تكريمها من قبل جهات عدة رسمية ومدنية.
لكن (المجهر السياسي) لم تكتفِ بنقل تلك الوقائع، بل زارتها في منزلها بأم درمان (الثورة الحارة الرابعة)، كشفت هذه الزيارة أموراً كثيرة ظلت حبيسة في الصدور ولم يتطرق إليها أحد مُسبقاً.
} من دار الإذاعة
ولدت السريرة مكي عبد الله الصوفي في (حي الهاشماب) الأمدرماني سنة 1928م، وتلقت تعليمها في كُتّاب العباسية بنات، ثم إلتحقت بكلية المُعلمات وتخرجت فيها معلمة، نقلت بعدها إلى مدينة أُم روابة، وفي العام 1941م كُلفت بفتح مدرسة في الرهد، ثم عادت إلى كلية المعلمات مُجدداً، وتركت العمل عندما تزوجت في سنة 1948م.
وحينما كان عمل النساء في الإذاعة ضرباً من (العيب) قدمت الأُستاذة السريرة برنامجاً للإذاعة بعنوان (حديث للأمهات وقصص للأطفال) وكن ثلاث نساء فقط إستطعن تجاوز ثقافة العيب المستشرية آنذاك.
وفي هذا السياق تقول (السريرة): يرجع الفضل في ولوجي العمل بالإذاعة إلى والدي الخليفة مكي الصوفي خليفة الشريف يوسف الهندى وقاضي المحكمة الشرعية، فقد كان رجلاً متفهماً وراقياً ومتحضراً، وأضافت: أما والدتي فهي نفيسة الحسن عوض الله، من أوائل البنات اللاتي درسن بمدرسة بابكر بدري للبنات برفاعة.
} اللمبة (تبق).. فتبدأ الثرثرة
وعن (دار الإذاعة) في ذلك الوقت، قالت الحاجة السريرة إنها كانت عبارة عن (أوضة) واحدة في منزل الأميرلاي (الزين حسن) في (حي الهاشماب) بالقرب من بيت الأمانة، وكان الأستديو تربيزة واحدة عليها لمبة (ولما اللمبة تبق طوالي يبدوا في الكلام) بحسب تعبيرها، وكشفت (السريرة) عن أنهن كن (يتبلمن) في ذهابهن وعودتهن من الإذاعة خشية (كلام الناس) وإفتضاح أمر إرتكابهن لجريرة العمل بالإذاعة.
} يا وطني العزيز اليوم تم جلاك..
بعد الزواج تفرغت السريرة لتربية أبنائها وتنقلت مع زوجها ?كومندان? السجون عبر الأقاليم، وكانت مولعة بالرسم تزجي به إلى جانب رعاية أبنائها أوقات فراغها، فرسمت الطبيعة الساحرة بالجنوب وأماكن أخرى، ويبدو أن ولعها بالرسم هو ما دفعها لاحقاً وفي أعقاب إعلان الإستقلال للتصدي إلى رسم علم للسودان الأول ذي الثلاثة ألوان، مُلحق بمفتاحٍ تعريفي بكل لون، ثم وقعت عليه بحرفها الأول (س) وألحقته بمكي، وأرفقته بقصيدة يقول مطلعها ?يا وطني العزيز اليوم تم جلاك وبهمة رجالك نلت إنت مُناك?
بعثت (السريرة) بـ(طرد) العلم إلى الإذاعة عن طريق شقيقها، وأُذيعت قصيدتها في يوم الإستقلال، لكن الإعلان عن العلم الجديد ظل مجهولاً إلى أن رفرف (علم السريرة) في ذات اليوم الذي أنزل فيه العلمان، وظل يخفق ويرفرف أربعة عشر عاماً، بعدها سافرت السريرة برفقة زوجها متنقلة بين المدن، وعندما عادت إلى الخرطوم وجدته وقد تبدل بألوان أربعة جديدة وتصميم جديد ليواكب ألوان الدول العربية وقتها.
} السريرة وكاشف والمليك…
وفي معرض ردها على سؤال (المجهر السياسي) عمّا إذا كانت تمارس أية نشاطات سياسية وإجتماعيه حينها، أوضحت (السريرة) أنها وفي بداية تكوين الإتحاد النسائي تلقت دعوة للإنضمام إليه، بيد أنها لم تحضر سوى الإجتماع الأول مع رصيفاتها نفيسة المليك، حاجة كاشف، مدينة بابكر، زكية عثمان، والمرحومة عزيزة مكي، لكن سفرها للجنوب حرمها من المتابعة، وعادت لتشارك بصورة فعلية من مدينة ود مدني برفقة السيدات، نفيسه أحمد الأمين، حواة النبي صديق، وبدور عبدالله، حيثُ قدمن محاضرات للنسوة ودروساً صحيّة وغيرها من النشاطات الفاعلة.
} السريرة تصمم.. والطقطاقة تلبس
قبل أربع سنوات جمعت إحدى المناسبات الحاجة السريرة بالفنانة حواء الطقطاقة، فسألتها السريرة إن كانت تعرف صاحبة تصميم الثوب (العلم) الذي دأبت على لبسه في المناسبات القومية، فأجابت الطقطاقة بأنها لا تعلم عنها شيئاً، فعرفتها السريرة بنفسها لكنها لم تُلقِ لها بالاً. وفي ذات العام تم تكريم حواء الطقطاقة والتشكيلي عبدالرحمن الجعلي مصمم العلم الحالي على أنهما مُصمما علمي السودان، ما إستفز (السريرة) وأولادها، فلجأوا إلى الإعلام لإنصافهم بإخراج دور (والدتهم) من الظلمات إلى النور، حيثُ ظلت مصممة أول علم وطني قابعة في العتمة طيلة الـ 56 عاماً الماضية، قبل أن تنهمر عليها الأضواء وينصفها الإعلام والولاية وإتحاد المرأة والمنظمات ووزارة الخارجية، وتم تكريمها العام المنصرم بجانب رئيس القضاء الأسبق الأستاذ بابكر عوض الله من قبل إتحاد الشباب الوطني بولاية الخرطوم.

المجهر

تعليق واحد

  1. الحمد لله نلت التكريم واصبحنا نعرفك
    مما يستفاد من القصه:

    1) دائما عليكم بالمبادره لفعل ما ترونه مناسبا قبل ان يقوم شخص آخر لا كفاءة له للقيام بالمهمه وتصبح مصيبه
    2) علبكم بانتزاع حقوقكم فى هذا الزمن بدون تردد

  2. أقسم باللة العظيم هذة المراة كذابة وثم كذابة, كونها إبتكرت علم السودان. علم السودان إبتكرة المناضل من مؤتمر الخرجيين المهندس حسن محمد أبوجبل من أبناء بيت المال, وقد جلست مع المناضل المرحوم عدة مرات ليحدثني عن تاريخ إستغلال السودان حتي حكي لي عن إبتكارة للعلم . وما أظن هذة الشخصية المناضلة قدد كذب علي باي معلومة. وهو كذلك مؤلف لكتب القضاء والقدر والفلسفة في الدين هذة سرقة وكذب من إمراة في ذلك العمر؟

  3. ذكرت سابقا ان علم السودان صممه استاذ/صالح سليمان رئيس شعبة الفنون بمعهد التربية بخت الرضا
    وهو موجود الآن واقترب عمره من التسعين ويعيش في قرية الوحدة جنوب ودمدنى واستلم خطاب شكر من وزارة الداخلية في ذلك الوقت 1956 وقد رايت الخطاب قبل سنوات ولكنه يرى في الامر شئ عادى ولايهتم بالاعلام حاله حال المعلمين الاجلاء في ذلك الزمان وهو خريج اول دفعة في كلية الفنون المعهد الفنى.فانا استغرب كيف ينسب الامر لشخص آخر مع احترامى للوالدة السريرة والتى قد تكون لها مساهمات ولكن امر العلم يجب ان يصحح للامانة والتاريخ خاصة في شئ يهم كل السودانيين.

  4. في عام 1998 حيث ضمغ السودان بتجارة الرق والبارونة كوكس ومعها مجلس الكنائيس العالمي جميعهم يقوموا ويقعدوا كيلا على السودان
    قمت بنشر مقال طويل وكبير في مجلة المجلة حيث الانترنيت كانت ليس عامة للجميع ومجلة المجلة معلومة مجلة دولية ومحرر المجلة كان راشد عبد الرحمن رئيس قناة العربية لاحقا فالمقال من شدة شرحه وتفسيره ونفيه للجانب السوداني قد وجد طريقه نشر في الصفحة الاولى لمجلة المجلة واطلع عليه كثير من اصحاب القرار ووزير الخارية أنذاك كان……… تقابلت معه خارج السودان وأعطيته نسخة من المجلة والراجل لانه الناطق باسم السودان رايته يستشهد ببعض ما ورد في مقالي وحسب الحديث لنفسه في كل مؤتمراته ذات الصلة والسودان بحمد الله وذلك المقال المشهور الذي اظهرت انا فيه الحقيقة الحمد لله قد إنجلت التهم التي كانت تلصق عليه رويدا رويدا الى نهاية التهم فذلك الوزير أصبح لم يذكرني ولا بالغلط على ذلك المجهود الذي زودته بها
    وانا الان معي المقال وتسجيلات ذلك الوزير بلإستشهاده بما ورد في مقالي من كلمات لها معاني وحقيقة

    عليه حاولت أضيف فقط هناك ناس مغمورون وناس تلمح بإعمالهم إنطبق عليهم المثل السودان القائل الخيل تجغلب والشكر لحماد

  5. الأخ ((( ابن الخرطوم ))) حرام عليك ثم حرام أن توصف الحاجة السريرة بالكذب وكذلك تقسم بالله … يا أخى الحاجة السريرة تطلع عمتى وهذه المرأة امرأة فاضله وتقية ولا تكذب أبدا والله لو رأيتها مستحيل تقول هكذا كلام عنها … هنالك فرق بين الابتكار والتصميم هذا المهندس قد يكون ابتكره لكن عمتى السريرة فعلا هى التى صممت هذا العلم … فيا أخى لا تسيىء لأناس لا تعرفهم كان ممكن ايصال معلومتك من غير اساءات … أشكرك أخى ((( ابو أحمد )))…

  6. المهم في الموضوع وكما قال د. محمد عبد الله الريح ان هذا العلم الذي تتحدثون عنه هو العلم القانوني المجاز بواسطة البرلمان ولا يصح تبديله الا بعد ان يجتمع البرلمان مرة اخرى ويجيز غير ذلك

  7. يا ريتهم ما مرقوا و خلوا لينا الوهم من ميرغنية و انصار و اخوان مسلمون و موهومون يا ريت يعود الاستعمار الانجليزى و ينقذنا من هذ الدجل علم قال بلا علم بلا شوال عليكم الله ده شعب يرفعوا ليهو علم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..