أخبار السودان

عذرا العقد وندماء الحوت لقد افشلتم فكرة الاحتفال

خالد يس

قبل ان نبدا في نقد حفل راس السنة لـ 2014 يجب ان نقر حقيقة ان العقد قد استعدت تماما من ناحية التنظيم وبداية الاحتفال بوقت مبكر بعد التاسعة بقليل وكذلك وفرة الاغاني التي تغنت وتنوعها والاستعراض الذي اعد بعناية عند الساعة 12 ليلا.
ولكن، ما ناخذه على العقد الفريد هو التركيز على استقطاب جمهور الحوت وفكرة الثورة دون الاخذ بالمبادئ الاساسية التي قامت عليها المجموعة، فقد تجنبت المجموعة ربط مناسبة الاستقلال بمناسبة السنة الميلادية وتهنئة المسيحيين والمسلمين بتلك المناسبة من اجل التاكيد على التعدد والتنوع السوداني. فقد كانت البداية شديدة التقليد بين الترحم على الحوت والذي اعتبره مزايدة مقصودة لكسب شعبية الحوت وتحويلها إلى جماهير من اجل الثورة السودانية دون ان تقوم المجموعة بتوعية تلك الجماهير بحقيقية فكرة العقد، ثم الترحم على بهنس دون ذكر شهداء ثورة سبتمبر ولو من بعيد.

وحقيقة افترض ان العقد قد استخدمت مفهوم التقية أو مفهوم الانحاء للعاصفة وهي تبدا الحفل بمديح الرسول محمد وصحابته، فما علاقة مديح الرسول بالاستقلال أو بالنسبة الميلادية ومن هو الاحق بالذكر في المناسبة الرسول محمد ام الرسول عيسي، ولا ندخل هنا إلى علاقة المديح بمشروعيته المشكوك فيها من قبل الرؤية العربية التي تعده شرك وتحديدا المجموعة الوهابية، وندرك ان المديح واحد من الطقوس الاجتماعية السودانية التي لا نرفضها ولكن لا نقر بالاحادية في القيم الاجتماعية السودانية، فقد كانت الفكرة الاساسية التي جمعتنا مع عقد الجلاد هي حق جميع السودانيين في الاعتراف بهوياتهم الفكرية والاجتماعية (القبلية) دون تميز لاحد على الاخر اذا كان من جانب الامسلمين أو المسيحيين أو اذا كان من جانب العرب أو غير العرب،

فالسودانوية تعني حق كل شخص سوداني في هذا الوطن لذلك لازلنا نردد مع العقد الفريد (الرقم اللسة واحد). فتحاول العقد حسب اعتقادنا تجاوز الاحادية التي ادمت الوطن كثيرا اذا كان في الدين أو القبلية والدعوة إلى التعدد والاحتفاء به اذا كان في الرسل أو في مختلف انوع التعدد الارضي، ولذلك كنا ننتظر من العقد ان تحتفي بعيسي كما تحتفي بمحمد وغيره من الرسل والديانات، حتى نتجاوز النظرة الاحادية للدين والعرق. ولكن ما حدث هو ممارسة العقد الانتهازية وتركت المبادئ الاساسية.
وحقيقة يستغرب الفرد ان تحتفي ولاية الخرطوم ممثلة في حكومتها من الوالي والمعتمد وهم كما نعرف الممثلين الشرعيين للحركة الإسلامية نستغرب ان يجمعوا في احتفالهم الرسمي في الساحة الخضراء بين الاستقلال وبين اعياد الميلاد ممثلة بوجود بابا نويل بشكله المعروف والوالي والمعتمد على خشبة المسرح الرئيسي، وتضن علينا عقد الجلاد ليس باغنية عن المسيحية والمسيحيين في عيدهم ولكن تضن علينا حتى بتهنئة، فكيف ندعو إلى التعدد ونحن لا نستطيع ممارسته (كيف يستقيم الظل والعود اعوج). كنا ننتظر الاحتفاء بالمسيحيين حتى نوصل إلى الجميع ان الاخر المسيحي أو غيره ليس اخر ضد ولكنه اخر مختلف ينتمي إلى هذا الوطن الذي يمكنه ان يسع الجميع ولكنه الاستسلام للارهاب الفكري في العقدية التي حاولت العقد معه التاكيد على اسلامهم بمديح الرسول محمد وعدم الاتيان على ذكر المسيحية، وضنت حتى بكلمة عن ما يدور في الجنوب هذه الايام، رغم وجود جزء من ابناء الجنوب بالحفل.

ندماء الحوت:
حقيقة اتسال عن وجود ندماء الحوت في حفل عقد الجلاد، فرغم التفاعل الواضح بين مجموعة العقد واولئك الشباب الا انني افترض انها محاولة من العقد للاستحواذ على ذلك الجمهور دون توعيته بمفهوم المجموعة ودعوتها في الحياة، فذلك الجمهور ياتي إلى الاحتفال للفرح فقط، ولا يدرك اننا عندما نسميه بالحفل فنحن نعني ذلك تجاوزا وليس معني حقيقي، فحفل عقد الجلاد بينها وبين أصدقائها وليس جمهورها كما تؤكد المجموعة والأصدقاء على ذلك عبارة عن لقاء من اجل تأكيد ان الدعوة إلى وطن يسع الجميع لم تكتمل بعد وعلينا شحذ الهمم من جديد ومواصلة المشوار، مع التأكيد على ان هنالك كثير من الأشخاص المهمومين بهذا الوطن مما يولد داخل الفرد طاقة ايجابية بعدم اليأس مع وجود كل أولئك الأشخاص الذين من حولك والذين يقدمون الوطن على همومهم الشخصية. فماذا يجمع جمهور الحوت الذي لا يفكر الا في الاحتفاء والفرح مع جمهور العقد، وحقيقة كيف نحتفي ونحتفل ونرقص طربا ونحن من داخل الحفل نتذكر أبناء جبال النوبة الذين تتساقط عليهم القنابل ويتناوشهم الجوع وكيف نرقص طربا ونتذكر دارفور والنيل الأزرق إلى ان نصل إلى شهداء سبتمبر. وهنا لا نحجر على ندماء الحوت الفرح ولكن ليس في حفل عقد الجلاد الذي هو عبارة عن مرثية وطن فلا نطرب في ذلك الحفل ولكن نتذكر واجبنا امام هذا الوطن العملاق. ونتمني من مجموعة العقد الفريد التوقف عن الاصطياد في الماء العكر فهي تفقد جمهور مستوعب لفكرة عقد الجلاد من اجل جمهور منهزم نفسيا وضائع يبحث فقط عن لحظة فرح.
ومعا من اجل وطن يسع الجميع

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اول شئ لاتقول الرسول محمد والرسول عيسى بل قل صلى الله عليه وسلم وعليه السلام..ثانيا مقالك ركيك ومفكك ومن أنت حتى تتحدث بالنيابة عن جمهور عقد الجلاد وتسئ لجمهور الحوت لتصفه بالمنهزم نفسيا وضائع

  2. اولاً من هي عقد الجلاد لتعبر عن الشعب او تكون لها حراك سياسي فهي في راي الشخصي مجموعة مسترزقة والدليل على ذلك انها تقيم بعض حفلاتها في نوادي ود للحكومة او الجيش فهي يعيشون على طيبة الانسان السوداني (( وبصريح العبارة مجموعة عقد الجلاد ما خده اكبر من حجمها في السودان ))
    اما التعدد الديني والعرقي فهذا لا ياتي بالغناء لاننا عشنا وما ذلنا نعيش في السودان مع المسلم والمسيحي و الاديني فلا اظن بان مجموعة مسترزقة مثل عقد الجلاد سيكون لها دور في تقريب الفجوه ان وجدت

  3. من أنت أيها الجاهل حتى تتطاول على أعظم مجموعة غنائية في العالم الثالث . هذه المجموعة ما قدمته من تراث وثقافة وعلم في الموسيقى لا يفهمه أمثالك . هذا من ناحية ، وبعدين مين القال ليك أن المناسبة (رأس السنة) هي مناسبة خاصة بالمسيحيين . احتفال المسيحيين يكون من 23 ديسمبر إلى 25 ديسمبر . أما إطلالة العام الجديد فعندنا ترتبط مباشرة بعيد الاستقلال إذن المسيحية لا علاقة لها بعيد استقلال السودان ، وعليه المناسبة هي استقلال السودان يوم رفع العلم السوداني بعد الجلاء . أما أيقونة بابا نويل التي وضعتها ولاية الخرطوم فهي محاولة بائسة من الكيزان لكسب قلوب من بقي من المسيحيين بعد الانفصال وهم ( الأقباط ، وشوية دينكا نقوك ، والكمية الهائلة من الأثيوبيين والأرتريين ) وعقد الجلاد بعد انفصال الجنوب ما كان لها أن تلفت النظر للأقباط الذين لا تتجاوز نسبتهم (5.%) من السودانيين لأن القبطية مثلها واليهودية ليس فيها دعوة للآخرين وعيه ليس من المتوقع أن تزيد هذه النسبة خاصة بعد هجرة الكثيرين منهم إلى استراليا بعد حكومة البشير . وعليه عقد الجلاد ليست ملزمة باي حال من الأحوال للتطرق ولو من بعيد لذكر السيد المسيح عليه السلام حتى لا يقول أمثالك أن الفرقة بكل تاريحها العريق أرادت تملق المسيحيين . وعقد الجلاد عبرت عن الجنوب -دون النظر إلى خلفيات الجنوبيين الدينية – بمجموعة من الأغاني التراثية من مختلف القبائل الجنوبية من منطلق الهوية السودانية وليس تملقاً للجنوبيين ، ولا محاولة لأرضاء الغير . أما فيما يتعلق بالحوت عليك أن تعرف أن فرقة عقد الجلاد تأسست في (85) عندما كان أعضاؤها طلاباً بمعهد الموسيقى في مبني قصر الشباب والأطفال ، ووقتها كان محمود عبد العزيز منتسب إلى قسم الدراما بقصر الشباب والأطفال مع الكوكوبة النيرة ( مجدي النور ، أميرة إدريس ) وغيرهم ، وكان شمت وعثمان النو يعرفونه جيداً من خلال محمد عبد الرحيم قرني وبقية أعضاء فرقة الأصدقاء التي كانت في بدايتها بعد محطة التلفزيون الأهلية . وعليه العلاقة بين العقد ومحمود علاقة قديمة جداً ترجع إلى زمان الديمغراطية الحقيقية التي تنفسنا فيها عبير الحرية بكل معانيها .
    أين كنت أنت في ذلك الوقت؟
    ما أظنك ولدت بعد . أو لا أظنك عرفت العاصمة والحضارة والثقافة والفن .

  4. الشعب السوداني لم يكن يوما في حاجة لعقد الجلاد ولا حتى لمقالات كهذا لتؤكد التعايش بين مكوناته الاثنية أو الدينية ، شعب السودان بحاجة لابتعاد السياسيين ومدعي الفكر عن موروثه الثقافي المتعدد والمتنوع فشعب هذا البلد استطاع وعلى مر الازمان كيف يتعايش مع هذا التنوع والتعدد كوحدة واحدة ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..